Ad

يعاني الناس من صعوبات كبيرة في النوم في عصرنا الحديث، وكيف لا وهو عصر التوتر والانفعالات وضغط العمل؟! وفيما يبدو من البديهي أن الحالة العاطفية السيئة تؤدي إلى صعوبة الوقوع قي النوم، إلا أن العلاقة بينهما معقدة وذات اتجاهين. حيث قد تقود اضطرابات النوم بدورها إلى القلق والاكتئاب. وبغض النظر عن أيهما بدأ أولا، تكون النتيجة النهائية حلقة مفرغة vicious cycle من تدني جودة النوم واضطراب المزاج.

كيف تعرف ما إن كانت حالتك النفسية والعقلية سببا في مشاكل النوم لديك؟!

1- عقلك لا يتوقف عن التفكير.

كثيرا ما تنتقل معنا مشاكل النهار وضغطه إلى داخل غرفة النوم. نضع رأسنا على الوسادة عسى أن ننال قسطا من الراحة، إلا أن لعقلنا رأي آخر! ثرثرة مستمرة داخل رأسنا عن أحداث اليوم وربما أفكار سلبية وقلق وتوجس من المستقبل. تؤدي عدم قدرتنا على إيقاف هذه الأفكار إلى اضطرابات النوم المختلفة.

2- تشعر أنك مستنزف الطاقة خلال النهار.

تؤدي اضطرابات المزاج كالقلق والاكتئاب إلى أنماط مختلفة من مشاكل النوم مثل قلة ساعات النوم أو النوم غير العميق أو على العكس النوم لساعات طويلة أو في أوقات من اليوم غير مخصصة لذلك عادة. في الواقع، وجد أن 90% من المصابين بالاكتئاب يعانون من اضطراب النوم، بل وعادة ما يكون العرض الأول لديهم.

اضطرابات النوم والمزاج

من جهة أخرى، فإن مرضى الأرق معرضون أكثر بأربع مرات من غيرهم للإصابة بالاكتئاب. كما وجدت دراسة أجريت على 10.000 شخص بالغ أن المصابين بالأرق أعلى إصابة بنوب الهلع والتوتر بحوالي عشرين ضعفا.

3- تعاني من الأحلام السيئة.

يختبر الجميع الكوابيس في بعض الأيام، لكن يرتبط تكرارها الذي يفوق العادة بالاكتئاب والقلق. تؤدي الأحلام المخيفة إلى الاستيقاظ من النوم وصعوبة العودة إليه.

حلقة لا متناهية، من طرفها الأقوى؟

إذا كما ذكرنا سيؤدي انخفاض جودة النوم إلى اضطراب المزاج في النهار ومن ثم اضطراب النوم مجددا في الليلة التالية، ولكن هل تكون هذه الاضطرابات التالية أشد؟!

أجريت دراسة على 208 شخص طلب منهم فيها تسجيل اضطرابات النوم والمزاج يوميا، وتم قياس التأثير المتبادل عبر نماذج مختلفة. وجد رابط وثيق بين كلا الاضطرابين مع تأثير أقوى لمشاكل النوم على المزاج.

تبدو هذه الحلقة المفرغة Vicious cycle بين اضطرابات النوم والمزاج مؤرقة، لكن من الجيد أنها قابلة للعلاج. لذلك عندما تشعر بأنك مصاب بالاكتئاب أو القلق راجع طبيبا مختصا، وحاول في أيامك السيئة أن ترفع من طاقتك الإيجابية قليلا، فجرعة من التفاؤل ترياق للصحة العامة.

المصادر:

National Sleep Foundation

Sleep Health Foundation

NCBI

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة طب صحة

User Avatar

Samra Nofal


عدد مقالات الكاتب : 21
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق