أعلنت مغنية البوب الكندية سيلين ديون عن إصابتها بمرضٍ نادر لغاية وهو “متلازمة الشخص المتيبس” Stiff Person Syndrome، وهذا بدوره ما أدى إلى ذهولٍ شديد أصاب كل محبي المغنية الشهيرة، فما قصةٌ هذا المرض النادر؟ وما هي أعراضه؟ وهل يمكننا علاجه أو التخفيف من توابعه؟
محتويات المقال :
هي مرضٌ عصبي نادر يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويصيب واحدًا من كل مليون شخص. يُعاني المصاب بهذه المتلازمة من الكثير من المشاكل والأعراض، أبرزها آلام العضلات وتشنجاتها بالإضافة إلى التصلب وفقدان القدرة على الحركة.
عُرف هذا المرض النادر للمرة الأولى في عشرينيات القرن الماضي، وكان مصطلح “متلازمة الرجل المتيبس” Stiff man Syndrome هو أول مصطلح صُك لهذه الحالة المؤسفة؛ وهذا لأن الأطباء كانوا يصفون كل من يُصاب بالمرض “بالرجل المُتخشب” Wooden man.
حتى الآن لا يوجد سبب واضح وراء هذا المرض العصيّ، ولكن وفقًا لدكتور سكوت نيوسوم، وهو المدير لمركز متلازمة الشخص المتيبس بمؤسسة جونز هوبكنز، فإن الجهاز المناعي له دورٌ في الإصابة؛ فالجهاز المناعي ينتج أجسامًا مضادة تهاجم أنسجة الجسم وخلاياه العصبية، وبالمناسبة، تشخيص هذه المتلازمة أمرٌ صعبٌ للغاية، وقد لا يستطيع الأطباء تشخيصها من الأساس.
لسوء الحظ أن هذه المتلازمة قد تصيب كل الفئات العمرية مع العلم أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها هي الفئة التي تتراوح أعمارها من 30- 60 سنة (سيلين ديون تبلغ من العمر 54 عامًا)، ولحسن الحظ أنها نادرة للغاية، فهي تصيب شخصًا من بين كل مليون شخص كما ذكرنا سالفًا.
هذه المتلازمة في حد ذاتها ليست مميتة، ولكنها بالتأكيد تؤثر على جودة الحياة، ومثلها مثل الكثير من الأمراض المزمنة، نراها مرتبطة بشكل أو بآخر بتفاقمات نفسية قد تقلل من العمر المتوقع للشخص المصاب بها.
علّ أحد أكثر الأسئلة التي قد ترد على حضراتكم وعلى أذهان كل محبي سيلين ديون هو هذا السؤال: ما علاقة متلازمة تسبب تيبس العضلات بالأحبال الصوتية؟ والإجابة الجلية هي أن الأحبال الصوتية يتم التحكم فيها من خلال الجهاز العصبي المركزي، والذي تؤثر عليه المتلازمة بالفعل، وبالتالي يحدث خلل Malfunction في الأحبال الصوتية وحركتها.
مثل بقية الأمراض الأخرى، من المنطقي أن يتم تشخيص الإصابة بهذه المتلازمة عن طريق الأعراض الواضحة أمامنا مثل تيبس العضلات وتقلصاتها، وبالتحديد عضلات البطن والجذع كما ذكرنا، ولكنّ هذا ليس كافيًا، فهذه الأعراض لا تعني بالضرورة الإصابة بالمتلازمة، ولهذا السبب نلجأ لاختبارات أخرى مثل الاختبارات الدموية، وكشف تخطيط كهربية العضلات EMG.
الجدير بالذكر أن هذه المتلازمة تشيع في النساء أكثر منها في الذكور، وكما أسلفنا فإن أي فئة عمرية معرضة للإصابة بمتلازمة الشخص المتيبس، وأضف إلى ذلك أن المصابين بداء السكري، أو بأمراض الغدة الدرقية، أو بسرطان الثدي أو القولون أو الرئة معرضون لتفاقم الإصابة أكثر من غيرهم.
للأسف الشديد لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة الشخص المتيبس، ولهذا نجد الأطباء يلجؤون إلى التركيز على تسكين الآلام والأعراض، وعادةً ما يكون العلاجُ خليطًا من العلاجات الدوائية وغير الدوائية. يمكن علاج التشنجات والتيبس عن طريق مُرخيات العضلات وحُقن “البوتوكس”، أما عن الأعراض الأكثر حدة فتُعالج باستخدام العلاج المناعي ومثبطات المناعة.
أما عن العلاج غير الدوائي، فيتمثل في العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي CBT، وهذا للتخفيف من المشاعر التي قد تؤدي إلى تشنج العضلات، بالإضافة إلى زرع ثقافة التعايش مع المرض. وأخيرًا، هناك علاجات أخرى مثل العلاج الطبيعي، والعلاج المائي Aqua Therapy، والعلاج بالحرارة Heat Therapy، يمكنها التخفيف من معاناة بعض المصابين.
عمر ياغي ونوبل الكيمياء.. من تحديات شُحّ المياه إلى ثورة الأطر المعدنية العضوية (MOFs) الحلم…
ضوء كمومي مضغوط فائق السرعة: اختراق علمي يفتح آفاقاً جديدة للاتصالات المشفرة بسرعات "البيتاهرتز" على…
مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 (Nobel Prize in Physics 2025) لثلاثة من أبرز…
تُعد مملكة دلمون واحدة من أقدم الممالك الحضارية في تاريخ الشرق الأدنى القديم، والتي ازدهرت…
الفرامل الخفية لـ "جيش المناعة": اكتشاف الخلايا التائية التنظيمية يفتح آفاق علاج أمراض المناعة الذاتية…
السواقي المنسية: مصر تُحيي تراث الألفي عام لتوليد الكهرباء النظيفة.. طاقة المستقبل بين جنبات الماضي…