Ad

تحول سطح المحيط الهادي إلى يابسة من الصخور البركانية الخفيفة، وهو الخبر الجيد!

تحول سطح المحيط الهادي إلى يابسة قشرية غامضة ومموجة بواسطة مجموعة من الصخور البركانية المتلاصقة الطائفة على سطح المياه والتي يصل حجمها إلى حجم 20 ألف ملعب كرة قدم. يقول العلماء إن القشرة اليابسة نتجت عن ثوران بركاني تحت الماء في السابع من الشهر الجاري بالقرب من مدينة تونغا، وأنها تطفو حاليًا ببطء نحو أستراليا وهو ما شوهد بالأقمار الصناعية.

البحارة

نبدأ القصة عند بحارة ولاية ملبورن، أستراليا – حيث أول ما لاحظه البحارة هو رائحة الكبريت. وبعد ذلك، رآها لاريسا بريل ومايكل هولت، وهما زوجان يبحران في جنوب غرب المحيط الهادي، ووصفاها بكتلة عائمة من الصخور البركانية، مع بعض الصخور الكبيرة في حجم كرات السلة، التي تغطي المحيط كاملا على مرمى البصر بقدر ما يمكن رؤيته من القارب على ضوء القمر وأضواء المصابيح.

يقول العلماء:

“إنه حدثًا ليس شائعًا لكن أحداث مماثلة تحدث كل خمس سنوات أو نحو ذلك، إلا أنه نادراً ما يصادفها مثل هذه الجماهير”.

بعد تحليل عينات من الصخور – أرسلها الزوجان الأستراليان إلى الباحثين بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا (QUT) في أستراليا -اتضح أنها من نوع “Pumice” أو صخور الخفاف وهي صخرة خفيفة الوزن غنية بالفقاعات يمكنها أن تطفو على سطح الماء. ويتم إنتاجها عندما تمر الحمم البركانية من خلال التبريد السريع وفقدان الغازات.

وقال البروفيسور سكوت برايان، الچيولوچي الذي يدرس العينات:

“يمكن أن يكون الأمر كما لو أن السطح الكامل للمحيط قد تحول إلى اليابسة”.

وكتب البحارة في منشور على موقع فيسبوك:

“قد أبحرنا في حقل خفاف لمدة 6-8 ساعات ، ولم يكن هناك في معظم الوقت مياه مرئية”.

تغططية الصخور سطح المحيط

في الوقت الحالي، هناك أكثر من تريليون قطعة من الخفاف تطفو جميعها معًا، ولكن بمرور الوقت سوف تتفتت وتنتشر في جميع أنحاء المنطقة، حيث تنتشر حاليًا غربًا باتجاه ولاية فيجي، ومن المرجح أن تمر بمدينتي كاليدونيا الجديدة وفانواتو، كما أنه من المتوقع أن تصل إلى أستراليا.

وقال الدكتور مارتن جوتزيلر من جامعة تسمانيا:

“ربما يمكن أن تصل إلى أستراليا في غضون عام، لكننا لا نعرف ما إذا كان يمكن أن تستمر إلى ذلك الحد”.

«Great Barrier Reef – الحيد المرجاني العظيم» عجيبة الدنيا الثامنة!

الحيد المرجاني العظيم

أحد هبات الطبيعة لأستراليا، إنه جنة على الأرض وواحد من عجائب الكوكب الطبيعية الأكثر استثنائية، وأكبر نظام للشعاب المرجانية – الكائن الحي البحري الوحيد الذي يمكن رصده من الفضاء – أما عن حجمها فهي أكبر من المملكة المتحدة بأكملها. في الواقع، هذه المنطقة أكبر من المملكة المتحدة وهولندا وسويسرا مجتمعين. تقع بالقرب من ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر. إنها أرض العجائب الفريدة، على عكس أي مكان آخر على هذا الكوكب، وتقدم تجارب عالمية لا يمكنك العثور عليها في أي مكان آخر.

أما عن التنوع البيولوچي للكائنات التي تعيش فيه فإنه أكثر إذهالًا، حيث يضم 1500 نوع من الأسماك وأكثر من 200 نوع من الطيور و 30 نوعًا من الحيتان والدلافين. تخيل كمية الألوان الحية التي يمكنك رؤيتها في هذا الإعجاز.

لكن الخبر المؤسف أن هذة الجنة مهددة بالزوال حيث يعاني الحيد المرجاني مؤخرًا من مشاكل كبيرة تتربص بسلامته وبقائه، بسبب التلوث الحاصل في مياه البحر وارتفاع نسبة الكربون المنحل في مياه المحيطات بفعل الاحتباس الحراري. كما أنه في طريقه للتعرض لعملية «ابيضاض – Bleaching» وهي عملية تحدث كل عامين بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه أكثر من المعدل الطبيعي، وعندها تقوم الشعاب المرجانية بشكل دفاعي بطرد الطحالب التي تمدها بالأكسجين الضروري للبقاء، مما يهدد التنوع البيولوجي للمنطقة.

الأمل الجديد للحيد المرجاني يكمن في القشرة البركانية على سطح المحيط.

من المتوقع أن تعج القشرة بالحياة البحرية بما في ذلك البكتيريا والطحالب والرخويات والأنيمون والديدان وسرطان البحر ويأمل الخبراء أن تكون الشعاب المرجانية أحد تلك الأشكال المتنوعة للحياة إلى جانب الكائنات الحية التي تدعم نموها.

وقال دكتور براين، الذي يدرس آثار الانفجارات البركانية تحت الماء منذ عقدين:

“إنه حتى لو نجا 1% فقط من الشعاب المرجانية على تلك القشرة، فقد تكون هذه نعمة للحيد المرجاني العظيم”.

يقول براين: “في الوقت الحالي ستكون الصخور عارية وقاحلة، لكن خلال الأسابيع القليلة القادمة سيبدأ ارتباط الكائنات الحية بها. سيكون بمقدورها التقاط الشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات التي تبني الشعاب المرجانية ، ثم إحضارها إلى الحيد المرجاني العظيم”.

تناقض الآراء بين العلماء في التعليق على الخبر!

يقول الخبراء إنه من المحتمل أن تصبح صخور الخفاف موطنًا للحياة البحرية حيث تنجرف عبر المحيط الهادئ على التيارات البحرية. فهناك الكثير من أشكال الحياة التي يمكن أن تلتصق بها وتنقل على بعد آلاف الكيلومترات. لذلك فهي وسيلة لتجديد النظم الإيكولوجية في مكان ما. ويقول بعض الخبراء إنه إذا نجح في الوصول إلى أستراليا، فقد يكون ذلك بمثابة نعمة للحيد المرجاني العظيم التالف.

وقال دكتور برايان:

“هذه آلية محتملة لإعادة احياء الحيد المرجاني العظيم، فاستنادًا إلى الدراسات السابقة التي درسناها على مدار العشرين عامًا الماضية، فإن هذة الكتلة ستجلب شعاب مرجانية صحية جديدة ومعها سكان الشعاب المرجانية الآخرين.”

أما بعض العلماء فقد تناقض رأيهم بالنسبة لاعتبار تلك الصخور أملًا جيدا للحيد المرجاني بأستراليا، حيث تقول هيوز، عالمة الأحياء البحرية بجامعة جيمس كوك:

“ستزول الشعاب المرجانية ما لم نتعامل مع الغازات الدفيئة المنبعثة طوال الوقت، لن تحل أزمة الشعاب المرجانية بواسطة روبوت أو مراوح أو شعاب مرجانية بلاستيكية أو حوض مائي، يتعين علينا معالجة الأسباب الجذرية، وخاصة الاحتباس الحراري”.

المصادر:

www.sciencealert.com

www.nytimes.com

www.bbc.com

www.telegraph.co.uk

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة بيئة

User Avatar

Mona Samir

كاتبة بموقع الأكاديمية بوست، طالبة بكلية الصيدلة جامعة عين شمس، تكتب في علوم الطب، الصيدلة والبيئة.


عدد مقالات الكاتب : 17
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق