Ad

نجاح باهر للهند في إنقاذ النمور البنغالية من خطر الإنقراض

كثيراً ما عانت النمور البنغالية ومثلها من الفصائل الأخرى من الصيد الجائر على مر السنين، ولحسن الحظ تم إنقاذ النمور بفضل المساهمات الهندية بعد مواجهتها لخطر الانقراض.
جميع فصائل الكوكب تعرضت منذ أن وطأ الإنسان الأرض للصيد الجائر، دون الأخذ في الاعتبار بتعدادها وأهميتها البيولوجية في حفظ التوازن البيئي. فكان الصيد إما لمجرد استهلاك غذائي أو غرض تجاري، وهو ما سارع في انقراض فصائل ووضع الكثير على حافة الانقراض.

مأساة النمور البنغالية على مر السنين

تعتبر النمور البنغالية  – Bengal Tiger أكثر سلالة عدداً للنمور في البرية، فمعظمها متواجد في الهند والأقلية موجود في بنغلاديش، نيبال، بوتان، الصين، وميانمار. لكنها تعرضت في الآونة الأخيرة لحملات صيد جائر واسعة، شارك فيها مشاهير، ملوك، أطباء العلاج التقليدي ومشاركو رياضة الصيد. تركزت هذه الحملة بين عامي 1875 و1925 مسببة في إبادة ما يقارب 80,000 نمر في الهند وحدها. مستخدمين الأسلحة، الرماح، الشباك، الفخاخ والسموم. وبحلول الستينيات تضاءل عدد النمور بشكل كبير.

صورة تذكارية لحاكم الهند اللورد جورج كورزن وزوجته مع جثة النمر البنغالي ضحية الصيد، عام 1903
صورة تذكارية لحاكم الهند اللورد جورج كورزن وزوجته مع جثة النمر البنغالي ضحية الصيد، عام 1903

لكن هناك تأثير آخر غير مباشر يهدد مواطن تلك النمور، فمع ارتفاع مستوى سطح البحر كل عام نتيجة الاحتباس الحراري، تضررت العديد من غابات المانغروف في ساندربانس-Sundarbans  – التي تشترك فيها بنغلاديش والهند – وهي الغابات الوحيدة التي تتواجد فيها النمور.

إنقاذ ما تبقى من النمور البنغالية

ونظراً للانخفاض المميت لهذه السلالة؛ وُضعت قوانين تحظر تجارة النمور البنغالية وتم البدأ في نشر توعية حولها السلالة من قبل العديد من الوكالات البيئية، مثل: WWF.  موضحة المخاطر التي تواجهها النمور وتعدادها المنخفض بمنحناه الخطير.
وتم بالفعل إنقاذ النمور البنغالية بفضل الجهود الهندية والحفاظ على ما تبقى من النمور وإعادة تأهيلها للتكاثر من جديد، دون التعرض لأي خطر من الصيادين.

الهند أكبر وأكثر المواطن للنمر البنغالي أمناً في العالم
الهند الآن أضحت أكبر وأكثر المواطن أمناً للنمور البنغالية في العالم، وبنسبة 70% من إجمالي عدد النمور

ظهرت تلك النتائج  خلال عرض إحصائية تقوم بها الهند لتعداد النمور في البرية كل 4 أعوام. وهي مهمة في غاية الصعوبة، فالعلماء وحماة الغابات يتجولون عبر نصف كم مربع لتعداد النمور وإحصائها. وأثمرت الجهود في هذه المرة عن زيادة أعداد النمور بصورة مبهجة، ففي عام 2014 قُدرت أعداد النمور 2226 نمر وفي عام 2018 وصل العدد إلى 2967 نمر.

قُدمت تلك النتائج ضمن تصريح رئيس الوزراء ناريندرا مودي – Narendra Modi، موضحاً أن الهند الآن باتت “واحدة من أكبر وأكثر المواطن للنمر البنغالي أمناً في العالم”. وعبّر رئيس الوزراء في تغريدة له عن إنجاز الهند في تلك المهمة:

“منذ 9 سنوات، تقرر في سان بطرسبرغ أن يكون هدف مضاعفة تعداد النمر في عام 2022. وقد أكملنا هذا الهدف في الهند قبل أربع سنوات”

وتعتبر الهند الآن موطن لحوالي 70 ٪ من النمور في العالم. وهو رقم قياسي بعد وضع تلك الحيوانات على شفا الهاوية.

العائد من قانون 1972 لحماية الحياة البرية على النمور البنغالية

ساهم هذا القانون في حماية الفصائل ذات الوضع الحرج، وبالأخص النمر البنغالي. فبفضل الاستثمارات لتوظيف المزيد من حراس الغابات وتحسين حماية الاحتياطيات في الهند؛ ظهرت نتائج قانون 1972 المبشرة في عام 2006. ومنذ ذلك الحين، أصبح ارتفاع عدد النمور في طوره الصحي من جديد. لكن هذا لا يعني توقف الصراع عند هذا الحد، فالهند تمتلك عدد كبير من النمور في مقابل عدد أقل من الغابات والمحميات، والتي بدورها ستزيد من حماية النمور إذا تم إنشاء محميات أكبر. ووفقاً لأحد التقديرات، فإن النمور تتكاثر وتعيش في حوالي 10٪ فقط من إجمالي مواطن النمر المحتملة في الهند والتي تبلغ مساحتها 300,000 كم مربع. وكثافة النمور في العديد من هذه المناطق مرتفعة، وفي بعض الأحيان تغامر النمور الفائضة بالخارج للحصول على الطعام، مما يجعلها في صراع مع البشر القريبين.

استمرارية الحفاظ على النمور البنغالية

يناشد دعاة الحفاظ على البيئة إلى توسيع مواطن النمور البنغالية في الهند وإلا ستزداد الصراعات البشرية معها، وهو ما لا نأمله بعد كل تلك المحاولات الكثيرة على مر السنين.

BBC

WWF

لا تنسَ تقييم المقال

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة حياة

User Avatar

moaaz amin

A 2020 graduate-civil engineer Specialised in Steel Structures. Curious about Reading in Different subjects, especially Environmental articles.


عدد مقالات الكاتب : 10
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق