Ad

نال أكثر من 80 ألف مبنى بحلول عام 2015 على شهادة LEED في أنظمة تقييم المباني الخضراء GBRSs، وعمل أكثر من 100 ألف من المهنيين المعتمدين معهم. فما هي شهادة LEED؟ وما المباني التي تستحقها؟

ماذا يقصد بشهادة LEED؟

تستخدم «الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة- LEED» برنامج لإصدار شهادات البناء الأخضر في جميع أنحاء العالم. وقد بدأ تطوير تلك الشهادات عام 1993 بدعم من «مجلس المباني الخضراء الأمريكي غير الربحي- USGBC». وتشمل مجموعةً من أنظمة التصنيف من أجل تصميم، وبناء، وتشغيل، وصيانة المباني، والمنازل، والأحياء الخضراء. ويسعى البرنامج عمومًا إلى مساعدة مالكي المباني، والمشغلين ليكونوا مسؤولين بيئيًا، لاستخدام الموارد المتاحة بكفاءة.[1]

كيف يعمل نظام تقييم LEED؟

يحصل كل مشروع على تقييم نقاط، ويبلغ الحد الأقصى الممكن تحقيقه 100 نقطة، عبر 6 فئات وهي: المواقع المستدامة، وكفاءة المياه، والطاقة والغلاف الجوي، والمواد والموارد، وجودة البيئة الداخلية IEQ، وابتكار التصميم.[2]

فئات تصنيف نظام LEED.

وتشمل كل هذه الفئات بعض المتطلبات الإلزامية التي يجب تحقيقها لكن لا يحصل المشروع على أية نقاط عليها. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول على ما يصل إلى 10 نقاط إضافية: 4 نقاط للائتمانات الإقليمية ذات الأولوية، و6 نقاط للابتكار في التصميم. بينما يعترف LEED المخصّص للمنازل بفئات إضافية خاصة مثل سهولة الوصول إلى وسائل النقل، والأماكن المفتوحة، والأنشطة البدنية في الهواء الطلق، وحاجة المباني إلى توعية شاغلي المساكن.[1][2]

ويوجد 4 مستويات من الشهادة وهي:

  1. شهادة مصدقة: بمجموع نقاط 40-49 نقطة.
  2. شهادة فضية: بمجموع نقاط 50-59 نقطة.
  3. شهادة ذهبية: بمجموع نقاط 60-79 نقطة.
  4. شهادة بلاتينية: بمجموع نقاط من 80 وما فوق.[2]
مستويات شهادة LEED.

تطوّر نظام التقييم

تطوّرت شهادة LEED منذ عام 1998لتمثيل، ودمجت تقنيات البناء الأخضر الناشئة بشكل أكثر دقة. وتضم:

LEED v3

طوّر LEED v3 عام 2009 ويشمل 10 أنظمة تصنيف، وتصميم ومنها عمليات صيانة المباني الخضراء، وتنمية الأحياء الخضراء، وتصميم وتشييد الإنشاءات الجديدة كالمدارس، ومرافق الرعاية الصحية وغيرها الكثير. وقام هذا الإصدار بمواءمة اعتمادات تقييم LEED مرجّحًا الأولوية البيئية مع برنامج شهادة طرف ثالث منقّح. [1]

قبل تقييم واعتماد أي مشروع للحصول على شهادة LEED v3 يجب أن يمتثل المبنى للقوانين واللوائح البيئية، وحدود الموقع ونسبة البناء وغيرها من الخطط. كما يجب على صاحب المشروع أن يتبادل البيانات عن كيفية استخدام المبنى للطاقة والمياه لمدة 5 سنوات بعد تشغيله وذلك للإنشاءات الجديدة، أو بعد تاريخ التصديق في حالة المباني الموجودة سابقًا.[1]

LEED Canada

حصل مجلس المباني الخضراء الكندي عام 2003 على إذن لإنشاء نظام LEED. وتحصل العديد من المباني في كندا على شهادة معتمدة بسبب ممارساتها في تجميع مياه الأمطار. [1]

LEED v4

طُوّر LEED v4 عام 2014 وفيما يتعلّق بالاعتماد في معيار LEED BD+C أي بتصميم وتشييد المباني الخضراء، فتتناول فئة جودة البيئة الداخلية كل من الراحة الحرارية، والبصرية، والصوتية، فضلًا عن جودة الهواء في الأماكن المغلقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ربطت البحوث رضاء السكان وأداءهم بالظروف الحرارية للمبنى. [1]

LEED v5

يعتبر v3 آخر إصدار، ويسعى لمواءمة البيئة المبنية مع أهداف اتفاق باريس للمناخ لعام 2030 و2050. ويتناول قضايا بالغة الأهمية مثل العدالة، والصحة، والأنظمة البيئية، والمرونة. وأطلق من الإصدار نظام تصنيف المباني القائمة والصيانة فقط، إذ ظهر لأول مرة في مؤتمر Greenbuild، ومعرض expo عام 2023. ولا تزال باقي التصنيفات تخضع للدراسة.[3]

ما خطوات الحصول على شهادة LEED؟

تُمنح شهادة LEED من قبل معهد شهادة المباني الخضراء GBCI والذي يرتّب عملية تحقيق امتثال المشروع لمتطلبات النظام من قبل طرف ثالث. وتتألف عملية التصديق من طلب التصميم، وطلب التشييد. فيقع طلب التصميم ضمن اختصاص المعماري، ويوثق في المخططات الرسمية للتنفيذ. أما طلب التشييد فهو من اختصاص مقاول البناء، ويوثق أثناء تشييد المبنى، وبدء تشغيله. ويلزم دفع رسوم لتسجيل المشروع، وتقديم طلبات التصميم والتشييد. وتقدر الرسوم الإجمالية على أساس مساحة المبنى، لكن تتراوح عمومًا بين 2,900 دولار كحد أدنى، وأكثر من مليون دولار لمشروع كبير. وتحدث مراجعة الطلبات وعملية التصديق من خلال الإنترنت.[1]

أداء الطاقة وجودة البيئة الداخلية

لا تحتاج المباني المصدقة من LEED إلى إثبات كفاءة الطاقة أو المياه في الممارسة العملية للحصول على نقاط. لكن بدل من ذلك، يعتمد النظام على برنامج نمذجة للتنبؤ باستخدام الطاقة في المستقبل. وقد أدى ذلك إلى انتقاد قدرة النظام على تحديد كفاءة المباني بدقة.[1]

على سبيل المثال؛ في عام 2013 حلّل باحث 21 مبنى معتمد من LEED في نيويورك، ووجد أن المباني الحاصلة على شهادة ذهبية تستهلك طاقة مصدرية أقل بنسة 20%. في حين أن المباني الحاصلة شهادة فضية تستهلك طاقة أكثر بنسبة 11-15% في المتوسط من نظيرتها التقليدية. بينما دراسة أخرى أجريت عام 2003 وجدت عند تحليل 60 مبنى معتمد من LEED أن المباني كانت في المتوسط أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة بنسبة 25-30%. بالإضافة إلى ذلك ظهرت فوائد أخرى كبيرة مثل زيادة الإنتاجية بسبب تحسين التهوية، وضبط درجة الحرارة والإضاءة، والتلوث.[1]

أما عند النظر في جودة البيئة الداخلية فتشمل الدراسات عدّة عوامل مثل الصوتيات، ونظافة المبنى وصيانته، والألوان والتركيبات، وارتفاع السقف، وإمكانية الوصول إلى النوافذ وتظليلها، وغيرها من الأمور. وقد توفر المباني المعتمدة رضًا أعلى في الأماكن المفتوحة عن المكاتب المغلقة، وفي المباني الصغيرة عن المباني الكبيرة. كما يختلف الأمر بالنسبة للسكان والمستأجرين والعاملين في المكاتب التجارية ومدة عملهم ضمن البناء إذ تلاحظ الدراسة أن رضاهم في مباني LEED قد يميل إلى الانخفاض مع مرور الوقت. [1]

مشاريع LEED من منظور مالي

ترتفع تكلفة التصميم الأولي والبناء في أغلب الأحيان عند السعي للحصول على شهادة LEED. مثلًا يوجد نقص في توافر مكوّنات المبنى التي تلبي المواصفات المطلوبة. توجد كذلك تكاليف إضافية لمراسلة مجلس المباني الخضراء الأمريكي، ومستشاري مساعدي تصميم LEED. والتي لا تعتبر ضروريةً في حد ذاتها من أجل تنفيذ مشروع مسؤول بيئيًا. لكن يجادل المؤيدون أن هذه التكاليف يمكن تخفيفها من خلال الوفورات المتكبدة مع مرور الوقت بسبب التقنيات المستدامة. وقد يأتي كذلك عائد اقتصادي إضافي في شكل مكاسب إنتاجية الموظفين نتيجة العمل في بيئة أكثر صحية.[1]

وجدت عدة دراسات أجريت عام 2008 أن المباني المعتمدة من LEED تفرض عمومًا أجارًا وأسعار بيع، ومعدلات إشغال أعلى من المباني العادية، ومعدلات رسملة أقل، مما يعكس مخاطر استثمارية أقل. علاوةً على ذلك، فقد اعتمدت العديد من الحكومات المحلية برامج تحفيزية في هذا المجال. ويمكن أن تشمل إعفاءات ضريبية، أو مكافآت، أو رسوم منخفضة، أو قروض منخفضة الفائدة وغيرها الكثير. على سبيل المثال؛ اعتمدت سينسيناتي في أوهايو تدبيرًا ينص على إعفاء تلقائي من ضريبة الممتلكات العقارية بنسبة 100% من قيمة الممتلكات المقدرة التجارية أو السكنية المشيدة حديثًا أو المعاد تأهيلها، والتي تحصل على الحد الأدنى من شهادة LEED. كما أعلن مجلس المباني الخضراء الأمريكي عن حملة اسمها LEED Earth والتي ترد فيها رسوم التصديق على أول مشروع معتمد من LEED في بلد لا يوجد فيه مشاريع معتمدة سابقًا.[1]

انتقادات كثيرة

لا يختلف نظام التقييم بما فيه الكفاية فيما يتعلق بالظروف البيئية المحلية. مثلًا سيحصل مبنى في ولاية ماين على نفس النقاط لمبنى في ولاية أريزونا للحفاظ على المياه على الرغم من أن الظروف البيئية مختلفة جدًا. بالإضافة إلى ذلك، يشتكي الكثيرون من أن تكاليف التصديق يمكن استعمالها على نحو أفضل لجعل المشروع أكثر استدامةً.[1]

تهدف المباني المعتمدة من LEED إلى استعمال الموارد بكفاءة أكبر مقارنةً مع الهياكل التقليدية. بالرغم من ذلك، يبين تحليل بيانات استخدام الطاقة والمياه في نيويورك أن شهادة LEED لا تجعل بالضرورة المبنى أفضل ففي النهاية LEED هي أداة تصميم، وليست أداة قياس الأداء. وأظهر استعراض أجري في صحيفة USA Today أن 7100 مشروع تجاري معتمد استهدف نقاطًا خضراء رخيصةً، وسهلةً مثل توفير مساحات صحية أو توفير عروض تعليمية. بينما اعتمد عدد قليل من المشاريع على الطاقات المتجددة بسبب التكلفة الأولية المرتفعة.[1]

أطلق باحثون ما يدعى بدماغ LEED والذي لا يأخذ في الحسبان الموقع الذي يتواجد فيه المبنى المعتمد. على سبيل المثال؛ أنشأت شركة Gap inc في سان براون في كاليفورنيا مبنى العرض الأخضر. يعد المبنى في حد ذاته نموذجًا صديقًا للبيئة لكن بموقعه على بعد 26 كم من مقر الشركة في وسط مدينة سان فرانسيسكو، و24 كم من حرم شركة Gap في ميشن باي، أصبح المبنى ضارًا بالبيئة. بسبب إجبار موظفي الشركة على قيادة المزيد من المسافات وكذلك بسبب إضافة حافلات بين الأفرع المختلفة.[1]

في مثال آخر عن دماغ LEED، نقلت وكالة حماية البيئة الفيدرالية مقرها من وسط مدينة كانساس إلى مبنى معتمد على بعد 32 كم من المدينة. مما تسبب في جعل موظفي الوكالة البالغ عددهم 627 شخص يقودون مسافات إضافية من وإلى العمل. وقدر باحث أن انبعاثات الكربون المرتبطة بالأميال الإضافية المقطوعة ازدادت 3 أضعاف على ما كانت عليه سابقًا. نتيجةً لذلك يعد الكربون الذي وفره المبنى الجديد جزءًا صغيرًا من الكربون المنبعث بسبب الموقع الحديث.[1]

مبانٍ حصلت على شهادة LEED

مدرسة TBS في إسبانيا

بنيت مدرسة TBS في برشلونة عام 2022 لاستيعاب أكثر من 1100 طالب. وهي مبنىً مدرج مع واجهة خزفية تضم فتحات كبيرة. يهدف التصميم إلى إنشاء مساحات تعليمية فعّالة وعالية الجودة مرتبطةً بالغطاء النباتي. وقد حصلت المدرسة على شهادة LEED الذهبية.[4]

مدرسة TBS في برشلونة.
مدرسة TBS في برشلونة.

مركز John A.volpe الوطني لأنظمة النقل

بني المركز في كامبريدج عام 2023 من تصميم الشركة المعمارية SOM. ويبتعد عن الجوار من جميع الجوانب مسافة 22 م تقريبًا لأغراض أمنية تاركًا مساحةً لأماكن خضراء عامة في الهواء الطلق. وتقع كامبريدج في أحد المناخات الأكثر برودةً في البلاد، حيث تبقى الشمس منخفضةً معظم السنة. وفيما يتعلق بالمشروع فقد استهدف شهادة LEED البلاتينية، إذ تلعب الواجهة والتوجه دورًا رئيسيًا في تحقيق ذلك. فقد وجّهوا المركز لتعظيم الإضاءة النهارية بالكامل.[5]

مركز John A.volpe الوطني لأنظمة النقل.

فتواجه الواجهات ذات المساحة الأقل الشرق والغرب حيث يكون الوهج أقوى في الصباح والمساء، وتغطى بالزجاج مع ألواح الألمنيوم الرأسية التي تمتد إلى الخارج لمنع الوهج والإشعاع الشمسي. بينما تمتد الواجهة الجنوبية على أكثر مساحة، وتحميها الألواح الأفقية، فتتلقى معظم أشعة الشمس المباشرة في ساعات ما بعد الظهر. أما بالنسبة للجانب الشمالي، فيتلقى أشعة الشمس غير المباشرة على مدار السنة مما جعل من الممكن تحسين الإضاءة الطبيعية مع جدار ساتر بسيط من الزجاج والألمنيوم. بالإضافة إلى ذلك، يملك المبنى تقنيات أخرى تساعد على تحقيق الاستدامة مثل المضخات الحرارية، وتقنيات جمع مياه الأمطار والري وغيرها الكثير. [5]

مركز John A.volpe الوطني لأنظمة النقل.

مكاتب A111 في إسبانيا

تقع مكاتب A111 في برشلونة، وبنيت عام 2022 بمواد بناء طبيعية تذكرنا بطوب الإنشاءات القديمة فينسجم المشروع مع المشهد الحضري للحي. وتنطوي خطته على إدراج المحاور الخضراء مما يسمح بالتفاعل مع الطبيعة. كما يعزز التصميم صحة وراحة المستخدمين، ويضع مسطح مائي عند مدخل المبنى لتلطيف الجو وتعزيز الفائدة. يركز المشروع على التنوع البيولوجي، بحيث تحتوى جميع المكاتب على مساحات خارجية وفيرة من النباتات يبلغ مجموعها 1380 متر مربع من الشرفات. نتيجةً لكل ذلك، حصل المبنى على شهادة LEED البلاتينية.[6]

مكاتب A111 في إسبانيا.
مساحة داخلية من مكاتب A111 في إسبانيا.

برج TAIPEI 101 في تايوان

يعد برنامج TAIPEI 101 من أطول الأبراج في العالم مع 101 طابق، وقد نال شهادة بلاتينية بعد جمعه 82 نقطة. مثلًا يستخدم البرج أنظمة إدارة الطاقة والتحكم EMCS لتعديل درجات الحرارة وجداول تشغيل التكييف وفقًا لاحتياجات المستأجرين الفعلية. انخفض استهلاك الطاقة عمومًا، ويتم توفير أكثر من 2 مليون دولار أمريكي سنويًا. ورُكبت كذلك مصابيح تحتوي على كميات قليلة من الزئبق، أو لا تحتوي على زئبق في جميع أنحاء المبنى للحد من مستويات التلوث السام المحتمل. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدخلت تركيبات مياه منخفضة التدفق إلى جانب نظم مخصصة لإدارة المياه. فأدى ذلك إلى خفض استهلاك المياه دون تعريض رضى المستأجرين للخطر. وساعد على تقليل استخدام مياه الشرب بنسبة 30% على الأقل مقارنةً مع متوسط استهلاك البناء سابقًا، مما يوفر حوالي 28 مليون لتر من مياه الشرب سنويًا.[7]

برج TAIPEI 101 في تايوان.

فهل برأيك تلعب أنظمة تقييم المباني الخضراء دورًا إيجابيًا في تعزيز الاستدامة وتشجيع العمارة الخضراء، أم أنها لا تشكّل أي تغيير مهم بل تزيد من التكلفة الإجمالية فقط؟

المصادر

  1. Scholarly community encyclopedia
  2. USGBC
  3. USGBC
  4. Archdaily
  5. Archdaily
  6. Archdaily
  7. USGBC

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


بيئة عمارة

User Avatar

Julie Youssef

مهندسة معمارية، أحب الرسم والقراءة


عدد مقالات الكاتب : 54
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق علمي : abdalla taha

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق