Ad

نعلم جميعًا أن العلم معقد ومليء بالكلمات الكبيرة والأفكار الصعبة. لكنها أيضًا أفضل أداة لدينا لفهم وتطوير العالم من حولنا، لذلك من الضروري إثارة اهتمام الأطفال بالعلم منذ صغرهم. لمساعدتك في ذلك، يشاركك أحد الباحثين نصيحةً احترافيةً لجعل الأطفال يفهمون علم الوراثة – وهو أحد أكثر المجالات صعوبةً ولكن بنفس الوقت من أكثرها ارتباطًا بالحياة. “ما هي النصيحة”؟ تحدث معهم عن هاري بوتر!

جديًا، إذ تمتاز هذه السلسلة (للكاتبة ج. ك. رولينغ) ليس فقط بكونها مشهورةً على نطاقٍ واسع، بل اتضح أنها أيضًا نقطة نقاش رائعة لبعض الأفكار المعقدة في علم الوراثة الحديث، وفقًا لجون روبرتس، مستشار وراثي في ​​معهد «Wellcome Trust Sanger Institute» و «كلية الملك في لندن-King’s College London» في المملكة المتحدة. يوضح روبرتس في مدونة GenomEthics قائلًا:

“بصفتي مستشارًا وراثيًا، كان أحد أصعب الأسئلة التي واجهتها في العيادة من والدين يسألان: ” كيف نتحدث عن الحالة المتوارثة في عائلتنا مع أطفالنا؟”

نصيحته موجهة إلى آباء الأطفال المصابين بأمراض وراثية، والذين يواجهون صعوبةً في مناقشة هذه المواضيع المخيفة مع أطفالهم. ولكنها أيضًا نصيةٌ ذهبيةٌ لأي شخص يسعى إلى جذب اهتمام الأطفال بالعلوم. إذًا كيف يمكن لمحادثة حول الكوديتش و فولدمورت أن تتحول إلى درس عن الحمض النووي؟ يركز روبرتس في المدونة على موضوعين مهمين: الإرث و “الشعور بالاختلاف”. قد يبدو كل من هذين الموضوعين بسيطًا بالنسبة لنا، ولكن قد يكون من الصعب على الطفل فهمه دون علمٍ مسبقٍ للجينومات أو الكروموسومات أو السمات المرتبطة بالكروموسوم X.

لحسن الحظ، تمتلئ كتب هاري بوتر بأمثلة على الميراث يمكنك التحدث عنها مع طفلك. على سبيل المثال، في عالم هاري بوتر، من المرجح أن يكون للوالدين الساحرين أطفالٌ ساحرون. ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا، إذ أنه يمكن للقدرات السحرية الظهور عند الأطفال دون وجودها لدى أي من الوالدين، وهذا يصلح مثالًا للصفات المتنحية كما في مرض «التليف الكيسي-cystic fibrosis». نرى هذا مع هيرميون وهي ذات أبوين ليسا من السحرة. هناك أمثلة أخرى على الميراث في الكتب. هاجريد يمتاز بحجمه الكبير جدًا لأن والدته كانت من العمالقة. ونسمع كثيرًا أن هاري بوتر يشبه والده تمامًا، باستثناء عينيه اللتان ورثهما عن والدته.

وعندما يتعلق الأمر بمعاني تلك السمات الموروثة، فإن الكتب رائعة لأنها مليئة بالأمثلة الإيجابية لأشخاص “غير طبيعيين”. واحدٌ من تحديات الصفات الجينية هو أنها يمكن أن تجعل الشخص يشعر بأنه مختلف. واللغة الطبية ليست مفيدةً دائمًا في نقاش هذا الموضوع مع الأطفال. نحن هنا نتحدث عن ’الطفرات’ ونحاول معرفة ما إذا كانت المتغيرات الجينية مسببة للأمراض أم لا. هناك طريقة أخرى لصياغة الحديث بدون استخدام كل هذه المصطلحات الطبية، كما يقترح روبرتس، وهي التحدث عن اختلاف هاري عن بقية أصدقائه، وكيف أن ندبته أخذت شكل البرق والذي يعتبر علامة جسدية للألم الداخلي. أو العنصرية ضد لوبين لأنه مستذئب، رغم أنه يبدو مثل أي شخصٍ آخر في معظم الأوقات. كل من هاتين الشخصيتين (هاري ولوبين) لديهما صراعاتهما الخاصة – لكنهما محبوبان فضلًا عن كونهما من أبطال القصة.

بالطبع أن محادثة عن الصفات الوراثية في قصة هاري بوتر لن تحول ابنك إلى عالم وراثة بين عشية وضحاها! لكنها طريقة فعالة جدًا لإلهام جيل جديد والتحدث عن العلوم مع الأبناء في سنٍ مبكرة – سواء كان ذلك يؤثر عليهم بشكلٍ مباشرٍ أم لا.

لكن ماذا لو أن أطفال المستقبل لن يحبو قصص ج. ك. رولينغ؟ يجيب روبرتس:يمكن للآباء الارتجال.

لقد استخدمت هاري بوتر كمثال، من ناحية لأنه مصدر غني لشخصيات وصور قوية، ومن ناحيةٍ أخرى لأنه مشهورٌ ومن المرجح أن يجذب شغف الأطفال للحديث عنه. أعتقد أن السماح للأطفال بإبداء آرائهم وأفكارهم وإظهار الاحترام لها سيساعد بسير المحادثة وتسهيل التواصل.

المصادر:   Science Alert
GenomeEthics Blog
National Library of Medicine
إقرأ أيضًا: لماذا يصعب علينا الانقطاع عن قراءة “هاري بوتر”؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة وراثة علم تعليم

User Avatar

Hiba Ali

هِبَة هيَ طالبةٌ في المرحلةِ السادسة مِنْ كُليةِ الطِب. تَقضيْ وقتَها في تحريرِ مواقعِ ويكي، الرَّسم، وأحيانًا قراءةَ أدبِ الأطفال. تَعملُ لدى الأكاديمية بوست كمُترجمة، وتنصب أغلبُ ترجمَتها على المواضيعِ الطبية، وأحيانًا التِقَنية.


عدد مقالات الكاتب : 59
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق