الإلكترون القشة التي يستند عليها الكون

ما هو الإلكترون الذي يعد أحد ركائز الكون الأساسية؟

الإلكترون (يرمز له بالرمز e-) هو جسيم مستقل دون ذري يدخل في تكوين الذرة. حيث يعد أصغر مكون من مكونات الذرة. وأيضاً يعد من أصغر الجسيمات المعروفة لدى العلماء إن لم يكن أصغرها. وكما يعلم أغلبنا فإن الإلكترون يحمل شحنة سالبة مقدارها 1.6×10^-19 كولوم. وعلى عكس البروتونات والنيترونات فإن الإلكترونات لا تتكون من وحدات بنائية أصغر، ولذلك تعد الإلكترونات جسيمات أولية. يملك الإلكترون مساحة بالغة الصغر بحيث تقدر بنحو 9.11×10^-31 كيلوغرام والتي تمثل 1/1836 من كتلة البروتون. ولكن من المعلومات التي من الممكن أنك لم تكن تعرفها أن الإلكترون يوجد له جسيم مضاد يسمى البوزيترون (Positive electron) ويعرف أيضاً باسم مضاد الإلكترون، يحمل شحنة موجبة ويرمز له بالرمز e+ . وعندما يحدث تصادم بين الإلكترون والبوزيترون تحدث ظاهرة تسمى فناء إلكترون-بوزيترون حيث يتم إفناء كلا الجسمين المتصادمين لينتج عن هذه العملية طاقة على شكل شعاعين من أشعة غاما ( شعاع لكل جسيم ).توجد الإلكترونات حرة في الطبيعة، وتوجد أيضاً بشكل أساسي في الذرات التي تعد وحدة البناء الأساسية للمادة. وهي مسؤولة عن الشحنة السالبة في الذرة، وتدور الإلكترونات حول الذرة في مدارات ثابتة.[1] [2]

اكتشاف الإلكترون

في العام 1897 اكتشف العالم البريطاني تومسون الإلكترون بشكل رسمي. وذلك بعد أن حلل و وضّح نتائج تجربة أنبوب أشعة الكاثود والتي صممها ونفذها العالم ويليام كروكس وذلك في سبعينيات القرن التاسع عشر. ولكن وجدت العديد من الفرضيات التي تفترض وجود جسيم مشحون يدور حول النواة في الذرة قبل ذلك. كالفرضيات التي وضعت على يد العالم ريتشارد لامينج والعالم جونستون ستوني.[1]

حقائق مثيرة عن الإلكترونات

·  تعد الإلكترونات أجسام أولية لأنها تعد أصغر وحدة بنائية للمادة ولا تتكون من جزيئات أصغر من الإلكترونات نفسها. وتنتمي الإلكترونات إلى عائلة ليبتون ( وهي عائلة تتكون من الأجسام الأولية والأساسية للمادة ) وتحمل الإلكترونات الكتلة الأصغر في هذه العائلة.

· في ميكانيكا الكم تعتبر الإلكترونات جسيمات متطابقة. حيث لا يمكن استخدام خاصية فيزيائية معينة للتميز بين أزواج الإلكترونات. ويمكن للإلكترونات أن تتبادل مواضعها من دون أن يحدث أي تغيير أو تأثير ملحوظ على استقرار الذرة.

·  في الذرة يتساوى عدد الإلكترونات حول النواة مع عدد البروتونات داخل النواة، ولكنهما يختلفان في الشحنة. حيث تحمل الإلكترونات شحنة سالبة على عكس البروتونات التي تحمل شحنة موجبة. وذلك الذي يكسب الذرة استقرارها كهربائياً. وإذا حدث أي تغير في عدد الإلكترونات بغض النظر عن إن كان هذا التغيير عبارة عن زيادة أو نقصان، فإن ذلك يؤدي إلى عدم استقرار الذرة.

·  يمكن معرفة ما إذا كانت مشحونة كهربائياً أم لا عن طريق المقارنة بين كمية الشحنات السالبة الموجودة في المادة (الإلكترونات)، وكمية الشحنات الموجبة في نفس المادة (البروتونات). حيث إذا كانت كمية الإلكترونات أكبر فإن هذا يعني بأن المادة تحمل شحنة سالبة. وإذا كانت البروتونات أكثر من الإلكترونات فإن هذا يعني أن المادة تحمل شحنة موجبة. وفي حالة تساوي عدد الإلكترونات والبروتونات فهذا يعني بأن المادة في حالة حياد كهربائي.

·   تمتلك الإلكترونات طبيعة مزدوجة. حيث يمكننا ان نعتبرها جسيمات في يعض الحالات كحالة الفوتونات، وأمواج في حالات أخرى في حالة تجربة حيود الضوء. 

تدور الإلكترونات في مداراتها بزخم زاوي مقداره 0.5 حيث يدور في اتجاهين، إما مع عقارب الساعة أو عكس عقارب الساعة.

·  يوجد لدى العلماء القدرة على عزل إلكترون مفرد باستخدام أداة تسمى مصيدة بينينج (Penning trap) .

·  يتعامل العلماء مع الإلكترونات كنقاط أو شحنات بدون أبعاد مادية. وذلك لشدة صغره، حيث وجد أنا أكبر نصف قطر لإلكترون معروف هو 10^-22 متر.[1]

الكهرباء أحد تطبيقات الإلكترونات التي نعتمد عليها كلياً

تعد الكهرباء أحد التطبيقات المهمة التي استطاع العلماء تسخيرها، واستخدامها في بناء وتطوير المجتمعات البشرية. فما هي الكهرباء؟ وكيف تتكون؟

حسناً إن مفهوم الكهرباء كما نعرف جميعاً: عبارة عن طاقة ناتجة عن نشاط الشحنات السالبة( الإلكترونات ) خلال سلك موصل. ويمكن الإستفادة منها في أغلب مجالات ونشاطات حياتنا اليومية. ولكن التعريف الفعلي للكهرباء أكثر تعقيداً بكثير ولا يمكن حصره ببضع سطور. حيث يندرج تحت التعريف الفعلي والعلمي للكهرباء العديد من المصطلحات والظواهر الفيزيائية الأخرى التي يعد بعضها معقداً إلى حدٍ ما ويحتاج إلى شرح في مقالات مفصلة. مثل المجال الكهرومغناطيسي وظاهرة الحث الكهرومغناطيسي.

وتتكون الكهرباء ( بتعريفها المبسط ) من طاقة تنقلها الإلكترونات في الموصلات نتيجة تأثرها بمجال كهرومغناطيسي(أحد أشكال المؤثرات). فتنتج الكهرباء بهذه الطريقة. ولكن ما هي آليات إنتاج الكهرباء؟ في الواقع توجد العديد من الآليات والطرق لإنتاج وتوليد الكهرباء منها ما هو متجدد كأشعة الشمس، والهواء، والماء. ومنا ما هو غير متجدد كالمحروقات والطاقة النووية. وبالعديد من الطرق الأخرى.[3]

سلوك الإلكترونات في المواد الصلبة والسائلة

·      في المواد الصلبة: تعمل الإلكترونات على توصيل التيار الكهربائي في المواد الصلبة . حيث يعود السبب في ذلك إلى أن الإلكترونات تمثل الجزء النشط والحر، القادر على توصيل الشحنة. ولذلك يمكنها توصيل التيار الكهربائي.

·      في المحاليل والمواد السائلة: يتم نقل التيار الكهربائي في السوائل والمحاليل الموصلة عن طريق الأيونات. حيث تنتج هذه الأيونات ذات الصيغة الكيميائية التي تجعلها قادرة على توصيل التيار الكهربائي عن طريق تفاعلات تحدث بين إلكترونات ذرات السائل مع بعضها البعض، او مع جزيئات أخرى تضاف إلى هذا السائل.[1]

استخدامات الكهرباء

تعد الكهرباء أحد ركائز وأعصاب الحياة الأساسية التي تتوقف عليها الحياة. حيث تم توظيفها من قبل العلماء والمختصين بداية الثورة الصناعية. وتوسع بعد ذلك استخدامها إلى أن شمل معظم إن لم كل مجالات ونواحي الحياة. حيث برز استخدامها في مجال الإتصال حيث كانت أول وسيلة اتصال حديثة هي التلغراف الكهربائي. الذي تم اختراعه على يد العالمين وليام كوك وتشارلز ويتستون عام 1837. وكان هذا الجهاز بذلك من أوائل تطبيقات الكهرباء في هذا المجال. ولا بد أن نشير إلى صعوبة حصر استخدامات وتطبيقات الكهرباء في بضعة أسطر. فإن نظرنا حولنا سنجد الكهرباء بكل شيء. حيث أنها تشغل جهازك المحمول أو حاسوبك الذي تقرأ منه هذا المقال في هذه اللحظة. وهي المسؤولة عن تشغيل سيارتك حتى أنها المسؤولة عن تنظيم ضربات قلبك. وبذلك في مسؤالة عن حياتك. ويعود الفضل في ذلك إلى ذلك الجسيم الصغير منعدم الأبعاد سالب الشحنة.[3]

ما هي الكهرباء؟

يعد مفهوم الكهرباء واحدً من أعقد المفاهيم عبر الزمن وأهمها. إذ ساعدنا الفهم الأشمل للكهربية بتطوير علم الفيزياء بالكامل وتغير وجهة نظرنا عما يدور في كوننا. فما هي الكهرباء؟ وما سبب وجودها؟

تاريخ الكهرباء

تعرف الإنسان على الكهرباء من خلال سمك الرعاش، والذي اعتقد القدماء المصريين أنه يحمي باقي الأسماك. إلاّ أن أول الاستنتاجات العلمية للكهربية كانت بالصدفة عندما لاحظ الفيلسوف «طاليس – Thales» التجاذب بين المغنيتيت والكهرمان عند فركه بالحرير. [1]

وبقي الوضع كما هو حتى عام 1600م، عندما فسر العالم الإنجليزي «وليام جيلبيرت – William Gilbert» تلك الملاحظات تفسيرًا دقيقًا. جاءت تلك الملاحظات في كتابه «De Magnete» عندما وضح الفرق بين التجاذب الناتج عن مغناطيس والناتج عن الكهرباء الساكنة.

وكانت الطفرة في مجال الكهربية مع العالم «شارل أوغستان دي كولوم – Charles-Augustin de Coulomb» عام 1785م. إذ فسر كولوم الكهربية تفسيرًا عميقًا ووضع الخصائص التي تتصرف بها قوى الكهربية. [2] فما هو تفسير وجود الكهرباء إذن؟ وكيف تعمل؟

الشحنات الكهربية

يوجد في الطبيعة أنواع مختلفة من الجسيمات الصغيرة، وتختلف كل منها في خصائصها. فمثلًا يوجد جسيمات معينة تنجذب مع أحد أنواع الجسيمات، ولكنها تتنافر مع جسيمات أخرى. فإذا قسمنا الجسيمات إلى نوعين موجب وسالب، فالجسيم الموجب سيتنافر مع الجسيم الموجب مثله، ولكنه سينجذب إلى الجسيم السالب.

يصف قانون كولوم حركة وتفاعل تلك الجسيمات مع بعضها، وقد أوضح من خلاله أن التفاعل بين أي جسيمين مشحونين يضعف بزيادة تربيع المسافة بينهم (أي مقدار المسافة مضروب في نفسه). [2]

وتتكون كل المواد في الطبيعة من جسيمات تسمى ذرات، وتختلف كل مادة عن الأخرى في ترتيبهم وتوزيعهم. والذرة تتكون من جسيمين أساسيين هما:

  1. قلب الذرة وتسمى النواة ولها شحنة موجبة
  2. إلكترون سالب الشحنة يدور حول تلك النواة.

وتتكون المواد الصلبة من خلال ترتيب معين للذرات مكونة بحر من الإلكترونات على سطح المادة. وعند فرك الكهرمان بالحرير، تنتقل الإلكترونات السالبة إلى الحرير ويصبح الكهرمان موجب الشحنة (لاحتوائه على جسيمات موجبة أكثر من السالبة).
وبالتالي ينجذب الكهرمان بعد فركه مع المغنيتيت عند اقترابهما ليعوّض الشحنات السالبة التي فقدها. وتسمي حركة انتقال الشحنات تلك بالكهرباء الساكنة. ويمكنك ملاحظة الكهرباء الساكنة عند ظهور شرر عند خلع ملابسك المصنعة من البوليستر في غرفة مظلمة. [3]

البطاريات وتوليد التيار

هناك العديد من الطرق لتوليد التيار الكهربي، ولكن الفكرة الرئيسية في توليد التيار هي البطاريات. وقد صنع «أليساندرو فولتا – Alessandro Volta» أول بطارية في التاريخ. واعتمدت بطارية فولتا على وجود محلولين مختلفين في الشحنة مفصولين عن بعضهما بطبقة تمنع مرور الشحنات داخل البطارية. ويوجد سلك عند طرفي البطارية تنتقل من خلاله الشحنات. ويمثل تدفق الشحنات فيما يعرف باسم السلك التيار الكهربي، وتكون الكهرباء في تلك الحالة كهرباء متحركة. [4]

وتسمح المعادن بمرور التيار خلالها بشكل أفضل من غيرها من المواد. وبشكل عام يمكننا تقسيم المواد على حسب توصيلها للكهرباء لثلاثة أنواع:

  • موصلة
  • شبه موصلة
  • عازلة

فكلما كان سطح المادة يحوي إلكترونات حرة أكثر كان أفضل في توصيل التيار.  ويجتهد العلماء حاليًا في تطوير أشباه الموصلات للاستخدامات الكهربائية وذلك لتنوع خصائصها الكهربائية عن الموصلات. إذ تستخدم أشباه الموصلات في خلايا الطاقة الشمسية والإلكترونيات الحديثة. أما تطوير البطاريات فهو أمر لا يقل أهمية ونرى ذلك في الظهور الدوري لأنواع حديثة من البطاريات.  

المصادر:

  1. BioScience
  2. Histoire de l’Academie royale des sciences
  3. Fundamentals of physics / David Halliday, Robert Resnick, Jearl Walker. —9 th ed. Section 21 (Electric Charge).
  4. Volta’s Electrical Battery Inventio
Exit mobile version