طبقًا لتقرير منظمة اليونسكو سنة 2019م، 60 مليون طفل حول العالم لم يذهبوا إلى المدرسة الإبتدائية أو لم يبدأوا حياتهم بتعلم القراءة والكتابة من إجمالي 787 مليون طفل حول العالم. هذا يُعني أن من كل 10 أطفال لا يحظى طالب منهم بتعلم القراءة والكتابة. ويعتبر ذلك نسبة كبيرة حيث أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين. وقد ازداد هذا العدد بشكل كبير في وقت تفاقم أزمة كورونا. فلماذا يتسرب الأطفال من المدارس؟ [1]
محتويات المقال :
أكثر المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن المدرسة
- صحراء أفريقيا بها 33.8 مليون طفل لم يذهبوا إلى مدرسة من قبل بنسبة 19% من عدد الأطفال بها. أي من كل 10 أطفال لم يذهب طفلان إلى المدرسة من قبل.
- تأتي جنوب أسيا بعد صحراء أفريقيا بواقع 12.8 مليون طفل بنسبة 7%. ثم شرق أسيا 6.2 مليون طفل بواقع 3%.
- بعد ذلك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتخلف فيهم عن التعليم 2.7 مليون طفل بواقع 5% من إجمالي الأطفال في مرحلة الدراسة الإبتدائية.
- وأقل المناطق التي يتخلف فيها أطفال عن الدراسة هم أمريكا الشمالية بنسبة 0.5% من إجمالي الأطفال. ثم أوروبا ووسط أسيا بنسبة 2% فقط، ثم أمريكا اللاتينية والكاريبي بنسبة 3%. [1]
أسباب تخلف الأطفال عن الدراسة
- من أهم الأسباب التي تدفع الأطفال إلى التخلف عن الدراسة هي العنف والصراعات مثلما يحدث في دول مثل سوريا واليمن والسودان ونيجيريا. حيث أن نصف الأطفال الذين يتخلفون عن الدراسة يقيمون في مناطق قد انتشر فيها العنف لأسباب مختلفة.
- والسبب الثاني ويعتبر سبب هام جدا هو الفقر حيث أن الإنفاق قليل جدًا في الدول ذات الدخل المنخفض مقارنة بالإنفاق في دول ذات دخل مرتفع. على سبيل المثال الإنفاق على التعليم في النمسا (دولة ذات دخل عالي) أعلى 200 مرة من الإنفاق على التعليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية (دولة ذات دخل منخفض). وفي أسوأ الحالات يتطلب الفقر من هؤلاء الأطفال العمل، وخاصة في المزارع وأحيانًا في المناجم في بعض المناطق، مما يجعل هؤلاء الأطفال يتركون المدارس أو لا يذهبون بالأساس.
- منع الإناث من الذهاب إلى المدارس، على سبيل المثال في دولة الصومال. وفي أغلب مناطقها تذهب 36% فقط من الإناث إلى المدارس وفقط 30% من يكملون دراسة الثانوية. ولكن من تقارير منظمة اليونسكو أن هذه الدول إذا التزمت بالخطط المتفق عليها تستطيع الوصول إلى النسب العالمية للتعليم سنة 2089م.
- بسبب التحديات الخاصة بالإعاقات: حيث يعيش حوالي 150 مليون طفل حول العالم بتحدي. و80% من هؤلاء الأطفال في الدول غير المتقدمة. و9 من كل 10 من هؤلاء الأطفال لا يذهبون إلى المدارس بسبب صعوبة الوصول أو بُعد المسافة أو أن الدولة لا توفر دعم كامل لهم.
- بسبب زواج الأطفال حيث على سبيل المثال في نيجيريا 10.5 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة. و60% منهم إناث وأهم سبب لذلك هو الزواج. في نيجريا تتزوج حوالي 15 مليون طفلة قبل الوصول إلى عمر 18 سنة.
- بسبب الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والأمراض والأوبئة مثلما حدث في دولتي ليبيريا وسيراليون في وقت انتشار وباء إيبولا. ومثلما حدث قريبًا جدًا في مناطق متعددة من العالم بسبب وباء كورونا.
- وجود عدد مدرسين أقل من المطلوب، حيث تحتاج الأمم المتحدة إلى 5 مليون معلم لحل مشاكل التعليم خاصة في صحراء أفريقيا.
- بسبب عمالة الأطفال حيث يعمل في أعمال خاصة بالشباب البالغين حوالي 168 مليون طفل حول العالم. و11% من هؤلاء العمالة صغيرة السن منقطعون عن الدراسة، وأكثر من نصفهم يعملون في المزارع وتقريبًا الثلث في القطاع الخدمي.
- نقص أساليب النظافة والحمامات وخاصة للإناث في مرحلة المراهقة. وحدوث الدورة الشهرية وعدم توافر المياه النظيفة والفوط الصحية التي يستخدمها الإناث في وقت الدورة الشهرية. بالإضافة إلى انعدام الخصوصية خاصة في حمامات المدارس. وتنظيم حمامات المدارس في بنجلاديش قد ساعد على زيادة تعليم الإناث بنسبة 11%.
- عدم وجود مدارس حيث يتلقى كثر من الطلاب التعليم خارج المدرسة أو أمام المدرسة عندما يسمح الطقس بذلك. وكثير من المدارس ليس لديها مكاتب ومُعدات للأطفال. يوجد حول العالم 400 مليون طفل حول العالم لا يجدون لهم كرسي للجلوس منهم 95 مليون طفل في صحراء أفريقيا. [2]
تأثير عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس
- تزايد عدد كبير من الأطفال حول العالم لا يستطيعون القراءة والكتابة.
- إذا لم يستطع الطفل الذهاب إلى المدرسة من الممكن أن يذهب إلى مكان أخر ضار تنتشر فيه البلطجة والإرهاب.
- لم يستطع الطالب أن يجد مسار تعليمي معين يرفع فيه من جودة حياته ومستوى معيشته وإفادته للمجتمع.
- انتشار الأمراض والأوبئة ولن نجد وقتها العلماء والأطباء الذين يساعدون العالم لحل هذه المشاكل.
الحلول
- توفير وجبة أساسية للأطفال في المدارس مما يضمن تغذية جيدة للأطفال ويعتبره الأباء إضافة للأطفال فيحفز من إرسالهم. ومن دراسة في السويد سنة 1960م وهي من الدول ذات الدخل العالي أن الأطفال الذين كانوا يحصلون على وجبة في الدراسة أصبحوا يحصلون على دخل 3% أعلى من أقرانهم الذين لم يحصلوا على وجبة غذائية في المدارس.
- محاولة توفير الأمان وطرق أسهل لتعليم الأطفال في الدول التي يزداد فيها العنف. وتزويد المساعدات العالمية الدولية ومن المنظمات بشرط إنفاق جزء مناسب على التعليم.
- مساعدة الأطفال الإناث في المناطق التي يشتهر بها عدم المساواة بين الجنسين. والحث على ذهاب الذكور والإناث على حد سواء إلى المدرسة، ومنع زواج الأطفال وسن القوانين التي تضمن تطبيق ذلك. بالإضافة إلى تشجيع الإناث على الذهاب إلى المدارس من خلال توفير الخصوصية الكاملة وأماكن النظافة وحمامات المدارس. وتوفير الفوط الصحية في بداية مرحلة المراهقة. وتعريف كلًا من الذكور والإناث عن التغيرات التي تحدث لهما في المراحل المختلفة وخاصة في مرحلة المراهقة.
- مساعدة الأطفال الذين يقابلون تحديات صعبة في حياتهم وتوفير كل السبل التي تساعدهم على إكمال التعليم بدون تعب أو إحراج مما يساعدهم على الانخراط بكل سهولة في نسيج المجتمع.
- بناء المدارس بما يتناسب مع عدد الأطفال في كل مكان وتوفير عدد المكاتب والمعدات التي تناسبهم وتوفير عدد المدرسين اللازمين للقيام بمهمة تعليمهم.
منذ 20 سنة كانت نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة 16%. وقد تحسنت كثيرًا حتى وصلت حاليًا إلى 8% منهم 31.5 مليون أنثى و27 مليون ذكر. ومازال الجهد متواصل على جميع الأصعدة. وتحسنت خصوصًا في صحراء أفريقيا من 41% إلى 19%. ومنذ قرنين من الزمن كان 1 من كل 10 يستطيعون القراءة، أما الاّن أصبح 9 أشخاص من كل 10 يستطيعون القراءة.
مصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :