Ad

ما هي قصة اكتشاف البظر؟

عند الحديث عن البظر يتبادر لذهن معظمنا ذلك التركيب الصغير عند أنثى الإنسان، والّذي يكون أسفل التقاطع الأمامي للشفرين الداخليين فوق فتحة الإحليل، ولكن في الحقيقة هذا التركيب يعرف بحشفة البظر، ولا يمثل إلا نسبة بسيطة من تركيب البظر الكلي، فحوالي 90% من هذا العضو موجود أسفل السطح بعيدًا عن أعيننا؛ إنه أشبه بالجبل الجليدي.
إن البظر عضو يشبه القضيب لدى الذكور حيث يفسر لنا تركيبه النشوة الجنسية لدى الإناث، وقد يعطي تفسيرًا كذلك لما يُعرف بالنقطة جي G spot، ولكن يجب عليك قراءة هذا المقال لمعرفة تفسير تلك الأشياء.

في الحقيقة يعتبر البظر عضوًا غامضًا بل حتى قصة اكتشافه مرت بالعديد من حلقات الإخماد وإعادة الاكتشاف. يرجع ذلك إلى أن العلم درس القضيب أكثر من البظر حيث كان معظم العلماء الذين اهتموا بدراسة التشريح رجالًا، ومن الناحية العملية كذلك إن دراسة القضيب كانت أسهل لأنه عضو مكشوف يسهل دراسته وقياسه على عكس البظر الذي ينمو معظمه داخليًا، وكذلك كانت معظم الدراسات التشريحية على مجرمين تم إعدامهم من الرجال والقليل من النساء المتوفيات أثناء المخاض.

ما هي قصة اكتشاف البظر؟

تأتي كلمة clitoris من الكلمة اليونانية “kleitoris” والتي تعني “التل الصغير”.

في بداية القرن العشرين اعتقد سيغموند فرويد أن هزات الجماع التي تحدث عن طريق تحفيز البظر غير ناضجة مقارنة بالنشوة التي يتم الوصول إليها من خلال الإيلاج المهبلي. حتى أنه ذهب إلى أبعد من ذلك، ووصف النساء اللاتي لم يصلن إلى النشوة الجنسية مع الإيلاج بأنهن “متجمدات وفي حاجة إلى مساعدة نفسية”.

أخذت المحللة النفسية المعاصرة لفرويد ماري بونابارت هذا الأمر على محمل الجد، وبعد قياس المسافة بين البظر وفتحة المهبل في مئات النساء قررت أن السبب وراء عدم قدرة النساء على تجربة النشوة الجنسية من خلال الايلاج المهبلي هي بعد المسافة بين البظر والمهبل، واندفعت ماري بونابارت بشكل خاطيء من خلال إجراء عملية جراحية لتحريك بظرها لأنها لم تشعر بالنشوة من خلال الإيلاج المهبلي لأن بظرها كان بعيدًا جدًا عن مهبلها حسب اعتقادها، ولكن كان ذلك بمثابة فشل مأساوي.

في وقت إجراء جراحة بونابارت لم يكن علماء التشريح قد رسموا بشكل كامل بنية البظر في الواقع لم يحدث ذلك حتى عام 1998 عندما أدركنا تمامًا أن ما يمكننا رؤيته عن البظر هو في الحقيقة مجرد “قمة جبل الجليد”، وبالتالي إن البظر أشبه بالجبل الجليدي والتل الصغير يمثل قمته فقط.

كان أول اعتراف مسجل بالتشريح الجنسي للمرأة خلال فترة الإمبراطورية الرومانية من قبل كلوديوس جالين الذي وضع نظرية مفادها أن “جميع الأجزاء التي يمتلكها الرجال تمتلكها النساء أيضًا، ولكن يكمن الاختلاف بينهم في شيء واحد فقط وهو أنه في النساء الأجزاء تنمو إلى الداخل على عكس الرجال، وكن لم يشر إلى البظر وقتها”.
في عام 1559 اكتشف عالم التشريح رينالدوس كولومبوس البظر أَلق عليه اسم “حُب الزهرة” وذكر أن الوظيفة الأساسية للبظر هي مقر للمتعة. كما أنه كان أول من ألمح إلى نسيج الانتصاب في بنية البظر.

في عام 1671 وصفت القابلة جين شارب البظر كمصدر للمتعة واسمته “القضيب الأنثوي”.

وكان مرجعنا التشريحي الأكثر تفصيلاً عن البظر في عام 1672 كتب بواسطة Reigner De Graaf، وفي عام 1844 بواسطة عالم التشريح الألماني جورج لودفيج كولبيلت في محاولة لإثبات أن تشريح المرأة مشابه للرجل.
بعد كل ها الوقت كنا قد قطعنا مشوارًا جيدًا لاكتشاف هذا العضو، ولكن دراسة فرويد للبظر جعلتنا نتراجع قليلًا، ومن ثم في عام 1948 حدث شيء غريب البظر يختفي من كتب التشريح! لقد تم محوه من كتاب التشريح الشهير gray’s anatomy!

وبعد بضع سنوات في عام 1953 صرح عالم الأحياء ألفريد كينزي أن البظر هو مركز متعة المرأة، وفي عام 1966 اختبر ماسترز آند جونسون كلا من هزات الجماع البظر والمهبل في مختبرهم، وخلصوا إلى أنهما في الأساس متماثلان عندما يتعلق الأمر بالاستجابة الجنسية.

استمرت محاولات فهم هذا العضو ولكن لم نفهم ماهيته تمامًا حتى عام 1998 عن طريق أخصائية المسالك البولية الأسترالية هيلين أوكونيل.

اكتشاف هيلين أوكونيل لتركيب البظر

عندما كانت أوكونيل طالبة طب في الثمانينيات أثارت كتب التشريح غضبها لأنها كانت تحتوي على رسومات تشريحية واسعة للقضيب، وسجلت البظر كحاشية سفلية مهمشة.
وعندما تخصصت في جراحة المسالك البولية لاحظت أنه بينما يتم الاهتمام في جراحة استئصال البروستاتا بعدم الإضرار بالأعصاب المتصلة بأنسجة الانتصاب بناءً على الدراسات التي أجريت لأول مرة في السبعينيات. لم يكن هناك عمل مماثل لتتبع أعصاب البظر.

وبالتالي أجرت هيلين دراسة على 12 جثة تتبع أعصاب العمود الفقري، وصرّحت أن ما كنا ننظر إليه كان نوعًا من ظل العضو وليس العضو نفسه.

ثم التحقت أوكونيل بالدكتوراه لدراسة تشريح البظر. وتمكنت في سنوات 1990 من تقديم أول صورة MRI لبظر امرأة حية. وما وجدته عندما نشرت ورقتها في عام 2005 أن البظر كان أكبر بعشرة أضعاف ما كنا نعتقده.

الآن وبعد كل هذه السنوات تمكنت هيلين من وصف شكل البظر بمساعدة نموذج مطبوع ثلاثي الأبعاد تم تصميمه بالاشتراك مع الدكتور إيا موليجان. وهو طبيب من أديلايد جعل من تصنيع وتوزيع الآلاف من مجسمات البظر الصحيح تشريحيًا هواية تقاعد.

هيلين أوكونيل

ما هو تركيب البظر؟

يتركب البظر من:

1. حشفة البظر: هذا هو الجزء الخارجي الذي يفكر فيه الكثير من الناس عند الحديث عن البظر. على الرغم من أنها بحجم حبة البازلاء إلا أنها تحمل آلاف النهايات العصبية. تقع الحشفة أسفل التقاطع الأمامي للشفرين الداخليين فوق فتحة الإحليل.

2. جسم البظر داخلي: يتصل بالحشفة ويتدلى من عظم العانة عبر رباط.

3. الجسمين الكهفيين: يتكون جسم البظر من جسمين كهفيين ينتصبان أثناء الإثارة.

4. ساق البظر: يتفرع جسم البظر ليشكل ملحقين. تمتد هذه السيقان بطول مجرى البول والقناة المهبلية.

5. البصيلات الدهليزية: تَكون شكل قلب مقلوب مع مجرى البول والقناة المهبلية عند انشقاق القلب تصل البُصيلات من خلال الشفرين وخلفهما وحول القناة المهبلية ونحو فتحة الشرج. كما أنها تنتفخ عند الإثارة.

ماذا نعرف عن البظر الآن؟

إنه ليس مجرد قطعة صغيرة بحجم حبة البازلاء. يقع حوالي 90 بالمائة من كتلة البظر تحت السطح. إنها مملكة مترامية الأطراف تحت السطح من الأعصاب المتقطعة وأوعية ضخ الدم. وتلك الكتلة الموجودة تحت السطح ممتلئة بالنهايات العصبية حيث يحتوي على 8000 نهايات عصبية على الأقل أي ضعف ما يحتويه القضيب.
ومثلما عرفنا في التركيب أنه يتشابك بشكل وثيق مع جميع هياكل الحوض المحيطة به. بما في ذلك مجرى البول والمهبل والشفرين.

كل هذا التعقيد يجعل مصطلح “مركب البظر” هي التسمية الأكثر دقة كما اقترحت هيلين أوكونيل.

هذا الترتيب له آثار في غرفة النوم، وفي الفصول الدراسية، وعلى طاولة العمليات. يساعدنا فهم الشكل الكامل للبظر على تحسين كتب التشريح، وفهم كيفية عمل النشوة الجنسية للإناث بشكل أفضل. كما أنه يساعد الجراحين على تجنيب الأعصاب الحرجة أثناء جراحة الحوض، وإصلاح بظر النساء اللواتي خضعن لتشويه الأعضاء التناسلية.

إلى حد الآن لا نعرف وظيفة للبظر غير المتعة، ويُعتقد أنه مسؤول عن هزات الجماع المهبلي عن طريق استثارة البقعة جي.

غالبًا ما توصف البقعة G بأنها منطقة مثيرة للشهوة الجنسية كثيفة الأعصاب بحوالي 2 إلى 3 بوصات داخل القناة المهبلية على طول الجدار الأمامي.

تُشير الأبحاث إلى أنه بدلاً من أن تكون كيانًا مختلفًا تمامًا عن البظر، فإن G-spot هي في الواقع المكان الذي تشكل فيه بُصيلات البظر شكل القلب الذي يعانق القناة.

بمعنى أن G-spot هي جزء معين من البظر يمكن تحفيزه داخليًا.

في الختام أليس شيئًا جنونيًا أن حوالي نصف سكان الكوكب لديهم بظر ومع ذلك يستغرق منا الأمر بداية من الإغريق القدماء إلى أكثر من 2000 عام لتطوير هذا الفهم.

اقرأ أيضًا: هل يمكننا الوثوق في نتائج فحص غشاء البكارة؟

مصادر ما هي قصة اكتشاف البظر؟

1. ursu.ca
2. theguardian.com
3. healthline.com
4. scientificamerican.com

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Sahar mohammed

طالبة طب بشري مهتمة بالعلوم الطبية والبحث العلمي.


عدد مقالات الكاتب : 47
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق