Ad

هل سنتمكن من حرق الدهون بدون حمية وتمارين ؟

في غمرة العديد من الحميات الغذائية والأنواع اللامتناهية من التمارين الرياضية الشاقة لا بُد وأنه قد جالت في خاطرك أمنية صغيرة تأمل فيها وجود علاج سحري قادر على حرق الدهون وإنقاص الوزن وتخليصك من عبء هذه الأنظمة المستحيلة، قد تبدو هذه الأمنية خيالية وصعبة المراد ولكن يسعدنا عزيزي القاريء أن نقدم لك بصيصا من أمل وإجابة إيجابية لسؤال هل سنتمكن من حرق الدهون بدون حمية وتمارين؟

بعض المعلومات التشريحية والحيوية

قبل البدء بالحديث عن العلاج المُنتظَر لا بُد أن نوضح لك عزيزي القاريء بعض المفاهيم والتركيبات الحيوية التي ستساعدك في فهم الدراسة، دعنا أولا نوضح الفرق بين أنواع الأنسجة الدهنية في الجسم والتي تقسم إلى:

– الأنسجة الدهنية البيضاء : والتي تتلخص وظيفتها في تخزين وتحرير الدهنيات التي تمد الجسم بالوقود خلال ساعات الإنقطاع عن الطعام.
– الأنسجة الدهنية البنية : والتي تتلخص وظيفتها في المحافظة على درجة حرارة حديثي الولادة عن طريق حرق الدهون الثلاثية في عدد وافر من عضيات المايتوكندريا وذلك لإنتاج الطاقة، تحدث هذه العملية بسبب تواجد الغشاء الداخلي للمايتوكندريا الحاوي على UCP1.

Uncoupling protein 1 او UCP1 يوجد في الأنسجة الدهنية البنية وتتلخص وظيفته بفك أكسدة الأحماض الأمينية في المايتوكندريا من اجل فسفرة جزي الطاقة ATP وبالتالي إطلاقه على شكل حرارة.

تنظم عملية انتاج الطاقة عن طريق افراز النورابينفرن Norepinephrine بعد اختبار المستقبلات الحسية في الجلد ومستقبلات الحرارة المركزية لدرجة حرارة منخفضة، النتيجة بشكل أساسي تكون بتكسير وحرق الدهون الثلاثية واستخدامها كمصدر للطاقة، تعد مستقبلات بيتا ١ وبيتا ٢ وبيتا ٣ الأدرينالينية من أهم هذه المستقبلات.

دراسة حديثة

اكتشف فريق بحث وطني كيفية تنشيط الأنسجة الدهنية البنية في جسم الانسان، وهذا لربما يقود لعلاج جديد لمرض السكري من النوع الثاني والمساهمة في حرق الدهون وإنقاص الوزن والتخفيف من السمنة، الدراسة هي نتاج التعاون بين Centre de recherche du Centre hospitalier universitaire de Sherbrooke (CRCHUS) و the Novo Nordisk Foundation Centre for Basic Metabolic Research في جامعة كوبنهاجن Copenhagen university وتم نشرها في Cell Metabolism.

الدهون البنية لها قدرة على انتاج الطاقة –عملية تدعى توليد الحرارة Thermogenesis – بعد تحفيزها عند تعرضها للحرارة الباردة او إشارات كيميائية. يملك الانسان ثقل قليل من هذه الدهون البنية وقد افترض العلماء منذ فترة طويلة ان إيجاد طرق بديلة لاستخدام الدواء كمحفز للدهون يساعد على تحسين عمليات الأيض وزيادة حرق الدهون وإنقاص الوزن.

تحفيز عملية توليد الحرارة Thermogenesis عن طريق الأنسجة الدهنية البنية brown adipose tissue (BAT) لطالما كان هدف جذاب لتحسين عمليات الأيض Metabolism.

الأدوية التي تستهدف مستقبلات بيتا ٣ الأدرينالينية أعتقد أنها وسيط غير مباشر في عملية توليد الحرارة في الأنسجة الدهنية البنية لكن النتائج كانت غير مرضية بشكلٍ كافٍ، فتناول محفزات مستقبلات بيتا ٣ الأدرينالينية كدواء mirabegron تزيد من توليد الحرارة في الأنسجة الدهنية البنية عندما تعطى بالحد الأعلى من الجرعة المسموحة. وهذا يقود الى ارتباط بمستقبلات بيتا ٢ وبيتا ١ الأدرينالينية وبالتالي التأثير على جهاز الدوران وتحلل انسجة الدهون البيضاء.

اكتشف العلماء الآن أن مستقبلات بيتا ٢ الأدرينالينية Beta2 adrenergic receptors في الأنسجة الدهنية البنية هي مسؤولة عن تنشيط عملية توليد الحرارة Thermogenesis.

يرى الدكتور دينيس بلوندين Denis Blondin من CRCHUS ان النتائج تفسر سبب فشل العديد من التجارب السريرية التي كانت قائمة على محاولة حث الأنسجة الدهنية البنية على حرق الطاقة.

” ظهر لنا أنه لربما كنا نسدد هدفا في المرمى الخاطيء. مقارنة بالقوارض، فالدهون البنية لدى الأنسان تنشط عن طريق تحفيز مستقبلات بيتا ٢ الأدرينالينية، وهي المستقبلات ذاتها المسؤولة عن إطلاق الدهون من الأنسجة الدهنية البيضاء”.

ترى الأستاذة المشاركة كاميلا شيل من CBMR أن لهذه النتائج تطبيقات علاجية :

” تنشيط الدهون البنية يساعد على حرق سعرات حرارية وحرق الدهون وبالتالي إنقاص الوزن، كما أنه يحسن حساسية الأنسولين وحتى أن له تأثير بتنظيم الشهية. بيناتنا تظهر مفتاح مجهول مهمته فك وفهم العديد من الرموز حول آلية عمل العمليات سابقة الذكر عند الانسان وهذا كله سيكون مكسب عظيم للذين يعانون السمنة والسكري من النوع ٢”.

المرحلة التالية من البحث ستبدأ في الخريف القادم، وستكون منصبة على إثبات صحة النتائج وذلك باستخدام أدوية ترتبط بمستقبلات بيتا ٢ الأدرينالينية في الدهون البنية. يوضح الاستاذ اندريه كاربنتير André Carpentier من CRCHUS :

” خطوتنا القادمة ستكون استخدام دواء يحفز بشكل خاص المستقبلات في الدهون البنية وتحديد الكمية المستخدمة لحرق الدهون والسعرات الحرارية عند الانسان. عندما ننهي هذه الخطوة، سنباشر دراستنا على مرضى السكري من النوع الثاني ونحدد فيما اذا كان هذا النهج فعال في تحسين السيطرة الأيضية لدى هؤلاء المرضى.”

اقرأ أيضًا عن اللياقة البدنية والسمنة، هل يمكن وجودهما معًا؟

المصادر
https://bit.ly/3a6G20f
https://bit.ly/3ic4Wye
https://bit.ly/2PGKYPO
https://bit.ly/2DACqI2

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة طب صحة أحياء

User Avatar

Fatima Sulaiman

صيدلانية تحب الكتب والموسيقي والشاي


عدد مقالات الكاتب : 23
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق