حقق باحثون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة اكتشافًا رائدًا، باستخدام الذكاء الاصطناعي للكشف عن سر مخفي في لوحة للفنان رافائيل. اللوحة، المعروفة باسم مادونا ديلا روزا أو مادونا الوردة (Madonna della rosa)، كانت محل نقاش منذ فترة طويلة حول أصالتها. وقد حددت شبكة عصبية تعمل بالذكاء الاصطناعي شيئًا غير عادي في أحد الوجوه في اللوحة.
إن الوجه المعني يعود ليوسف النجار، الذي يظهر في أعلى يسار اللوحة. وفي حين تظهر السيدة العذراء والطفلين يسوع ويوحنا المعمدان على أنهم من صنع رافائيل، يبرز وجه يوسف النجار على أنه لم يرسم بواسطته.
وتُعد لوحة مادونا ديلا روزا لوحة آسرة من عصر النهضة تُظهِر براعة الفنان في التكوين والألوان والعواطف. ورغم الجدل حول أصالتها، إلا أنها تظل عملاً مهمًا يُنسب إلى رافائيل.
حيث تتميز اللوحة بتكوين هرمي، حيث تشكل العذراء مريم والطفل يسوع والقديس يوحنا المعمدان مثلثًا. يخلق هذا الترتيب شعورًا بالتوازن والانسجام. كما تنقل اللوحة شعورًا بالحنان والإخلاص. إن نظرة العذراء مريم الرقيقة إلى الطفل يسوع والطريقة التي تحمله بها تنقل حبًا أموميًا عميقًا.
محتويات المقال :
لقرون عديدة، كان عالم الفن مفتونًا بالشبكة المعقدة من الأسرار والألغاز التي تحيط بالإبداع في التحف الفنية. إحدى هذه الألغاز هي اللوحة المعروفة باسم مادونا ديلا روزا، المنسوبة إلى سيد عصر النهضة رافائيل. لقد كان هذا العمل الفني الرائع موضوعًا لتدقيق مكثف، حيث شكك مؤرخو الفن وعشاقه على حد سواء في أصالته.
وفي القرن التاسع عشر، بدأ نقاد الفن يشككون في أن رافائيل ربما لم يرسم العمل الفني بأكمله. ودارت الشكوك المحيطة بأصالة اللوحة حول ضربات الفرشاة والتظليل غير المتناسق، والتي بدا أنها تحيد عن أسلوب رافائيل المميز.
ومع استمرار النقاش، بدأ العلماء في فحص مصدر اللوحة، وتتبع ملكيتها وتاريخها إلى القرن السادس عشر. ومع ذلك، فإن عدم وجود أدلة ملموسة وندرة السجلات من تلك الحقبة جعل من الصعب تحديد أصول اللوحة بشكل قاطع.
كان أسلوب رافائيل الفني معيارًا لفن عصر النهضة، وقد تمت دراسة أعماله على نطاق واسع لفهم تعقيدات ضربات الفرشاة واختلاف الألوان وتقنيات التظليل. يمتد الإرث الفني لهذا الفنان الإيطالي على مدى عقدين من الزمن، مع العديد من اللوحات والجداريات والتصميمات المعمارية التي لا تزال تلهم الفنانين وتؤثر عليهم حتى يومنا هذا.
ولتطوير فهم عميق لأسلوب رافائيل، قام الباحثون بتحليل أعماله المعتمدة على نطاق واسع، بحثًا عن الأنماط والخصائص التي تحدد براعته الفنية. بدءًا من الفروق الدقيقة في تقنية سفوماتو الخاصة به وحتى الاستخدام المتعمد للضوء، تم فحص كل جانب من جوانب فنه بدقة. سفوماتو هي تقنية الرسم التي تنطوي على إنشاء انتقالات ناعمة وضبابية بين الألوان، وغالبا ما تستخدم لمحاكاة الطريقة التي ترى بها العين البشرية الأشياء على مسافة أو في ضوء منخفض.
أحد التحديات الرئيسية في تحديد أعمال رافائيل هو أنه غالبًا ما كان يتعاون مع فنانين آخرين، مما يجعل من الصعب تمييز طريقة رسمه عن طريقة تلاميذه. علاوة على ذلك، أدى مرور الوقت إلى تدهور بعض أعماله.
تم تكليف الشبكة العصبية للذكاء الاصطناعي، التي تم تدريبها على أعمال رافائيل، بمهمة تحديد الأنماط الدقيقة التي تحدد ضربات فرشاة الفنان الإيطالي. وباستخدام التحليل العميق للميزات، تمكنت الخوارزمية من التعرف على التفاصيل المعقدة لأسلوب رسم رافائيل. ولكن عندما يتعلق الأمر بوجه يوسف النجار، كان هناك شيئًا غريبًا.
تتطلب عمليات التعلم الآلي عادةً تدريبًا على مجموعة كبيرة من الأمثلة، وهو أمر غير متاح دائمًا عندما يتعلق الأمر بعمل فنان واحد في حياته. في هذه الحالة، قام الفريق بتعديل بنية مدربة مسبقًا طورتها شركة ميكروسوفت تسمى “ResNet50″، مقترنة بتقنية التعلم الآلي التقليدية المسماة “Support Vector Machine”.
وقد أظهرت هذه الطريقة سابقًا دقة تصل إلى 98% عندما يتعلق الأمر بتحديد لوحات رافائيل. وعادةً ما يتم تدريبها على الصور الكاملة، ولكن هنا طلب الفريق منها أيضًا النظر إلى وجوه فردية.
وتمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد الفروق الدقيقة التي تميز وجه يوسف النجار عن بقية اللوحة. لقد رأى ما لا تستطيع العين البشرية رؤيته، وهو التناقض الدقيق في الأسلوب الذي يشير إلى يد فنان مختلف.
لقد كشفت الخوارزمية أن وجه يوسف النجار لم يرسمه رافائيل، بل رسمه فنان آخر، على الأرجح أحد تلاميذ رافائيل، مثل جوليو رومانو. ولم يكن هذا الاكتشاف مجرد شهادة على قوة الذكاء الاصطناعي في التحقق من الوحات الفنية، ولكنه أيضًا لمحة رائعة عن العملية الفنية لأساتذة عصر النهضة. حيث سلط الضوء على التعاون المعقد الذي يحدث غالبًا بين الفنانين ومساعديهم، وأثار أسئلة جديدة حول دور التلاميذ في إنشاء بعض الأعمال الفنية الأكثر شهرة في التاريخ.
تتمتع هذه التكنولوجيا بالقدرة على إحداث ثورة في عالم الفن، حيث توفر لمؤرخي الفن وأمناء المعارض وجامعي الفنون أداة مبتكرة لكشف الحقيقة. ومن خلال الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي، يستطيع الخبراء الآن تحليل التفاصيل الدقيقة للعمل الفني، وكشف الأسرار التي كانت مخفية سابقًا عن العين البشرية.
تثير هذه التكنولوجيا أيضًا أسئلة مهمة حول دور الذكاء الاصطناعي. هل يمكننا الاعتماد فقط على الآلات للتحقق من صحة الأعمال الفنية، أم ينبغي استخدامها كأداة لمساعدة الخبراء البشريين؟ يؤكد الباحثون الذين قاموا بهذه الدراسة على أن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز الخبرة البشرية، وليس استبدالها. إن هذه ليست حالة يستولي فيها الذكاء الاصطناعي على وظائف الناس.
AI Detects Mysterious Detail Hidden in a Famous Raphael Masterpiece | science alert
لعدة قرون، اعتقد الناس أن النعام، عندما يواجه الخطر، يدفن رأسه في الرمال للاختباء. وقد…
توصل باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى اكتشاف رائد يسلط الضوء على العلاقة بين التمارين…
تبدأ قصة الصفائح التكتونية بسؤال، كيف تتحرك قارات الأرض، وما الذي يحرك حركتها؟ لعدة قرون،…
تنفجر النجوم الضخمة التي يزيد حجمها عن حجم الشمس بنحو ثمانية أضعاف في نهاية حياتها…
إن أسرع حيوان على الأرض هو الفهد، حيث يمكنه الوصول إلى سرعات قصوى تبلغ 104…
في عام 1882، أعلن الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه بجرأة وقال "مات الإله"، مما أثار جدلاً…