محتويات المقال :
نهاية رحلة سيارة البيتل الأسطورية
بعد ثمانون عاماً، طريق سيارة البيتل أو الدعسوقة قد شارف على الإنتهاء. حيث أعلنت شركة فولكسواجن Volkswagen عن توقفها عن إنتاج هذه السيارة خلال عام ٢٠١٩ وبذلك سنشهد خلالها نهاية رحلة سيارة البيتل الأسطورية .
بتفويض من أدولف هتلر عام ١٩٣٠ ، صمم المهندس Fardinand Porsch السيارة التي صُنعت لتكون ” سيارة العامة ” وفي متناول الجميع نظراً لكونها عملية ومقبولة الثمن، وخلال ثلاثة عقود أصبحت الدعسوقة نموذج مثالي للسيارات راجت برواج شعارها ذائع الصيت ” Think Small “ أي فكّر بشكل مصغر أو متواضع.
بعد توقف ألمانيا عن تصنيع البيتل عام ١٩٧٠، عادت شركة فولكسواجن إلى إنتاج الشكل الجديد منها عام ١٩٩٨ وكان هذا الشكل بمثابة إحياء بصري للتصميم الأصلي الأول لسيارة البيتل، تعديل أخر شهدته الدعسوقة في عام ٢٠١٢ لكنه لم يكن كافياً أمام موجة تدني المبيعات والتي إنحدرت من ٤٣ ألف عام ٢٠١٣ إلى ١٥ ألف خلال عام ٢٠١٨.
في نهاية رحلة سيارة البيتل الأسطورية وكنوع من الإمتنان للسيارة التي جعلت من فولكسواجن واحدة من أكبر مصنعي السيارات في العالم، إرتأت الشركة إصدار تصميمين أخيرين، النسخة الأخيرة من SE والنسخة الأخيرة من SEL . حتى ذلك الحين، دعونا نلقي نظرة على الدعسوقة وتاريخها .
١٩٣٨
في محاولة لإنتاج سيارة في متناول العاملين الألمان وموازية لشهرة سيارة فورد في الولايات المتحدة، أصدر أدولف هتلر أمرا إلى المهندس فارديناند لتصميم مركبة بسيطة تجارية مناسبة لعامة الناس، يملك النموذج الأول محرك في المحور الخلفي مُبرّد بالهواء، كما أستعيرت عناصر التصميم من نموذج لتصميم سيارة بورش Porsche ونماذج أخرى متعددة من مصنع المركبات التشيكوسولفيكي تاترا Tatra.
في شهر أيار وضع هتلر حجر الأساس لمصنع فولكسواجن في مدينة ولفسبرج Wolfsburg في ألمانيا، لكن بسبب الحرب العالمية الثانية توقف الإنتاج المدني للسيارة وأقتصر فقط على صنع السيارات الخاصة بضباط الجيش، كما استحوذ هتلر على أول دعسوقة ذات غطاء قابل للطي.
١٩٤٦
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية وُضِع المصنع تحت السيطرة البريطانية ومع نهاية العام تم إنتاج ما يزيد عن عشر الآف مركبة وخلال عقدٍ واحد بيع ما يقارب المليون مركبة.
١٩٥٠
بعد نجاح أسواق ما خلف البحار، شقّت فولكسواجن طريقها نحو الولايات المتحدة ، وبحلول ١٩٥٥ وجدت الشركة مستقرها على الأراضي الأميركية.
١٩٥٩
في هذا العام وبرعاية William Bernbach أحد المؤسسي الثلاث لوكالة Doyle Dane Bernbach إختصارا DDB للإعلانات ، أبتكر Julian Koenig و Helmut Krone الإعلان الأسطوري للبيتل حيث يشمل الإعلان على خلفية بيضاء يتوسطها سيارة البيتل الصغيرة معنون بجملة ” Think Small ” أي فكر بشكل مصغر وبتواضع وفكّر بالدعسوقة الصغيرة.
“ من الممكن أننا أنجرنا إنجازا كبيرا بسبب تفكرينا المتواضع “
بعدها بأربعون عام، تم وصفه كأفضل حملة إعلانية في القرن العشرين.
١٩٦٨
في هذا العام أصدرت ديزني اول فيلم من الأفلام الست المتعلقة بالشخصية الكرتونية Herbie دعسوقة الحُب ، هذه الشخصية هي سيارة ذات مجسم بيتل مطبوع على غطائها الرقم ٥٣، وهي تمثل إلى حد كبير ما هو معروف اليوم بالسيارات ذاتية القيادة والإدراك.
واحدة من السيارات التي استخدمت عام ١٩٧٧ في فيلم هيربي يزور مونتي كارلو و١٩٨٢ في فيلم هيربي يزور بانانز، بيعَت في مزاد Barrett Jackson العلني للسيارات مقابل ١٢٨ الف دولار مسجلةً بذلك رقما قياسيا للبيتل.
١٩٧١
قدمت شركة فولكسواجن نموذج فاخر للبيتل عُرف بالبيتل الخارقة، حيث تميزت هذه السيارة بنظام تعليق أمامي جديد ومساحة صندوق أكبر.
في السنة اللاحقة، وتحديدا في السابع عشر من شهر شباط، تم تشغيل خط تجميع بيتل رقم ١٥.٠٠٧.٠٣٤ والتي بشكل لا مثيل له أطاحت بعرش فورد نموذج T التي كانت متربعةً عليه كأكثر سيارة مبيعا في العالم.
١٩٩٨
بعد ستون عاماً تطل علينا البيتل بحلتها الجديدة مع التحديث المهم الذي منحته لها فولكسواجن والذي كان بمثابة استدعاء للنسخة الاولى من المركبة، تم الكشف عنها في معرض Detroit للسيارات .
من الحقائق التي يجب أن نولي لها إنتباها هنا، هو أن المدير التنفيذي لشركة فولكسواجن في ذلك الوقت هو Ferdinand Piech حفيد المهندس فيرديناند بورش مصمم اسطورة البيتل.
٢٠١٨
مع التراجع المتباين في المبيعات منذ عام ٢٠١٣ بالإضافة إلى توجه الشركة نحو تصنيع المركبات الكهربائية ، أعلنت فولكسواجن أن الدعسوقة قد وصلت إلى نهاية مشوارها والذي ستنهيه بنموذجين أخيرين : النسخة الأخيرة من SE والتي يبدا سعرها من ٢٥.٩٩٥ دولار ، والنسخة الأخيرة من SELL والتي يبدأ سعرها من ٢٩.٩٩٥ دولار وستكون جميعها متوفرة بخاصية قابلة للطي.
يبقى السؤال الآن ، هل ستكون هذه أخر رحلة لسيارتنا الصغيرة؟
في خطابه الأخير، الرئيس والمدير التنفيذي لفولكسواجن في أميركا Hinrich J. Woebcken قال :
“ لا تقول أنه لا يمكن “
المصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :