Ad
هذه المقالة هي الجزء 8 من 11 في سلسلة أثر الموسيقى وتطورها

رافقت الموسيقى الإنسان منذ القدم، من خلال الغناء والرقص والعزف. وتُعتبر آلة الفلوت واحدة من أقدم الآلات الموسيقية على الإطلاق، لكنها أخذت أشكالاً عدّة مع اختلاف العصور والمناطق حول العالم. إذن ما هي آلة الفلوت؟ وما هو تاريخها؟

ما هي آلة الفلوت؟

آلة الفلوت (الناي بالعربية) هي آلة موسيقية نفخية معدنية أو خشبية، على شكل أنبوب رفيع مثقوب. وتصدر الموسيقى من خلال تذبذب الهواء داخل الآلة أو اصطدامه بحافتها. تتعدّد أشكال آلات الفلوت ويمكن تصنيفها إلى نوعين. النوع الأول يتضمن آلات الفلوت الطولية (كالناي العربي والكافال البلقانية والريكوردر والبان بايب Panpipe)، وينفخ العازف فيها من الفتحة الموجودة في الأعلى ويتجه الهواء نحو فتحة الآلة السفلية. أما النوع الثاني فهو يشمل الآلات العرضية، التي يحملها العازف بشكل أفقي (غالبًا باتجاه اليمين)، وينفخ في فتحة جانبية. ومن أبرز الأمثلة على النوع الثاني هي الفلوت الغربية (Flûte traversière) وهي من أشهر آلات الفلوت وأكثرها انتشارًا.

تاريخ آلة الفلوت:

هي تُعتبر من أقدم الآلات الموسيقية التي اخترعها الإنسان، فقد اكتشف علماء الآثار آلات فلوت قديمة جدًا تعود إلى ما بين 35 ألف و 40 ألف عام، وذلك في مناطق مختلفة من العالم (الصين، أوروبا، أفريقيا) ممّا يبين استخدام الفلوت بأشكال مختلفة من قبل حضارات قديمة عديدة. صنع إنسان العصر الحجري آلات الفلوت من عظام الحيوانات كالماموث والطيور، أو من القصب.

ظهرت أوائل الكتابات عن الفلوت في اللغة السومرية في حوالى العام 2600 قبل الميلاد. كما ظهر دور هذه الآلة في الديانة الهندوسية بحيث يعزف الإله كريشنا مستخدمًا آلة الفلوت المقدسة.

وصلت الفلوت العرضانية إلى أوروبا للمرة الأولى في العصور الوسطى من خلال التبادل مع الإمبراطورية البيزنطية، وقد انتشرت بشكل خاص في ألمانيا.

خلال الفترة القائمة بين 1100 و1200 بعد الميلاد، استُخدمت لعزف موسيقى البلاط وفي الموسيقى العسكرية في أوروبا.

في عصر النهضة، انتشر عزف الفلوت الجماعي بين العازفين وسمّيت هذه الموسيقى ب”موسيقى القرين – Consort music”. ابتداءً من القرن السابع عشر، جمعت هذه الموسيقى آلة الفلوت مع آلات أخرى. كما عمل صانعو الآلة، خصوصًا في إيطاليا وهولندا، في هذه الفترة على زيادة أجزاء إضافية (مما يعني إمكانية عزف نوتات إضافية) على الآلة.

بدأ في بدايات القرن الثمن عشر اعتماد آلة الفلوت لعزف السولو (أي العزف المنفرد)، وقد كتب المؤلفون الموسيقيون العظماء أمثال فيفالدي و باخ و هانديل العديد من المعزوفات الخاصة للفلوت.

تصميم الفلوت الحديث:

في العام 1847، صمم صانع الآلات الألماني “ثيوبالد بويم – Theobald Boehm” شكلًا حديثًا للفلوت، بحيث أضاف المفاتيح على الأنبوب المعدني، ممّا أسس لشكل الفلوت الغربي الحديث الذي نعرفه اليوم.

تُعتبر الفلوت الغربية واحدة من أهم آلات الموسيقى الكلاسيكية و موسيقى الجاز، كما تظهر أحيانًا في موسيقى البوب. أما أنواع الفلوت الأخرى فهي غالبًا تشكل جزءًا من الموسيقى التقليدية لبلدان مختلفة (كالناي و المزمار للموسيقى الشرقية، والفلوت الهندية).

في نهاية هذا المقال، أقترح لك عزيزي القارئ مجموعة من المعزوفات لأنواع مختلفة من الفلوت، وأتمنى لك وقتًا ممتعًا:

المصادر:

Britannica
Yamaha.com
Theinstrumentplace.com

إقرأ أيضًا: تاريخ الموسيقى

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Riham Hamadeh
Author: Riham Hamadeh

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


تاريخ فنون موسيقى

User Avatar

Riham Hamadeh


عدد مقالات الكاتب : 49
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *