أُصيب «Brian Shelton – براين شيلتون» وهو مواطن أمريكي بمرض السكري من النوع الأول منذ أكثر من 4 عقود، وقد عانى في هذه الفترة من مشاكلٍ خطيرة كادت تودي بحياته. فمثلًا يمكن أن يفقد وعيه فجأة عندما يصل معدل السكر في دمه إلى مستوى شديد الانخفاض. بالإضافة لصعوبة قيادة السيارة والعمل لفترات طويلة، حتى أن مديره في العمل طلب منه أن يستقيل. إلى أن جاء الحل الذي عمل عليه العديد من العلماء منذ 3 عقود تقريبًا ليكمل حياته بشكل طبيعي بدون فقد للوعي أو إرهاق دائم.
محتويات المقال :
إحصائيات وأرقام
يصل عدد المصابين بالسكري من النوعين الأول والثاني إلى أكثر من نصف مليار شخص، 5% منهم مصاب بالسكري من النوع الأول الذي لا يستطيع فيه الجسم إنتاج الأنسولين، أما النوع الثاني فتفقد فيه الخلايا القدرة على الإحساس والاستفادة من الأنسولين. و3 من كل 4 أشخاص مصابين بمرض السكري يعيشون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل القومي. ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين إلى 650 مليون شخص سنة 2030م، وإلى 800 مليون شخص سنة 2045م. وقد توفي 6.7 مليون شخص هذا العام بسبب هذا المرض.[5]
السكري من النوع الأول
يُصاب الشخص بالسكري من النوع الأول عندما يدمر جهازه المناعي خلايا بيتا المُنتجة للإنسولين الموجودة في البنكرياس، وغالبًا ما يصيب الأطفال والشباب. ويختلف بذلك عن السكري من النوع الثاني الذي لا تستجيب فيه خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي. ومن أعراض هذا المرض:
- عطش وجوع شديدين.
- جفاف في الفم.
- رغبة متكررة في التبول.
- إرهاق مستمر وزغللة في العين.
ونلجأ إلى الطوارئ في حالة:
- الحيرة والتوهان والتنفس السريع.
- رائحة فواكه في التنفس.
- فقدان الوعي.
ويعتقد العلماء أن للجينات دورًا رئيسيًا في هذا المرض. [3]
يحتاج مريض السكري من النوع الأول إلى جرعات من الأنسولين بشكل يومي. بالإضافة إلى قياس وتتبع مستوى السكر في الدم باستمرار، وقد تزداد الجرعة على حسب الحالة. ولكن هل سنصل إلى وقت لا يستخدم فيه مريض السكري حقن الأنسولين ويعيش بشكل طبيعي؟
من بين كل 100 ألف شخص يوجد 15 شخص مصاب بالسكري من النوع الأول، وتحديدًا في عمر ما قبل العشرين. وتواجههم مشاكل عديدة في الحياة اليومية بداية من حقن الإنسولين اليومية وهم في المنزل إلى وقت دخول المدارس وحتى الجامعات وفي العمل بعد ذلك. وتظل المشكلة مادام الجسم لا يستطيع إنتاج الإنسولين. ولا تؤثر المشكلة على المريض فقط ولكن أيضًا عائلته والمحيطين به. حيث يحتاج إلى رعاية وتنسيق دائم، ويجب أيضًا دعم العائلات والتعليم والتوعية.
بداية التفكير في استخدام الخلايا الجذعية
بدأت القصةمع عالم البيولوجيا في جامعة هارفارد «Doug Melton – دوج ميلتون»، لم يفكر ميلتون في مرض السكري قبل عام 1991م، لكن عندما تم تشخيص ابنه الأصغر ذو الـ 6 شهور بالسكري من النوع الأول. وما جعله أكثر انغماسًا في التفكير فيه هو المخاطر الناتجة عنه المرض كفقدان الوعي أو العمى أو قطع في أحد الأطراف أو موت مفاجئ في الليل. وفي نفس الوقت أُصيبت ابنته الكبرى في عمر 14 عامًا بنفس المرض.
كان العلاج الوحيد وقتها هو زراعة البنكرياس أو زراعة خلايا بيتا التي تنتج الأنسولين. درس ميلتون مرض السكري وكل ما يتعلق به، وانتقل إلى دراسة الخلايا الجذعية التي من الممكن أن تتحول إلى نوع اّخر من الخلايا.
كان التحدي هو تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا تنتج الأنسولين. وبالفعل قدم مجموعة من العلماء في سنة 2014م طفرة في هذا البحث، حيث قاموا بعمل تجربة بوضع صبغة في سائل وهذه الصبغة ستتحول إلى اللون الأزرق في حالة تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا تنتج الإنسولين، وبالفعل هذا ما حدث. [2]
علاج أول شخص في العالم من مرض السكر
اتصلت زوجة برين شيلتون بشركة فيرتيكس للأدوية، لتطلب مشاركته في تجربتهم على مرضى السكري من النوع الأول. إذ كانت الشركة قد أعلنت عن بداية تطبيق تجربة العلاج بالخلايا الجذعية، وهي أول مرة تدخل فيها الفكرة حيز التطبيق .
حصل برين على الخلايا الجذعية التي تتحول فيما بعد إلى خلايا مُنتجة للإنسولين من هذه التجربة. وبالفعل أصبح الشخص الأول في العالم الذي تم علاجه من مرض السكري من النوع الأول.
والدراسة ما زالت مستمرة وستظل هكذا لمدة 5 سنوات لمتابعة 17 شخص أخرين. ويأمل العلماء أن يساعد هذا العلاج كل مرضى السكري من النوع الأول، ولكنه حتى الاّن ليس له علاقة بالسكري من النوع الثاني. وبعد هذه التجربة قلّت احتياجات المريض للأنسولين بنسبة 91%. وأصبح الجسم ينتجه بشكل طبيعي. وتمت متابعة المريض لمدة 90 يومًا ولم يحدث له مشاكل خطيرة حيث كانت كلها متعلقة بانخفاض مستوى السكر في بعض الأوقات فقط. [1]
ولكننا الاّن نتطلع إلى معرفة هل هناك أثار جانبية لهذا العلاج؟ وهل سيستمر تأثير العلاج إلى نهاية الحياة بشكل طبيعي؟ [4]
مصادر
[1] THE NEWYORK TIMES
[2] THE TIMES OF INDIA
[3] WEBMED
[4] VERTEX
[5] IDF DIABETES ATLAS
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :