Ad

 حرائق أستراليا المدمرة تسجل رقم قياسي جديد؛ مخلفة ورائها ما يقرب من مليار حيوان ميت

تستمر حرائق غابات أستراليا للشهر الثاني على التوالي في إلحاق الأضرار بالبيئة والحياة البرية؛ مسجلة بذلك الأرقام القياسية في تاريخ الحرائق الموسمية للبلاد. حيث اجتاحت الحرائق حوالي 10.4 مليون هكتار -أكبر من مساحة البرتغال- وما زالت مستمرة حتى الآن في ظل ضعف الموارد المائية في أستراليا، فهناك مخاوف من نقص المياه بحلول 2022، حسب تقرير CNN.

تاريخ حرائق نيو ساوث ويلز 

أشارت العديد من البيانات التي جمعتها هيئة التحقيق الوطني في إدارة تخفيف حرائق الغابات مع  مكتب البيئة والتراث في نيو ساوث ويلز-NSW Office of Environment and Heritage أن أعلى معدل للحرائق التي اجتاحت نيو ساوث ويلز فيما مضى بين 3.54 – 4.5 مليون هكتار، مسجلة بذلك حرائق 2019 الأرقام القياسية في تاريخ حرائق الولاية لتصل إلى 4.9 مليون هكتار -أكبر من مساحة الدنمارك.
وأوضح أوين برايس-Owen Price، أستاذ مشارك من جامعة Wollongong بأستراليا، أن حرائق هذا العام انتشرت في الغابات بمعدلات أكبر من الأراضي العشبية. كما أن حرائق الغابات مدمرة وخطيرة على الحياة البرية والبشر، ومن الصعب مكافحتها.

معظم حرائق عام 1974 اندلعت في الأراضي العشبية القاحلة وشبه القاحلة، وتأثيرها الفعلي أقل بكثير عن حرائق الغابات

حرائق أستراليا تسجل رقم قياسي وموت ما يقارب نصف مليار حيوان
بيانات حرائق نيو ساوث ويلز منذ 1970 وحتى 2019

في الغابات، تكون الحرائق أكثر كثافة وتنتج دخانًا أكبر بكثير؛ بفعل احتراق مواد أكبر، منتجة بذلك كميات أكبر من الغازات الدفيئة، التي تستغرق وقتاً أطول للتعافي. وعندما تصل إلى المنازل، من المستحيل حينها التصدي لها!

في موسم الحرائق الماضي، التهمت النيران حوالي 20% من الغابات، لكن هذه المرة من المتوقع احتراق أكثر من النصف وتعرض حياة الكثير من الحيوانات البرية للخطربسبب الجفاف، وذلك لمدى سوء التغير المناخي هذا العام. وأضاف برايس:

إنه رقم قياسي جديد بأي مقياس

 موت ما يقارب المليار حيوان بري، وما زال العرض مستمر!

في ولاية نيو ساوث ويلز فقط، قدرت خسائر الحيوانات خلال هذا الموسم حتى الآن إلى ما يقارب المليار -حسب ما قدره أستاذ البيئة بجامعة سيدني كريس ديكمان– من الزواحف والطيور والثدييات. ففي الساحل الشمالي الشرقي لنيو ساوث ويلز، أشارت وزيرة البيئة سوزان لي أن ما يقارب 30% من حيوانات الكوالا قد قتلت في الحرائق ومن الصعب إيجاد الجثث. وأعلن اتحاد الشمال الشرقي للغابات في بورت ماكواري-Port Macquarie وغابة برايمار-Braemar الحكومية أن ما يقارب 2000 كوالا لقوا حتفهم في الحرائق.

ومن المحتمل أن تصارع حيوانات الكوالا التي تم إنقاذها من حرائق الغابات. فتدمير مواطن الكوالا يعني أن الجرابيات سوف يكافحون من أجل التكاثر في الأجيال القادمة، خاصة في مناطق نيو ساوث ويلز، حيث أن أستراليا مصنفة ضمن أعلى معدلات الانقراض للثدييات. وأضاف ديكمان:

ويمكن أن تنقرض وظيفياً في بعض المناطق

حرائق أستراليا تسجل رقم قياسي وموت ما يقارب نصف مليار حيوان

وإلى أن يتم تأهيل مواطن الكوالا، سيظل الناجيين منهم تحت الرعاية. أما عن بقية الحيوانات، سيعود الناجي منها  عن طريق الفرار إلى المناطق التي لا تملك الموارد اللازمة لدعمها. والبعض الآخر سيقع ضحية للحيوانات المفترسة مثل القطط الضالة والثعالب الحمراء. حتى بالنسبة لتلك الطيور أو الحيوانات القادرة على الفرار إلى المناطق غير المتأثرة ، فإنها نادراً ما تكون قادرة على التنافس بنجاح مع الحيوانات التي تعيش بالفعل هناك والاستسلام في غضون فترة قصيرة.

حرائق أستراليا تولد مناخها الخاص

مع ازدياد الحرائق المدمرة؛ تزداد كميات الدخان التي تولد درجة حرارة خاصة بها في الهواء. ومع تراكم الدخان؛ تتكون سحب محملة بمياه الأمطار، كما أن السحب الأكبر يمكن أن تنثر الجمر والرماد الحار على مساحة أوسع.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=FUxkzzKuCY0[/embedyt]
تكون السحب الدخانية الناتجة من حرائق الغابات 

تتكثف قطرات المياه في السحب؛ مؤدية إلى تساقط الأمطار في النهاية، لكن في الجبهة -حين تتصادم السحب الدخانية مع الهواء الهادئ خارج نطاق الحرائق- يمكن أن تتولد عاصفة حادة Pyrocumulonimbus ينتج عنها البرق، والذي سيولد بدوره حرائق جديدة في مناطق أخرى، مما سيزيد الوضع سوء. مثل إعصار النيران الذي حدث في كانبيرا عام 2003.
ويخشى العلماء من أن السحب آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بدرجات حرارة أكثر دفئاً وحرائق أكثر كثافة، حسبما ذكرت Yale E360. وأعمدتها قوية لدرجة أنها يمكن أن تطلق النار والدخان في الستراتوسفير10 إلى 50 كم فوق سطح الأرض.

دورة دخان الحرائق

وللحد من انتشار هذه الحرائق، أرسلت الولايات المتحدة وكندا العديد من مكافحي الحرائق المتطوعين للمساعدة والأطباء البيطريين، بالإضافة إلى خبراء مكافحة الحرائق. وتأتي هذه المبادرة بعد مساعدة رجال الإطفاء الأستراليين في إخماد حرائق كاليفورنيا الماضية وكندا أيضاً.

كما عرضت كلاً من نيوزيلندا وسنغافورة وبابوا غينيا الجديدة دعمًا عسكريًا، وتواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس الوزراء سكوت موريسون لتقديم المساعدة التشغيلية.

حتى الآن، مستقبل التغير المناخي محفوف بمخاطر شتى وعديدة، وأخطرها حرائق الغابات المدمرة لمواطن  العديد من الحيوانات؛ مهددة العديد منها للانقراض الوظيفي والحتمي.

المصادر
1       2       3     4     5

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة

User Avatar

moaaz amin

A 2020 graduate-civil engineer Specialised in Steel Structures. Curious about Reading in Different subjects, especially Environmental articles.


عدد مقالات الكاتب : 10
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق