Ad

رواية «وبعد-Et après)‏» للروائي الفرنسي«غيوم ميسو-Guillaume Musso» تعد من أولى الروايات التي تُرجمت إلى العربية والتي ترجمت أيضاً إلى أكثر من حوالي عشرين لغة وفي خريف عام 2008 عُرِض فيلم سينمائي مقتبس عن الرواية يحمل نفس الاسم.

“استسلم وغرق في الماء تفجرت طبلتي أذنيه وأسود كل شيء من حوله، وسط الظلمات الحالكة أدرك أن تلك نهايته لا ريب لأنه لم يعد هناك أي شيء، لا شيء سوى ذلك السواد البارد والمرعب، سواد ثم فجأة وميض”

أوز بري

في إحدى الأيام الدافئة لخريف عام 1972 في جزيرة نانتوكيت حيث بدأ كل شيء بحادثة نجاة ناثان من الغرق عندما كان يحاول إنقاذ صديقته مالوري التي وقعت في البحيرة أثناء لهوها مع الأوز البري، تهرع الفتاة لطلب المساعدة وينجو الفتي من الموت ينتقل بنا الكاتب إلى مدينة مانهاتن تلك المدينة التي أصبح فيها ناثان اليوم محام لامع في إحدى أشهر مكاتب المحاماة في المدينة، لدرجة أن آشلي جوردان الشريك الرئيسي في مكتب المحاماة يرشحه كشريك، ويقطن إحدى المباني الباذخة المطلة على حديقة سنترال ولكنه وحيدًا بعيًدا عن طفلته بوني وزوجته السابقة مالوري.

بعد يوم عادي يقضيه ناثان في مقابلة عملاء المكتب ومساعديه يعاوده ذلك الوخز في الصدر الذي يشعر به منذ فترة، تطلعه سكرتيرته آبي على جدول مواعيده وتخبره أنه على موعد مع طبيب يدعي غاريت غودريش وأنه صديق لاشلي جوردان، لم يسمع ناثان جوردان يتحدث عنه من قبل، ولكنه خمن أنه متورط في قضية تخص إحدى العمليات الجراحية الفاشلة غاريت غودريش رجل ربما يكون قد بلغ الستين من عمره إلا أنه يبدو فتى طويل القامة، يعبر الممر المؤدي إلى مكتب ناثان بثبات.

لا يدري ناثان لماذا شعر بأن ذلك الوجه مألوف لديه لكنه لا يعلم أين رأي ذلك الـ غاريت من قبل، لقد عاوده ذلك الوخز من جديد، يستفسر ناثان عن سبب زيارته له، فيخبره غاريت بأنه لا يريد منه شيء بل هو من يحتاجه و يخبره أنه لا يعرف آشلى جوردان من الأساس، وأنه مجرد ادعاء للوصول إليه، يسأله إن كان مهتم بالثقافة السلتية حينما يلمح تمثال فضي لأوزة فوق إحدى الرفوف فالنصوص السلتية القديمة هي التي تتناول أساطير عن تحول الموتى في العالم الآخر لإوز يتمتم غاريت، فيخبره ناثان أن عائلته وعائلة زوجته من أصل إيرلندي، فيقاطعه غاريت تقصد زوجتك السابقة!

في إحدى غرف الاجتماعات الشاغرة المجاورة لمكتب ناثان يبحث ناثان على الإنترنت حول ذلك الطبيب ويتأكد من أنه طبيب مشهور ليس مختل بل قطب من أقطاب الطب، وأن الصورة الموجودة على صفحات الإنترنت مطابقة للشخص الواقف في مكتبه الآن حينما عاد إليه استأنف غاريت حديثه عن الموت وضرورة ترتيب الأولويات، والاستعداد دائمًا لما هو قادم أزعج ذلك الحديث ناثان، فطلب منه مغادرة مكتبه.

لقد مر زمن طويل منذ غادر ناثان مكتبه في وقت مبكر فكان هو تقريباً أخر من يغادر المكتب وأول من يصله، حتى أنه كان يعمل في أيام الإجازات ولكن تلك المقابلة مع غاريت استهلكت قواه. جمع بعض الملفات وقرر أن يذهب لمراجعتها في منزله.

أجري ناثان مكالمة مع طليقته مالوري حول ترتيبات وصول ابنته في عطلة نهاية الأسبوع، بعد وقت قليل من هذه المكالمة تتصل به ابنته وتطلب منه أن يأتي يصطحبها يوم السبت لأنها خائفة من استقلال الطائرة وحدها يتردد في الموافقة حيث لديه في هذا اليوم اجتماع مهم وهو من حدد الميعاد، إلا إنه يستشعر القلق في صوتها فيوافق في النهاية. بعد انتهاء المكالمة يفاجئ ناثان بحارس العمارة يخبره أن هنالك رجل يريده يدعى غاريت ينتظره أمام المنزل غاريت مرة أخرى أمام منزله يطلب منه أن يأتي معه ويطلب من ناثان أن يثق به يوافقه ناثان على مضض ويستقلا سيارة أجرة حتى وصلا إلى إحدى أشهر أبراج مانهاتن «إمباير ستيت-Empire State building»

مبشر

لقد ظلا صامتين يراقبان حركة السير من الطابق الـ87 للبرج  همس غاريت لناثان أن ينظر لفتى يبدو في العشرين من عمره يرتدي سترة برتقالية يبدو عليه الإرهاق ويخبره بأنه يدعى كيفن ويليامسون وأن والده قد انتحر من فوق ذلك البرج  يسأله ناثان لماذا يخبره بذلك! “لأنه سيموت الآن” هكذا جاوبه غاريت لم يتوقع ناثان ذلك، ولكن كل شيء حدث بسرعة،  أخرج الفتى مسدس من معطفه وأطلق الرصاص على رأسه وانتهى الأمر.

يستيقظ ناثان متأخرًا لأنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، صوت سيارات الإسعاف، حديثه مع غاريت كل ذلك ظل يدور في ذهنه طوال الليل يحاول أن يستأنف يومه ويذهب إلى مكتبه إلا أنه لا يستطيع أن يتجاهل ما حدث معه البارحة، ووسط اندهاش سكرتيرته آبي يترك المكتب رغم موعده مع آشلي يتجه إلى المستشفى الذي يعمل بها غاريت بعدما انتهي غاريت من إحدى عملياته والتي ألح على ناثان لحضورها، يحدثه عن عمله في الوحدات المسكنة التي يقبع فيها المرضى الذي عجز الطب عن شفائهم ولم يتبق لهم في الحياة سوى بضع أسابيع وأنه يعد هؤلاء المرضى إلى القفزة الكبيرة للعالم الآخر، وإنه له قدرة على استشعار الموت لذلك علم بإنتحار كيفن يرحل عنه ناثان في حالة عدم تصديق.

موت قريب

يقرر ناثان أن يأخذ إجازة من عمله  لتخصيص مزيد من الوقت لابنته بوني، ولأنه أيضاً لم يتجاوز آثار ذلك الحادث في الصباح التالي لزيارة غاريت يستيقظ مبكرًا، ويستقل المصعد وأثناء هبوطه تراوده ذكرى عن والدته تلك المرأة البسيطة التي كانت تعمل خادمة في تلك الشقة التي يسكنها هو الآن حينما كان منزل لعائلة زوجته لأن والد زوجته أيضا محاميًا شهيرًا فقد راهنه ناثان على قضية كانا كلاهما يعملان عليها، وربح ناثان القضية والشقة وابنته التي كانت عائلتها معارضة لزواجها منه و تذكر كيف كان يتجاهل أمه ويخجل من إنجليزيتها الركيكة بعدما حصل على منحة بإحدى المدارس المرموقة في مانهاتن، ولكن ما قضى على علاقتهما هي حادثة السرقة التي اتُهمت به!

كان ذلك في وقت يحتاج فيه ناثان لتسديد قسط الجامعة وبالفعل تم دفع القسط الجامعي بعد ذلك مما جعل ناثان يتأكد أن والدته سرقت ذلك السوار رغم أنه لم يحدثها عن ذلك قط، طوال زواجه لم يزرها وكان يرسل لها المال وحسب، وطالما ألحت عليه مالوري بزيارتها ولكن الوقت كان قد فات فقد تلقى خبر وفاتها من المستشفى فماتت وحيدة مصابة بالسرطان توجه ناثان إلى إحدى أكبر المستشفيات لطبيب كان سبق وأشرف على قضية له وبعد نهار طويل ومرهق من الفحوصات يطلب منه الطبيب أن يرتاح في إحدى الغرف بإنتظار النتيجة.

وقتها تستحضر ذاكرة ناثان زواجه كشريط سينمائي كيف تحدت مالوري عائلتها لتتزوجه، وكيف تُوج حبهما أخيرًا بالزواج وسعادتهما بابنتهما بوني، ومن ثم ابنهما سين ذلك ووفاته وعلى أثره انفصاله عن مالوري، وذلك اليوم الذي خرجت فيه مالوري لزيارة والديها تاركة بوني وسين ابنهما الرضيع معه وقد أكدت عليه أن يعطيه الرضعات في وقتها، حينما كان يعمل مجاورًا له في مكتبه، وبالفعل أعطاه الرضعة الأولى واتجه للنوم على أن يستيقظ باكرًا لكنه استيقظ متأخرًا في الصباح ليجد سين جثة مستلقيًا على بطنه. بعد تلك الحادثة أنهارت حياته الزوجية إلى أن انتهت بالطلاق منذ عدة أشهر.

بعد وقت من الإنتظار أخيرًا تأتيه النتيجة بأنه لا يُعاني من أي شيء خطير بل ما يعانيه بعض الإرهاق وحسب أكدت التحاليل والفحوصات أنه بخير، لن يموت اليوم أو حتى بعد عدة أيام، اتجه صوب المشفى الذي يعمل به غاريت إلا أنه لم يجده، فتخبره الممرضة في المستشفى إنه متواجد في الوحدات المسكنة يقابله ناثان، وفي نهاية لقائهما يخبره أنه عليه زيارة كانديس فتاة تعمل في إحدى المقاهي وأنها ستكون عما قريب ميتة.

يذهب ناثان إلى المقهى الذي تعمل فيه الفتاة، ويتضح أنها أم عزباء وتعيش مع والدها الذي خرج لتوه من السجن وابنها الرضيع، يحاول ناثان التواصل معها ويحاول عبثًا أن يحميها من الموت في إحدى الليالي التي يحاول ناثان الحديث مع هذه الفتاة في المقهى يأتيها خبر نقل والدها للمشفى، يذهب معها ناثان ويتلقيان خبر وفاة والدها إلا أن ناثان يصر على حمايتها فيقرر أن يمنحها مبلغ تستطيع من خلاله عيش حياة كريمة مع ابنها وبعد إلحاح ناثان تذهب معه إلي إحدى البنوك لتودع المال باسمها إلا أن البنك يتعرض لسطو مسلح وتموت كانديس.

هالة بيضاء

لقد كانت تلك المرة الثانية التي يزور فيها ناثان بيت غاريت فقد زاره من قبل ليستفسر عن كانديس إلا أنه يجد أن غاريت ليس في، منزله عبر أحد الأبواب يقتحم منزله ويتجه إلى مكتبة كانت تحتوى آلاف الملفات، وفوجئ أن أحد الملفات الموجودة يحمل اسمه . لقد كان غاريت ذلك الطبيب الذي أشرف على علاجه حينما غرق في البحيرة لقد نسي كل ما يخص هذا الحادث اختبر ناثان ما يسمى تجربة الاقتراب من الموت، وحينما وصل غاريت بعد قليل أكد له ذلك ولكنه يلمح على إحدى الملفات اسم زوجة غاريت فيقرأ في الملف إنها ماتت بالسرطان .

يتأكد ناثان أنه ميت لا محالة، ويأتي سفره إلى ابنته لكنه يصر على اصطحاب غاريت معه، حينما يصل كلاهما لبيت مالوري يفاجأ ناثان بتايلر يفتح له، ذلك الشاب المدلل الذي كان يحاول الزواج من مالوري من قبل بعدما قضى ناثان يومان من الإجازة مع ابنته بوني يصحبها لزيارة جديها

كما وعد مالوري أثناء إقامتهما في منزلهم، يستعير والد زوجته سيارة ناثان ويصدم طفل صغير تحت تأثير الكحول تحت تأثير إحساسه بالذنب يعترف له أنه هو المسئول عن ضياع السوار الذي اتُهمت أمه بسرقتها، وأنه من دفع قسطه الجامعي كتعويض عن ذلك الإتهام، يعود ناثان إلى مكان الحادث ويتحمل مسؤولية هذا الحادث، فقد ظن أنه سيموت وأن مالوري ستحتاج والدها، فهو على موعد قريب من الموت على أية حال.

ينجو الطفل من الموت وتسقط القضية عن ناثان، ويخبر والد مالوري كل شيء، ويحثها على العودة  إلى زوجها السابق، وبالفعل تعود مالوري لناثان ويلتم شمل العائلة لقد عاد كل شيء إلى سابق عهده، أنه الآن مع زوجته وابنته  فليأت الموت إذن. في الصباح التالي وعندما كانت تحضر مالوري الإفطار، رأى ناثان هالة من الضوء تحيط رأس مالوري  حاول إزالتها بيده لكن من دون جدوى، تلك الهالة التي يرها حول المقبلين على الموت!

إنها ستموت إذن لقد جئت لتخبرني إني سأفقدها وسأصبح مبشرًا. “لكن لماذا هكذا”! صرخ ناثان بغاريت، لكنه يدرك بأنه لا الفائدة من ذلك عليه أن يعود لزوجته هناك فهي وحيدة وتحتاجه.

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


ملخصات كتب

User Avatar

Zahra Mohamed


عدد مقالات الكاتب : 7
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق