Ad
هذه المقالة هي الجزء 5 من 17 في سلسلة مقدمة في علم البيانات وتطبيقاته

من يضع شروط استخدام البيانات؟

تتصارع الشركات على بياناتك دون شروط

تتصارع العديد من الشركات على بياناتك، ويتوقع الكثيرون أن سعر البيانات سيصبح مقاربًا لسعر البترول في الأعوام القليلة القادمة. وتبذل العديد من الشركات الجهود للحصول على بياناتك رغمًا عنك أو اعتمادًا على حاجتك إليها للدخول إلى أحد مواقعها على الإنترنت.

تطلب منك الشركات معلومات قد تكون عادية على سبيل المثال، مثل الإسم والعمر والدراسة. لكن تستطيع الشركات أن تحوّل بعض بياناتك لتعرف عنك الكثير مثل تصرفاتك ومشاعرك ورغباتك لتستغلها في بعض الأسواق والخدمات، بالرغم من أنك لم تسمح للشركة بعمل هذه الدراسات. وتأخذ منك بعض الشركات معلومات أكثر خصوصية وأكثر حساسية مثل الإصابة بأمراض جنسية أو وجود طفرات جينية. قبولك للحصول على هذه البيانات أم لا، يتوقف على رغباتك وخصوصياتك وقرارك أنت فقط غالبًا.

يومك عبارة عن بياناتك

تستيقظ من النوم ذات يوم أقل سعادة، فمن الممكن أن تكتب على صفحتك الخاصة ما تشعر به، بعدها ستجد إعلانات عن أماكن ترفيه عن النفس. تذهب إلى العمل في الصباح، وتشتكي من صعوبة المواصلات العامة، وتتحدث مع صديقُ لك أنك تفكر في شراء سيارة، بعدها بقليل ستجد إعلانات عن سيارات. قبل العمل تمر بمقهى لتشرب كوبًا من القهوة، وبعد أن تنهي ذلك ستجد أحد العاملين يطلب منك أن تكمل استبيان لتعزيز وتقوية خدماتهم، بعدها ستجد المقهى على تواصل معك دائمًا. بعد نهاية عملك قد تذهب إلى أحد المطاعم لتناول الغذاء سيحدث معك ما حدث في المقهى تقريبًا. بالإضافة إلى الأماكن الاستثنائية التي تذهب إليها كالمستشفى والنادي وشركات الخدمات وغيرها من الأماكن التي ستعمل على تجميع بياناتك. لقد وصلنا إلى عصر تمتاز فيه البيانات بالأهمية التي قد تجعل كل العاملين في مكانٍ ما يساهمون فيها. 

التخوّف من استخدام البيانات الخاصة

ظهر اعتراض واضح لأول مرة عام ١٩٤٠م، عندما اعترضت العديد من الدول على الحكومة النازية في استخدام بيانات بعض الأشخاص لأبحاث طبية. هؤلاء الأشخاص كانوا قد قُبض عليهم كأسرى من عدد من الدول. بدأت بعض المعاهد الوراثية في أمريكا وغرب أوروبا باستخدام بيانات المواطنين بشكل مبالَغ فيه. كما سهّلت من وصول الحكومات إلى تلك البيانات، فاعترض المواطنون وقتها ولم يوافقوا على وصول الحكومة إلى هذه البيانات.

اشتدت الاعتراضات بقوة في القرن الحالي بسبب ازدياد استخدام البيانات، وفتح الباب على مصراعيه لأن تصبح الشركات مالكة لهذه المعلومات. فقامت بعض الشركات بعمل منظومة توافق بين العملاء أصحاب البيانات والشركة. هذه المنظومة تشمل شروط لأصحاب البيانات يتم الاتفاق عليها مسبقًا.

فماذا تستفيد المؤسسات من بناء نظام عمل بيانات بناءً على شروط أصحاب البيانات؟

  1. وجود علاقة وثيقة متبادلة بين المؤسسات وأصحاب البيانات.
  2. الوصول لقرار أفضل لأنه معتمد على بيانات موثوقة دائمًا.
  3. تقليل مخاطر الوقوع في مشاكل قانونية.
  4. الشفافية.
  5. ازدياد التعاون المشترك.

فما هي شروط استخدام البيانات التي توفرت عند بعض الشركات، وبعض المقترحات الإضافية؟

  1. معرفة عامة عن المشروع:
    • يجب معرفة اسم المشروع الذي تُجمّع البيانات من أجله ووصف كامل له، وهل يتم تجميع هذه البيانات لهذه المؤسسة أم لمؤسسة أخرى؟
    •  من حق صاحب البيانات أيضًا معرفة إن كان سيتوجب عليه إعطاء معلومات شخصية أو حساسة؟
  2. كيفية تحديد النتائج:
    •  هل هناك أي قصور، على سبيل المثال، هل يحدث انحياز في تجميع البيانات وتحليلها وجودة البيانات؟
    • هل الأشخاص العاملين في فريق التحليل قد يعملون على التأثير على نتيجة البيانات؟ 
  3. مشاركة البيانات مع الآخرين:
    • يجب أن يكون صاحب البيانات على معرفة بإمكانية مشاركة المؤسسة لهذه البيانات مع مؤسسة أخرى. 
    • هل سيتم نشر البيانات وتسهيل وصول منظمات معينة لها دون الموافقة؟
  4. القواعد والقوانين الأخلاقية: وهي السياسات والتنظيم وكيفية استخدام البيانات، وتطبيق معايير حقوق الإنسان الدولية. 
  5. الشكل القانوني:
    • كل البيانات المستخدمَة في المشروع تُشترى أم تُجمٌع من أفراد؟
    • هل تُجمّع لهذا المشروع فقط أم معه مشاريع أخرى؟
    • هل كل التصاريح للبدء في المشروع مجهزة دون مشاكل؟
  6. سبب استخدام البيانات:
    •  الهدف الرئيسي من تجميع البيانات.
    • نظام العمل المناسب، ويندرج تحت أي مجال؟
    • التأثير على المجتمع، وهل يُقدّم أثر إيجابي؟
    • النتائج النهائية ستكون جديدة أم لا؟
  7. الهدف النهائي مما يترتب عليه حماس المشاركة والمساعدة في إيجاد عدد أكبر من المشاركين.
  8. معرفة الأثر الإيجابي:
    •  معرفة الأفراد أو المنظمات التي ستتأثر بالمشروع. 
    • كيفية قياس هذا التأثير وكيفية زيادته؟
  9. الأثر السلبي:
    • الأفراد أو المنظمات الذين سيتأثروا بالمشروع. 
    • هل سيكون هناك ضرر أو أذى لأي شخص؟
    • ما هي حدود استخدام البيانات؟
  10. تقليل الأثر السلبي للبيانات:
    1. كيفية تقليل خطر استخدام البيانات؟
    2. كيفية الحفاظ على البيانات الشخصية والحساسة؟
    3. معرفة الاستفادة التي تعود على المؤسسة. 
  11. التواصل والتفاعل الجيد مع أصحاب البيانات، ومعرفة إذا كان هناك حقوق لأصحاب البيانات لعمل أي تعديل. 
  12. الانفتاح والشفافية:
    •  معرفة حق أصحاب البيانات في قول الآراء وتقبل النقد. 
    • معرفة هل سيتم نشر طرق العمل على هذه البيانات بمنتهى الشفافية؟
  13. يحتاج أصحاب البيانات إلى تدريبات ومعلومات عن البيانات عمومًا:
    • لمعرفة كيفية إيصال البيانات التي لديهم.
    • معرفة إن كانت الأفكار والمعتقدات ستغير نتائج تحليل البيانات أم لا؟
  14. معرفة المسئول عن كل هذه البيانات، ومعرفة طرق نشر البيانات.

إذن، من يضع شروط استخدام البيانات؟

دائمًا ما يكون الحديث عن البيانات شائكًا، وتحاول الشركات والمؤسسات الضخمة الحصول عليها مهما كان الثمن. ويعتقد العلماء أن يزداد ذلك مع الوقت. لذلك كانت الحاجة مُلحة دائمًا لوضع شروط وقوانين لاستخدام البيانات. ومن المهم أن تدرك الشركات أن إعطاء الأشخاص لبياناتهم ليس سماح باستخدامها في كل مشروع، ولكن لا بد من الحصول على موافقة.

المصادر:

dataethics
opendatainstitue
adweek

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تقنية

User Avatar

Hossam Gadallah

صيدلي مهتم بتحليل البيانات في تطوير مستوى الصحة، ومهتم بالتكنولوجيا والإدارة.


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق