Ad

اليود هو عنصر كيميائي ضروري لصحة الجسم، ويلعب دورًا هامًا في عدة وظائف بيولوجية في الجسم. وهو عنصر لا يصنعه الجسم ويجب الحصول عليه من الطعام أو المكملات الغذائية. في هذة المقالة ستتناول بالتفصيل كيفية عمل هذا العنصر وكيف يؤثر على الدماغ وأهم مصادره.

ما مدى خطورة نقص اليود؟

من المعروف أن نقص اليود يشكل مشكلة صحية عامة كبيرة في 118 دولة، حيث يواجه ما لا يقل عن 1،572 مليون شخص خطر الإصابة بمرض نقص ذلك العنصر، ويصل عدد المصابين بتضخم الغدة الدرقية إلى 655 مليونًا على الأقل. ويتركز معظم هؤلاء الأشخاص في البلدان النامية في قارات أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، مع وجود أجزاء كبيرة من أوروبا التي تتعرض لنفس المشكلة.

بما كان يستخدم اليود تاريخياً ؟

تم استخدامه تاريخياً لأغراض مختلفة، بما في ذلك التطبيقات الطبية والتجارية والعلمية. منها:

  1. الاستخدام الطبي: تم استخدامه كمطهر منذ أوائل القرن العشرين. كما أنه يستخدم لعلاج ومنع نقص اليود، والذي يمكن أن يسبب تضخم الغدة الدرقية ومشاكل صحية أخرى.
  2. الاستخدام التجاري: يعد التصوير الفوتوغرافي أول استخدام تجاري له بعد أن اخترع لويس داجير تقنية لإنتاج الصور على قطعة معدنية في عام 1839. كما أنه له العديد من الاستخدامات الأخري في المستحضرات الصيدلانية والمطهرات وأحبار الطباعة والأصباغ والمحفزات وأعلاف الحيوانات والمواد الكيميائية الفوتوغرافية. و يستخدم أيضًا في صنع مرشحات استقطابية لشاشات LCD 3.
  3. الاستخدام العلمي: تم استخدامه في البحث العلمي والتجارب، خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر أثناء استخلاص أملاح الصوديوم الضرورية لأغراض أخرى.

كيف يعمل اليود؟

عندما تقوم بتناول مصادر هذا العنصر من الأطعمة أو المكملات الغذائية، يتم امتصاصه ويدخل مجرى الدم بشكل سريع، لتقوم خلايا الغدة الدرقية بأكسدته لاستخدامه في عملية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية (الثيروكسين T4، ثلاثي يودوثيرونين T3). وتلعب هرمونات الغدة الدرقية دوراً حيوياً في عملية التمثيل الغذائي والحفاظ على درجة حرارة الجسم ونمو العظام بالإضافة إلى وظائفها الأخرى.

كيف يؤثر نقص اليود على نمو الدماغ؟ وما علاقته بالإدراك والذاكرة ؟

يؤثر نقصه على الدماغ بعدة طرق، منها:

  1. إنتاج هرمون الغدة الدرقية: يعتبر اليود مكونًا أساسيًا لهرمونات الغدة الدرقية، والتي تلعب دورًا مهمًا في نمو الدماغ. تنظم هرمونات الغدة الدرقية نمو الخلايا العصبية وتمايزها، وتشكيل المشابك العصبية، وإنتاج النواقل العصبية الرئيسية مثل الدوبامين والنورادرينفيرين والسيروتونين و GABA والأستيل كولين. وبالتالي فإن نقصه يؤثر على نمو الدماغ ووظيفته.
  2. بنية الدماغ: يمكن أن يؤثر نقصه على العديد من هياكل وأنظمة الدماغ، بما في ذلك الحُصين (الحصين هو بنية دماغية معقدة تقع في عمق الفص الصدغي حيث يلعب دورًا رئيسيًا في التعلم والذاكرة. ويقوم الحصين بتكوين الذكريات الجديدة وتنظيمها وتخزينها، ويربط أحاسيس وتجارب معينة بتلك الذكريات)، وبالتالي فإن نقصه يؤثر بالسلب على الذاكرة.
  3. الأداء المعرفي: يمكن أن يؤدي نقصه إلى ضعف في النمو الإدراكي والحركي، مما يؤثر على أداء الأطفال في سن المدرسة. ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النمو البدني والمعرفي.

تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن النقص المزمن لليود خاصة عند الأطفال، يقلل معدل الذكاء بحوالي 15 نقطة من نقاط الذكاء، ويعاني ما يقرب من 50 مليون شخص من درجة معينة من تلف الدماغ المرتبط بنقص اليود.

منظمة الصحة العالمية

4. الصحة العقلية: يلعب اليود دورًا في تنظيم الحالة المزاجية، ويمكن أن يساهم انخفاض مستوياته في مشاكل الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.

كيف يمكننا كشف نقص اليود؟

1. اختبار الرقعة : يمكنك تجربة اختبار أولي لنفسك في المنزل باستخدام اختبار رقعة اليود، حيث تقوم بوضع كمية صغيرة منه على بشرتك وانتظر حتى يجف. إذا اختفت رقعة اليود في غضون 24 ساعة، فقد يشير ذلك إلى أن جسمك يعاني من نقص هذا العنصر.

2. اختبار الدم أو البول: للحصول على تشخيص قاطع، ستحتاج على الأرجح إلى إجراء فحص دم أو بول بالإضافة إلى تقييم من طبيبك.

3. اختبارات التصوير: يمكن إجراء اختبارات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية أو مسح الغدة الدرقية، لقياس الغدة الدرقية وتقييم أي تشوهات.

 من المهم ملاحظة أنه لا يوجد اختبار يمكن أن يشخص بشكل موثوق نقص اليود لدى المرضى. لذلك، لتقييم نقصه، من الضروري اختبار اليود وشركائه مثل السيلينيوم والحديد والمغنيسيوم والزنك والكورتيزول وغيرها.

من هم المعرضون لخطر الإصابة بنقص اليود؟

  • الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بها تربة تعاني من نقص اليود.
  • النساء الحوامل.
  •  الرضاعة الطبيعية والفطام.
  • الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية خاصة.
  • الاشخاص الذين يعانون من نظام غذائي رديء الجودة.
الكمية الموصى بها للبالغين الأصحاء هي 150 ميكروغرامًا في اليوم.

ما هى أهم مصادر اليود؟

  • الأسماك مثل التونة والجمبري والمأكولات البحرية الأخرى.
  • الأعشاب البحرية (نوري، واكامي، كومبو عشب البحر)
  •  الفاصوليا.
  •  تعتبر منتجات الألبان (مثل الحليب واللبن والجبن) مصادر مهمة له في الأنظمة الغذائية في أمريكا الشمالية.
  •  فواكه وخضراوات، وتعتمد كميته بها على التربة التي نمت فيها.
  • الملح المعالج باليود.

هل مكملات اليود آمنة؟

 قد تكون هناك حاجة لمكملات اليود إذا لم تحصل على كمية كافية من هذا العنصر في نظامك الغذائي. هناك أنواع مختلفة من مكملات اليود. بعضها يحتوي على نسبة عالية منه ويحتمل أن يسبب مشكلة. ويجب على البالغين تجنب الاستخدام المطول للجرعات التي تزيد عن 1100 ميكروغرام في اليوم، دون إشراف طبي مناسب. ويجب ألا تتجاوز الجرعات 200 ميكروغرام في اليوم للأطفال من سن 1 إلى 3 سنوات، و 300 ميكروغرام في اليوم للأطفال من سن 4 إلى 8 سنوات. كذلك، 600 ميكروغرام يوميًا للأطفال من سن 9 إلى 13 عامًا، و 900 ميكروغرام يوميًا للمراهقين.  هذه هي المستويات الأعلى المسموح بها.

يمكننا القول بأن اليود الذي يوجد بكميات ضئيلة في الجسم له أهمية كبيرة في صحة الدماغ ووظائفه. يساعد على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تؤثر على النمو العصبي والعضلي والجسدي، ويمكن أن يحسن من وظائف الذاكرة والتعلم. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن تناول كميات كبيرة من اليود يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية وتضخمها، وهذا يؤثر سلباً على وظائف الدماغ.

بالتالي، فمن المهم التوازن بين تناول كميات كافية من اليود للحفاظ على وظائف الدماغ الصحية، وتجنب تناول كميات زائدة التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة

المصادر

  1. Nutrition: Effects of iodine deficiency (who.int)
  2. Iodine: A Critically Important Nutrient (eatright.org)
  3. Iodine consumption and cognitive performance: Confirmation of adequate consumption – PMC (nih.gov)

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

داليا عاطف

طالبة بكلية صيدلة تحب القراءة والعلم


عدد مقالات الكاتب : 21
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق