مُداوي جراح نساء الكونغو «دينيس موكويغي»

قصة مُداوي جراح نساء الكونغو «دينيس موكويغي»

الطبيب الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي أطلقت عليه بعض الصحف ووسائ الإعلام مُداوي جراح نساء الكونغو «دينيس موكويغي» تقديرًا لجهوده المبذولة في «مكافحة استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب في النزاعات المسلحة» وعلاج ضحايا أعمال العنف الجنسي والإغتصاب الجماعي مناصفة مع «نادية مراد».

«دينيس موكويغي» و«نادية مراد» أثناء تكريمهم بجائزة نوبل للسلام عام 2018

من هو موكويغي؟

هو طبيب كونغولي وُلد في الأول من مارس عام 1955 في بوكافو عاصمة كيفو الجنوبية إحدى مقاطعات «جمهورية الكونغو الديمقراطية»، لاحظ موكويغي مدى الاحتياج الكبير لرعاية صحية أفضل أثناء نشأته في بوكافو، لذلك درس الطب في «جمهورية بوروندي» وعاد إلى الكونغو ليعمل في مستشفى في قرية «ليميرا – Lemera» القريبة من مدينة بوكافو، في البداية كان اهتمامه بطب الأطفال، ولكن سرعان ما تغير ذلك بعد ملاحظته للظروف القاسية التي تُعاني منها المرأة الريفية أثناء الولادة، لذلك قرر السفر إلى فرنسا لدراسة طب النساء والتوليد، وفي عام 1989 أنشأ قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى ليميرا.

تحسين الأوضاع الطبية في الكونغو

وكما قال المتنبي: «مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ، تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ» وتندلع الحرب الأهلية في البلاد في أواخر عام 1996 وينتج عنها تدمير مستشفى ليميرا، لكن لم ييأس موكويغي واستقر في بوكافو وأنشأ مستشفى «بانزي – Panzi» في عام 1998، وبالرغم من أن الغرض الرئيسي كان تقديم الرعاية الطبية اللازمة للنساء في كل ما يتعلق بالولادة إلا أن المستشفى بدأت في استقبال أعداد ضخمة من ضحايا الإعتداء والعنف الجنسي.

انتشار العنف الجنسي نتجَ بسبب استخدام كل من ميليشيات الهوتو الروانديين وجنود الحكومة الكونغولية والعديد من العصابات المسلحة الإغتصاب المنهجي للنساء والفتيات كوسيلة وسلاح للإرهاب وتشريد المدنيين، ولذلك قرر موكويغي إنشاء طاقم متخصص لعلاج ورعاية الضحايا، واستطاع بمساعدة فريقه القيام بعمليات جراحية ناجحة لأكثر من 40 ألف إمرأة وطفلة، بالإضافة للمساعدات الطبية، تُقدم المستشفى لمرضاها الإستشارات النفسية والقانونية.

أشارت المستشفى في مايو 2013 أن الأطفال الصغار أصبحوا عُرضة للإعتداء الجنسي وبدأ استهدافهم، وذلك بعد تعرض تسع فتيات لا تتعدى أعمارهن الخمس سنوات للإغتصاب في كيفو الجنوبية، ماتت اثنتان من الفتيات متأثرتين بإصابتهن، ونجح الأطباء في علاج باقي الضحايا.

يرى د. موكويغي بمفرده أكثر من 20 حالة يوميًا منهم 7 إلى 10 من ضحايا العنف الجنسي، بالمقارنة مع الحالات الأخرى اللاتي تُعالجن في المستشفى تُمثل تلك الحالات أصعب وأكبر التحديات الجراحية والنفسية، وأشار د. موكويغي إلى تعرُض إحدى الحالات التي تم علاجها بنجاح إلى الإغتصاب مرة أخرى، وفُقدت كل فرص علاج جهازها التناسلي مرة أخرى، وبالرغم من إمكانية التعرف على الجناة إلا أنهم يتمتعون بدرجة عالية من الحصانة وتُعتبر تلك أحد أكبر المشكلات في الكونغو.

“لا نحتاج إلى المزيد من الأدلة والبراهين، إنما نحتاج إلى الأفعال والإجراءات العاجلة للقبض على المسئولين عن تلك الجرائم في حق الإنسانية وتقديمهم للعدالة، والعدالة غير قابلة للتفاوض”

خطابه في الأمم المتحدة في 25 سبتمبر عام 2012

الهروب إلى أوروبا

بعد شهر من خطاب موكويغي في الأمم المتحدة، تسلل خمسة مسلحين إلى منزله وهاجموه عند عودته، واستطاع حارسه الشخصي إنقاذه، وقرر د. موكويغي الهروب إلى أوروبا مع أسرته، احتجَّت العديد من النساء اللاتي قام موكويغي بمعالجتهن ضد الهجوم وقاموا بجمع مبلغ مالي لشراء تذكرة رحلة الطيران لموكويغي حتى يعود مرة أخرى للبلاد وتعاهدوا على حمايته، وبالفعل عاد في يناير عام 2013 إلى الكونغو، وأحاطت به الجماهير الغفيرة في طريقه من المطار إلى مستشفي بانزي.

أنشأ موكويغي مؤسسة بانزي لتقديم المساعدات القانونية للضحايا والإستشارات النفسية ,ودورات التدريبية لحقوق المرأة ونشر الوعي ضد الزواج المُبكر.

جوائز وتكريمات

  • «جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان» عام 2008.
  • « جائزة أولوف بالمه – Olof Palme» عام 2008.
  • جائزة منظمة «حقوق الإنسان أولًا» عام 2013.
  • وفي عام 2014 منحه البرلمان الأوروبي «جائزة سخاروف لحرية الفكر – Sakharov prize for freedom of thought».
  • جائزة نوبل للسلام في 5 أكتوبر 2018.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر

Noble Prize

«دينيس موكويغي» يلقى خطابه أثناء حفل تكريمه بجائزة نوبل للسلام عام 2018

الاختراق كابوس العالم الافتراضي

الاختراق كابوس العالم الافتراضي

أكثر ما ينغِص علينا حياتنا عند استخدام المواقع والخدمات المختلفة على الإنترنت هو الخوف من قيام أحد الأشخاص باختراق حساباتنا وسرقة هويتنا من تلك المواقع واستغلالها في أعمال غير أخلاقية، وأصبح الاختراق كابوس العالم الافتراضي للعالم أجمع، لكن ما سبب حدوث ذلك وكيف نحمي أنفسنا؟

ما مدى فاعلية النصائح السابقة؟

لسنوات كانت النصيحة لمستخدمي الحاسب الآلي باختيار كلمات السر المعقدة التي تحتوي على الأرقام وعلامات الترقيم والحروف الكبيرة والصغيرة، وعدم كتابة في ورقة خارجية.

ويتّبع المستخدمون تلك النصائح، ولكن لأنهم لا يستطيعون تذكرها؛ فقاموا بتكرار استخدام عدد قليل من كلمات السر لمرات عديدة، وعند حاجتهم لتغييرها كانوا يكتفون بإضافة الرقم (1) أو إضافة علامة تعجب (!)، تلك الخطوات السهلة والبسيطة جعلت مهمة المخترقين أسهل بكثير.

الباحثين في مجال أمن كلمات المرور، يعلمون أن معظم النصائح المتعلقة بهذا الأمر لم تكن مبنية على أُسس علمية، ولا تكفي لمنع أو حتى إبطاء عملية اختراق الحسابات الشخصية، ولحل هذه المسألة قاموا بإجراء التجارب عن تأثير متطلبات كلمة المرور على الأمن وإمكانية الاستخدام.

في الآونة الأخيرة قامت الحكومة الفيدرالية بتغيير التوصيات المتعلقة بهذا الأمر لتؤكد ما وصلوا له في تجاربهم.

استغرق الأمر من الباحثين سنوات لمعرفة كيف تعمل طرق اختراق الحسابات وظهور الفجوات في كلمات السر، وذلك لسببين:

  1. معرفة كيف يُخمن المخترقون تلك الكلمات.
  2. تطوير مقياس دقيق لمدى قوة الكلمات.

كيف يصل المخترقون إلى حساباتنا الشخصية؟

لا يكتفي المخترقون بالجلوس أمام أجهزتهم وتخمين بضعة كلمات لإختراق الحسابات الشخصية، بل أصبح العديد منهم قادرًا على الاستيلاء على قاعدة بيانات كاملة تحتوي على كلمات سرية من شركات عملاقة مثل «ياهوو» و«أدوبي» و«لينكد إن»، لذلك يضع المخترقون الكثير من التخمينات لحل الرموز، وتسمح لهم برامج الكمبيوتر وضع الملايين بل المليارات من التخمينات خلال بضعة ساعات فقط.

قد يبدأوا بتخمين أكثر الكلمات شيوعًا، ثم إضافة الرقم (1) لكل منها، وإضافة كل رمز ممكن، ثم جعل الكلمة تبدأ بحرف كبير، ويستمر الأمر على هذا المنوال حتى يصل إلى هدفه.

قد يحدث أسوأ من ذلك، بمجرد أن ينجح المخترق في الحصول على كلمة السر لأحد حسابات المستخدم، سوف يستخدم نفس الكلمة محاولًا الولوج إلى باقي الحسابات والبريد الإلكتروني والحساب البنكي أيضًا، إذا كان المستخدم يستخدم نفس الكلمة.

امتلاك المخترقون كل هذه القوى يُجبر المستخدمين على التفكير في كلمات جديدة وصعبة على أي حاسب آلي أن يكتشفها.

شارك أكثر من 50 ألف شخص في تجاربنا عبر الإنترنت، كل فرد عليه أن يُنشئ كلمة سر طبقًا لبعض النصائح مثل:

  1. أقل طول مسموح للكلمة هو 12 حرف.
  2. يجب أن تحتوي على حروف كبيرة وصغيرة.

قمنا بقياس مدى قوة كل كلمة ومقدرة المشارك على تذكرها وبعض الأمور الأخرى. وقمنا بتحليل كلمات السر التي يستخدمها الطلاب والعاملين بجامعتنا.

أظهرت المعطيات أن لدى الناس العديد من المفاهيم الخاطئة المتعلقة بكلمات السر، والتي من أمثلتها ما ذكرناه في البداية.

لذلك قمنا بعمل اختبار لنساعد في محو المفاهيم الخاطئة، بالإضافة أن البيانات توصي بضرورة الاعتماد على كلمات السر الطويلة -12 حرف على الأقل- بدلًا من الأخرى المُعقدة، في نفس الوقت علِمنا أن المستخدمين يستخدمون كلمات طويلة لكن متوقعة حيث يعتمدون على تكرار الكلمة أو الحروف أكثر من مرتين مثل: (passwordpassword)، علمنا أيضًأ أن إعطائهم تعليق فوري في نفس اللحظة أثناء إنشائها قد تساعد حيث نُعلمهم ما إذا كانت الكلمة ضعيفة أم قوية.

قمنا بتطوير مقياس لكلمات السر يستخدم شبكة عصبية اصطناعية؛ لقياس مدى قوتها طبقًا لتحليل لملايين الكلمات الأخرى، ويعطي نصيحة فورية إذا كانت الكلمة ضعيفة.

 

كيف نكتب كلمة سر قوية؟

يمكنك الاعتماد على إحدى خدمات إدارة كلمات السر حيث تُنشأ كلمات طويلة ومتنوعة لحساباتك يتذكرها بدلًا منك.

إذا أردت إنشاء كلمة سر قوية اتبع النصائح الآتية:

  1. اجعلها مُكونة من 12 حرف على الأقل واخلِطهم مع احتوائها على رمزين أو ثلاثة مختلفين وحروف كبيرة وأرقام واحرص على كتابتهم في مواضع غير متوقعة.
  2. تجنب وضع الحرف الكبير في بداية الكلمة.
  3. تجنب كتابة أسماء أشخاص أو حيوانات أليفة أو أماكن سبق لك العيش فيها أو فرق رياضية أو أشياء تحبها أو تواريخ ميلاد.
  4. تجنب الكلمات الشائعة مثل: (Love)، أو كلمات الأغاني المشهورة.
  5. لا تُكرر استخدام نفس كلمة السر في أكثر من حساب شخصي.

هل تريد التأكد من قوة كلمة السر خاصتك؟

إليك المقياس الذي تحدثنا عنه من هنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر

The conversation

Exit mobile version