Ad

ما هي تداعيات قرار دونالد ترامب في قطع تمويل منظمة الصحة العالمية؟ أعلن دونالد ترامب في الرابع عشر من شهر أبريل أن حالة الطوارئ الصحية العالمية كانت الوقت المثالي لسحب التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي تتمثل مهمتها في مكافحة الطوارئ الصحية في العالم. من المنتظر أن يكون لهذا القرار تداعيات كبيرة في الاستجابة العالمية لجائحة فيروس كورونا المستجد.

تساهم الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 400 مليون دولار أمريكي للمنظمة سنويا (بالرغم من أنها كانت لم تسدد 200 دولار أمريكي بعد)، حيث أنها أكبر جهة مانحة للمنظمة وتمثل تبرعاتها أكبر بعشر مرات تلك التي تساهم بها الصين. واتهم ترامب المنظمة بسوء التغطية والتعامل مع الوباء في مرحلة الانتشار الأولي للفيروس في الصين، وعدم اتخاذ موقف صارم مع الصين.

من هم أعضاء منظمة الصحة العالمية؟

تأسست منظمة الصحة العالمية سنة 1948، تتجلى مهمتها في التوجيه والتنسيق في مجال الصحة العالمية لتحسين صحة سكان العالم. وتعرف مفهوم الصحة كالتالي:

“الصحة هي حالة كاملة من الرفاه البدني، والعقلي، والإجتماعي وليس فقط غياب المرض أو العجز.”

يمكن لمختلف منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدينية مراقبة اجتماعات منظمة الصحة العالمية، لكن يسمح للبلدان فقط أن تكون الأعضاء. تحضر الدول الأعضاء كل شهر ماي اجتماعا في جنيف لمناقشة ومراجعة سياسة وعمل المنظمة والموافقة على الميزانية. ويصل عدد الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية 194 دولة.

من هي الجهات التي تمول منظمة الصحة العالمية؟

تتلقى المنظمة جزء كبير من التمويلات من مصدرين رئيسيين:
– رسوم عضوية البلدان ويتم تقديرها بحساب الناتج المحلي وحجم السكان، لكن لم يتم الرفع من هذه الرسوم منذ الثمانينات بعد تجميد مستوى المدفوعات.
– المصدر الثاني هو التبرعات، حيث عادة ما تخصص هذه التبرعات التي تقدمها الحكومات والمنظمات الخيرية لتمويل مشاريع أو مبادرات محددة. وهذا يعني أن المنظمة ليست قادرة على إعادة تخصيص هذه التبرعات في حالة الطوارئ مثل جائحة فيروس كورونا المستجد.

هل سبق وأن سحبت الدول تمويلاتها من قبل؟

على مدى أكثر من 70 عاما، فشلت عدد من الدول في دفع رسوم عضويتها في الوقت المحدد. أعلن الإتحاد السوفياتي في السابق انسحابه من المنظمة ورفض دفع رسوم عضويته لعدة سنوات، وعند انضمامه لمرة أخرى سنة 1955 قام بمناقشة تخفيض رسومه السابقة فتمت الموافقة عليه. شوهدت العديد من الحالات التي كانت المنظمة على وشك إعلان إفلاسها بسبب عدم دفع الدول لرسومها لكن في النهاية تصرفت العديد من الحكومات بمسؤولية ودفعت رسومها.

ما هي تداعيات قرار دونالد ترامب في قطع تمويل منظمة الصحة العالمية؟ 

إذا تم تفعيل هذا القرار، فسيتسبب ذلك في إفلاس منظمة الصحة العالمية في منتصف الجائحة. وقد تلجأ المنظمة إلى فصل الموظفين في عز محاولاتها لمساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في إنقاذ الأرواح. كما ستفقد المنظمة قدرتها على تنسيق الجهود الدولية حول أبحاث اللقاحات وتوفير معدات لحماية العاملين في المجال الطبي وتقديم المساعدة التقنية والخبرة لمكافحة الجائحة.

أما إذا مددت الولايات المتحدة القرار بخفض التمويل ليشمل مبادرات صحية أخرى تنسقها المنظمة فمن المحتمل أن تفقد ساكنة البلدان المنخفضة الدخل إمكانية الحصول على الأدوية الحيوية والخدمات الصحية ما سيسبب في فقدان المزيد من الأرواح. ومن المنتظر أن تؤثر هذه القرارت على المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة على المدى الطويل.

المصادر: The Conversation , World Health Organization, The Guardian

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


سياسة حياة صحة

User Avatar

Naaima BEN KADOUR


عدد مقالات الكاتب : 45
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق