ما هي الكيمياء الكهروتحليلية وتقنياتها المختلفة؟

اعتدنا قديمًا استخدام طرق التحليل التقليدية لقياس تركيز محلول ما. حيث كان بإمكاننا معرفة تركيز محلول ما باستخدام الطرق العيارية الحجمية  Volumetric titration عن طريق استخدام كاشف لوني مناسب حسب وسط المحلول: حمضي، قاعدي، محايد. وبالرغم من أن هذه الطريقة شائعة حتى هذه اللحظة لما بها من مميزات مثل سهولة استخدام وفهم مبادئها كما أنها غير مكلفة إلا أنها تفتقر الدقة والسرعة ولا يمكن استخدامها في التركيزات المنخفضة.  كما أنها غير انتقائية مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة لدراسة مركب بعينه. لذلك أصبحنا بحاجة لطرق تحليل دقيقة سريعة يمكن التحكم بكل معاملاتها حسب احتياجاتنا ودراستنا. ومن هنا ومع تطور مفاهيم وأساسيات الكيمياء الكهربائية، أنشق فرع جديد في الكيمياء يُسمى الكيمياء الكهروتحليلية Electroanalytical chemistry [1].

ما هي الكيمياء الكهروتحليلية واستخداماتها؟

الكيمياء التحليلية الكهربائية هي حقل فرعي من الكيمياء الكهربائية تركز على تطوير تقنيات طرق جديدة باستخدام أقطاب كهربائية لفحص الخواص التحليلية الكمية والكيفية لمادة أو محلول مجهول. مؤخرًا، توسع فرع الكيمياء الكهروتحليلية ليصبح أساس دراسة مجالات عديدة مثل:

  1. التحفيز الكهربائي في خلايا الوقود- Fuel cell وتحليل الماء كهربائيًا- Electrochemical Water Splitting (EWS).
  2. دراسة سلوك المواد المُستخدمة كأقطاب كهربائية في البطاريات والمكثفات الفائقة.
  3. فحص التآكل والطلاء للمواد والأوساط المختلفة.
  4. دراسة خصائص المواد النانوية حسب طريقة تحضيرها وتوظيف خصائصها للاستخدام الأمثل لها.
  5. تم تطوير طرق تحليلية وأقطاب معدلة كيميائيًا وبيولوجيًا مُخصصة للتطبيق داخل الجسم الحي لدراسة الجزيئات غير النشطة في الأكسدة والاختزال.

ما هي الخلية المُستخدمة في القياسات الكهروتحليلية؟

تُعد الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب من أهم الأدوات لقياس النشاط الكهربائي والكيميائي لمادة ما في نصف خلية. حيث يمكن التحكم في تطبيق جهد أو تيار كهربائي مناسب لطبيعة المادة لدراسة خواصها المختلفة. ومن ثم يتم توظيفها في التطبيقات المختلفة المرتبطة بالطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر أو أقطاب أجهزة تخزين الطاقة: بطاريات ومكثفات فائقة التوصيل، وكذلك دراسة تآكل المواد في الأوساط المختلفة [1].

تتكون الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب من ثلاثة أقطاب: القطب المرجعي، القطب المساعد، والقطب العامل يتم غمرهم جميعًا في محلول إلكتروليتي بتركيز عالٍ. ويتم التحكم بالخلية عن طريق Potentiostate لقياس الجهد الكهربائي بين القطب العامل والقطب المرجعي وكذلك التيار المار بين القطب العامل والقطب المساعد.

هناك عدة طرق لحركة الأيونات للوصول لسطح القطب:

  1. الانتشار– Diffusion: النقل بسبب اختلاف التركيز حول القطب والمحلول (الأكثر شيوعًا)
  2. التحريك – Convention: انتقال الأيونات بسبب التحريك سواء باستخدام الدوران الحراري أو الفيزيائي Physical or thermal convection. ويتم استخدم الظروف الثابتة (بدون تحريك) عند دراسة التيار الكهربائي الناتج عن الانتشار فقط.
  3. الهجرة –Migration: انتقال الأيونات بسبب تدرج الجهد الكهربائي. و يتم تقليله باستخدام محلول كهربائي الكتروليتي- Supporting electrolyte.

ما دورالمحلول الإلكتروليتي المساعد-  Supporting electrolyte في مثل هذه التقنيات؟

 يتمركز دور المحلول الإلكتروليتي المساعد- Supporting electrolyte في توصيل التيار الكهربائي حيث أنه محلول موّصل للتيار الكهربائي لكنه خامل كهروكيميائيًا. فهو يسمح بحركة الأيونات من وإلى سطح القطب|الإلكتروليت دون أن يتفاعل مع الأقطاب. وكذلك يُستخدم في تقليل التيار الكهربائي الناتج عن انتقال الأيونات بطريقة الهجرة – Migration لدراسة التيار الناتج عن الانتشار خاصة في طرق التحليل الفولتمتري [2].

ما هي الطرق المختلفة في الكيمياء الكهروتحليلية؟

يمكن تقسيم الطرق التحليلية المختلفة حسب الخاصية الفيزيائية المُقاسة [2]:

1. قياس شدة التيار الكهربي Current:

عند تطبيق جهد كهربائي ثابت أو متغير على محلول إلكتروليتي أو قطب كهربائي، ينتج تيار كهربائي نتيجة تفاعل الأكسدة والاختزال في الخلية الكهروكيميائية.

تعتبرالطرق الفولتامتريةVoltammetry  والأمبيرومترية Amperometry من الطرق القائمة على قياس شدة التيار الكهربائي.

2. قياس جهد القطب الكهربائي Potential:

يتم قياس فرق الجهد بين قطب العمل والقطب المرجعي في الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب دون مرور أي تيار كهربائي وتُعرف بالطرق الجهديةpotentiometry .

3. قياس الشحنة الكهربية Charge:

تعتمد تقنية التحليل الكولومترية – Coulometry على قياس الشحنة الكهربائية. هي طريقة تحليلية لقياس تركيز غير معروف من المادة محل الدراسة في المحلول عن طريق تحويل كل جزيئات المادة من حالة أكسدة إلى أخرى. قياس الشحنة الكهربائية لا يتطلب معايير كيميائية أو معايرة. لذلك، فهي تُستخدم لمعرفة تركيزات المواد المختلفة بدقة عالية. كما يمكنها القياس لتركيز منخفض جدًا مقارنة بالطرق التقليدية أو الحديثة.

يمكن قياس العديد من الخواص الكيميائية والفيزيائية لمادة أو محلول باستخدام الطرق الكهروتحليلة الحديثة مثل التوصيلية – Conductimetry ، مقاومة المادة \ المحلول لمرور التيار عن طريق تطبيق تيار كهربائي متردد- Electrochemical Impedance Spectroscopy (EIS). ويمكن توظيف عدة تقنيات مختلفة للتعمق في دراسة وتحليل سلوك المواد المختلفة للمتغيرات والوسط المحيط.

المصادر

  1. JACS | Advances in Electroanalytical Chemistry
  2. Britannica | Electroanalysis

ما هي الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب وما أهميتها؟

تُستخدم العديد من التقنيات الكهروكيميائية لقياس النشاط الكهروكيميائي للمواد المختلفة. قد تكون التجارب لقياس التيار الناتج عند تطبيق مدى واسعة من الجهد الكهربي أو قياس الجهد الكهربي الناتج من تطبيق تيار كهربي على القطب. في هذا المقال، سنناقش الخلية المستخدمة لمثل هذه التقنيات، ألا وهي الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب The 3-electrode cell.

مم تتكون الخلية الكهروكيميائية ثلاثية الأقطاب؟

الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب هي عبارة عن دائرة كهربية من ثلاثة أقطاب متصلة معًا حيث يتم التحكم بها من خلال جهاز التحكم في الجهد -potentiostat. ولذلك تُستخدم لقياس النشاط الكهروكيميائي للأقطاب (نصف خلية). تتكون الخلية من ثلاثة أقطاب:

 1. قطب العمل- Working Electrode (WE)

قطب العمل هو القطب المستخدم لدراسة المادة النشطة كهروكيميائيًا. يتم تطبيق جهد ثابت أو مدى واسع من الجهد الكهربي على قطب العمل للتحاليل الكهروكيميائية المختلفة لدراسة نشاط وتفاعلات المادة محل الدراسة. نتيجة لذلك تحدث تفاعلات الأكسدة والاختزال عند تطبيق الجهد/ التيار الكهربي. يتكون قطب العمل غالبًا من طبقات من المواد الصلبة مُرسبة على ألواح معدنية مثل النحاس أو الألمونيوم–  Al or Cu sheet أو الكربون الزجاجي- Glassy Carbon (GC) أو قطب الزئبق المتساقط – Dropping Mercury Electrode (DME) لدراسة المحاليل السائلة.

2. القطب المرجعي- Reference Electrode (RE)

يلعب القطب المرجعي دورًا هامًا كمرجع في القياس والتحكم في الجهد الكهربي للقطب العامل، دون تمرير أي تيار حيث أن القطب المرجعي له جهد ثبات. لذلك يتم قياس وتطبيق الجهد الكهربي في الدائرة الكهربية بناء على جهد القطب المرجعي. علاوة على ذلك، تختلف قيمة جهد القطب المرجعي باختلاف المادة المكونة للقطب لذا من الضروري أن تكون الأقطاب المرجعية مستقرة كيميائيًا مما يحافظ على قيمة الجهد لفترة طويلة في الأوساط المختلفة. على سبيل المثال، من أهم الأقطاب المرجعية المُستخدمة في الكيمياء الكهربية:

القطب المرجعيقيمة الجهد
قطب الهيدروجين القياسيSaturated Hydrogen Electrode (SHE)0.000 V
قطب كلوريد الفضة المشبعAg/AgCl (Sat. KCl)+0.197 V
قطب الكالوميل المشبعSaturated Calomel Electrode (SCE) +V 0.241
قطب أكسيد الزئبقHg/HgO (1M KOH) +0.1634 V

3. القطب المساعد- Counter Electrode (CE)

تتركز أهمية القطب المساعد في الخلية ثلاثية الأقطاب في غلق الدائرة الكهربية وذلك عن طريق تطبيق جهد معاكس للجهد المُطبَّق على جهد قطب العمل. بينما يتم أكسدة القطب العامل، يحدث اختزال على القطب المساعد والعكس صحيح. هكذا يتم غلق الدائرة الكهربية وغلق مسار حركة الإلكترونات مما يسبب مرور تيار كهربي يمكن قياسه وتحليله لدراسة المادة الفعالة. لذلك يكون الدور الأهم للقطب المساعد هو تمرير كل التيار اللازم لموازنة التيار الذي لوحظ في القطب العامل.

من الجدير بالذكر أنه يتم استخدام أقطاب مساعدة مصنوعة من مواد موصلة للكهرباء لكنها خاملة كهروكيميائيًا كالذهب والبلاتينوم حتى لا يحدث أي تداخل للتفاعلات الكهروكيميائية الخاصة بالمادة الفعالة. كما من الضروري استخدام قطب مساعد بمساحة سطح كبيرة نسبيًا مقارنة بمساحة سطح قطب العمل للتأكد من تكافؤ سرعات التفاعلات الكهروكيميائية على القطبين.

ما أهمية الخلية الكهروكيميائية ثلاثية الأقطاب؟

تتمثل أهمية الخلية المُعدة من ثلاثة أقطاب في إمكانية عزل التفاعل الحادث عند القطب الكهربي العامل فقط. من أجل دراسة تفاعلات المادة الفعالة، يلزم عزل التفاعل عند القطب الكهربي العامل، وذلك عن طريق إدخال القطب المرجعي، أي القطب الثالث. لذلك يحتوي هذا القطب على جهد كهربي محدد ولا يمر أي تيار من خلال القطب المرجعي أثناء القياسات بحيث يكون الجهد ثابتًا. من خلال هذا الإعداد، يمكن للمرء ضبط الجهد بين قطب العمل والقطب المرجعي مع ترك التيار يمر بين القطب العامل والقطب المساعد. نتيجة لذلك، يكون قادرًا على دراسة التفاعل فقط عند القطب العامل دون أي تأثير من تفاعل القطب الكهربي المضاد.

عم تختلف الخلية الكهروكيميائية ثلاثية القطب عن ثنائية القطب؟

لدراسة سلوك المادة على سطح القطب/الإلكتروليت، نحتاج إلى مراقبة كل من الجهد والتيار. وذلك عن طريق وضع القطب العامل في محلول إلكتروليتي وإخراج النظام من توازنه. يمكن القيام بذلك عن طريق استقطاب القطب إما كاثوديًا أو أنوديًا عن طريق تطبيق الجهد أو التيار على القطب العامل. من أجل تطبيق الجهد، نحتاج إلى قطب مرجعي ذي جهد كهربي ثابت. بعد تطبيق الجهد، يتعين علينا تسجيل تأثير اضطراب النظام الكهربي. للقيام بذلك، يتعين علينا تسجيل التيار الذي تطور عبر القطب العامل وبعض الأقطاب الكهربائية الأخرى. لذلك نحن بحاجة إلى قطب كهربي ثالث يسمى القطب المساعد. أهم دور للقطب المساعد هو إكمال الدائرة لحمل التيار. لذا من أجل دراسة السلوك الكهروكيميائي للتحليل باستخدام تقنيات كهروكيميائية مثل التقنيات الفولتمترية وما إلى ذلك، يجب أن نستخدم نظام الأقطاب الثلاثة بدلاً من نظام ثنائي القطب.

إذا قمت بتشغيل إعداد ثنائي القطب، فأنت تقوم بتعيين جهد أو تيار بين قطب العمل والمساعد. في هذا الإعداد، تكون الاستجابة المُقاسة عبارة عن مزيج من الاستجابة على قطب العمل القطب المساعد.

المصادر

  1.  Gamry | Two, Three and Four Electrode Experiments
  2. Zensor |  Electrochemical System

ما هي المكثفات فائقة التوصيل والتحديات التي تواجهها؟

على الرغم من أن السعة التخزينة للبطاريات تفوق سعة المكثفات إلا أن تلك الميزة هي سلاح ذو حدين. لا يمكن استخدام البطاريات في الأجهزة التي تتطلب كمية كبيرة من الطاقة لحظيًا كما أنها تمتلك فترة عمر أقصر. وعلى صعيد آخر، تتميز المكثفات بمعدل عالٍ لتفريغ الطاقة لحظيًا لكنها تفتقر للسعة التخزينية الهائلة كما في البطاريات. أيضًا من أهم ما يميز المكثفات هي طول فترة عمرها وإمكانية إعادة الشحن والتفريغ لمرات عديدة بكفاءة عالية. لملء الفجوة بين المكثفات والبطاريات والوصول لمعدل تفريغ طاقة عالٍ بسعة تخزينة كبيرة توصل العلماء لاختراع المكثفات فائقة التوصيل الكهربي-[1] Supercapacitor or Ultracapacitor. في هذا المقال سنتعرف ماهية المكثفات فائقة التوصيل وأنواعها وتطبيقاتها وكذلك التحديات التى تواجهها كجيل جديد لتخزين الطاقة.

ما هي المكثفات الفائقة؟

المكثفات الفائقة هي أحد أجهزة تخزين الطاقة. إنه جهاز يجمع بعض صفات المكثفات التقليدية والبطاريات القابلة لإعادة الشحن. يخزن الطاقة من خلال تكوين طبقة مزدوجة من الشحنات على قطبي المكثف الفائق أو من خلال التفاعلات الكهروكيميائية للمواد الفعّالة المكونة للأقطاب[1,2] .

يختلف المكثف الفائق من حيث السعة التخزينية العالية جدًا مقارنة بالمكثف العادي. يخزن المكثف العادي الطاقة عن طريق تخزين شحنة ثابتة بدلاً من تفاعل كهروكيميائي. وذلك عن طريق تطبيق فرق الجهد على قطبي موصلي الكهرباء الموجب والسالب إلى شحن المكثف. هذا مشابه لتراكم الشحنات الكهربائية عند المشي على السجادة أو الاحتكاك بجسم خشن. فيحتفظ جسدك بكهرباء إلكتروستاتيكية. ممايؤدي في حالة لمس جسم ما إلى إطلاق الطاقة من خلال الإصبع مثلًا.

كيف تطورت المكثفات الفائقة؟

اقترح الفيزيائي الألماني هيلمهولتز عام 1879 مكثفًا فائقًا يخزن الطاقة عن طريق استقطاب الإلكتروليتات. بحلول عام 1957، تقدم أمريكي يدعى بيكر بطلب للحصول على براءة اختراع لمكثف كهروكيميائي. قام باستخدام الكربون المُنشط مع مساحة سطح محددة عالية كمواد قطب كهربائي.

ثم في عام 1962، أنتجت شركة Standard Oil Company (SOHIO) مكثفًا فائقًا بقوة 6 فولت مع الكربون المنشط. ثم في عام 1979، بدأ إنتاج المكثفات الفائقة كتطبيق تجاري واسع النطاق. مع التقدم المستمر للتقنيات الرئيسية في المواد والعمليات، والتحسين المستمر لجودة المنتج وأدائه، بدأت المكثفات الفائقة في دخول فترة التطوير. وتستخدم حاليًا على نطاق واسع في الصناعة وفي مجال الأجهزة المنزلية. مما أدى إلى تكثيف جهود العديد من الباحثين لأكثر من 100 عام. حتى الآن، تم تحسين الأداء باستمرار. ونتطلع إلى استخدام المكثفات الفائقة بأداء أفضل في المستقبل [2].

ما هي أنواع المكثفات الفائقة تبعًا لآليات تخزين الطاقة ؟

1. مكثفات الطبقة المزدوجة الكهربية Electrical Double Layer Capacitor (EDLC)

تعتمد على تكوين طبقة مزدوجة من الشحنات. الطبقة الأولى هي شحنة الجسم. والطبقة الثانية تكونت نتيجة تجاذب الأيونات المخالفة للجسم في الشنحة كما يحدث في شكل 1A الذي يمثل مادة كربونية. وكذلك شكل 1B الذي يمثل مادة كربونية مسامية كما يحدث في المكثفات. وتُعتبر المواد الكربونية (جرافين، أنابيب الكربون النانوية، مشتقات كربيد الكربون، الكربون النشط، إلخ) من أهم المواد التي تعتمد على هذه الآلية في تخزين الطاقة[1].

2. مكثفات كاذبة Pseudocapacitor (PC)

يتم تخزين الطاقة من خلال تفاعلات كهروكيميائية بين المواد المكونة للقطب والالكتروليت المحيط به كما في الشكل1C  والذي يفسر تخزين الطاقة في البطاريات. وهناك أيضا آلية حركة/إقحام أيونات المحلول الإلكتروليتي  في مسامات الأقطاب الكهربية. ينشأ عن ذلك تيار كهربي نتيجة حركة الأيونات/الإلكترونات من وإلى المحلول الإلكتروليتي والمادة النشطة للقطبين (شكل 1D). وتُعد هذه أحد أشهر آليات التخزين عند استخدام موصلات مسامية كفوم المعادن الانتقالية. وأيضًا مركبات العناصر الانتقالية (أكاسيد، نيترات، فوسفات، نتريد، كربيد العناصر الانتقالية) مواد نشطة كهروكيميائيًا يمكنها إنتاج كمية كبيرة من الطاقة عن طريق عمليات الأكسدة والاختزال الانعكاسية Reversible redox reactions [1].

3. مكثفات هجينة Hybrid Supercapacitors:

تعتمد المكثفات الهجينة على آليات التخزين المختلفة معًا. فيقوم أحد القطبين بتخزين الطاقة عن طريق تكوين طبقة مزودجة من الشحنات بينما القطب الآخر يعتمد على آلية التفاعلات الكهروكيميائية. تتميز هذه المكثفات بأنها تعمل في مدى أوسع من جهد التشغيل من النوعين السابقين. كما أنها تعتمد على آليات تخزين مختلفة مما يزيد من فترة عمرها [1].

شكل 1:  (A) مادة كربونية، (B) مادة كربونية مسامية، (C)  مادة نشطة للتفاعلات الكهروكيميائية، (D) إقحام الأيونات المحلول الإلكتروليتي في مادة القطب [1]

ما أهم مميزات المكثفات فائقة التوصيل الكهربي؟

ما يميز المكثفات الفائقة هو قدرتها على تخزين الطاقة بكل الآليات الممكنة مما يجعلها الجيل الجديد من أجهزة تخزين الطاقة. فيمكن تعديد مميزات المكثفات فائقة التوصيل عن البطاريات والمكثفات العادية، في النقاط التالية [3,4]:

  1. سعة تخزين أعلى بمئات المرات من المكثفات العادية. وذلك لقدرتها على تخزين الطاقة بالطرق المختلفة السابقة وليس عن طريق تكوين طبقة مزدوجة من الشحنات أو التفاعلات الكهروكيميائية فقط.
  2. القدرة على تفريغ الطاقة بمعدل أعلى من البطاريات حيث أن طبقة الشحنات المزدوجة تعمل على تفريغ طاقتها في وقت قصير. وأيضًا آلية إقحام الأيونات والإلكترونات تولد تيار كهربي نتيجة حركة الجسيمات السريعة. تلك من أهم مميزات المكثفات الفائقة مما جعل العلماء يعملون على تطويرها لاستخدامها في مكابح السيارات الكهربية وغيرها من الأجهزة الكهربية الحديثة.
  3. يمكن إعادة شحن الأجهزة آلاف المرات دون أي فقد في السعة التخزينة أو معدل التفريغ.

ما تطبيقات المكثفات الفائقة؟

يمكن استخدام المكثفات فائقة التوصيل في التطبيقات التي تتطلب شحن/تفريغ سريع للطاقة كمكابح السيارات الكهربية وأجهزة توليد الطاقة المتجددة ورادارات الطرق. بينما تُستخدم البطاريات في الأجهزة التي تتطلب توليد الطاقة على المدى الطويل كبطارية الهاتف المحمول والبطاريات المنزلية. وأيضا تُستخدم المكثفات الفائقة في التحكم في ضغط الكهرباء القطارات الكهربية  أثناء تخفيض سرعتها لتقليل استهلاك الطاقة [5].

ما التحديات التي تواجه المكثفات فائقة التوصيل؟

تستخدم المكثفات الفائقة على نطاق واسع في النقل والصناعة والجيش والإلكترونيات الاستهلاكية وغيرها من المجالات بسبب خصائصها الممتازة. ومع ذلك، فإن هذه الأجهزة بها بعض أوجه القصور. يتم وصف المشكلات الحالية التي تحتاج إلى حل بشكل أساسي في الجوانب الأربعة التالية [6] :

1. المشاكل الفنية للمكثفات الفائقة:

كثافة الطاقة للمكثفات الفائقة ليست عالية جدًا. في الوقت الحالي، لا تزال هناك فجوة معينة بين المكثفات الفائقة والبطاريات من حيث كثافات الطاقة. ولا تزال كيفية تحسين كثافة الطاقة هي محور البحث وصعوبته. يمكن تعزيز كثافة الطاقة عن طريق زيادة مساحة السطح الفعالة لمواد الأقطاب في المكثفات ذات الطبقة المزدوجة أو زيادة نافذة جهد التشغيل أو كليهما. يتم إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير مواد جديدة ذات مساحة سطح عالية واستخدام إلكتروليتات عضوية مناسبة يمكن أن تتحمل نافذة جهد أكبر. إذا تمت معالجة هذه الامتدادات بشكل صحيح ، يمكن أن تصبح كثافة الطاقة للمكثفات الفائقة مماثلة للبطاريات.

2. كشف الثبات والاتساق:

نافذة الجهد للمكثف الفائق منخفض (أقل من 2.7 فولت)، الأمر الذي يتطلب الكثير من التوصيلات المتسلسلة للتطبيقات العملية. نظرًا للحاجة إلى شحن وتفريغ عاليين في التطبيقات، فإن الشحن الزائد له تأثير خطير على عمر المكثفات. فمن المهم جدًا ما إذا كانت الفولتية على المكثفات الفردية في السلسلة متسقة أم لا.

3.المعيار الصناعي:

كجهاز جديد لتخزين الطاقة، لا يمكن فصل التطوير الصحي للمكثفات الفائقة عن الصناعة والإشراف على السوق. تهدف مجموعة من الأنظمة القياسية التقنية إلى صياغة معايير الصناعة العملية، والمعايير الوطنية، وحتى المعايير الدولية. على سبيل المثال، المصطلحات وطريقة تسمية نموذج التصنيف وطريقة اختبار الأداء الكهربائي والمتطلبات الفنية للسلامة والمواصفات العامة ومواصفات مادة القطب الكهربائي ومواصفات الإلكتروليت وسلسلة مواصفات الشاحن والمتطلبات الفنية للإنتاج ومتطلبات النقل والاسترداد ويجب وضع متطلبات تدمير المكثفات الفائقة. وأيضًا معايير أخرى تهدف إلى توجيه وتوحيد صناعة المكثفات الفائقة لتحقيق هدف التخلص من إعادة التدوير الأخضر بتكلفة منخفضة. إنها وسيلة ضرورية لتعزيز التنمية الصحية للصناعة.

المراجع:

  1. Science | Where Do Batteries End and Supercapacitors Begin? .
  2. JEC| The History Of Supercapacitors
  3. Chemical Reviews | Pseudocapacitance: From Fundamental Understanding to High Power Energy Storage Materials
  4. Batteryuniversity | How does a Supercapacitor Work?
  5. Encyclopedia | Supercapacitor Applications and Developments
  6. APL Materials | Challenges and opportunities for supercapacitors
Exit mobile version