Ad

الآن وبعد أن تم ترشيح المركب الأساسي، سيبدأ فريق الكيمياء الطبية في تعديل هيكل الجزيء لتحسين خصائصه، ولكن ما الخصائص التي سيتم تحسينها؟ ما هي أهم اختبارات الدواء الجديد؟ بعد تحضير العقار بأفضل صيغة كيميائية، هل هو جاهز الآن لطرحه في السوق الدوائية؟ ما المقصود بالتجارب ما قبل السريرية؟ هل سيكتفي صانعو الأدوية بالتجارب على الحيوانات؟

هناك أربعة خصائص مهم العمل على تحسينها، وهي:

  • الفاعلية: تطوير الدواء ليعطي تأثير علاجي بأقل جرعة ممكنة، إذ تميل الأدوية ذات الجرعات المنخفضة إلى أن تكون أكثر أمانًا.
  • الخاصية الثانية الفعالية، مقدار تأثير الدواء على البروتين المستهدف.
  • السمية، سيتم تقليل التفاعلات السمية المحتملة لهذا المركب.
  • وأخيرًا، الحرائك الدوائية، وهنا بعد أن يدخل الدواء الجسم سيمر بمراحل أربعة، وهي (امتصاص، توزع، استقلاب، اطراح)، يتم العمل على هذه المراحل لتحسين عمل الدواء.

يتطلب تحسين المركب موازنة هذه الخصائص المختلفة ولكن سيكون هناك بعض التنازلات، على سبيل المثال، قد يتطلب تقليل السمية خسارة طفيفة في الفاعلية.

التجارب ما قبل السريرية:

إن تحديد ما إذا كان الدواء جاهزًا للتجارب السريرية ينطوي على دراسات ما قبل السريرية واسعة النطاق تنتج الفعالية الأولية والسمية والحركية الدوائية ومعلومات السلامة، حيث يتم اختبار جرعات واسعة من الدواء باستخدام التجارب في المختبر (أنبوب الاختبار أو مزرعة الخلية) وفي التجارب الحية (الحيوانية)، ومن الممكن أيضًا إجراء اختبار باستخدام نماذج الكمبيوتر للتفاعلات المستهدفة للدواء. بعد إجراء هذه الاختبارات، يُراجع الباحثون النتائج التي توصلوا إليها ويقرروا ما إذا كان ينبغي اختبار الدواء على الأشخاص.

التجارب السريرية على البشر:

تتقدم التجارب السريرية خلال أربع مراحل لاختبار العلاج وإيجاد الجرعة المناسبة والبحث عن الآثار الجانبية، إذا وجد الباحثون، بعد المراحل الثلاث الأولى أن الدواء آمن وفعال، فإن إدارة الغذاء والدواء توافق عليه للاستخدام السريري وتستمر في مراقبة آثاره.

بدايةً لاختبار الدواء على البشر، تقدم شركة الأدوية طلب عقار جديد أو استقصائي new drug investigational أو IND، لإدارة الغذاء والدواء، يفصل تطبيق IND بيانات العميل قبل السريرية، بما في ذلك دليل الفعالية، واختبارات السموم المكتملة في الحيوانات، ومعلومات التصنيع، بعد ذلك إذا لم تقدم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية اعتراضات في غضون 30 يومًا، فستبدأ الشركة في التجارب السريرية، وهناك 4 مراحل سأوضحها الآن.

المرحلة الأولى:

تشمل تجارب المرحلة الأولى 25 إلى 75 متطوعًا يتمتعون بصحة جيدة، لا يُعاني المتطوعين من المرض الذي يعمل عليه العقار، تحدد التجارب في هذه المرحلة الجرعات الآمنة للعقار، ويتعرف الباحثون أيضًا على نوع الآثار الجانبية، والتي يُطلق عليها التفاعلات الدوائية الضارة adverse drug reaction ADRs، التي قد يظهرها المرضى أثناء التجارب اللاحقة.
ترصد تجارب المرحلة الأولى السلامة، ولكن قد تظهر أيضًا علامات الفعالية على الرغم من أن الأشخاص الخاضعين للاختبار هم متطوعون أصحاء، على سبيل المثال، إذا كان الجزيء يخفض الكوليسترول، فسيقوم الباحثون بمراقبة مستويات الكوليسترول بحثًا عن العلامات المبكرة للفعالية.

المرحلة الثانية:

تستخدم تجربة المرحلة الثانية عددًا أكبر من الأشخاص (100 إلى 300)، وبينما ينصب التركيز في المرحلة الأولى على السلامة، ينصب التركيز في المرحلة الثانية على الفعالية.
تهدف هذه المرحلة إلى الحصول على بيانات أولية حول ما إذا كان الدواء يعمل مع الأشخاص المصابين بمرض أو حالة معينة، وتستمر هذه التجارب أيضًا في دراسة السلامة، بما في ذلك الآثار الجانبية قصيرة المدى، إذ يمكن أن تستمر هذه المرحلة عدة سنوات.

المرحلة الثالثة:

تجمع تجربة المرحلة الثالثة مزيدًا من المعلومات حول السلامة والفعالية، ودراسة مجموعات سكانية مختلفة وجرعات مختلفة، واستخدام الدواء مع أدوية أخرى. يتراوح عدد المشاركين عادة من عدة مئات إلى حوالي 3000 شخص، إذا وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أن نتائج التجربة إيجابية، فستوافق على العقار الجديد.

المرحلة الرابعة:

بمجرد الموافقة على الدواء الجديد، ستبدأ الشركة الراعية على الفور في تسويق الدواء، والآن يدخل الدواء في المرحلة الرابعة من التجارب السريرية، أي أنه لا يزال يخضع للمراقبة في السوق، ولكن من يراقب الدواء؟ ستراقب الشركة الدواء من خلال شريحة واسعة جدًا من المرضى والأطباء، ويخضع الدواء أيضًا للمراقبة من قبل إدارة الغذاء والدواء، وقد تقوم الجامعات والمؤسسات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية بمراقبة الأدوية الجديدة. تسمى عملية المراقبة هذه التيقظ الدوائي pharmacovigilance، وتستغرق فترة زمنية طويلة لتحديد سلامة الدواء ولرصد الآثار الجانبية طويلة المدى.

  • إذا تم تحديد مشكلة تتعلق بالسلامة، سيتم سحب الدواء من السوق، ومن الأمثلة على ذلك دواء السيبوترامين وهو دواء لفقدان الوزن، ولكن تبين من خلال الدراسات أنه يسبب مخاطر على القلب والأوعية الدموية لذلك تم سحبه من السوق.
  • أما بالنسبة للأدوية ذات المخاطر الشديدة ولكن يمكن تجنبها فهي تحمل تحذيرًا يسمى بتحذير الصندوق الأسود black box warning، وهو نص تحذيري على عبوة الدواء بحد أسود حول النص، وكمثال عليها دواء الأسيتامينوفين، المعروف أيضًا باسم الباراسيتامول، وهو مسكن للآلام يصرف بدون وصفة طبية مع تحذير من تلف الكبد المحتمل.
  • من الممكن أن تظهر الأدوية فوائد علاجية إضافية بعد الموافقة، مثال على ذلك هو رالوكسيفين، يعالج هشاشة العظام لدى النساء بعد سن اليأس، وهو أول استخدام معتمد لرالوكسيفين، ولكن وجد الباحثون أن النساء اللواتي يتناولن هذا العقار لعلاج هشاشة العظام قلل لديهن أيضًا خطر الإصابة بالسرطان، خضع رالوكسيفين بعد ذلك لتجارب إكلينيكية، وحصل على الموافقة لعلاج أنواع معينة من السرطان.

أهمية إجراء هذه الاختبارات:

تسبب عقار الثاليدوميد في أحد أكبر الأزمات الصحية في التاريخ إذ وُلِد عدد كبير من الأطفال بدون أطراف في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. تم تطوير الثاليدوميد كمنوم، ولكن وصفه بعض المتخصصين لتخفيف غثيان الحوامل، رغم عدم خضوعه للتجارب لاختبار آثاره الجانبية على الحمل. لفتت هذه الحادثة الانتباه إلى أهمية وضرورة الاختبارات للأدوية الجديدة باستخداماتها المتعددة.

المصادر:

اقرأ المزيد حول: كيف تختار شركات الأدوية المركب الدوائي الأنسب؟

أهم اختبارات الدواء الجديد؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


غير مصنف

User Avatar

Alaa Sattam


عدد مقالات الكاتب : 91
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق