Ad

هل الديجافو لغز قابل للتفسير ؟!

جمعينا مررنا بهذه الظاهرة، عندما نشعر بأن هذا الموقف قد حدث من قبل، يبقى هذا الشعور لفترة قصيرة يضيء ويتلاشى في جزء صغير من الثانية، تاركا وراءه جرا من الإبهام والغموض الذي يمنعك من الإمساك به لفهمه بشكل أفضل وأعمق. ارتبط هذا اللغز أيضا بعلماء النفس والطبيعة والفلاسفة الذين كانوا مشغولين جدا للرد على السبب وكيفية حدوث هذه الظاهرة، فهل الديجافو لغز قابل للتفسير ؟ . وضعت فرضيات عديدة لجعل الديجافو لغز قابل للتفسير ، حيث يرى علماء النفس أن الديجافو رغبة قوية في تكرار تجربة سابقة، لكن الأطباء يفسرونها على أنها اختلال في الدماغ يجعل الدماغ يخلط بين الحاضر والماضي. يعتقد العلماء أن هذا الشعور يرتبط بالتجربة الماضية للحياة قبل أن نأتي إلى العالم، وهي ظاهرة أخرى تعرف باسم “تجربة ما قبل الولادة” (BBE). على الرغم من التقدم العلمي على جميع المستويات لا يزال هناك بعض الغموض حول هذه الظاهرة. ووضع ايضا بحث علمي يعتبر الاكثر دقة في تفسير هذه الظاهرة حيث تفسر بإنها ناتجة عن حالات شذوذ في الذاكرة عندما تعطي مشاعر زائفة للدماغ بأننا عشنا هذا الموقف من قبل ولكن لا يمكننا تذكر تفاصيل الموقع السابق (أين ومتى وكيف). عندما يمر الوقت، يمكن للشخص استرجاع بعض التفاصيل التي تخلط بين الحادث الجديد، ولكن من المستحيل استرجاع تفاصيل الحالة الأولى (التي كانت في أذهانهم عندما كانوا في الحادث الجديد!). هذا عادة ما يكون بسبب الأعصاب المتشابكة المسؤولة عن الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى. حيث يتم تخزين الأحداث في الذاكرة قبل أن تذهب إلى قسم الوعي للدماغ البشري. هناك أيضا تفسير علمي آخر لظاهرة الديجافو وهذا التفسير مرتبط بالإحساس بالبصر. تقول النظرية أن إحدى العينين تسجل الحادث بشكل أسرع قليلاً من العين الأخرى. بعد بضع لحظات قصيرة من وقوع الحادث، يبدو لنا أننا رأينا هذا الموقف من قبل، ولكن عيوب هذه النظرية هي أنه لا يقدم تفسيراً لتدخل الحواس الأخرى في الحادث. يمكن تفسير هذه الظاهرة بشكل عام بالقول إن هناك تباينا في الوقت في تسجيل الأحداث في نصفي الكرة الأيمن والأيسر. أما فرضية مراكز الذاكرة في الدماغ يتم تفسيرها بشكل علمي من خلال حقيقة أن الدماغ مقسم إلى مناطق وكل منطقة مسؤولة عن وظيفة، على سبيل المثال: الرؤية هي في الجزء الخلفي من الرأس، والاستماع على الجانبين وهكذا. ما يحدث هو أنه عندما ترى شيئا ما مترجم بواسطة المركز البصري، فإن هذه الإشارات تمت ترجمتها إلى صورة فقط. إن فهم هذه الصورة وامتصاصها أو تذكرها إذا كان مألوفا في جزء آخر يسمى المعرفي، فهذه الظاهرة تحدث أحيانا عندما تدخل الصورة إلى مركز الذاكرة قبل المركز المعرفي، ثم الصورة تذهب إلى المركز المعرفي في وقت لاحق فيعتقد أنه قد رآه من قبل. تحليل آخر هو أن وجودك في هذا المكان أو الموقف يترجم الأحداث إلى إشارات في الأعصاب. ترسل الأعصاب هذه الإشارات إلى مركز الذاكرة القصيرة ليتم تخزينها هناك. هذه العملية سريعة جدًا أقل من جزء من الثانية، وأحيانا ترسل الأعصاب الإشارات نفسها إلى مركز الذاكرة الطويل بطريق الخطأ، ونشعر أن هذا الموقف قد تخطيناه بالفعل. بالنسبة للعلم، فإن مركز الذاكرة طويلة المدى هو المكان الذي يمكن استرجاع الأحداث القديمة فيه بمرور الوقت. كما حاول العلماء إيجاد صلة بين الديجافو والاضطرابات النفسية مثل الفصام والقلق، لكنها فشلت. لا يوجد رابط بين هذه الظاهرة وهذه الأمراض. تم العثور على أقوى علاقة بين الديجافو ومرض الفص الصدغي في الدماغ. دفعت هذه العلاقة بعض العلماء إلى تأكيد أن هذه الظاهرة ناتجة عن خلل في عملية تفريغ الشحنات الكهربائية في الدماغ. يشعر الكثير من الناس بهزة سريعة في بعض الحالات (قبل النوم مباشرة)، ومن المحتمل أن يحدث هذا الارتعاش أثناء هذه الظاهرة، مما يؤدي إلى شعور زائف بالذاكرة. الذين يشعرون دائمًا بهذه الرعشات، يعانون من الديجافو المتكرر، ولكن معظمهم صوتيًا، لأنه يتخيل أنه سمع هذا الصوت من قبل.

كما يمكن للدواء ان يعطي هذا التأثير، ففي عام 2002، تمكن اثنان من العلماء من دراسة رجل ظهر عليه علامات الديجافو عند تناول الأمانتادين والفينيل بروبانولامين لعلاج أعراض الأنفلونزا. في الواقع، أحب الرجل هذا الشعور وأكمل الدراسة وبدأ في زيارة طبيبه النفسي لتسجيل ما شعر به. توصل هذان العالمان إلى نظرية مفادها أن الديجافو هو نتيجة لإرتفاع معدلات الدوبامين، وهو ناقل عصبي للدماغ في بعض الخلايا في الفص الصدغي للدماغ.

كما هناك تفسيرات تعتمد على الذاكرة، فهنالك تشابه بين المقدمات التي تحفز ظاهرة الديجافو وتلك التي تحفز بعض الذكريات في الدماغ. بمعنى آخر، بعض العواطف الحالية تجلب لنا تفاصيل الأحداث السابقة في الماضي. هذه هي ظاهرة الديجافو. هذا التفسير يسمح للعلماء بتطوير العديد من الأبحاث التي من شأنها خلق هذه الحالة عند الطلب على الدراسة العلمية. يعتقد بعض العلماء أن الديجافو يرتبط بالوظيفة المعرفية للذاكرة. يوجد أيضا تفسير آخر يقول أن الديجافو هو فقط نتيجة للمعلومات التي تعلمناها من قبل ولكن تم نسيانها والآن يمكننا استرجاعها (الدماغ البشري لا يمحو أي معلومات مسجلة أو منسية). <1>

كما تمت دراسة التحفيز القشري لدور القشرة المخية في الديجافو وتذكر الذكريات. كان الهدف منها دراسة دور (perirhinal (PC والكورتيزون (entorhinal (EC في أعراض الديجافو. تُعزى هذه الظواهر إلى التغيير الوظيفي لشبكات الذاكرة المدعومة من الفصوص الزمنية الإنسيّة، والتي تشمل بشكل رئيسي اللوزة والحصين. حيث درس الباحثون الأعراض التي أثارتها التحفيزات الكهربائية المباشرة لل PC و EC مقارنة بتلك التي تم الحصول عليها بعد تحفيز الحصين. تم إجراء التحفيز ل 24 مريضا يعانون من الصرع، خلال التسجيلات الدماغية المجسمة (SEEG) في إعداد التقييم قبل الجراحة. كان لدى جميع المرضى أقطاب كهربائية أخذت عينات منها من القشرية الأنفية، اللوزة، الحصين. تم تحليل ما يقارب 280 تحفيز. حفزت التحفيزات الأنفية المحيطة استجابات الفص الصدغي الكلاسيكية (عاطفية، غير سليمة)، وكذلك استجابات أكثر تحديداً، لا سيما ظاهرة الديجافو وتذكر المشاهد. تم إنتاج مثل هذه الاستجابات بشكل متناسب أكثر من خلال تحفيز EC أكثر من تحفيز اللوزة والحصين. على وجه الخصوص، ارتبط الديجافو مع تحفيز EC وتذكر الذكريات مع تحفيز PC.

<2>

 

 

المصادر:

1_https://busy.org

2_https://n.neurology.org

 

 

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة

User Avatar

Raghad Alshaar


عدد مقالات الكاتب : 11
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق