Ad

من هو المينوتور في الأساطير اليونانية؟ «المينوتور-Minotaur » هو وحش خرافي من جزيرة كريت كان له جسد رجل ورأس ثور. كان ابن «باسيفاي-Pasiphae»، زوجة «مينوس-Minos »، وثور أبيض اللون أرسله الإله بوسيدون إلى مينوس للتضحية به. ولكن مينوس أبقى الثور حيًا وضحى بثور آخر. وكعقاب على هذا التصرف، جعل بوسيدون باسيفاي تقع في حب الثور. تم حبس المينوتور الذي أنجبته من الثور في المتاهة التي أنشأها «دايدالوس-Daedalus» لمينوس. وتم تقديم تضحيات منتظمة من الشباب والعذارى لإشباع جوعه للحوم البشر. قام البطل «ثيسيوس-Theseus» بقتل الوحش في النهاية [3] [1].

أصل التسمية:

كلمة «Minotaur» هي كلمة مركبة تتكون من الاسم اليوناني القديم « Μίνως» الذي يعني مينوس والاسم «ταύρος» الذي يعني الثور. وبالتالي، فإن كلمة مينوتور تعني ثور مينوس. إن اسم ولادة مينوتور، «أستيريون- Asterion» (وهو نفس اسم والد مينوس بالتبني)، تعني النجمي أو المرصع بالنجوم مما يشير إلى ارتباطه مع كوكبة الثور [1].

ولادة المينوتور:

زيوس وأوروبا

في الأسطورة اليونانية، كان مينوس أحد الأبناء الثلاثة من اتحاد «أوروبا- Europa» وزيوس. ذات يوم، بينما كانت أوروبا تسترخي مع الأصدقاء على شاطئ البحر، تجسس عليها الإله زيوس وسرعان ما وقع في حبها. في استراتيجية مغازلة غريبة إلى حد ما، قام زيوس إما بتغيير نفسه إلى ثور أبيض أو أرسل ثورًا وسيمًا لجذب الأميرة. كان أوروبا مفتونة بالفعل بالحيوان الطيع وزينته بالورود. بعد ذلك، اعتقادًا منها أنها تستطيع ركوب هذا الوحش اللطيف، صعدت على ظهره وكان ذلك عندما سبح الثور معها في البحر، وحلّق في الهواء وحمل أوروبا بعيدًا عن فينيقيا. ربما لا تكون الثيران الطائرة هي الأفضل في النقل الجوي، فليس من الغريب أن يسقط الثور بسرعة في البحر ومن هناك سبح إلى جزيرة كريت. بمجرد وصول زيوس إلى الجزيرة، فرض نفسه على الأميرة، وأنجب الزوجان ثلاثة أطفال: مينوس، ملك «كنوسوس-Knossos» المستقبلي، «رادامانثيس-Rhadamanthys » الحكيم الذي سيصبح أحد قضاة العالم السفلي، وفي بعض القصص اللاحقة، المحارب العظيم وحليف طروادة، «ساربيدون-Sarpedon». تنتهي القصة عندما وجدت أوروبا لاحقًا العزاء في « أستيريون-Asterion»، ملك كريت الذي تزوجته وتبنى أبنائها. أخيرًا، أصبح الثور الذي أنشأه زيوس كوكبة الثور [4].

وصول مينوس للحكم

عندما توفي أستيريون، لم يكن من الواضح أي من الأبناء الثلاثة يجب أن يتولى الحكم. الأبناء الثلاثة هم مينوس وساربيدون ورادامانثيس. كان مينوس، الذي يعني اسمه في كريت الملك، هو الذي قُدر له أن يكون ملكًا على جزيرة كريت على الرغم من أن صعود مينوس إلى السلطة كان رحلة صعبة لأنه كان عليه في البداية أن يتفوق في منافسة أخويه. ومع ذلك، كان لدى مينوس ميزة واحدة لم يكن يتمتع بها إخوته حيث ادعى أنه حصل على دعم ونفوذ الآلهة للحكم، وتفاخر بأنه يستطيع إثبات ذلك من خلال الصلاة من أجل ما يريده وأن الآلهة ستحقق مراده. وهكذا، في أحد الأيام أثناء التضحية لبوسيدون، صلى أن يظهر ثور من أعماق البحر. أقسم مينوس بالجنة أنه سيضحي بالثور لبوسيدون بمجرد ظهوره. بعد ذلك، أظهر بوسيدون ثورًا رائعًا من البحر. وهكذا، تم التحقق من صحة ادعاء مينوس بالسلطة لأنه لم يجرؤ أحد على تحدي تأييد الآلهة له، ناهيك أن مؤيده هو بوسيدون العظيم الذي حكم كل البحار. نتيجة لفوزه بالعرش، طرد مينوس إخوته من جزيرة كريت. سيتم توحيد الإخوة الثلاثة في الحياة الآخرة، لأنهم بعد موتهم أصبحوا قضاة في العالم السفلي. كانت مهمتهم هي الحكم على الموتى من أجل تحديد مكانتهم في العالم السفلي بناءً على أسلوب حياتهم [1].

غضب بوسيدون

ولكن، لم يف الملك مينوس بقسمه لبوسيدون. حيث احتفظ بالثور الكريتي المهيب لنفسه وضحى بثور آخر مختلف للإله. غاضبًا من عدم احترام الملك مينوس له، تآمر بوسيدون لمعاقبته على غطرسته. وفقًا لبعض نسخ الأسطورة، فإن بوسيدون هو الذي يعاقب مينوس من خلال غرس الحب والشغف داخل زوجة الملك، باسيفاي، للثور الذي جاء من البحر. ومع ذلك، وفقًا للمؤلف الروماني «هايججينوس- Hyginus»، فإن أفروديت هي التي لعنت باسيفاي، لأن الملكة لم تظهر التقوى المناسبة للإلهة لبعض الوقت. عاقبتها الإلهة بإرسال شغف شديد للثور المهيب من البحر. تروي نسخة أخرى كيف ذهب بوسيدون، الذي أغضبه مينوس، إلى أفروديت لمساعدته في هذا الأمر ولعنت باسيفاي لصالح بوسيدون [1].

باسيفاي والثور

طلبت الملكة باسيفاي، التي ابتُليت بهذا الشغف الذي لا ينتهي، مساعدة ديدالوس وإيكاروس. بالنسبة لباسيفاي، صنع ديدالوس بقرة خشبية مغطاة بجلد بقرة حقيقي ووضعها على عجلات. بعد ذلك، وضع دايدالوس الملكة باسيفاي داخل الهيكل ودفعها إلى المرج الذي كان يرعى فيه ثورها المحبوب. وهناك التقت بالثور ومارست الجنس معه، حيث اعتقد الثور أن البقرة الخشبية حقيقية. ومن هذا الاتحاد ولد المينوتور [1].

خارج السيطرة

أطلقت الملكة على الوحش اسم أستيريون (تيمناً بوالد الملك مينوس بالتبني)، والذي عرفه شعب كريت بأنه الاسم الحقيقي لمينوتور. عند رؤية الرضيع، اكتشف الملك مينوس العلاقة الحميمة لزوجته وكعقاب، استعبد مينوس دايدالوس وإيكاروس لدورهما في هذه العلاقة، لكنه ترك باسيفاي دون أن يمسها. اعتنت باسيفاي بأستيريون وكانت قادرة على تغذيته عندما كان عجلًا صغيرًا. ولكن، مع نموه، أصبح شرسًا ولم تعد قادرة على إطعامه أو رعايته. لم يكن أستيريون قادرًا على إيجاد مصدر مناسب للطعام، لأنه لم يكن إنسانًا ولا وحشًا، لذلك بدأ يأكل الناس. من أجل إخفاء علاقة زوجته المشينة وبناءً على نصيحة من «وسيط الوحي- Oracle»، أمر الملك مينوس ديدالوس وإيكاروس ببناء متاهة كبيرة لإيواء ابن زوجته. كان موقع المتاهة بالقرب من قصر مينوس في كنوسوس. في بعض الروايات، أصبح الثور الأبيض هو الثور الكريتي الذي أسره هرقل كواحد من أعماله [2] [1].

جزية أثينا:

موت أندروجيوس

أثناء بناء المتاهة، اكتشف الملك مينوس أن ابنه البشري الوحيد، «أندروجيوس- Androgeos»، (من باسيفاي) قد قُتل. تقول بعض المصادر أنه قُتل على يد الأثينيين بدافع الغيرة لمهارته في دورة الألعاب الباناثينية. هناك نسخة مختلفة من الأسطورة تدعي أن ملك أثينا، «إيجيوس- Aegeus»، كان غاضبًا من انتصارات أندروجيوس، وأرسله ليقتل الثور الماراثوني الذي لا يقهر. في المقابل، قُتل من قبل الثور وبصورة غير مباشرة من خلال تصرفات الأثينيين. بغض النظر عن الكيفية، قُتل أندروجيوس وألقى الملك مينوس باللوم على الأثينيين في وفاة ابنه البشري الوحيد وتدمير نسل عائلته [1].

دفع الثمن

 أبحر إلى الأثينيين وضايقهم حتى وافقوا على دفع ثمن وفاة ابنه. طالب الملك مينوس أثينا بتكريم جزيرة كريت بسبع عذارى وسبعة شبان كل تسع سنوات. (هناك بعض التناقض في المصادر حول عدد مرات تقديم هذه الجزية، من كل تسع سنوات إلى مرة في السنة). ثم يتم وضع هذه الجزية في المتاهة حتى يلتهمها المينوتور. في نسخ مختلفة، تم اختيار الضحايا بالقرعة فقط من بين أجمل الرجال والفتيات العذارى. استشار الأثينيون وسيط الوحي في دلفي الذي أمر مدينة أثينا بإعطاء مينوس كل ما يطلبه. وفقًا «لكاتولوس- Catullus»، أثار مقتل أندروجيوس سلسلة أحداث قاسية على أثينا. وعندها فقط علم الملك إيجوس أن أثينا يمكن إنقاذها بإرسال جزية إلى جزيرة كريت وطاعة الملك مينوس. على مضض، استسلم الأثينيون لشروط مينوس وعاد الملك مينوس إلى كريت. يعتقد آخرون أن مينوس قد أقنع الأثينيين بأن التضحية كانت ضرورية لإحباط وباء غامض كان يجتاح أثينا. في كلتا الحالتين، من الواضح أن الأثينيين لم يكونوا سعداء بهذا الاتفاق [2] [1].

ثيسيوس والمينوتور:

نهاية المينوتور

عندما حان وقت التضحية الثالثة، تطوع ثيسيوس ليذبح الوحش. لقد وعد والده، «إيجيوس-Aegeus»، أنه أثناء رحلة العودة إلى المنزل سيرفع أشرعته البيضاء إذا انتصر أو سوف يجعل الطاقم يرفع أشرعة سوداء إذا فشل وقتل. وقعت «أريادني-Ariadne»، ابنة مينوس، في حب ثيسيوس وأجبرت دايدالوس على مساعدة ثيسيوس في الهروب من المتاهة. في معظم الروايات، يتم إعطاؤه كرة من الخيط، مما يسمح له بتتبع مساره بعد أن يقتل مينوتور، وهو ما فعله بالتسلل إلى المخلوق أثناء نومه وضربه حتى الموت بقبضته (أو في نسخ أخرى من القصة، يقوم بجلب سيف أيجيوس معه إلى المتاهة ويذبح المينوتور به). على عكس ضحايا المتاهة السابقين، فإن ثيسيوس قادر على إيجاد طريقه للخروج، بسبب هدية أريادني. يتبع ثيسيوس ببساطة الخيط مرة أخرى عبر المتاهة ليجد طريقه إلى بوابة الخروج حيث وجد الأثينيين الآخرين وقادهم للخروج من المتاهة [2].

مصير أردياني وإيجيوس

أخذ ثيسيوس أريادني معه من جزيرة كريت، لكنه تركها في الطريق إلى أثينا. بشكل عام يقال أن هذا حدث في جزيرة «ناكسوس-Naxos». ظهر الإله ديونيسوس لأريادني في ناكسوس، الذي انتهى بها الأمر بالزواج منه. في بعض نسخ هذه الأسطورة، يظهر ديونيسوس لثيسيوس ويأمره بالتخلي عن أريادني، لأنه ينوي أن يتزوجها. في رحلة عودته إلى أثينا، نسي ثيسيوس تغيير أشرعة الحداد السوداء بالأشرعة البيضاء، ورأى والده الملك إيجيوس الأشرعة السوداء من بعيد وغلب عليه الحزن لذلك قتل نفسه بالقفز من الجرف في البحر. هذا هو الفعل الذي يضمن مكان ثيسيوس كملك أثينا الجديد ويشرح أصل اسم بحر إيجه [2] [1].

مصير دايدالوس وإيكاروس

غضب مينوس لأن ثيسيوس تمكن من الفرار، وسجن دايدالوس وابنه إيكاروس في برج طويل. حيث كانوا قادرين على الهروب من خلال بناء أجنحة لأنفسهم من ريش الطيور التي حلقت بالقرب منهم، لكن إيكاروس مات أثناء الهروب حيث طار عالياً (على أمل رؤية أبولو في عربته الشمسية) وذاب الشمع الذي جعل الريش ملتصقًا ببعضه في الأجنحة بسبب حرارة الشمس [2].

المصادر:

  1. world history
  2. new world encyclopedia
  3. britannica
  4. world history

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تاريخ أدب تراث

User Avatar

Heba Allah kassem

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.


عدد مقالات الكاتب : 88
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق