معنى أن تهديك قطتك فأرًا

هل سبق وقدمت لك قطتك إحدى فرائسها كالفأر مثلا؟ هل رأيتها يومًا تصطاد الحشرات حولها وكأنها تلهو؟ فلما تصطاد القطط دومًا؟ وهل لذلك علاقة بجوعها؟

حافز القطط للصيد

تميل القطط لأكل اللحوم في الغالب بدلًا من الطعام النباتي وذلك نتيجة لطبيعتها الناتجة عن التطور. فنرى أنياب القطط الحادة البارزة لتساعدها على قطع اللحوم. وحتى طبيعة الجهاز الهضمي للقطط يُصعب عليها أكل النبات، ولكنه يهضم اللحوم بسهولة. ونتيجة لاحتواء طعام القطط المُصنع على نسبة كبيرة من الأرز والذرة، فتحاول القطط تعويض احتياجاتها للحوم بالصيد. ولكن، حتى لو وفرت لقطتك اللحوم الكافية ستراها أيضًا تميل للصيد، ولكن دون أن تأكل فريستها.

تميل القطط للصيد فقط لوجود رغبة في الصيد. يعتقد العلماء أن تصرف كهذا مرتبط بطبيعتها كحيوان، حتى لو لم تكن بحاجة للحوم. وتتمرن القطط على الصيد وهي تلعب، حتى لو كانت تطارد الحشرات. وتُعلم القطط الأم اطفالها الصيد وهم صغار فالأمر كالورث الذي ينقله جيل لآخر. وباستخدام قوانين فيزيائية بسيطة نرى القطط تملك مهارات يمكن ألا تتواجد في كثير من حيوانات أخرى. وتستطيع القطط أن تكشف مكان الفريسة، حتى لو كانت متخفية أيضًا بتفسير فيزيائي بسيط.

الفعل ورد الفعل

تستخدم القطط إحدى قوانين الفيزياء الأساسية وهو قانون الفعل ورد الفعل. تستطيع القطط من خلال ذلك المبدأ أن تحدد ما إذا كانت الفريسة متخفية في مكان ما أم لا. ويعتقد العلماء أن القطط تحلل الموقف ليس فقط من خلال ما ترى، ولكن مما تسمع أيضًا. فمثلا عندما يهتز صندوق ما فتبدأ القطط تحلل ما إذا كان صوت ما صدر خلال تلك الهزة أم لا. وأجرى علماء من جامعة كيوتو في اليابان تجربة على عدد من القطط حيث هزوا عدد من الصناديق مجموعة منها تحتوي على أجسام وأُخرى فارغة ثم قلبوا تلك الصناديق. كشفت نتائج التجربة أن القطط كانت تنظر لوقت أطول وتحدق بالصناديق التي تصدر أصواتًا وتستعد لمواجهة الجسم عند قلب الصندوق.

وكل تلك المهارات لا تدل إلا على أن القط صياد ماهر يستطيع الصيد حتى في أسوء الظروف. وكغريزة فطرية للقطط فهي تصطاد، ولكن لما قد تهديك فرائسها؟

لما قد تهديك قطتك فأرًا؟

يعتقد العلماء أن من المحتمل أن تهديك فريستها لعدة أسباب. واحد من تلك الأسباب هو اعتقاد القطط أن البشر يغيبون فترات طويلة على مدار اليوم في الصيد. وتصطاد القطط لتساهم في زيادة غنيمة اليوم والمشاركة بمهاراتها في تلك المهام الضرورية كما ترى. وبالتالي فقد يكون قطك يشعر بالمسؤولية تجاه المنزل فيرى أن من واجبه أن يشارك. واعتقاد آخر وهو أن القطط بحاجة لمزيد من اللحوم كما شرحنا. وفي النهاية، هل يوجد طريقة تحد من صيد القطط للفئران أو أي فريسة أخرى؟ والاجابة لا، حتى إطعامهم جيدًا لن يوقفهم فالصيد شيء داخلي بالنسبة لهم كما لو كان هواية.

المصادر

https://icatcare.org/understanding-the-hunting-behaviour-of-pet-cats-an-introduction

https://basepaws.com/blogs/news/how-do-cats-hunt

https://www.wired.co.uk/article/cats-laws-of-physics

فيزياء الشرب عند القطط

تتميز القطط بتصرفات أنيقة تعطيها جاذبية خاصة عن غيرها من الحيوانات. وتعد طريقة شرب القطط واحدة من تلك التصرفات المميزة. فكيف تشرب القطط السوائل وتحافظ على مظهرها في نفس الوقت؟

تتحدى القطط الجاذبية في العديد من المواقف، فنرى مثلًا كيف تسقط من أعلى الطوابق المرتفعة وتنجو. ولكن لا يتوقف الأمر هنا، فالقطط تعرف كيف تستخدم الجاذبية بمثالية حتى عندما يتعلق الأمر بطريقة شربها للسوائل.

اختلاف طريقة القطط في الشرب عن باقي الحيوانات

تحرص القطط على الحفاظ على نظافتها ونظافة ما تشربه كالحليب مثلًا. فنرى مثلًا الكلاب تشرب عن طريق وضع لسانها في الإناء ثم لفه للخلف وغرف المشروب بلسانها كالملعقة. أما القطط فعلى عكس معظم الحيوانات تستطيع أن تشرب دون وضع لسانها داخل المشروب. وبطريقة مماثلة تلف أيضًا القطة لسانها للخلف، ولكن لتلمس فقط سطح السائل. وتسحب القطة لسانها بسرعة كبيرة بمجرد ملامسة سطح السائل لسطح لسانها لتُنشأ بذلك عمود لحظي من السائل. وتعتمد القطط في تلك العملية على مهارتها في موازنة عمود السائل. [1]

تعرف القطط اللحظة التي يجب عليها أن تغلق فمها لتشرب السائل، فليس مبكرًا بحيث تحصل على أكبر كم من السائل ولا متأخرًا بحيث لا تسحب الجاذبية العمود ويعود مجددًا للإناء. ولكن سرعة حركة لسان القط بمعدل أكثر من مرة في الثانية صَعب مهمة اكتشاف ذلك الأمر. [2]

الملاحظة والتحليل

ينظر الباحثون للأمور التي تبدو تقليدية للبعض بعين فضول. فنرى مثلا «رومان ستوكر-Roman Strocker» أثناء تناول فطوره ينظر لقطّه بالصدفة وهو يشرب فيتساءل كيف يفعل ذلك. وليبدأ ستوكر في تحليل الموقف استعان بكاميرة تصوير سريع من معمله وذلك لصعوبة ملاحظة الأمر بعيننا لسرعة حركة لسان القط. استعان ستوكر بمجموعة باحثين آخرين وشاهدوا مجموعة من الفيديوهات المصورة لأنواع أخرى من القطط (كالأسود والنمور وغيرهم من نفس الفصيلة). كانت نتيجة تحليل كل تلك المعطيات أن القطط توازن بين قوة رد الفعل والجاذبية لعمود السائل كما وضحنا من قبل. [3]

توقع سرعة حركة لسان القط وعلاقتها بكم السائل الذي يحصل عليه القط في كل لفة كان أمر رياضي من تحليل مجموعة الفيديوهات. ولكن لدراسة أعمق لتلك الظاهرة صنع العلماء روبوت عبارة عن لوح زجاجي يتحرك بسرعات محددة يحاكي لسان القط. وكان اللوح عندما يلمس سطح الماء ويرتفع بسرعة عالية يصنع عمود من السائل تمامًا مثل القط. [1] ولكن لأي مدى يمكن أن نصل بتلك الدراسة؟

الاستفادة المستقبلية من تلك الظاهرة

أوضحت التجربة أهمية موقع القط بالنسبة للإناء، فكلما كان القط بعيدًا عن السائل كان أفضل. تزيد فرصة حصول القط على قدر أكبر من المشروب بالبعد أكثر عن السائل، أما قربه يجعل فمه يتبلل ويحجب رؤيته. [1]

تلك الدراسة أيضًا قد تفيد التكنولوجيا الحديثة لصناعة الروبوتات، خصوصًا تلك التي تتعامل مع السوائل. فأنظر عزيزي القارئ كيف من ملاحظة قد تكون تافهة للبعض لأول وهلة أن تكون مصدر تطوير حقيقي حاليًا. فلا تستخف بما تراه حولك من ظواهر تقليدية، أنظر واسأل فبتلك التفاصيل الصغيرة يتغير العالم.

المصادر

[1] https://www.britannica.com/explore/savingearth/the-physics-of-cat-lapping

[2] https://www.youtube.com/watch?v=vP-ozt0WJvQ

[3] https://news.mit.edu/2010/cat-lapping-1112

صعود القطط للفضاء

تتصرف القطط بطبيعة مميزة عن غيرها من الحيوانات في المواقف الخطيرة. ولكن يختلف الأمر كثيرًا في الفضاء. فما هي الاختلافات التي تظهر عند صعود القطط للفضاء الخارجي؟ وما سبب تلك التغيرات؟ وهل ستسمر مهارة القطط حتى إذا انعدمت الجاذبية؟

تظهر تغيرات في بعض تصرفات القطط في الفضاء، وتحديدًا المهارات التي تتميز بها عند السقوط.

مهارات تتميز بها القطط

يبدو رد فعل القطط في كثيرٍ من الأحيان كما لو أنه يخالف قوانين الطبيعة أو كأنه حالة تشذ عما نعلم. فمثلًا تسقط القطط من أعلى الطوابق المرتفعة في ظاهرة تسمى «متلازمة الأماكن الشاهقة – High-Rise Syndrome». والغريب في تلك الظاهر هو سقوط القطط بأمان كلما زاد ارتفاع الطابق أكثر. وتعتمد إستراتيجية القطط في هذه الظاهرة على استخدامهم الأمثل لطبيعة جسمهم لتتوافق مع قوة الجاذبية. [1]

تستطيع القطط أيضًا أن تسقط دائمًا على قدميها في ظاهرة تسمى «مُنعكَس اعتدال القط-Cat Righting Reflex». ويدور القط في تلك الظاهرة دون أن يتكئ على شيء حتى وإن سقط وظهره متجه مباشرةً نحو الأرض. ومرونة جسم القطط ليست فقط السبب في تلك الظاهرة، فمهارة القطط هي من تتحكم باستخدام جسمها لتفادي أي خطورة. ولكن هل ستستمر مهارة القطط حتى إذا انعدمت الجاذبية؟ [2]

القطط عند انعدام الجاذبية

استمر العلماء على مدار سنوات صعود الإنسان للفضاء بدراسة ما استطاعوا من حيوانات أو حشرات في تلك الظروف. وكانت أول قطة تصعد للفضاء تسمى «فيليسيت – Félicette» بواسطة برنامج الفضاء الفرنسي عام 1963.[3] وتعد فرنسا ثالث الدول التي تصطحب حيوانات للفضاء بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية. فمن قبل صعود القطط للفضاء كان قد سبقهم كلاب وقرود وأنواع من الحشرات. ولكن لم تقتصر الدراسات على فقط الصعود للفضاء، فكانت برامج محاكاة انعدام الجاذبية قبل ذلك تفي لدراسة تصرفات الحيوانات عند انعدام الجاذبية. وتقوم برامج محاكاة انعدام الجاذبية على فكرة التحليق عند مدى ومسار معين يتيح للركاب بمحاكاة انعدام الجاذبية لمدة في حدود ال 30 ثانية.[4]

وتختلف ردود أفعال الحيوانات عند انعدام جاذبية. فمثلًا بعضهم لا يتحرك منتظرًا أن تنتهي فترة انعدام الجاذبية مثل الوزغ (أبو بريص – البرص). وأنواع آخري كالأسماك وبعض الحشرات يتعاملون بشكل ممتاز في ذلك الموقف، حيث يسترخون تمامًا حتى يدركوا أنسب وضع يجب أن يكونوا عليه. وأخيرًا القطط وبعض الطيور كالحمام تبدأ في الذعر والتحرك في اتجاهات مختلفة وكأنها على عكس ما نعرفها لا تعرف ماذا يجب أن تفعل.[5]

هل حقًا تفقد القطط مهاراتها في الفضاء؟

لاحظ العلماء أثناء تجربة القطط في محاكاة انعدام الجاذبية أن مهارة مثل منعكس اعتدال القطط لم تعد موجودة في الفضاء. فعلى عكس ما يحدث في الأرض، القطط في الفضاء لا تستطيع أن تدور بجسمها لتضمن هبوط آمن. ولكنها تحاول أن تكمش نصفها الأمامي وتفرد الجزء الخلفي في محاولة منها للدوران نحو اتجاه الجاذبية. ويعتقد العلماء أن القطط تفقد الإحساس بالجاذبية ولا تعلم الى أي اتجاه يجب أن تدور.[5] وبعد إدراكها أنها ممكن أن تكون في خطر تبدأ بالذعر ولا تستطيع التحكم في حركتها. فلا تعلم القطط حينها أين أرضها أو أي اتجاه سيكون مأمنها. ولكن شاركنا برأيك عزيزي القارئ لما تختلف ردود فعل كل حيوان عن غيره عند انعدام الجاذبية؟

المصادر

[1] D. Nasaw, “Who, What, Why: How do cats survive falls from great heights?,” BBC News, Washington, 2012.

[2] “Cremieux, J; Veraart, C; Wanet, M.C.,” Experimental Brain Research, vol. 54, no. 3, 1984

[3]Burgess, Colin; Dubbs, Chris (2007). Animals in Space: From Research Rockets to the Space Shuttle. Springer-Praxis. ISBN 978-0-387-36053-9.

[4] W. Xiu, K. Ruble and O. Ma, “A reduced-gravity simulator for physically simulating human walking in microgravity or reduced-gravity environment,” 2014 IEEE International Conference on Robotics and Automation (ICRA), 2014, pp. 4837-4843, doi: 10.1109/ICRA.2014.6907567.

[5] Mori S. Disorientation of animals in microgravity. Nagoya J Med Sci. 1995 Dec;58(3-4):71-81. PMID: 8725490.

Exit mobile version