يتساءل العديد من الناس عن نوع فرشاة الأسنان الأفضل في السوق، ومتى يمكنهم استبدالها. وعلى النقيض يظن البعض أن نوع فرشاة الأسنان لا يهم، وأن الاختلاف بينها مجرد اختلاف ظاهري. ولكن لن تجد خلاف على أهميتها في صحة ونظافة الفم والأسنان. فلا غنى عنها في إزالة بقايا الطعام والبلاك من على سطح الأسنان. ولكي تقوم بوظيفتها بشكلٍ سليم، يجب اختيارها بعناية.
محتويات المقال :
كيف بدأت فرشاة الأسنان؟
قديمًا كان الناس يمضغون أغصان النباتات العطرية حتى ينعشوا أنفاسهم. حيث تقوم الألياف بتنظيف الأسنان واللثة كما تفعل شعيرات فرشاة الأسنان. فكان العرب قديمًا قبل الإسلام يستخدمون أغصان شجرة الأرك في تنظيف أسنانهم باستخدام ما يعرف بالمسواك. حتى ظهر الإسلام وحثّ على استخدام المسواك، وجعل منه عادة دينية ليس فقط نظافة شخصية. تستخدم ألياف المسواك في تنظيف الأسنان بشكلٍ ميكانيكي، وتساعد المواد العطرية لتلك الشجرة في إنعاش رائحة الفم. كما أثبتت الدراسات العلمية احتواء المسواك على زيوت مضادة للبكتيريا تقوم بتطهير الفم من البكتيريا.
وما بين القرن السابع والعاشر الميلادي ابتكرت سلالة تانغ الصينية فرشاة ذات مقبض من شعيرات الخنزير، والتي تشبه إلى حد كبير الفرشاة المعاصرة. وفي إنجلترا عام 1780م ابتكر الريادي وليام أديس أول فرشاة أسنان معاصرة. استخدم وليام العظم كمقبض للفرشاة، وثبت شعيرات من الخنازير في ثقوب داخل العظم بأسلاك معدنية. وفي مطلع القرن العشرين تطورت فرشاة الأسنان، حيث تم استبدال المقبض العظمي بمادة السليلويد. وبعد الحرب العالمية الثانية منعت كلٌّ من الصين وروسيا تصدير شعيرات الخنزير الطبيعية، لذلك تم استبدالها بشعيرات النايلون. ولكن كانت شعيرات النايلون أكثر صلابة مما هي عليه في الوقت الحالي.
وفي الثلاثينيات ظهر حوالي 37 نوع لفرشاة الأسنان والتي اختلفت فيما بينها بشكل المقبض وتصميم رأس الفرشاة. وكذلك قطر ونعومة أو خشونة شعيرات النايلون، والتي تتحكم في قدرتها على إزالة طبقة البلاك، وقدرتها على تنظيف سطح اللثة. ومع بداية التسعينات بدأ الاهتمام بالأبحاث العلمية المهتمة بفرشاة الأسنان، وعلاقتها ببعض الأمراض البكتيرية والفيروسية. والتي تتطلب تغيير الفرشاة في مدة حددها العلماء بين 3 و4 أشهر. أدى ذلك إلى زيادة انتاج فرش الأسنان والتنوع في أشكالها، لتضمن الربح لمنتجيها مقارنة بمنتجات تنظيف الأسنان الأخرى.
ما هي مواصفات فرشاة الأسنان المثالية؟
تتنافس الشركات في كل يومٍ لإنتاج فرش أسنان مختلفة في شكل وتصميم هيكل الفرشاة، وكذلك في الشعيرات المستخدمة للتنظيف. أثر رأي العلماء في تغيير فرشاة الأسنان بشكل دوري في زيادة الإنتاج والتنافس في بيع فرش الأسنان، لضمان شراءها بشكل مستمر. تعتبر نتائج الأبحاث المقدمة حول فرشاة الأسنان مختلفة، وذلك لاختلاف أنواع الفرش المستخدمة. كما اختلفت طرق قياس قدرة فرش الأسنان المختلفة على إزالة البلاك، وكذلك طريقة تفريش الأسنان.
تطور تصميم وترتيب شعيرات النايلون في فرش الأسنان. في البداية، كانت الشعيرات تترتب على مستوى أفقي واحد. ثم تطورت وأصبحت تترتب في أطوالٍ مختلفة، لتسمح للشعيرات بتنظيف منطقة ما بين الأسنان. وكذلك اختلفت الشعيرات في درجة نعومتها، وتدرجت من الخشنة، إلى المتوسطة، وكذلك الناعمة والأكثر نعومة. واختلاف درجة نعومة الشعيرات يؤثر على قوة احتكاك الشعيرات بسطح الأسنان. فاستخدام الفرشاة الخشنة مثلًا قد يسبب تآكل في طبقة المينا، خاصة إذا تم التفريش بقوة وليس برفق. حددت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي “ISO”كلًّا من طول وقطر الشعيرات، والتي على أساسها يتم تصنيف فرش الأسنان.
أنواع فرش الأسنان المختلفة
هناك أربع أشكال رئيسية للمنظور الجانبي لشعيرات النايلون وهي: المستوي، والمقعر، والمحدب، وأخيرًا متعدد المنحنيات. يعتبر الشكل المحدب هو الأفضل في تنظيف السطح الداخلي للأسنان، أما متعدد المنحنيات هو الأفضل في تنظيف منطقة ما بين الأسنان. أما بالنسبة إلى نهاية الشعيرات، ينصح العلماء بالشعيرات ذات النهاية المستديرة، والتي لا تسبب ضررًا لأنسجة اللثة. ولكن معظم فرش الأسنان لا تلتفت لتلك النقطة. لذلك فإن استبدال الفرشاة بشكل دوري يقلل من حدوث إصابات للثّة، نتيجة تشعب الشعيرات وتجميعها للبكتيريا داخل الشعيرات.
أم بالنسبة إلى مقبض الفرشاة فقد اختلف تصميمها بين المستقيم، ومتعدد الزوايا الذي يساعد في الوصول بشكل أفضل للأسطح المختلفة للأسنان والضروس الخلفية. وكذلك صممت المقابض لتسهل من وضع الإبهام خلف المقبض مما يساعد في عملية التنظيف بشكل سليم. وهناك علاقة بين بين زوايا المقبض واتجاه الشعيرات، حيث صممت بعض مقابض فرش الأسنان لتصبح في نفس مستوى شعيرات الفرشاة، مما يمَكن الشخص من تفريش الفم بشكل سلس وفعّال.
فرشاة الأسنان الكهربائية
تم الإعلان عن أول فرشاة أسنان كهربائية في عام 1886 م، ولكن لم تصبح شائعة الاستخدام في الولايات المتحدة مثلًا إلا في الستينيات. ورغم انتشارها إلا أنها كانت تعاني من بعض العيوب، والتي أدت لاحقًا إلى تراجع نسب شرائها. إحدى تلك المشاكل هي البطارية ذات العمر القصير، وكذلك تحطم الفرشاة عند السقوط. مما أدى ذلك إلى صعوبة استعمالها، وقصرها فقط على ذوي الاحتياجات الخاصة.
ومع بداية الثمانينيات تنافست الشركات في تطوير الفرشاة الكهربائية لتنتج الجيل الثاني منها، لتصبح بطاريتها أطول عمرًا، ويمكن لمستخدمها ان يقوم بإعادة شحنها. ثم الجيل الثالث، وقد أصبح ذا فعالية أكبر في تنظيف الأسنان وإزالة طبقة البلاك، مقارنة بالفرشاة اليدوية التقليدية. يقوم المحرك في الفرش الكهربائية بثلاث حركات وهي التحرك للأمام والخلف، وللأعلى والأسفل، وأخيرًا بشكل بيضاوي. لتساعد تلك الحركات في تنظيف الأسنان بشكل سلس لمستخدم الفرشاة الكهربائية.
ولكن إثبات فعالية فرشاة الأسنان الكهربائية مقارنة بالفرشاة اليدوية ليس بالسهل، لأن ذلك يعتمد بشكل كبير على طريقة استخدام الفرشاة الكهربائية. كما يعتمد بشكل كبير على المستخدم، ومقدار القوة المستخدمة في الضغط، وكذلك المدة التي يقوم فيها بتنظف أسنانه. ولكن لا شك في أن المنتجات الحديثة أفضل من المنتجات التقليدية اليدوية، وكذلك لا غنى عنها لذوي الاحتياجات الخاصة.
كيف نحفظ فرش الأسنان؟
يجهل العديد من الأشخاص طريقة حفظ فرشاة الأسنان لحين الاستخدام، ويتم وضعها عادة في كأس على حوض غسيل الأيدي. ولكن وضع الفرشاة بشكل مهمل على الحوض، وبالقرب من المرحاض يعرض الفرشاة إلى الرذاذ الصادر من المرحاض. وبالرغم من أن إغلاق غطاء المرحاض قد يكون فعّالًّا، إلا أنه من الأفضل أن يتم حفظ الفرشاة بشكل سليم.
يفضل أن توضع فرش الأسنان في مكان بعيد عن المرحاض، وكذلك وضعها في غطاءٍ خاص بفرش الأسنان. يتميز غطاء الفرشاة بوجود ثقوبٍ تسمح بالتهوية الجيدة للفرشاة، وكذلك إبقاءها جافة وبعيدة عن الرذاذ المتطاير من الرحضا أو حوض غسيل الأيدي. ولا ينصح بوضع الفرشاة في غطاءٍ غير مخصص لذلك كالمنديل أو الأكياس البلاستيكية، والتي تساعد في نمو البكتيريا، وتوفر لها بيئة رطبة.
متى نستبدل فرشاة الأسنان القديمة؟
ينصح العلماء عادة باستبدال فرشاة الأسنان عندما تصبح شعيراتها متفرعة، أو بها انثناءات وتعرجات. وذلك لأنها تصبح أكثر خشونة على الأسنان، وتتسبب كذلك في جرح اللثة، وتصبح بيئة خصبة للتجمعات البكتيرية. ولكن قد تختلف تلك المدة بسبب اختلاف طريقة غسل الأسنان من شخصٍ لآخر، ولكن المدة المقدرة هي ثلاث أشهر.
ينصح كذلك العلماء باستخدام أكثر من فرشاة للشخص الواحد، والتناوب على استخدامها على مدار اليوم، لضمان جفافها قبل الاستخدام. ويجب مراعاة حفظها بعيدًا عن الرطوبة التي تساعد في نمو البكتيريا بشكلٍ كبير. وينصح كذلك العلماء باستبدال الفرشاة مباشرة بعد أي مرض فموي، كالأمراض البكتيرية والفيروسية، وكذلك الفطريات التي قد تصيب أنسجة الفم.
أما إذا لاحظت أن الفرشاة التي تقوم باستخدامها تتلف وتحتاج إلى استبدالها في مدة أقل من 3 أشهر الموصي بها. فإن ذلك يستدعي مناقشة طريقة غسل الأسنان الخاصة بك مع طبيب الأسنان المختص، لتصحيح طريقة غسل الأسنان الخاصة بك.
إن استخدام فرشاة الأسنان مهم للغاية في إزالة بقايا الطعام وطبقة البلاك، وكذلك حماية الفم من التسوس والرائحة الكريهة. ولكن استبدالها بشكل دوري والمحافظة على سلامة الفرشاة لا يقل أهمية عن استخدامها في التنظيف.
المصادر:
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :