يركز معظم الباحثين على الانتحار وأسبابه عند البالغين متجاهلين فترة الطفولة والمراهقة رغم شيوعه في هذه المرحلة العمرية، حيث يعتبر ثاني أهم مسبب للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية بين ١٠ و ١٤ سنة.
محتويات المقال :
تتنوع عوامل الخطر التي يمكن أن تقود للانتحار، لنتعرف عليها سويا:
الاضطرابات النفسية
يعتبر الاكتئاب أهم الاضطرابات التي ترتبط بها أفكار الانتحار عند الأطفال والمراهقين، ويقترح أنه قد يمر واحد من أصل خمسة مراهقين به خلال مرحلتهم العمرية هذه. وفيما يعبر البعض بشكل واضح عن الانتحار من خلال ملامح الحزن والتوتر وفقدان الأمل، يمهر بعض الأطفال الآخرين بإخفاء مشاعرهم أو قد يجدون صعوبة في التعبير عنها.
ليس كل تفكير انتحاري، اكتئابا
هناك اضطرابات نفسية أخرى تشكل عامل خطر لتلك الأفكار كالنهم أو فقدان الشهية المرضي والتوحد ومتلازمة “قلة الانتباه وفرط النشاط” والاضطرابات الذهنية و” اضطراب الطفل المعارض المتحدي Oppositional defiant disorder “.
ليست الاضطرابات النفسية عامل الخطر الوحيد.
ترتبط سلوكيات الانتحار عند الأطفال والمراهقين مقارنة مع البالغين بالظروف الراهنة المحيطة كالخلافات العائلية والفشل الاجتماعي وقلة الثقة بالنفس وضغط النجاح وخيبة الأمل حيث يبدو في هذه الحالات الانتحار حلا لمشاكلهم.
إن لإدراك هذه العوامل النفسية أهمية في الصقل النفسي من خلال التركيز على دعم قدرة الأطفال على الانسجام مع مجتمعهم.
ويمكن أن نلخص عوامل الخطر المجتمعية والشخصية إلى الخطوط العريضة التالية
1- وجود قصة انتحار في العائلة.
2- التعرض للأذية الجسدية أو الجنسية
3- الاندفاع والسلوك العدواني
4- إمكانية الوصول للأسلحة النارية أو الأدوية وغيرها من الوسائل التي يمكن أن تستخدم في إيذاء النفس.
5- العزلة الاجتماعية والتفكك الأسري
6- التعرض للتنمر سواء على أرض الواقع أو الالكتروني.
7- فقدان الأمل والشعور بعدم الفائدة
8- الخسارة أو الرفض المفاجئ
هل يمكن أن يكون الانتحار معديا؟!
حسنا، لقد تم الإبلاغ عن العديد من حالات الانتحار المتسلسلة في الولايات المتحدة الأمريكية. قد يفسر هذا بأن انتحار مراهق قد يخلق سلسلة من ردات الفعل بين المحيطين به وخاصة الأصدقاء.
كيف تعرف إن كان طفلك يفكر بالانتحار؟ هل يمكن أن يعبر عن ذلك؟
نعم، في الحقيقة يمكن أن يعبر عن نيته أو أفكاره هذه، لذلك انتبه لما يقوله فيمكن أن يدلي بعبارات صريحة مثل: “أتمنى لو كنت ميتا” أو “لن أكون عقبة في طريقك بعد الآن”.
كما أن هناك مجموعة من الاضطرابات السلوكية التي قد تظهر عليه منذرة بأفكاره ك:
1- تغير عادات النوم والطعام
2- نوب الحزن المتكررة
3- الانطواء والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة والفعاليات المعتادة.
4- تكراره لشكاوي جسدية مرتبطة بالانفعالات والمشاعر كألم المعدة والصداع والتعب
5- انخفاض المستوى الدراسي
6- الانشغال الدائم بأفكار عن الموت.
كما أنه أيضا قد يتوقف عن التخطيط أو التكلم بخصوص المستقبل وقد يبدأ بالتخلي عن ممتلكات هامة.
عليك أن تكون سريع البديهة وشديد الانتباه على حالة طفلك و إن ساورتك الشكوك فيمكنك أن تسأل أطفالك بشكل صريح عما يفكرون به.
- هل تشعر بالحزن أو بالاكتئاب؟!
- هل تفكر بإيذاء نفسك؟!
- هل سبق وفكرت بإيذاء نفسك؟!
إن أسئلتك هذه قد تحمل لك جوابا مطمئنا أو على الأقل قد تشعر طفلك بأنك مهتم بحالته.
عند وجود أي علامة مما ذكر في هذا المقال فعليك أن لا تتردد أبدا في طلب المساعدة من المختصين.
المصادر:
American Psychological Association
American Academy of Child & Adolescent Psychiatry
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :