Ad

لطالما كانت الإصابة بفيروس الإيدز أكثر الأشياء خطورة ،ورعباً؛ لأعراضه المخيفه، وسمعته القبيحه، وصعوبة علاجه، وعدم وجود تطعيم ضده.  ولكن ها نحن ذا نقف على أعتاب أمل جديد للحياة فهل اقتربنا من إيجاد تطعيم ضد فيروس الإيدز ؟

صراع الفيروس مع المناعة:

يدخل الفبروس الجسم بمختلف الطرق سواء كان الاحتكاك الجنسي، الدم، الرضاعة، أثناء الحمل…. وغيرها يستهدف الخلايا المناعية التائية والخلايا البلعمية باعتبارهما حاملين للجزيئ «CD4» الذي يرتبط به الفيروس مسببا غزوهم، والتكاثر بداخلهم بعد التكامل مع مادتهم الوراثية مسبباً تناقص في إعداد تلك الخلايا مما يقلل من كفاءة المناعة. إلا أن الخلايا البائية «B-cells» تدير الصراع ضد جزيئات الفيروس حيث ترتبط به منتجةً أجسام مضددة ضد الفيروس، مما يسبب التغلب المؤقت على الفيروس، لكن الفيروس يمتاز بقدرته على تغيير تركيب المركبات على سطحه وخلق طفرات في الجزيئات المستهدفه من قبل الأجسام المضادة، مما يوفر الهروب بعد فترة طالت، أو قصرت فتكتمل رحلة الفيروس في القضاء على المناعة مسببة موت المضيف من كثرة العدوي نتيجة للانعدام الكامل للمناعة.

تطعيم ضد فيروس الإيدز
الجسم المضاد

قدرة الفيروس على خلق طفرات:

يمتاز  الفيروس على قدرته القوية على خلق طفرات فى تركيبات سطحه مما يجعل الأجسام المضادة ضده عديمة القيمة إلا أن لكل شيئ منتهى؛ فقدرة الفيروس على تغيير مركبات سطحه لها منتهى مشترك بين معظم أنواع فيروس الإيدز في العالم فبعض المكونات تظل ثابته لا تتغير تتعرف عليها الخلايا البائية منتجة أجسام مضادة تستهدفها التى تتطور بمرور الوقت حتى ترتبط بالفيروس بشكل أقوى، وأفضل؛ ولكن تلك العملية تستغرق وقتا طويلاً حتى تكتمل،  وبعد الوصول للهدف يكون قد فات الأوان.

بداية المعرفة:

استطاع العلماء في تسعينيات القرن الماضي معرفة أربع أنواع من الخلايا البائية ذات القدرة على إنتاج أجسام مضادة ضد المكونات الثابته في الفيروس على مدار الطفرات التي يرتكبها الفيروس. تلك الأجسام المضادة قادرة علي استهداف أي نوع من الفيروس وفي الألفينيات استطاع العلماء إيجاد المزيد من تلك الأجسام المضادة حيث يستطيع 20% من المصابين إنتاجهم إلا أن عملية تطويرهم تأخد سنوات فتكون عديمة القيمة.

لذلك توجه العلماء لإنتاج تطعيمات تحفز الخلايا البائية على إنتاج تلك الأجسام المضادة المسماه «broad neutralizing antibodies-bnAB» القادرة على استهداف مختلف أنواع الفيروس المسبب للإيدز.

رسم خارطة العمل :

يرى الباحثين أن أنسب طريقه للعمل هي استهداف الخلايا البائية القادرة على تصنيع ذلك الأنواع من الأجسام المضادة قبل التعرض لأي محفز حتى تنضج ، وتزداد عدداً منتجةً لتلك الأجسام المضادة إلى أن المحاولات بذاك الصدد باءت بالفشل لإنها لم تتسبب في تحفيز قدر كافٍ من تلك الخلايا.

أمل جديد :

إلا أن فريق من الباحثين أكمل تلك المسيرة مستهدفا الخلايا البائية التي تنتج نوعاً من الأجسام المضادة تسمى «BG18» وهي أحد أنواع «bnAB» سابقة الذكر حيث تم تحديد هدف ذلك الجسم المضاد على سطح الفيروس ، وتحديد التركيب الجزيئي للجسم المضاد، والبحث الجيني عن الخلايا البائية المنتجة له والعمل على استهدافها بالمحفزات المناعية المتمثلة في بروتينات سطح الفيروس بخاصة تلك التي يرتبط بها الجسم المضاد، وباختبار عينة دم المتطوعين تم الكشف عن تلك الخلايا في الدم. وكذلك تمت تجارب على فئران معدلة جينياً فيها نقص في الخلايا المناعية المنتجة ل «bg18» إلا أن التطعيم كان له القدرة علي زيادة تلك الخلايا بالقدر الملحوظ.

لذلك هل اقتربنا من إيجاد تطعيم ضد فيروس الإيدز ؟

نعم… وهذا سيمثل أمل قوي في إنقاذ ملايين الأرواح من مرضٍ وحشي في الأعراض وحتى في الحياة الاجتماعية لما يعانيه الناس من نقص حاد في الوعي بطبيعة المرض.

مصادر:

1. The rise of broadly neutralizing antibodies

2 groundbreaking HIV vaccine design strategy shows promise in proof of principle test

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب أحياء

User Avatar

Ahmed Khatab


عدد مقالات الكاتب : 31
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق