Ad

عادة ما تُقَابل كلمة “فيروس” بالخوف والذعر. تلك المجموعات من الجزيئات متناهية الصغر. التي لطالما كانت مسؤولة عن عدد لا يحصى من حالات الوفاة وتسببت في ميلاد العديد من الأمراض. فذِكر وباء فيروسي مميت يمكن أن يرعب مناطق جغرافية بأكملها. الفيروسات غير مرئية بالعين المجردة، موجودة في كل مكان تقريبا على الأرض. فهي تصيب الفطريات والنباتات والحيوانات والبشر. حتى أن من الناس من تكهنوا بأن الفيروسات قد تشكل تهديدًا كبيرًا لمستقبل البشرية. ومع ذلك ليست كل الفيروسات ضارة. في الواقع هناك بعض الفيروسات المفيدة جدًا. فقد ساعدنا بعضها بطرق لم ندركها في البداية، والبعض الآخر يشكل إمكانيات إيجابية لمستقبلنا، في مقالة سابقة قدمنا إليك 5 من الفيروسات والبكتيريا القاتلة التى طورها البشر في المختبر، لكن في هذه المقالة سنقدم لك 6 فيروسات وبكتيريا مفيدة للبشر يمكنها أن تنقذ البشرية من أوبئة مبيدة.

6- فيروسات الأورام Oncolytic Virus

السرطان تلك الكلمة التي تلقي الرهبة والخوف في نفس كل شخص. هذا المرض الذي يمكن أن يهدد الحياة. سعى الأطباء إلى أساليب وعلاجات مختلفة للمرض لأكثر من 100 عام. ومع ذلك فقد حول الاهتمامُ الجديد التركيزَ على استخدام الفيروسات لعلاج السرطان. في السنوات الأخيرة، بدأ عدد صغير ومتزايد من المرضى في الاستفادة من هذا النهج العلاجي. فقد أظهرت الأبحاث أن بعض الفيروسات يمكن أن تصيب وتقتل الخلايا السرطانية.

تعرف هذه الفيروسات باسم فيروسات الأورام. وتشمل الفيروسات الموجودة في الطبيعة والفيروسات المعدلة في المختبر للتكاثر بكفاءة في الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة. منذ فترة طويلة ينظر إلى الفيروسات المحللة للأورام كأدوات لقتل الخلايا السرطانية مباشرةً. لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن بعض فيروسات الأورام قد تعمل -جزئيا- عن طريق إثارة الاستجابة المناعية في الجسم ضد السرطان. عندما يصيب الفيروس خلية سرطانية، يقوم الفيروس بعمل نسخ من نفسه حتى تنفجر الخلية. تُطلق الخلية السرطانية الميتة مواد، مثل مضادات الورم، التي تسمح للجهاز المناعي بالتعرف على السرطان أو “رؤيته”. لذلك يعتبر بعض الباحثين أن فيروسات الأورام هي شكل من أشكال العلاج المناعي لكونها تساعد الجهاز المناعي للعمل ضد السرطان.

5- الفيروسات الغدية Adenoviruses

الفيروسات الغدية هي مجموعة من الفيروسات الشائعة إلى حد ما. فهي فيروسات شديدة العدوى، وعادة ما تسبب أعراضًا خفيفة، وتختفي بشكل عام في غضون بضعة أيام، وبعضهم في الواقع معروف جيدًا. يمكن إرجاع سبب التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والعديد من التهابات المعدة ونزلات البرد والخناق وحتى التهاب السحايا إلى أحد أفراد عائلة الفيروسات الغدية.

ومن الناحية المُبشرة لتلك الفيروسات، اكتشف الباحثون أن سلالة معينة من الفيروس النوع 52 (HAdV-52)، ترتبط بنوع معين من الكربوهيدرات الموجودة في الخلايا السرطانية. هذا يخلق بعض الاحتمالات المثيرة للاهتمام لعلاج السرطان القائم على الفيروسات. ويفتح المجال لدراسات أوسع في المستقبل. إذ يمكن أن يسلح العلماء الفيروسات بالجينات للمساعدة في مكافحة السرطان. قد يكونون قادرين أيضًا على استخدام الفيروسات لتنشيط جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان نفسه.

4- العاثيات Bacteriophages

العاثيات هي فيروسات تصيب البكتيريا. وهي موجودة في كل مكان تقريبًا؛ في التربة وفي الماء وحتى في جسم الإنسان. اكتشفها فريدريك تورت- Frederick Twort عام 1915م. وأصبحت منذ ذلك الحين مشهورة نسبيًا في مجال علم الأحياء الدقيقة كأداة علاجية للمساعدة في السيطرة على الالتهابات البكتيرية. وبرغم أن العلاج بالبكتيريا Phage Therapy لا يزال قيد التطوير؛ إلا أنه من الممكن استخدامه في العديد من التطبيقات المختلفة. وقد استخدم بالفعل لعلاج بعض الأنواع المختلفة من الأمراض. حيث أظهرت النتائج وعدًا كبيرًا لمساعدة لمرضى التليف الكيسي عن طريق التحكم في الأنواع المختلفة التي تسبب العدوى والالتهاب الرئوي. كما يمكن استخدامه لتكملة أو استبدال المضادات الحيوية. في ضوء الانتشار المتفشي لمقاومة المضادات الحيوية، أظهر Phage Therapy القدرة على قتل هذه البكتيريا المقاومة للأدوية وإنقاذ الأرواح.

3- نوروفيروس Norovirus

أصبح علماء الفيروسات مهتمين بشكل خاص بنوروفيروس. تلك الفيروسات الدقيقة المعروفة جيدًا بقدرتها على التسبب في القيء والإسهال. يمكن لأي شخص التقاط نوروفيروس من الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو تناول الطعام أو الماء الملوث أو لمس الأسطح الملوثة ثم وضع يديك غير المغسولة في فمك.

على الرغم من كونها سيئة السمعة لقدرتها على تدمير مستعمرات الفئران المختبرية بالأمراض. إلا أن هناك بعض سلالات الفيروس التي ثبتت فائدتها، خاصة لدورها في مساعدة الفئران على النمو بشكل طبيعي داخل البيئات المعقمة. حيث لا تحتوي أجساد هذه الفئران على ما يكفي من الخلايا التائية، مما يضر بكتيريا الأمعاء والمناعة.

أظهر الباحثون أن إعطاء البكتيريا للفئران يمكن أن يساعد في إعادة توازن خلاياها المناعية، ولكن إضافة نوروفيروس إلى المزيج يمكن أن يحل المشكلة نفسها. كما وجد الباحثون أن بعض سلالات نوروفيروس ساعدت في تقليل آثار مسببات الأمراض التي تسبب عادة فقدان الوزن والإسهال والأعراض الأخرى ذات الصلة في الفئران. هذا الشئ الذي يُثير رؤية مهمة، إذ يكشف الباحثون عن طرق جديدة لاستخدام الفيروسات من أجل الخير. فإن إعطاء سلالات من نوروفيروس للبشر لعلاج أمراض أخرى سيُنظر إليه على أنه مثير للجدل، لكن الكثير من الأدلة حتى الآن تشير إلى أنه يمكن أن يساعد في الواقع.

2- جدري البقر Cowpox

تبدأ روايته بفيروس خطير يسمى الجدري. لا يعلم أحد يقينًا من أين أتى. لكن يُعتقد أن بعض ملوك الأسر المصرية القديمة كان يعاني منها حتى بدايات القرن الثالث قبل الميلاد. كما اكتشفت سجلات له في الصين في القرن الرابع، وانتشر في كل مكان تقريبًا. كان مرضًا مدمرًا أودى بحياة حوالي 30 في المئة من المصابين به. حتى أولئك الذين نجوا منه غالبًا ما تركهم المرض بندوب رهيبة مُشوهة.

في عام 1796 م، لاحظ طبيب إنجليزي يدعى إدوارد جينر-  Edward Jenner أن المزارعين المعنيين بحلب الأبقار لديهم نسب أقل من غيرهم في الإصابة بالجدري. سرعان ما أدرك أن هناك فيروسًا مشابهًا يسمى جدري البقر غالبا ما ينتشر من الأبقار إلى اللبن وربما كان له علاقة به. اختبر نظريته عن طريق تطعيم صبي بمواد من قرحة جدري البقر وتعريضه للجدري. على الرغم من أنها قد تبدو وكأنها تجربة مروعة، إلا أنها كانت ناجحة بالفعل. أدى ذلك إلى تطوير التطعيم الذي قضى على فيروس الجدري بعد قرنين من الزمان.

1- الالتهاب الكبدي GBV-C

فيروس نقص المناعة البشرية HIV أو الإيدز، هو على الأرجح واحد من أكثر الفيروسات رعبًا وذو أسوأ سمعة في القرن ال21. ومع ذلك، حصل فيروس آخر GBV-C على بعض الاهتمام من العلماء، ذلك لتأثيره على المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. فيروس GBV-C هو عضو في عائلة الفيروسات المصفرة Flaviviridae، والتي يشار إليها أيضًا باسم التهاب الكبد G. الجانب المثير للاهتمام حقًا حول هذا الفيروس هو تأثيره على تطور فيروس نقص المناعة البشرية HIV أو الإيدز، إذ يميل الأشخاص المصابون بهذا الفيروس مع فيروس GBV-C إلى تقدم أبطأ للإيدز وتحسين احتمالات البقاء على قيد الحياة!

المصادر

nature

cancer

ecancer

sciencemag

cdc

ncbi

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


غير مصنف

User Avatar

Hagar sa'eed


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق