- الفن الكارولنجي والرومانسيكي والفن القوطي
- عصر النهضة الفني
- عصر الباروك | مصحوب بإنفوجراف
- الكلاسيكية الحديثة
- المدرسة الرومانسية
- المدرسة الواقعية
- المدرسة التأثيرية
- اختبار مساق مقدمة في تاريخ فن العصور الوسطى
محتويات المقال :
فنون العصور الوسطى، الفن الكارولنجي والرومانسيكي والفن القوطي
ظهرت عدة فنون في العصور الوسطى مستمدة ومتطورة من الفن البيزنطي بعد انتهاءه على نطاق واسع في أوروبا، وكان من أهمها الفن الكارولنجي والفن الرومانيسكي والفن القوطي، وهو أكبرهم في التأثير.
لذا دعونا نتعرف معًا على تلك الفنون، ونرى كيف تطورت ومهدت لعصر النهضة العظيم.
الفن الكارولنجي (780 – 900)
يعتبر الفن الكارولنجي من أهم فنون العصور الوسطى، والذي بدأ حين قام شارلمان -ملك الفرنجة ومؤسس الإمبراطورية الرومانية المقدسة- بتحريض إحياء ثقافي معروف باسم عصر النهضة الكارولنجية، وذلك بدعوة أعظم العلماء من جميع أنحاء أوروبا للمثول أمام المحكمة وإبداء الاقتراحات لتجديد السياسة والكنيسة والفن والأدب.
قام ببناء قصر وكنيسة في آخن بألمانيا عام 805، لتصبح بمثابة مقر لسلطة “شارلمان” وما زالت تضم عرشه اليوم. ربما تكون الكنيسة أفضل مثال حي باق للهندسة المعمارية الكارولنجية، والتي أثرت في تصميم القصور الأوروبية لاحقًا.
وكان لدى شارلمان أيضًا مركز لنسخ المخطوطات في آخن. وقد كانت أنماط الكتابة والنصوص في أوروبا قبل ذلك مترجمة ويصعب قراءتها. لم يكن بالإمكان قراءة الكتب في أوروبا يسيرًا في ذلك الوقت، حتى وإن كان كلا من الكاتب والقارئ يجيدان اللغة اللاتينية.
اعتمدت اللغة الكارولنجية المنتشرة من آخن عالميًا مما أتاح التواصل الكتابي بشكل أكبر. أصبحت الكارولنجية أكثر النصوص المستخدمة على نطاق واسع في أوروبا في وقتها.
انفوجراف مبسط حول الفن الكارولنجي.
الفن الرومانيسكي (1000 – 1300)
بدأت فترة الفن الرومانسكي في العصور الوسطى حوالي عام 1000 م واستمرت حتى عام 1300 تقريبًا. وقد تأثر بكل من الفن الروماني والبيزنطي، كما هو الحال مع كل الفنون؛ فقد تأثر كل عصر ومدرسة بما قبلهم على طول تاريخ الفن.
كان تركيز الفن الرومانيسكي على الدين والمسيحية. شمل الفن الرومانسيكي التفاصيل المعمارية كالزجاج الملون والجداريات الكبيرة على الجدران والأسقف، والمنحوتات على المباني والأعمدة.
أهم الأعمال الرومانيسكية
كنيسة سانت فوي – حوالي 1050- 1130
تنقل الواجهة شعورًا بالقوة والصلابة، وتزيد بساطة العناصر الزخرفية من قوتها. كانت القديسة “فوي” فتاة من آكيتاين استشهدت في الفترة من عام 287 إلى عام 303 م، وكانت الكنيسة تحتفظ بمخزن ذهب يحتوي على رفاتها.
انفوجراف مبسط حول الفن الرومانسيكي.
الفن القوطي
نشأ الفن القوطي في القرن الثاني عشر الميلادي وتطور من الطراز الرومانيسكي بعد انتصار القوط على الرومان. كان الاسم مرادفًا لكلمة “البربرية”، وقد استخدم لوصف الفن القوطي بأنه بعيد مقارنة بالفن الكلاسيكي عندما كان الناس يتطلعون إلى إحيائه.
وقد استخدم المصطلح في رسالة من “رافاييل” إلى البابا “ليو العاشر”، شبه فيه الأقواس المدببة للهندسة القوطية بأكواخ القوط الغربيين البدائية التي تم إنشاؤها عن طريق ثني قمم الأشجار معًا. فقد كان ينظر فناني ومؤرخي عصر النهضة إلى هذا الفن نظرة ازدراء؛ لبعده عن النسب الكلاسيكية الإغريقية والرومانية.
لكن على الرغم من آراءهم، فقد أصبحت الهندسة والمنحوتات المعمارية القوطية واستخدامهم للزجاج المعشق موضع تقدير اليوم باعتبارها قطع فنية جميلة ومعقدة.
العمارة القوطية
حاولت العمارة القوطية بالعصور الوسطى إعادة خلق بيئة سماوية على الأرض؛ من خلال حوائط مرتفعة ونوافذ زجاجية ملونة. استندت العمارة القوطية على الأساليب الرومانيسكية. قام المعماريون القوط بتطوير الزخارف بين النوافذ الزجاجية، مما أدى إلى خلق مساحات داخلية أبهرت حواس المصلين.
من أشهر وأجمل كاتدرائيات الفن القوطي والتي نشب بها حريق هائل في الخامس عشر من أبريل العام المنصرم، هي كاتدرائية “نوتردام“.
وقد صور فن النحت المعماري والميداني شخصيات اكتسبت سمات طبيعية وحسية أكثر من السابق في العصور الوسطى. أصبحت القطع الأثرية واللوحات الجدارية أكثر شيوعًا في كنائس نهاية الحقبة القوطية في القرن الرابع عشر.
سمات العمارة القوطية
كانت الخصائص الهيكلية الرئيسية للتصميم المعماري القوطي في العصور الوسطى تنبع من جهود البنائين من القرون الوسطى لحل المشكلات المرتبطة بدعم قبو سقف المباني الثقيلة (الأسقف المقوسة) الواسعة. ظهرت المشكلة لأن السقف التقليدي المقنطر كان يسبب ضغطًا هابطًا للأسفل وللخارج على الجدران التي استند عليها، مما تسبب في كثير من الأحيان في الانهيار.
اعتقد المصممون أن الجدران الداعمة الرأسية يجب أن تكون سميكة وثقيلة للغاية من أجل مواجهة وامتصاص ضغط القبو، لكن مصممي القوطية حلوا هذه المشكلة بالعديد من الابتكارات الرائعة.
كانت الكاتدرائية هي المركز الذي تم فيه وضع الاختراعات الأساسية للعمارة القوطية مثل القوس المدبب، والقبو المتقاطع المضلع، ودعامات الطيران
المباني العملاقة
تم استخدام أقبة الأضلاع، ودعامات الطيران، والأقواس المدببة كحلول لمشكلة بناء هيكل طويل للغاية مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الضوء الطبيعي. قاموا بتقليل وزن السقف، فصنعوا سقفًا (قبوًا) مضلعًا، يتكون من قبو متقاطع الأضلاع من الألواح الحجرية الرقيقة. واستبدلوا الأقواس المستديرة لخزينة الأسطوانة بأقواس مدببة وزعت وزن القبة في اتجاه أكثر رأسية. وبكل بساطة، انخفض وزن السقف بالكامل على الجدران الداعمة. قام المعماريون القوطيون بتحويل وزنه على طول أضلاع السقف عبر الجدران إلى دعامة تحلق (نصف قوس)، ثم نزول الدعامات الرأسية (الأرصفة) إلى الأرض. فلم يعد السقف يعتمد على الجدران للحصول على الدعم. ونتيجة لذلك أصبح بناء جدران الكاتدرائيات أعلى بكثير.
تميزت بناياتهم بالتالي:
- استخدام الحجر والرخام بدلًا من الطوب، مما سمح بإنشاء الكاتدرائيات والكنائس عالية الارتفاع.
- أقواس مبالغ فيها.
- نوافذ عالية وكبيرة.
- جدران أكثر سمكًا من العمارة الرومانيسكية.
- منحت ألواح النوافذ الزجاجية الملونة (Stained Glass) تأثيرات داخلية مذهلة بأشعة الشمس، وهي من أهم سمات العمارة القوطية وأهم أشكال التزيين الرئيسية فيها.
النحت القوطي
قام كل عنصر من عناصر تصميم الكاتدرائية القوطية بنقل رسائل دينية. وعكست الطبيعة الهيكلية للبناء والمنحوتات (النقوش والتماثيل والأعمدة) والنوافذ الزجاجية الملون والجداريات رسائل للكتاب المقدس.
رغم أن الفضول القوي حول الجسم الإنساني أنتج الفن اليوناني ببراعته ودقته، لكن كان هناك نوع آخر من الفضول المسؤول عن روح الفن القوطية في العصور الوسطى يكمن جوهر تماثيله في قدرتها على الإيحاء. ليس الكمال النهائي بالنسب الكلاسيكية، ولكن البحث الديناميكي عما لا يمكن بلوغه.
والفن القوطي يشبه الخليط وجب أن يرى مع بعضه البعض، فمكوناته المنفصلة لا تمثل النتيجة النهائية. ليس من السهل فصل قطعة من النحت -مهما كانت معبرة- عن مأواها المعماري دون سرقة قدر كبير من معناها، لأنها جزء من إيقاع أكبر. بالرغم من ذلك، يمكن رؤيتها مفردة وستبقى محافظة على الإبهار، وليس فقط لحيويتها وخيالها ونعومتها، ولكن بسبب معناها المتأصل بذاته.
ظهر النحت القوطي في زخرفة واجهات الكاتدرائية بشكلٍ واضح جدًا، كونها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهندستها المعمارية والمساعدة في تقسيمها إلى طوابق. وقد كانت تنحت على الأعمدة أكثر من كونها تماثيل منفصلة ومستقلة بذاتها.
وقد تنوعت موضوعاتها ضمن السياق الديني بين العهد القديم والجديد، وذلك كنهاية العالم والحساب الأخير. كما حضر كثير من أبطال الكتاب المقدس وصورت قصصهم، بالإضافة لاحتلال العذراء مكانًا متميزًا بينهم.
التصوير القوطي
ظهرت اللوحة المصورة القوطية متأخرة قليلًا عن الأشكال الأخرى للفن القوطي من العمارة والنحت في العصور الوسطى. وبدأ الفنانون القوطيون في استخدام الألوان والأبعاد والمناظير الأكثر إشراقًا، وانتقلوا نحو المزيد من الواقعية. كما بدأوا في استخدام المزيد من الظلال والضوء في فنهم مع تجريب مواضيع جديدة تتجاوز الدين، كالحيوانات في المواضيع الأسطورية.
تم رسم الأشكال لتضفي حركة مع مساحة أكبر داخل مساحة الخلفية، وقد رسمت في الكنائس بتقنية الفريسكو. توجد أكبر مجموعة من اللوحات الجدارية في الدنمارك والسويد والمليئة بقصص الكتاب المقدس من العهد القديم والعهد الجديد.
أصبحت اللوحات الفردية ، مثل اللوحات الزيتية على القماش، مشهورة في القرن الرابع عشر وقد مهدت لعصر النهضة. ونشأت حركة “الفن الهولندي المبكر” في شمال أوروبا في ذلك الوقت واعتُبرت أعماله قوطية على الرغم من بدء عصر النهضة.
أما الاتجاهات الكلاسيكية الجديدة في جنوب أوروبا فلم تكن وصلت بعد إلى المنطقة، فبقي النمط القوطي قائمًا.
تضمنت تقنيات الحركة الهولندية تفاصيل دقيقة ورمزية وواقعية، بالإضافة إلى موضوعات لاهوتية بمشاهد دينية معقدة. وقد رسمت هذه اللوحات بأحجام صغيرة لتوضع في المنازل، وغالبًا ما تظهر صورة المالك إلى جانب القديسين.
التصوير القوطي الإيطالي
كانت إيطاليا واحدة من آخر الأماكن التي وصلتها القوطية، وواحدة من أول من قفزوا إلى عصر النهضة الفريد الخاص بها. وحين كانت النوافذ الزجاجية الملونة الشيء الرئيسي لتزيين الكنيسة الداخلية في العصر القوطي، حيث قلت الجداريات والفسيفساء بجانبه، استثنت إيطاليا نفسها من تلك القاعدة. لعبت اللوحات الجدارية وغيرها من أشكال التصوير دورًا رئيسيًا لتزيين الكنائس في إيطاليا.
تطور استكشاف الفنان القوطي للمنظور الهندسي، لكن لم يقصد بذلك استعادة مجد الفن الكلاسيكي. يمكننا أن نرى تطور المنظور القوطي الإيطالي في شكلين رئيسيين: المنظور الداخلي وتوفير العمق لمساحة مغلقة، والمنظور الخارجي مع مقدمة راسخة وظهور لمنتصف الأرض والخلفية.
ومن أهم وأشهر اللوحات في ذلك العصر هي لوحة: “Adoration of the Magi”.
ومن أكثر الأشياء إثارة في هذه اللوحة القوطية الإيطالية، أنه ولأول مرة منذ فترة طويلة عرفنا أسماء لمعظم الفنانين في هذا العصر. كان أغلب الفنانين القوط -من معماريين أو نحاتين- مجهولين الهوية.
أهم فنانين التصوير القوطي
- جيوتو – Giotto
- دوتشيو – Duccio
- تشيمباو – Cimabue
- الأخوان لوريزنتي – Lorenzetti
- جنتيلي دا فابريانو – Gentile Da Fabriano
ومن خلال متابعة عمل هؤلاء الفنانين، يمكننا رؤية اتجاهين يتطوران في الفن القوطي الإيطالي: شخصيات واقعية بشكل متزايد واستخدام المنظور في الرسم. هذه الاتجاهات هي ما ستؤدي في النهاية إلى النهضة الإيطالية.
انفوجراف مبسط حول الفن القوطي.
المصادر:
Gothic Art and Architecture
Romanesque Architecture and Art
khanacademy
Ducksters
TheArtist
MyModernMet
Visual-Arts-Cork
Visual-Arts-Cork
Study: gothic painting style characteristics
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :