Ad

يؤثر هيكل الأسرة وتكوينها على نمو الطفل. فهناك كثير من الأطفال يكبرون في أسر غير تقليدية. وهناك من يولدون ويترعرعون في أسر تقليدية، فهل النتيجة واحدة؟ وهل لنظام الأسرة وتكوينها أثر على نمو الطفل وتحسنه اجتماعيًا ونفسيًا ودراسيًا؟ وما أهمية استقرار الأسرة في حياة الطفل؟

أهمية الأسرة في حياة الطفل

تعتبر الأسرة نواة تكوين المجتمع، فهي المصدر الأول والمثل الأعلى لتربية الأطفال، إذ يتلقى فيها الأطفال القوة والاستقرار والقيم الاجتماعية.

لذا ثبات الأسرة واستقرارها عامل مهم لتنشئة الطفل، فالطفل يولد لا يعلم شيئًا، فتكون أول طريقة يتعلم بها عن طريق مراقبة الحياة اليومية التي يحيا فيها، فيبدأ في التقليد والمحاكاة، فسلامة الأسرة وجودتها من أساسيات نمو الطفل.

من هنا نجد أن الأسرة مسؤولة عن تشكيل الطفل والتأثير على قيمه ومهاراته وتنشئته الاجتماعية.

تعلم القيم

عندما تتعامل مع طفلك أو مع الناس عمومًا، مراعيًا الأخلاق المرغوبة مجتمعيًا، متجنبًا الغير محمود منها، سيلاحظ طفلك ذلك بالتأكيد، بل وسيقوم بالتقليد، فالطفل كقطعة الإسفنج، يمتصون كل شيء حولهم دون تمييز بين المحمود وغير المحمود.

وفي المراحل المتقدمة تكون لك الأولوية، والمساحة الكبرى لدى طفلك للحديث عن القيم وأهمية مراعتها، كذلك شرح العواقب الناتجة عن مخالفتها. إذا، عند تعلم القيم، نجد أن الأسرة هي النموذج الأول والأهم في تلقيها.

تعلم المهارات المختلفة

عندما يولد طفلك يبدأ بتعلم المهارات الحركية واللغوية والإدراكية والعاطفية،

وتقع مسؤولية تعليم هذه المهارات إلى حد كبير على عاتق الأسرة. مثلًا، فإن العمل الذي يحدده الوالدان في المنزل لتعليم هذه المهارات أكثر فعالية بكثير من الأعمال والإزامات التى يخضع فيها الطفل لرعاية شخص آخر. سيتعلم طفلك منك كيفية الجلوس والمشي واللعب وطريقة الأكل،… وهكذا. ربما تبدو هذه الأمور طبيعية جدًا بالنسبة إليك، لكنها مهارات يجب أن تصقل في سن صغيرة جدا.

كذلك المهارات اللغوية، عنصر أساسي آخر من عناصر دور الأسرة في تنمية الطفل. إذا لم تتحدث إلى طفلك وتعلمهم لغتك وأسلوبك، فإنها لن تنتقل إليهم أبدًا، لذا فتعليم أطفالك المهارات اللغوية منذ الصغر يعتبرأساسي لنمو الطفل.

والمهارة الأخرى الهامة جدًا لنمو الطفل هي المهارات العاطفية. فالمهارات العاطفية مهمة طوال حياة الطفل، فمن خلالها يتعلم الطفل كيف يكون لديه تعاطف مع الآخرين، وكذلك يمكنه تعلم كيفية التعامل مع النجاحات والإخفاقات التي تحدث دومًا في الحياة. إذا كان طفلك لا يملك المهارات العاطفية المناسبة، فلن يكون قادرًا على التعامل مع النتائج السيئة. كما يؤدي الافتقار إليها إلى خيارات غير سديدة عندما يكبر في السن.

فتصبح الأسرة مفيدة جدًا في تنمية مهارات الطفل خاصةَ عند تعدد الأطفال.

كذلك المهارات الاجتماعية المختلفة، تعززها الأسرة ذات العلاقات الناجحة، فتدريب وتعليم الطفل كيفية إجراء تفاعلات وجهًا لوجه أمر بالغ الأهمية في نمو الطفل. لأن التفاعلات المباشرة تتطلب استجابات فورية، وتعبيرات جسدية، وإشارات، وتحكم في النغمات الصوتية معينة.

الأسرة المصدر الأول للأمان

يحصل الطفل على إحساسه الأساسي بالأمن من عائلته وأسرته. ويعتمد عليها في الحصول على احتياجاته الأساسية كالمأوى والغذاء والملبس.

كذلك الأمن العاطفي في المنزل مهم جدًا لنمو الطفل وهو نوع من الأمان الذي لن يجده في أي مكان آخر. ففي المنزل حيث يتعلم الطفل كيف يكون نفسه فعلًا ويعبر عن نفسه بالكامل. لذا فإن تهيئة بيئة آمنة ومفتوحة في المنزل أمر حيوي ومهم للنمو الجيد.

فإحساس الأمن داخل الطفل هو سمة إيجابية مدى الحياة. ينمو الأمن ببناء الثقة بين أفراد الأسرة والطفل. عندما يشعر الطفل أن بإمكانه الوثوق بالآخرين من حوله، حينها سيكون أكثر راحة ليكون نفسه فعلا.

تأثير الطلاق على الأطفال

الطلاق يمثل تحولًا محوريًا في حياة جميع أفراد الأسرة، وغالبًا ما يكون مؤلمًا في عالم الطفل، بل يعتبره الطفل فقدان للأسرة. فهو أمر لا يتمنى الأطفال السماع عنه مطلقًا، ويواجهون صعوبة في تصور شكل حياتهم بعد ذلك. كما أن عمر الطفل وقت طلاق الوالدين يؤثر أيضًا على كيفية استجابته وعلى ما يجب استيعابه عن هيكل الأسرة الجديد.

فخلال سنوات الطفولة الأولى، يكون ارتباط الطفل بوالديه شيء رئيسي، وبالتالي فإن أي اضطراب كبير في حياتهما المنزلية قد يكون من الصعب عليه قبوله وفهمه. والأسوأ من ذلك، قد يعتقد الأطفال في هذا العمر أنهم أنانيون لطلبهم عدم الانفصال وربما يعتقدون أنهم هم السبب في انفصال والديهم. وقد يبكون ويريدون المزيد من الاهتمام أكثر من المعتاد، قد ينتابهم إحساس الخوف من التخلي عنهم.

آثار نفسية وقد يزيد الطلاق من خطر مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. وبصرف النظر عن حالات الطلاق قد تزيد من خطر مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. وبغض النظر عن العمر والجنس والثقافة ، يعاني أطفال الآباء المنفصلين بزيادة المشاكل النفسية.

فقد يتسبب الطلاق في حدوث اضطراب تكيف في الأطفال. كما أكدت الدراسات أن معدلات الاكتئاب والقلق أعلى في الأطفال المنفصلين آباءهم.

في حين أن الطفل قد يشعر في بداية الأمر بالضعف أو الحزن بشأن الطلاق، تشير الدراسات إلى أن أطفال الأسر الواقع فيها أمر الطلاق معرضون لخطر الإصابة بالاكتئاب. والأكثر إثارة للقلق.

كما تؤثر حالة الطلاق على علاقاتهم الاجتماعية، فقد يواجهون صراعات في علاقاتهم الخاصة، إذ أن الانقسام بين الوالدين قد يغير موقف الطفل تجاه العلاقات بشكل عام. وقد تكون أقل إثارة للدخول في علاقات طويلة الأمد وملتزمة.

والمرور بتجربة الطلاق في الأسرة يجعل خيار عدم تكوين أسرة خيارًا أوليًا لدى الطفل وقد يظهر له أن هناك العديد من البدائل لنماذج الأسرة. وقد يختارون المعاشرة فقط أي العيش معًا دون أن يكونوا متزوجين بدلًا من الزواج.

تأثير الطلاق على السلوك والأداء الأكاديمي

قد يعاني الأطفال من الأسر المطلقة من مشاكل سلوكية مثل اضطرابات السلوك، والانحراف، والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال في الأسر المستقرة. بالإضافة إلى زيادة المشاكل السلوكية، قد يتعرض الأطفال أيضاً لمزيد من الصراع مع الأصدقاء بعد الطلاق.

أما عن الأداء الأكاديمي فالأطفال في الأسر غير المستقرة، لا يؤدون دائمًا بشكل جيد أكاديميًا، خاصةً إذا كان الطلاق مفاجئ وغير متوقع، في حين أن الأطفال من الأسر ذات الدلالات والمؤشرات التي تلوح بوقوع الطلاق، قد يكونون أفضل حالًا عن السابق ذكرهم.

قد يعاني الأطفال من الأسر المطلقة من مشاكل سلوكية مثل اضطرابات السلوك، والانحراف، والسلوك الاندفاعي أكثر من الأطفال في الأسر المستقرة. بالإضافة إلى زيادة المشاكل السلوكية، قد يتعرض الأطفال أيضاً لمزيد من الصراع مع الأصدقاء بعد الطلاق.

أما عن الأداء الأكاديمي فالأطفال في الأسر غير امستقرة، لا يؤدون دائمًا بشكل جيد أكاديميًا، خاصةً إذا كان الطلاق مفاجئ وغير متوقع، في حين أن الأطفال من الأسر ذات الدلالات والمؤشرات التي تلوح بوقوع الطلاق، قد يكونون أفضل حالًا عن السابق ذكرهم.

تعتبر تربية الأطفال أمرًا صعبة للغاية، لكنها مجزية جدًا. تذكر أن التربية ليست  أن تعلم طفلك فقط، بل تأكد من أنك تتصرف بالطريقة التي تتوقع أن يكون بها طفلك. من المستحيل أن تكون تمثل المثالية طوال الوقت، ولكن يمكنك أن تسعى دائمًا لأن تكون أفضل ما لديك عندما يتعلق الأمر بدورك في نمو الطفل. لا يوجد شخص مثالي ولا توجد عائلة مثالية.

ومع ذلك ، فإن معرفة مدى أهمية دور الأسرة في تنمية الأطفال أمر بالغ الأهمية. كوالدين، فأنتم أول معلمين لطفلكم. دوركم أكثر من كونه رعاية وتلبية طلبات ورغبات، معظم ما يتعلمه طفلك يحدث في المنزل مع عائلته. وعليك خلق بيئة يمكن فيها لطفلك أن يتعلم المهارات والقيم المناسبة وكذلك أن كيف ينشأ اجتماعيًا بشكل جيد وقوي، وأن يحصل على الأمن، كل ذلك يخلق أساسًا متينًا يمكن لطفلك  أن ينمو عليه.

المصادر

ncbi1

verywellfamily 2

ncbi3

ncbi4

ncbi5

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


علم نفس

User Avatar

Hagar sa'eed


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق