Ad

“تم منح جائزة نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو Annie Ernaux للشجاعة والفطنة الحادة التي اكتشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية.”

صرحت الأكاديمية السويدية المانحة لنوبل
 (آني ارنو- Annie Ernaux)
(آني ارنو- Annie Ernaux)

من هي آني إرنو الفائزة بجائزة نوبل الأدب 2022؟

تم منح جائزة نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو Annie Ernaux فمن هي؟ ولدت الكاتبة الفرنسية (آني ارنو- Annie Ernaux) عام 1940 ونشأت في بلدة (يفيتوت- Yvetot) الصغيرة (بنورماندي- Normandy)، لأبوين من الطبقة العاملة لديهم محل بقالة ومقهى.

ورغم تواضع بيئتها إلا أنها كانت طموحة لأن أبويها انتشلوا أنفسهم من حافة النجاة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية الأسهل نسبيًا. درست في جامعات (روان- Rouen) ثم في (بوردو-Bordeaux) لتصبح معلمة. وحصلت على درجة جامعية أعلى في الأدب الحديث عام (1971) وبدأت مسيرتها الأدبية في عام 1974 برواية (Cleaned Out – نٌظفت) عن سيرتها الذاتية.

وقد ابتعدت منذ البداية عن الخيال وركزت على واقعها الشخصي، حيث جمعت بين التجارب التاريخية والفردية. كما يتابع كتابتها عدد كبير من القراء، وتتم مراجعتها في معظم الصحف المحلية والوطنية في فرنسا. فضلاً عن كونها موضوعًا للعديد من الكتب والمقابلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمؤلفات الأكاديمية الدولية الكبيرة والصغيرة.

“نحن نركز على الأدب والجودة الأدبية، وليس على الشؤون الدولية الجارية لكن من المؤلم أن كاتبة معروفة بعملها حول الإجهاض قد تم اختيارها في العام الذي ألغت فيه المحكمة العليا في الولايات المتحدة قانون رو ضد وايد” (الخاص بحق الإجهاض للنساء)

الأكاديمية السويدية المانحة لنوبل
بعض كتابتها
بعض كتبها

لماذا منحت نوبل في الأدب لعام 2022 للمؤلفة الفرنسية آني إرنو

اشتهرت فرنسا في الستينيات برموز التحرير: باردو وفوكو وانتفاضة الطلاب ومع ذلك كان ما يقرب من نصف البلاد يعيش مع التهديد المستمر بالحمل غير المرغوب فيه، وهو كابوس مرعب حيث كانت موانع الحمل غير قانونية وكذلك الإجهاض. في أواخر عام 1963، كانت آني أرنو الأولى في عائلتها التي تلتحق بالجامعة وعلى بعد أشهر من التخرج اكتشفت أنها حامل كتاب (يحدث-happening) الذي نُشر في فرنسا عام 2000 وباللغة الإنجليزية بعد ذلك بعام، يعد مذكرات عن معاناة النساء للإجهاض دون الموت أو السجن.

وتم تحويله لفيلم عام 2021 فاز بالجائزة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي وكان أكثر فعالية في نقل رسالة ارنو الأخيرة في ضوء التراجع المستمر عن حقوق المرأة: منع الإجهاض يضع النساء في خطر مميت.

منذ سبعينيات القرن الماضي، نشرت Arnoux ما يقرب من عشرين كتابا، تحتوي على مذكرات من حياتها كفتاة وامرأة عن خلال تباينات قوية تتعلق بالجنس واللغة والطبقة وتغطي مراهقتها وعلاقاتها الأسرية والأمراض وشؤون الحب وعملها واقعي للغاية لدرجة أن النقاد والناشرين الناطقين باللغة الإنجليزية يصنفون كتابتها مذكرات رغم أنها تصر دائمًا على أنها تحوي الواقع والخيال.

وتمت ترجمة العديد من أعمالها إلى اللغة الإنجليزية، وتم ترشيحها لجائزة البوكر الدولية لعام 2019 عن كتابها (السنوات- The years) كما حصلت على جائزة رينودو الأدبية عام 1984.

لذا فإن سعيها الدؤوب وتركيزها الفائق على قضايا الأسرة والطبقة والمساواة بين النساء والرجال والتعبير عن المرأة بين ذكرياتها وواقعنا المعاصر قد منحها أسبقية على منافسيها الأكثر شهرة وتأثيرًا سياسيًا.

التغلب على المنافسين الأكثر شهرة!

ضمن مرشحي نوبل لهذا العام الكاتب البريطاني الأشهر سلمان رشدي باعتباره المرشح المفضل للفوز بنوبل في الأدب لعام 2022 استنادًا إلى مواقع التوقعات على الإنترنت ثم الروائيين العظام:

خافيير مارياس أحد أبرز وجوه الأدب المعاصر باللغة الإسبانية والذي فارق الحياة في عيادة بالعاصمة الإسبانية إثر التهاب رئوي “تسبب به وباء كوفيد-19” موخرًا.

وهيلاري مانتيل الفائزة مرتين بجائزة بوكر الأدبية البريطانية العريقة عن كتابين من سلسلة كتبها التي تُرجمت إلى 41 لغة. كما حظى آخر جزء من هذه السلسة بإشادة النقاد، وتشكلت يوم صدوره طوابير من القرّاء أمام المكتبات لشرائه. لكنها توفيت ايضًا هذا العام، وغرّدت مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر (جيه كيه رولينج) إنّ مانتيل كانت عبقرية. وكتب حساب جائزة بوكر الأدبية البريطانية في تويتر نعيًا لها قائلًا: “إنّ جميع القيّمين على الجائزة حزينون جداً لوفاة هيلاري مانتيل”.

حملات دعم سلمان رشدي

في أعقاب الهجوم على الكاتب البريطاني (سلمان رشدي- Salman Rushdie) في 12 أغسطس، ومحاولات طعنه عندما كان على وشك إلقاء محاضرة في معهد (تشوتاكوا-Chautauqua) نيويورك، بدأت العديد من المؤسسات والجمعيات الأكاديمية في مطالبة لجنة نوبل بالأكاديمية السويدية لمنحه جائزة نوبل في الأدب لهذا العام.

ومن بين المؤلفين الذين طالبوا بالاعتراف برشدي الفيلسوف الفرنسي (برنارد هنري ليفي- Bernard-Henri Lévy) ووزيرة الثقافة الفرنسية (فرانسواز نيسن- Françoise Nyssen)، والكتاب البريطانيان (إيان ماك إيوان- Ian McEwan) و(نيل جايمان- Neil Gaiman)، والكاتبان الهنديان (كافري نامبيسان- Kavery Nambisan) و(أًدل جوساوالا- Adil Jussawalla) والكاتبة الكندية (مارغريت أتوود- Margaret Atwood).

سلمان رشدي
سلمان رشدي

“يظهر لنا سلمان رشدي حقيقة أنه إذا لم ندافع عن حرية التعبير، فنحن نعيش في طغيان”.

(مارغريت أتوود- Margaret Atwood)


كما وضح الصحفي الأمريكي (ديفيد ريمنيك- David Remnick) سبب استحقاق رشدي لجائزة نوبل قائلا:

“بصفته فنانًا أدبيًا فإن رشدي يستحق بشدة جائزة نوبل، ولا تتعزز القضية إلا من خلال دوره كمدافع بلا هوادة عن الحرية ورمزًا للمرونة. ولا يمكن لمثل هذه البادرة أن تعكس موجة الرجعية التي اجتاحت العالم. وبعد كل خياراتها المحيرة فإن الأكاديمية السويدية لديها فرصة الرد على بشاعة حكم الإعدام الرسمي الصادر ضد سلمان بجائزة مرموقة لتوبيخ جميع رجال الدين والمستبدين والديماغوجية -بما في ذلك الغرب- الذين يحفزون أتباعهم نحو قمع الحريات الإنسانية وحرية التعبير. إن محنة رشدي تذكرنا بأننا لم نتحرر أبدًا، لكن الوصول يستحق الثمن.”

من هو سلمان رشدي؟

اشتهر الكاتب سلمان رشدي بروايته المثيرة للجدل عام 1988، (آيات شيطانية- Satanic Verses). وقد أصدر بشأنها فتوى بوجوب قتل الكاتب من المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخميني. لذا يدرج سنويًا في قائمة توقعات جائزة نوبل، حيث عبر الصحفي جيف سيمون من جريدة The Buffalo News عن إمكانية فوز رشدي بالجائزة المرموقة قائلاً:

“جائزة نوبل لرشدي لن تكون فقط رسالة مجيدة من حضارتنا إلى كل من يشجب (الكلمة الحرة)؛ بل سيكون في الواقع وسيلة لاسترداد جائزة نوبل للآداب في وقت الحاجة، والآن تخيل فقط ما قد يعنيه ذلك إذا قرروا منح جائزة نوبل له فهو يعيش ويعمل حاليًا في أمريكا ولكنه رمز حضاري للشجاعة المطلوبة في كثير من الأحيان للكلمة المكتوبة في هذا العالم”

يشتهر رشدي بأعماله الأدبية مثل (أطفال منتصف الليل- Midnight’s Children) (1981)، و(تنهد المور الأخير- The Moor’s Last Sigh) (1995)، و(شاليمار المهرج- Shalimar the Clown) (2005)، و(جوزيف أنطون: مذكرات- Joseph Anton: A Memoir) (2012)، سردًا لحياته في أعقاب الأحداث التي أعقبت الآيات الشيطانية، منذ ذلك الحين أصبح رمزًا لـ “حرية التعبير” في عالم الأدب.

تمنح الجائزة الأكاديمية السويدية سنويا وتبلغ قيمتها 10 ملايين كرونة سويدية (914704 دولار/حوالي مليون دولار)، برأيك من يستحق الجائزة أكثر، ومن من كتاب العرب يستحق الجائزة؟

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


أدب

User Avatar

Dina Fawzy

Art historian, Writer, Teacher, and Science enthusiast. with a deep love for both teaching and learning, here Researching and waiting for great things to be discovered, and exciting changes to happen in the world of Art, Science, and Technology.


عدد مقالات الكاتب : 31
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق