أعلنت الحكومة البريطانية عن اختبار لقاح لفيروس كورونا في المملكة المتحدة، حيث أعلن وزير الصحة «مات هانكوك-Matt Hancock» أن التجارب البشرية للقاح فيروس كورونا في جامعة أكسفورد ستبدأ يوم الخميس، وقال أحد أعضاء فريق أكسفورد إذا نجحت التجارب، فقد تكون ملايين الجرعات من اللقاح متاحة للأستخدام بحلول خريف هذا العام، ويعتبر تطور يشير إلى بداية سيطرة العالم على تفشي المرض الذي أودى بالفعل بحياة 175000 شخص وتسبب في أضرار اقتصادية مدمرة.
وفي حديثه في المؤتمر الصحفي اليومي «لداونينج ستريت-Downing Street» قال هانكوك إن الحكومة تحاول قدر المستطاع البحث عن لقاح وأعلن أنه سيقدم 20 مليون جنيه إسترليني إلى فريق أكسفورد للمساعدة في تمويل تجاربه السريرية، مع زيادة 22.5 مليون جنيه إسترليني للباحثين في «امبريال كوليدج لندن-Imperial College London».
على الرغم من وقت التطور الطبيعي الذي يبلغ 18 شهرًا أو أكثر للقاح، يعتقد باحثو أكسفورد بقيادة الأستاذة «سارة جيلبرت-Sarah Gilbert l» أن الإنتاج على نطاق واسع يمكن أن يبدأ في وقت مبكر من سبتمبر.
قال السيد هانكوك إن الحكومة ستستثمر الآن في القدرة التصنيعية بحيث إذا كان لقاح أكسفورد أو إمبريال يعمل بأمان، فسيتم إتاحته للجمهور البريطاني في أقرب وقت ممكن.
جاء التطور على النحو التالي:
ارتفع عدد وفيات المملكة المتحدة في المستشفيات إلى 17337 حالة وفاة، إضافة إلى ذلك 828 حالة وفاة من مرضى فيروس كورونا.
أظهرت أرقام مكتب الإحصائيات الوطنية أن الأسبوع الماضي يوم 10 أبريل كان الأكثر دموية في إنجلترا «وويلز-Wales» منذ عام 2000، حيث ثبتت 18،516 حالة وفاة بفيروس كورونا.
عن «داونينج ستريت-Downing Street» “بالتأكيد نقف وراء هدف السيد هانكوك بإجراء 100 الف أختبار يومي للفيروس التاجي بنهاية أبريل، على الرغم من إجراء 18206 اختبارًا فقط في آخر 24 ساعة.”
أوضح البروفيسور «أندرو بولارد-Andrew Pollard»: “إذا نجحت التجارب، فستكون هناك عقبة فنية كبيرة أمام رفع جرعات اللقاح إلى عشرات الملايين أو حتى المليارات التي يحتاجها العالم، وتعتبر عملية تصنيع مثل هذه الكميات الكبيرة من اللقاحات عملية مختلفة، تعتبر القدرة على القيام بذلك حول العالم محدودة للغاية، إن مشروع أكسفورد حصل على تقدم كبير من خلال العمل الذي تم بالفعل على «الفيروسات التاجية-Sars and Mers» بعد تفشي المرض في السنوات الأخيرة. علاوةً على أنه حينما ظهر هذا الفيروس الجديد، كان هناك بالفعل عمل جار في أكسفورد بشأن فيروس كورونا «فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية- Mers» وكان هناك لقاح تتم تجربته على البشر، وكما تم اكتشاف الشفرة الوراثية من الفيروس التاجي الجديد في يناير وكان من الممكن العودة إلى تلك الشفرة الوراثية وجعل هذه اللقاحات الجديدة ممكنة. لقد تم تطوير اللقاحات في المختبر ونقلها إلى منشأة تصنيع في أكسفورد لجعل الجرعات الأولى جاهزة للتجارب، لكن تجربة أكسفورد لم تكن مضمونة لإنتاج لقاح ناجح، من هنا يجب أجراء التجارب السريرية من أجل تحديد مدى نجاح اللقاحات ومدة الحماية التي توفرها اللقاحات إذا ثبتت قدرتها على الحماية.”
حذر أستاذ الصحة العالمية في إمبيريال «ديفيد نابارو-David Nabarro» المبعوث لمنظمة الصحة العالمية، من عدم احتمالية تطوير لقاح آمن وفعال للمرض، وأنه قد يتعين على البشرية إيجاد طرق للتعايش مع هذا الفيروس كتهديد مستمر.
وحذر السيد هانكوك: “بأنه لا يوجد شيء مؤكد بشأن هذه العملية، حيث يعتبر تطوير اللقاح مسألة تجربة قابلة للخطأ والمحاولة مرة أخرى، وهكذا تجري عملية تطوير اللقاحات، ثم أكَد للبروفيسور «جيلبرت-Gilbert» والأستاذ الإمبراطوري «روبن شاتوك-Professor Robin Shattock» أن الحكومة ستدعمهم إلى أقصى درجة وستوفر لهم كل الموارد التي يحتاجونها لمنحهم أفضل فرصة ممكنة للنجاح في أقرب وقت ممكن، وإلى جانب ذلك عبرَ عن المكاسب الأقتصادية الهائلة التي ستحصدها المملكة المتحدة إذا كانت أول من يستطيع إطلاق لقاح يمكن أن يحمي العالم كله ضد «فيروس كورونا-Covid-19». على المدى الطويل، فإن أفضل طريقة لهزيمة الفيروس التاجي هي من خلال اللقاح، فهو مرض جديد وعلم غير مؤكد، لكنني متأكد من أننا سنقدم كل ما لدينا من أجل تطوير اللقاح، وإن المملكة المتحدة في طليعة الجهود العالمية لقد وضعت أموالًا أكثر من أي بلد آخر في البحث العالمي عن لقاح، وعلى الرغم من الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم يجري هنا تطويران رئيسيان للتطعيمات.”
في حين أن الآمال بتحقيق تقدم كبير في اللقاح تتصاعد ألا أنه شدّدَ على عدم الإستهانة في إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي. فالفيروس التاجي عدو قوي إلا ان براعة الإنسان أقوى، كل يوم يتحسن العلم ويتقدم خطوة، وبالتالي نجمع ونفهم المزيد من المعلومات حول كيفية هزيمة المرض، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا البقاء في المنزل، وحماية هيئة الخدمات الصحية الوطنية و منقذين الأرواح.
المصدر:
اقرأ أيضاً: أبل وجوجل في مواجهة الكورونا بتطبيق جديد
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :