Ad

كان «بيرسيوس- Perseus» أحد أعظم وأقدم أبطال شعب اليونان في الأساطير اليونانية. فاشتهر بقتل ميدوسا الرهيبة، وهي غرغونة لديها شعر على شكل ثعابين، ويمكن لبصرها أن يحوّل أقوى الرجال إلى حجر. والغرغونة من لفظة Gorgons وترمز للأخوات ال3 المسوخ ميدوسا وسيثنو وأيرلن. وقد تبع قتله لميدوسا عمل بطولي أهم، وهو إنقاذ بيرسيوس الجريء للأميرة أندروميدا من مخلوق بحري وحشي أرسله بوسيدون لإرهاب مملكة إثيوبيا. [1]

النبوءة القاتلة

حمل داناي

يُعتقد أن بيرسيوس قد عاش قبل البطل العظيم هرقل بثلاثة أجيال، والذي سبق حرب طروادة بجيل واحد. وكانت والدته «داناي- Danae»، ابنة «أكريسيوس- Akrisios»، ملك أرغوس. حبس أكريسيوس ابنته في سجن تحت الأرض مصنوع من البرونز بعد أن أعلنت نبوءة أن حفيده المستقبلي سيقتله. وبالطبع، لم يكن هذا عائقاً أمام زيوس الذي دخل الزنزانة على شكل أمطار من الذهب ليتزوج الإبنة، فتنجب الحفيد المشؤوم. [1]

التخلص من بيرسيوس ووالدته

بطبيعة الحال، عندما ولد الطفل، لم يكن أكريسيوس راغبًا في تصديق قصة داناي عن المطر الذهبي. وكان مرتابًا ولا يزال يفكر في النبوءة، فحبس الأم والطفل في صندوق خشبي وألقاهما في البحر. ولم يتخلَ زيوس عن واجباته الأبوية، فقد ضمنت محادثة هادئة مع بوسيدون بحارًا هادئة بما فيه الكفاية لتسمح برسو الصندوق بأمان على شواطئ جزيرة سيريفوس في بحر إيجه. عثر على الصندوق «ديكتيس- Diktys»، وهو صياد فأخذهما واعتنى بهما. وقام ديكتيس بإيواء داناي وبيرسيوس في منزله، وظلوا معه لسنوات عديدة. [2] [1]

بطولة بيرسيوس وقتله الميدوسا

مهمة مستحيلة

عندما كبر بيرسيوس وأصبح شابًا، وقع الملك «بوليدكتيس- Polydectes» من جزيرة سيريفوس في حب داناي وحاول إقناعها بالزواج منه. فرفضت داناي، وقام بيرسيوس بحماية والدته من عرض الملك غير المرغوب فيه. وعلى أمل التخلص من بيرسيوس، كلفه بوليدكتيس بمهمة تبدو مستحيلة وهي الحصول على رأس ميدوسا. والميدوسا وحش شنيع للغاية قادرة على تحويل أي شخص ينظر إلى وجهها إلى حجر. [2]

مساعدة صغيرة

تلقى بيرسيوس هدايا من الآلهة هيرميس وأثينا لمساعدته في مهمته وهي زوج من الصنادل المجنحة، وسيف صلب، وخوذة تجعل من يرتديها غير مرئي. بالإضافة إلى درع من البرونز مصقول يتألق كالمرآة. وفي رحلته، زار بيرسيوس «الغراياي- Graeae»، وهن ثلاث عجائز كن أخوات للغرغونات، فتشاركن عين واحدة. استولى بيرسيوس على عينهم، وطالب بمعرفة مكان الغرغونات. وعندما أخبروه، ألقى بيرسيوس العين في بحيرة حتى لا يتمكن الغراياي من تحذير أخواتهن. [2]

في إصدار آخر من الرواية، بمساعدة هيرميس وأثينا، ضغط بيرسيوس على الغراياي، لمساعدته من خلال الاستيلاء على عين واحدة وسن واحد تشاركهن الأخوات. وهدد بعدم إعادتهما إلى أن زودوه بصندل مجنح (مما مكنه من الطيران). كما منحوه غطاء هاديس (الذي منحه القدرة على الاختفاء)، وسيفا منحنيا، أو منجلا لقطع رأس ميدوسا، وحقيبة لإخفاء الرأس. (ووفقًا لإصدار آخر، وجهته الغراياي فقط إلى «حوريات نهر ستكس- Stygian Nymphs»، الذين أخبروه بمكان العثور على الغورغونات، وأعطوه الحقيبة والصنادل والخوذة؛ وأعطاه هيرميس السيف). [3] وعلى اختلاف الروايات فالنتيجة واحدة، عرف بيرسيوس مكان الميدوسا واستقبل الهدايا التي ساعدته في الوصول إليها.

وصف الغورغونات

يعطينا هسيودوس، وهو أقدم مصدر لنا من القصة، نبذة عن ميدوسا فيصف مولد ثلاثتهن من جايا وأوقيانوس. فأصبحت الأخوات خالدات، عدا ميدوسا فقط التي بقيت فانية. وعشن معًا في مروج مزهرة في نهاية الأرض، وراء المحيط. وكانت الغورغونات مخلوقات رهيبة نظرًا إلى مخالبهن وأجنحتهن وثعابينهن كشعر. [1]

تحول الميدوسا إلى غورغونة

قصة ميدوسا مأساوية إلى حد ما لأنها كانت جميلة جدًا في السابق، وقد تحولت إلى غورغونة بغيضة بسبب أثينا. فبعد أن اغتصب بوسيدون الفتاة الجميلة في أحد معابد الآلهة، حولتها أثينا إلى غورغونة عقابًا لها. في نسخة أخرى من الأسطورة، سألت ميدوسا أثينا إذا كان بإمكانها أن تغادر من أقصى الشمال حيث تعيش، وتزور الجنوب لترى الشمس لأول مرة. وعندما رفضت أثينا الطلب، ادعت ميدوسا أن الرفض كان بدافع الغيرة من جمالها العظيم. فغضبت أثينا من ادعاء ميدوسا، وحولتها على الفور إلى غورغونة فظيعة تحوّل بنظرتها أي شخص إلى حجر. [1]

هزيمة الميدوسا

باستخدام الصنادل المجنحة، سافر بيرسيوس إلى نهاية الأرض – حرفياً – وتسلل نحو الغورغونات. وكي يتجنب النظر المباشر إلى الغرغونات، استخدم انعكاس الصورة على درعه المصقول. وقطع بيرسيوس، غير المرئي بفضل خوذته، رأس ميدوسا دون الكثير من الجلبة باستخدام منجله الإلهي أو سيفه المنحني. وكان الحدث الوحيد غير المتوقع هو ظهور «كرياسور- Chyrsaor» و«بيجاسوس- Pegasus»، الحصان المجنح، من العنق المقطوع للغورغونة الميتة. فقامت الغورغورنتان الباقيتان على قيد الحياة بمطاردته، لكن بيرسيوس هرب بسهولة بجائزته بمساعدة من أثينا. [1]

أندروميدا وبيرسيوس

تضحية

غضب الإله بوسيدون من تفاخر كاسيوبيا، زوجة الملك سيفيوس، الجريء بجمال ابنتها. إذ وصفتها بأنها أكثر جمالًا من «النيريدات- Nereids» وهن حوريات البحر. فأرسل بوسيدون فيضانًا رهيبًا، أعقبه بوحش البحر الفتاك (كيتوس) لترويع مملكة الملك سيفيوس. وكانت الطريقة الوحيدة لإرضاء الإله وإحباط الكارثة هي التضحية بأندروميدا للوحش القادم. [1] وأثناء عودة بيرسيوس إلى المنزل منتصراً، ألقي القبض أمام البطل على الأميرة أندروميدا الجميلة، ابنة «سيفيوس- Cepheus»، الملك الإثيوبي، والملكة «كاسيوبيا- Cassiopeia»، التي لا حول لها ولا قوة.

إنقاذ أندروميدا

وقع بيرسيوس في حب أندروميدا منذ الوهلة الأولى، فعرض القضاء على الوحش مقابل الزواج من الأميرة. وافق الملك اليائس. فأخرج بيرسيوس رأس ميدوسا، وتلاقت عينا وحش البحر مع الميدوسا فتحول إلى حجر. وعند استلام بيرسيوس جائزته، اعترض «فينيوس- Phineus»، شقيق الملك، على زواج أندروميدا التي كانت من نصيبه في الأصل. فتعامل بيرسيوس بسرعة مع منافسه بإظهار رأس ميدوسا إلى فينيوس الذي تحول إلى حجر أيضًا. [1]

الانتقام

عند وصوله أخيرًا إلى سيريفوس، علم بيرسيوس أن الملك بوليدكتيس كان يسيء معاملة والدته في غيابه. لذلك، قدم البطل إلى بوليدكتيس رأس ميدوسا كما وعد لكنه أشار بالرأس كي يحدق الملك ومن حوله في عيونها فتحولوا إلى حجر. ثم قدَّم بيرسيوس الرأس كهدية للآلهة أثينا التي وضعته في منتصف درعها المخيف. [1]

تحقق نبوءة الحفيد القاتل

تضمنت مغامرات بيرسيوس اللاحقة قتله لجده أكريسيوس عن طريق الخطأ أثناء التنافس في مسابقة رياضية في لاريسا في ثيساليا. هرب أكريسيوس إلى هناك بالأساس لتجنب بيرسيوس، لكن الأقدار شقت طريقها، وذهبت رمية ضالة إلى الحشد فقتلت الرجل العجوز على الفور، وبذلك تحققت النبوءة. ذهب بيرسيوس ليؤسس مدينة موكناي القريبة، فقد أصبح غير قادر على تحمل حكم أرغوس وربما مسكونًا بذكريات ماضيه، فاستبدل ملكه بملك تيرنز. فقد أصبح أبًا لأربعة أبناء من أندروميدا وهم إلكتريون وألكايوس وبيرسيس وستينيلوس وابنة واحدة هي جورجوفون. وسيصبح إلكتريون والد ألكمين، التي ستلد هرقل مستقبلًا. [1]

نقاط مهمة في الأسطورة

يعتبر تدخل الآلهة في عالم البشر موضوعًا مهمًا في قصة بيرسيوس. إذ يتدخل زيوس أولاً من خلال زيارة داناي على شكل مطر من الذهب. وفي وقت لاحق، عندما يتم إرسال بيرسيوس في مهمة شبه مستحيلة للحصول على رأس ميدوسا، فتتدخل أثينا وهيرميس عن طريق تزويده بالأسلحة والدروع.

إن طبيعة القدر التي لا مفر منها هي أيضًا من الموضوعات المهمة في القصة. إذ حاول أكريسيوس الهروب من مصيره في مناسبات عديدة، بحبس ابنته في برج حتى لا تنجب طفلًا؛ وبعد أن أنجبت ابنًا، حبس أكريسيوس الأم والابن في صندوق وأرسلهما إلى البحر؛ وبعد ذلك بوقت طويل، عندما اكتشف أكريسيوس أن بيرسيوس لا يزال على قيد الحياة، هرب إلى منطقة أخرى من اليونان. في النهاية، لم يستطع أكريسيوس الهروب من مصيره فقتل بالخطأ على يد حفيده خلال حدث رياضي. [2] أسطورة ضخمة مليئة بالانتقالات الدراماتيكية شكلت وجدان شعب اليونان لسنوات، وأثرت في شخصيته، ومن ثم في مصيره كأغلب الأساطير.

المصادر:

  1. world history
  2. encyclopedia
  3. britannica

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أدب تراث فكر تاريخ

User Avatar

Heba Allah kassem

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.


عدد مقالات الكاتب : 88
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : زكية بلحساوية

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق