محتويات المقال :
السبب الحقيقي وراء انقراض وحيد القرن الصوفي
غالبًا ما كان يتم نسب انقراض حيوانات ما قبل التاريخ الضخمة كالماموث، أسد الكهف، وحيد القرن الصوفي إلى ظهور الإنسان البدائي حول الكرة الأرضية وممارسته للصيد الجائر.
على الرغم من أن الصيد الجائر أدى إلى انقراض بعض سلالات الحيوانات، ولكن اكتشفت دراسة حديثة نشرت بمجلة «Current Biology» أن انقراض وحيد القرن الصوفي ربما كان بسبب شئ آخر: التغيرات المناخية. وعن طريق دراسة تتابع الحمض النووي المستخرج من هياكل أربعة عشر من هذه الحيوانات العتيقة، وجد الباحثون أن أعداد أفراد وحيد القرن الصوفي ظلت مستقرة وثابتة حتى بضع ألاف من السنين مضت، قبل أن تختفي تمامًا هذه السلالة من سيبيريا، في الوقت الذي يعتقد فيه أن درجات الحرارة ارتفعت بشكل غير مناسب للكائنات التي اعتادت العيش في البرد.
فهل يمكن لهذا أن يكون السبب الحقيقي وراء انقراض وحيد القرن الصوفي ؟
هل ساهم الإنسان في انقراض وحيد القرن الصوفي ؟
يقول البروفسور «Love Dalén» : “اعتقد في الماضي أن البشر قد ظهروا في شمال شرق سيبيريا منذ أكثر من أربعة عشر أو خمسة عشر ألف سنة، وهو الوقت الذي انقرضت فيه سلالة وحيد القرن الصوفي.
لكن ظهرت العديد من الاكتشافات مؤخرًا والتي أثبتت أن الإنسان ظهر قبل تلك الحقبة بزمن طويل، أشهر تلك الاكتشافات قدر ظهور البشر في ذلك المكان بأنه تم منذ حوالي الثلاثين ألف عام.
بالتالي، لم يتزامن وقت انقراض وحيد القرن الصوفي كثيرًا مع الظهور الأول للبشر في تلك المنطقة. على العكس، يمكن القول أنه في تلك الفترة ربما ازدادت أعداد أفراد وحيد القرن بشكل طفيف.”
دراسة أجريت على الأحماض النووية لوحيد القرن الصوفي
ولمعرفة المزيد حول حجم السلالة واستقرارها في ذلك الوقت في سيبيريا، درس الباحثون الحمض النووي المستخرج من الأنسجة والعظام وعينات الشعر المأخوذة من أربعة عشر فردًا من تلك السلالة.
ومن خلال النظر إلى التنوع الجيني لأحماضهم النووية، استطاع الباحثون أن يقدروا أعداد أفراد تلك السلالة لعشرات الآلاف من السنين قبل انقراضها. تقول «Edana Lord»: “استمرت هذه السلالة في العيش باستقرار حتى بعد ظهور البشر في سيبيريا، وهو ما يعارض ما يجب أن نتوقع وجوده إن ظننا أن انقراض هذه السلالة كان بسبب صيد البشر لهم.”
كما أظهرت دراسة الأحماض النووية طفرات جينية ساعدت وحيد القرن الصوفي على التكيف على الأجواء الباردة. واحد من هذه الطفرات، وهو نوع من المستقبلات الموجودة في الجلد والمسئولة عن الإحساس بالسخونة والبرودة، تم ايجاده أيضًا في الماموث.
يمكن لهذه الطفرات أن تقترح أمرًا مهمًا، وهو أن وحيد القرن الصوفي، وهو الحيوان الذي اعتاد على العيش في البرد القارس الموجود في شمالي شرق سيبيريا، ربما انخفضت أعداد أفراده نتيجة لارتفاع درجات الحرارة الذي دام لمدة قصيرة، والتي تعرف باسم«Bølling-Allerød interstadial» ، والتي تزامنت مع انقراضهم في نهاية العصر الجليدي الأخير.
ماذا نستخلص من تلك الدراسة؟
تقول «Edana Lord» :”يجعلنا ذلك نستبعد فكرة أن الانسان سيطر على كل شئ ما أن خرج إلى البيئة المحيطة به، وبدلًا من ذلك نقوم بالتركيز على دور الطقس في انقراض حيوانات ما قبل التاريخ الضخمة، وعلى الرغم من أنه لا يمكننا استبعاد تدخل الإنسان بالكامل، إلا أننا نقترح في الوقت الحالي أن انقراض وحيد القرن الصوفي ربما كان بسبب تقلبات الجو.”
المصادر
Sci-news
Sciencedaily
اقرأ أيضًا عن نجاح الهند في إنقاذ النمور البنغالية
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :