علم البيانات والجرائم
تخيل أن تحدث جريمة في يوم ما ويحضر الشرطي إلى مكان الحادث بصحبة عالم بيانات لمساعدته في الكشف عن الجريمة. أصبح علم البيانات ركيزة أساسية في الكشف عن الجرائم اعتمادً على البيانات السابقة والمحاضر من أقسام الشرطة. نستطيع الاستفادة من علم البيانات في:
محتويات المقال :
أصبحت تقنية التعرف على الوجه منتشرة في أماكن متعددة من العالم كالصين بشكل شرعي معروف، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشكل تجريبي غير معروف لدى كل المواطنين.
استُخدمت في حالات خطف الأطفال حيث فقدت عائلة بريطانية ابنتها ذات عمر ٣ سنوات عام ٢٠٠٣م. وضعت أجهزة الشرطة افتراضات للخاطف حيث من الممكن أن يكون من مدمني جنس الأطفال، فبحثوا على مواقع الجنس المخصصة لجنس الأطفال. يبحث الأشخاص في الولايات المتحدة يوميًا بأعداد كبيرة عن المحتوى الجنس الذي يشمل أطفال ومن خبرة المفتشين أن عدد كبير من الأطفال المفقودين تظهر صورهم على هذه المواقع.
استخدمت الشرطة أداة «Child Exploitation Image Analysis – CHEXIA» التي تم تطويرها من قِبل «The department of homeland security». وتعمل من خلال التعرف على الوجه من خلال بيانات ضخمة لصور أطفال والتعامل مع أدوات الطب الشرعي المتاح.
طورت أيضًا شركة ميكروسوفت أداة «PhotoDNA» التي تعمل بطريقة مختلفة لكن بنفس هدف التعرف على الوجه. تعمل الأداة عن طريق وضع تعريف لكل صورة ومقارنتها بالصور الأخرى لإيجاد نسخ متشابهة تُمكن المفتشين من إيجاد أصل الصور أو صور متشابهة. تستخدم هذه الأداة أكثر من ٢٠٠ منظمة ضد خطف الأطفال.
كما اخترعت أيضًا اعتمادً على الأداة السابقة أداة «PhotoDNA for video» التي تعتمد على أخذ لقطات مهمة للوجه من الفيديو وربطها مع قاعدة البيانات للمقارنة والتعرف على الوجه.
جمّع «Thomas Hargrove» حالات القتل حيث وصل إلى مئات الألاف من الحالات لكي يرى هل من الممكن أن يكون أحد المجرمين له علاقة بالقتل المتسلسل. أسس بعدها مشروع يدعى «Murder Accountability Project» الذي يحتوي على بيانات لكل حالات القتل مع بعض أساسيات التحليل. اكتشف بعدها خوارزمية لتجميع حالات القتل المرتبطة بنفس الطريقة أو المكان أوالوقت ونوع الضحية – ذكر أم أنثى – كما ألقى الضوء على حالات القتل غير المحلولة من الممكن أن تكون بصورة ملحوظة أم لا.
توقعت الخوارزمية وجود قاتل متسلسل في ولاية «Indiana» بالولايات المتحدة الأمريكية، وأخبر توماس هارجروف الشرطة بذلك ولكنها تجاهلته. وبعد ٤ سنوات قبضت الشرطة على هذا المجرم، ولكنه كان قد قتل في هذه الفترة ٦ أشخاص. وأثبتت هذه الخوارزمية دقتها ودورها في قدرتها على مساعدة الشرطة في الكشف عن القتلة المتسلسلين.
ما زال ارتباط علم البيانات بالجرائم في طور النشأة، ولكنه أثبت قوته عند استخدامه في مناحي متعددة. وعلى الجانب الآخر ما زالت هناك بعض أوجه القصور مثل الخصوصية والعنصرية، فلذلك ما زلنا بحاجة إلى الدخول في طور التطوير والاستفادة منه والتخلص من أضراره.
المصادر
big data analytics
towards data science
في عالمنا المزدحم بالأخبار والأحداث، قد ننسى أحيانًا أن أعظم الأسرار والمفاجآت تأتي من أعماق…
مؤتمر "وكلاء من أجل العلم": رائدو الذكاء الاصطناعي يتولون تأليف ومراجعة الأوراق البحثية لم يعد…
شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورات جذرية في قدرة البشرية على قراءة وفهم الشفرة الجينية والبيولوجية…
لقد كان من دواعي سروري البالغ أن أشارك مؤخراً في فعاليات مؤتمر جامعة القاهرة الدولي…
استشراف علمي مثير يكشف شكلنا بعد مئات آلاف السنين لطالما شغل سؤال: "كيف سيبدو الإنسان…
عمر ياغي ونوبل الكيمياء.. من تحديات شُحّ المياه إلى ثورة الأطر المعدنية العضوية (MOFs) الحلم…