تدخين السيجارة الإلكترونية مرة واحدة فقط يمكن أن يغير أوعيتك الدموية

لأكثر من عقد من الزمان، تم بيع السجائر اللإكترونية كبديل أكثر أمانًا من السجائر العادية. لكن السيجارة الإلكترونية لا تخلو من أضرار. في السنوات الأخيرة، ظهر عدد متزايد من المخاوف حول تدخين السجائر الإلكترونية وقدرتها على إلحاق الضرر بصحتنا. حيث وجد باحثون في جامعة بنسلفانيا أنَّ تدخين السيجارة الإلكترونية مرة واحدة فقط يمكن أن يغير أوعيتك الدموية فورًا، حتى بدون النيكوتين.

تقول أخصائية الأشعة أيساندرا كابورايل:

“السجائر الإلكترونية تُرَوَج على أنها غير ضارة، والكثير من مستخدمي السجائر الإلكترونية مقتنعون بأنهم فقط يستنشقون بخار الماء. لكن المذيبات، المنكهات والمواد المضافة في القاعدة السائلة، تعرض المستخدمين بعد التبخير لأضرار متعددة في للجهاز التنفسي والأوعية الدموية.”

تعمل السجائر الإلكترونية بشكل أساسي عن طريق تحويل قاعدة سائلة إلى «هباء-Aerosol» يسهل نفخه إلى رئتيك. يحتوي هذا السائل عادة على مزيج من «البروبيلين غليكول-Propylene Glycol»، «الغليسيرول-Glycerol»، «النيكوتين-Nicotine»، الماء، المنكهات، و المواد الحافظة.
للبحث في التأثيرات الصحية لهذا الخليط، فحصت كابورايل وزملاؤها 31 شخصًا بالغًا، تتراوح أعمارهم بين 19 و 33 عامًا، ولم يكن لديهم تاريخ من التدخين أو مشاكل في القلب والأوعية الدموية، الجهاز التنفسي، أو الأوعية الدموية العصبية.

أُعطي كل من هؤلاء المشاركين سيجارة إلكترونية مع خرطوشة لا تحتوي على النيكوتين، بل تحتوي فقط على مزيج من الماء والبروبيلين غليكول أو الغليسيرول. ثم تم توجيه المشاركين لأخذ 16 نفثة، كل واحدة مدتها ثلاث ثوانٍ. تم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص الأوعية الدموية الخاصة بهم قبل وبعد التدخين.
مع التركيز على ثلاثة شرايين في الساق والقلب والدماغ، لاحظ الباحثون عدم وجود تقلّص بأكثر من 30% في أي منها. في المتوسط ، تمددت أوعيتهم الدموية بنسبة أقل بـ 34% مما قبل التدخين.

من خلال تقييد الساق ثم حل القيد، لاحظ الباحثون أيضًا انخفاضًا بنسبة 25% في تسارع الدم بعد التدخين، كما انخفض الحد الأقصى لتدفق الدم بنسبة 17.5%. في الوقت نفسه، انخفضت أيضًا مستويات الأكسجين داخل هذه الأوعية بنسبة 20%.
يقول أخصائي الأشعة فيليكس ويرلي:

“لقد توقعنا تأثيرًا، لكننا لم نعتقد أبدًا أن التأثير سيكون كبيرًا مثلما وجدنا. ليس مجرد تغيير طفيف-إنه تأثير كبير.”

من المهم أن نلاحظ أن حجم العينة هنا صغير. لكن النتائج تشير إلى أن تدخين السجائر الإلكترونية قد يكون ضارًا للبطانة الداخلية للأوعيتنا الدموية، والمعروفة باسم «البطانة الغشائية-Endothelium». يُعتقد أن إصابة البطانة الغشائية تمثل حدثًا ضروريًا لحدوث تراكم للصفيحات الدموية في الشرايين، وعلى الرغم من أن الالتهاب الوعائي كان قصير الأجل وقابل للإصلاح، إلا أنه يشير إلى وجود شيء أكثر خطرًا وليس له علاقة بالنيكوتين.

يقول ويرلي:

“الاعتقاد السائد هو أن النيكوتين هو المادة السامة، لكننا وجدنا أن الأخطار موجودة ومستقلة عن النيكوتين. إذا كان هناك تأثير بعد استخدامٍ واحدٍ للسجائر الإلكترونية، فيمكنك أن تتخيل نوع الضرر الدائم الذي يمكن أن يحدث بعد تدخينها بانتظام على مدار سنوات.”

على الرغم من أن المكونات الموجودة في سائل السيجارة الألكترونية قد تكون غير ضارة عند الأكل، إلا أنه عند تسخينها، فإنها قد تتحول إلى مادة سامة. وحالما تُستنشق، يمكن لهذه السموم أن تتسرب إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية أو «الإجهاد التأكسدي-Oxidative Stress».
بالنظر إلى أن السجائر الألكترونية كانت موجودة منذ حوالي 15 عامًا، فمن المستحيل حاليًا تحديد ماهية الآثار الطويلة المدى بل وحتى الآثار القصيرة المدى التي تم استكشافها مؤخرًا.

في عام 2017، وجد في دراسة أجريت على الفئران أن خمس دقائق فقط من التدخين يمكن أن تلحق الضرر بالأوعية الدموية، مما يسبب تصلبًا وتضييقًا فيها. بعد مرور عام، لاحظ الباحثون فقدان خلايا البطانة الغشائية في الأوعية الدموية لوظيفتها عند أولئك الذين قاموا بالتدخين. في الواقع، كانت الآثار الضارة التي وجدوها مماثلة لتدخين سجائر التبغ.

اعتبارًا من هذا الأسبوع، مرض ما يزيد عن 150 شخصًا في الولايات المتحدة بإصابة خطيرة في الرئة مرتبطة باستخدام السجائر الإلكترونية. كان بعض هؤلاء المرضى يعانون من «فشل تنفسي-Respiratory Failure»، وتم إرسالهم إلى العناية المركزة ووضعوا على أجهزة التنفس الصناعي. بدأت مراكز السيطرة على الأمراض والعدوى الآن تحقيقًا في السبب.

قال مايكل سيجل، عالم الصحة بجامعة بوسطن والذي لم يشارك في البحث، لموقع «لايف ساينس-Live Science» إن الدراسة الجديدة تؤكد أن السجائر الإلكترونية تسبب بعض المشاكل في الأوعية الدموية، على الرغم من أن التأثير يبدو قصير المدى.
وقال

“ستكون هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث لتحديد ما إذا كان تدخين السجائر الألكترونية يشكل خطر التعرض لإصابة غير قابلة للإصلاح في الأوعية الدموية.”

 

ألمصدر: Science Alert

إقرأ أيضًا: اكتشاف نوع جديد من الخلايا لها القدرة على علاج القلب!

السجائر الإلكترونية تضر بالأوعية الدموية حتى بغياب النيكوتين

خلصت دراسة أجريت على مجموعة صغيرة من الشبان الأصحاء الذين لم يدخنوا السجائر الإلكترونية أو التقليدية إلى أن تدخين سيجارة إلكترونية خالية من النيكوتين، قد أحدث تغييرات مؤقتة في الأوعية الدموية مماثلة لتلك التغيرات التي تشاهد في تصلب الشرايين المبكر.

يقول الباحثون في الدراسة التي تمت بالتصوير بالرنين المغناطيسي: إن التغييرات الحادة التي شوهدت بعد التدخين لمرة واحدة – استنشاق وزفير ضباب الرذاذ المتبخر من السائل المسخن في سيجارة إلكترونية تعمل بالبطارية – تشير إلى أن التدخين المتكرر يؤدي إلى اختلال وظيفي مزمن في الأوعية الدموية.

قام بهذه الدراسة الدكتورة أليساندرا كابورالي، باحثة ما بعد الدكتوراه من مختبر التصوير الهيكلي والفيزيولوجي والوظيفي، قسم الأشعة، كلية الطب، جامعة بنسلفانيا بيرلمان، وزملاؤها في القسم، وقد نشرت الدراسة عبر الإنترنت في 20 أغسطس.

استخدمت الدراسة السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين. لذلك، هذه النتائج تلغي أي اعتقاد خاطئ بأن النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية ضار بالصحة.

الدكتور فيليكس ويرلي، كبير المشرفين على الدراسة ومدير مختبر التصوير الهيكلي والفيزيولوجي والوظيفي وبروفيسور في جامعة بنسلفانيا، قال في مقابلة مشتركة مع الدكتورة كابورالي: “ضعف بطانة الأوعية الدموية – انخفاض قدرة الأوعية الدموية على التمدد للسماح بزيادة تدفق الدم عند الحاجة – هي المرحلة الأولى من مرض تصلب الشرايين”.

يضيف ويرلي: “من الواضح أن أضرار السجائر معروفة جيدًا، لكن ما لم يكن معروفًا جيدًا – وما ظهر في هذه الدراسة – هو أن السجائر الإلكترونية – على الرغم من التسويق لها على أنها غير ضارة نسبيًا – قد تتسبب فعلياً بضرر مماثل للسجائر التقليدية، وليس لهذا الضرر علاقة بالنيكوتين”.

أكد ويرلي وكابورالي أنه يجب على أولياء أمور طلاب المدارس المتوسطة والثانوية أن يكونوا على دراية بهذه الأضرار، حيث ازداد استخدام السجائر الإلكترونية بشكل كبير عند أبناء هذه الفئة العمرية.

قالت د. كابورالي: “النكهات العديدة التي تأتي بها السجائر الإلكترونية تجذب الشباب وربما تقودهم إلى الإدمان عليها لمدة طويلة”. وأشارت إلى أن بعض السجائر الإلكترونية قد تحتوي على كمية من النيكوتين أكبر من الكمية المذكورة على الملصق.

ليست جيدة كما يعتقد البعض

قالت كارين ويلسون، طبيبة أطفال في كلية إيكان للطب في مدينة نيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة: “كان هنالك رواية تفيد بأن السجائر الإلكترونية تولد بخار الماء الغير ضار، مما يجعلها مفيدة للأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين. لكن ما بدأنا فهمه بالفعل هو أنه بالإضافة لوجود النيكوتين، يحتوي هذا الرذاذ على جزيئات سامة أخرى محتملة”.

وفقًا لما قالته د. ويلسون، على الرغم من عدم معرفة الآثار التي ستحدث بعد 20 أو 30 عامًا، تشير هذه الدراسة إلى أنه من المحتمل أن نرى زيادة في أمراض القلب والأوعية الدموية نتيجة لتدخين السجائر الالكترونية.

وأضافت د. ويلسون: “بعض هذه التغييرات الوعائية في الرئتين أو التهيج المباشر من السموم والجزيئات الموجودة في الرذاذ، قد يكون السبب الذي عجَّل ظهور مجموعة من حالات أمراض الرئة الحادة التي شوهدت مؤخرا عند الشباب الذين يدخنون السجائر الالكترونية”.

إقرأ أيضًا:

هل من الآمن استهلاك مشروبات الطاقة ؟

المصدر: هنا

Exit mobile version