« اسمي تابيثا وقد نشأت وتربيت في كينيا في إحدى قراها، ولطالما راعني مشهد جذب صديقاتي الفتيات لإجراء عملية غريبة لم أكن أعرف ما هي، وما الداعي الصحى لها؛ فجميع صديقاتي كانوا على أفضل حال يوم العملية، بل تغير حالهن فيما بعد فغابت الابتسامة عنهن لفترة ليست بقليلة، وارتسمت على وجوههن ملامح التعرض لصدمة أو مفاجأة ليست بلطيفة على الإطلاق. وظل الوضع هكذا حتى أصبحت أنا الوحيدة في عمر السادسة عشر التي لم تتعرض لذلك السيناريو القبيح حتى الآن ويرجع الفضل في ذلك لأبي وأمي الذين رفضوا التعرض لتلك القصة السيئة » تلك كانت قصة فتاة من ضمن أكثر من أربع مليون فتاة معرضة لعملية ختان الإناث. فاليوم 6 فبراير هو اليوم العالمي لمكافحة عملية ختان الإناث، حيث أعلنت فيه كلا من الأمم المتحدة للسكان، اليونيسيف، منظمة الصحة العالمية: وقوفهم احتراماً ومساندةً لتابيثا و أبويها، وغيرهم ممن يرفضون تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ويحترمون حقوقهن. وبتلك المناسبة نود أن نجيب معاً على ذلك السؤال: لماذا يعتبر ختان الإناث جريمة إنسانية؟
محتويات المقال :
يتضمن الختان إزالة جزء من الجهاز التناسلي الخارجي للأنثى لأسباب غير طبية ويتمضن أربع أنواع:
تتعدد المخاطر الصحية وتختلف تبع الظروف التي تجرى بها العملية التي غالبا ما تفتقر لمبادئ النظافة ومكافحة العدوي وكثيراً ما تفتقر لخبرة الطبيب. وتنقسم تلك المخاطر إلى :
يعتقد داعمي الختان أنه يقلل من رغبة الأنثى في الدخول في علاقات جنسية مؤقتة وبذلك يحافظ عليها عذراء، وهو أمر بالغ الأهمية في المجتمعات العربية، والإفريقية، وبعض الدول الآسيوية. لكن حقيقة الأمر أن تشويه الجزء الخارجي من الجهاز التناسلي الأنثوي لا يقلل فقط من الرغبة الجنسية للأنثى -باعتبار أن الرغبة الجنسية هي خليط من إثارة الأجهزة التناسلية وأجزاء معينة في المخ – بل إنه يعد كارثة حقيقية أثناء العلاقة الجنسية بين الزوجين حيث تقل استجابة الأنثى الأمر الذي يعود بالسلب على الرجل مسبباً له الضيق أو الكآبة، وكذلك قدرة «المهبل – vagina» على إفراز الكمية المناسبة من المخاط لغرض تقليل الاحتكاك مما يزيد من صعوبة العلاقة. و بعض أنواع الختان وتحديدا «الختان الفرعوني- infibulation» تتضمن تضييق المهبل عن طريق الخياطة إلى جانب القطع المعتاد، تلك العملية إلى جانب كونها مؤلمة ومهينة جدا فهي أيضاً تستغرق عامين حتى تكون الأنثى قادرة على الدخول في علاقة جنسية تحمل فيها بشكل طبيعي فإذا كانت متزوجة في ذلك الوقت سيؤدي ذلك إلى طلاقها في نسبة كبيرة من المجتمعات التي تختصر قيمة الأنثى على قدرتها الإنجابية. قد يكون الداعمين لعملية ختان الإناث محقون فى ارتباط الختان بقلة الرغبة الجنسية لدي المرأة وقلة نسبة دخولها في علاقات مقارنة بغيرهم حيث تدعم بعض الدراسات تلك الافتراضية. لكن في الوقت ذاته تتعرض لمشاكل أكبر قد تصل للعقم. وكذلك يحرم الزوجين من حقهما في علاقة طبيعية.
تظهر الإحصائيات أن أكثر من 200 مليون أنثى على قيد الحياة تعرضت لمثل تلك الانتهاكات، تزداد النسبة بشكل ضخم في الدول العربية ودول شمال إفريقيا مثل مصر والسودان، أمريكا اللاتينية، أوروبا الشرقية وغيرهم. وتقول بعض الدراسات أنه إن لم يتم كبح تلك الانتهاكات فستتعرض أكثر من 68 مليون بنت بين عامي 2015 و2030 منهم 4.6 ميلون خلال عام 2020 فقط.
تعتبر معظم دول العالم ختان الإناث جريمة إنسانية وشكل من أشكال العنصرية والعنف ضد المرأة وتقليلاً من شأنها باعتبارها كائن أقل شأناً لابد من تقييده حتى لا يخل بتقاليد المجتمع ويضر بشرفه. وقد نادت الكثير من المنظمات الحقوقية بحظر تلك العملية من بينهم منظمة حقوق الإنسان التي تنادي الأطباء بعدم إجراء مثل تلك العمليات.
وكذلك تم سن قوانين في كثير من الدول من بينهم مصر تنص على تجريم ذلك الأمر، من منطلق اعتبار ختان الإناث جريمة إنسانية .
مصادر :
في خطوة بدت وكأنها قفزة مباشرة من صفحات روايات الخيال العلمي إلى أرض الواقع، أعلنت…
في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم خارطة الاقتصاد العربي، وفي رحاب المركز القومي للبحوث…
قمة العلماء العرب تنطلق الأحد القادم.. "التقانة الحيوية".. بوصلة العرب نحو استدامة المستقبل أعلنت رابطة…
تمكن علماء من تحقيق إنجاز علمي باهر عبر عزل وتحديد تسلسل أقدم حمض نووي ريبوزي…
هرم يوناجوني": الحقيقة الكاملة للغز الياباني الذي يتحدى الأهرامات منذ اكتشافه صدفة عام 1986، تحوّل…
وداعاً "أيقونة الحمض النووي": جيمس واتسون ببالغ الحزن والتقدير، أعلن العالم عن رحيل أحد أبرز…
View Comments