ملخص “حلم رجل مضحك” فيودور دوستويفسكي
“أصبحت فجأة لا أغضب من الناس بل ما عدت ألاحظ وجودهم” فيودور دستوفيسكي، حلم رجل مضحك
تبدأ القصة بشعور طاغي يسيطر على البطل بأن لا شيء مهم في الحياة لا شيء يستدعي الاهتمام أو التفكير لم يعد لديه شغف تجاه أي شيء حتى أنه توقف عن التفكير وأصبح شخص فارغ صامت يثير ضحك كل من حوله، هادئ لدرجة أن الناس لا يلاحظوا وجوده أحيانًا وكان هذا يغضبه في الماضي وتسيطر عليه التعاسة ولكن الآن وصل إلى حالة من عدم الاكتراث ولم يعد يهمه ما يحدث حوله، وصل به الحال لأنه قرر الانتحار وبرغم سوء حالته المادية فقد اشترى مسدس رائع لينفذ قراره ولكنه ظل متردد لفترة طويلة ومع كل يوم جديد يضع المسدس أمامه ولا يقدر على التنفيذ وفي ليلة بعينها قد عزم الأمر على أخذ تلك الخطوة وفي طريق عودته للمنزل أوقفته فتاة صغيرة في ثياب رثة مبللة من المطر وحذاء مثقوب تطلب منه المساعدة لأن والدتها تحتضر ولكنه نهرها بشدة ورفض مساعدتها ومضى في طريقه.
وعندما وصل لشقته الفقيرة جلس إلى الطاولة ووضع أمامه المسدس لينفذ ما عزم عليه، ولكن عصفت في رأسه الكثير من الأفكار حول ما فعله مع تلك الفتاة المسكينة واعتصر قلبه من الحزن عندما تذكر كيف نهرها ولماذا لم يساعدها فبالرغم من فقدانه الرغبة في الحياة فهو ما زال يستطيع الشعور بالحزن ومرة أخرى يفكر أنه لا يهتم بشيء وأنه بعد قليل سيصبح شيء من الماضي سيصبح غير موجود فلماذا كل هذا الحزن واللوم المؤلم.
ظل على هذه الحالة من عذاب النفس والتبرير حتى غلبه النوم واستغرق في حلم غريب غير الكثير من مفاهيمه وعدل بعدها عن فكرة الانتحار بل أنه عزم الأمر على أن يبحث عن تلك الفتاة ويساعدها.
يبدأ الحلم بأنه قام بالانتحار عن طريق تصويب فوهة المسدس إلى قلبه بدلُا من عقله كما كان يريد وتناثرت الدماء في كل مكان، رأى جيرانه يقومون بوضعه في صندوق ودفنه ومر بعض الوقت حتى فتح الصندوق ووجد نفسه في عالم آخر يشبه الأرض ولكنه ليس التي عهدها وشمس تشبه شمسنا ولكنها ليست هي وجد سكان مختلفين وجوههم مشرقة نقية تنم عن الحكمة والهدوء والرزانة وتخيل أنها الأرض قبل أن تلطخها الخطيئة ويعيش عليها بشر لم يعرفوا معنى الخطيئة بعد، أخذوه إلى بيوتهم واعتنوا به وأحاطوه بكل الحب والدفء وأحس هو الآخر بحبه لهم ورأى أن ما يعرفه هؤلاء البشر غير ما نعرفه وتطلعاتهم أيضا مختلفة لا تعذبهم الرغبات ولا يضنيهم الفضول ومحاولات معرفة الحياة هم فقط يعيشون بسلام.
لا يعرفوا معنى كلمتي حسد وخصومات، لم يعرفوا الأمراض كان شيوخهم يموتون بهدوء محاطين بالجميع، أدرك وهو معهم أنه لم يكره الأرض التي كان يعيش عليها مسبقًا كما كان يظن ولم يكره هؤلاء الذين ضحكوا منه أو جعلوا حياته جحيمًا ولكنها كانت نوبات غضب تعتريه من وقت لآخر.
مع كل هذا الوقت الذي قضاه في هذا المكان بدأ يؤثر فيهم هو الآخر فبدأوا بتعلم الكذب على سبيل المزاح والدعابة وسرعان ما أعجبتهم تلك اللذة التي شعروا بها والتي ولدت لديهم الشعور بالغيرة ثم القسوة، وحدث أول حادثة قتل بينهم أصابت داخلهم الذعر فافترقوا عن بعضهم وظهرت التحالفات الواحد ضد الآخر، ثم تطور الأمر إلى أنهم بدأوا يتحدثون بلغات مختلفة وعرفوا معنى الاكتئاب وظهرت لديهم مفاهيم مثل الأخوة والإنسانية والشرف وعندما شاعت بينهم الجرائم اخترعوا العدالة وأقاموا المحاكم وصنعوا المقصلة لتنفيذ الأحكام.
حاول أن يصلح ما أفسده ويقنعهم بأنهم كانوا قبل هذا سعداء أنقياء ولكن لا جدوى، رفضوا تصديقه وسموا ما يتحدث عنه بالخرافة والحلم وابتعدوا عنه وظنوه مجنونا وأخبروه أنهم وجدوا الطريق وأن البحث عن الحقيقة هو الأهم ويضمن لهم الوعي بالحياة والسعادة ويمنحهم الحكمة.
ظهرت مشاعر الأنانية والنرجسية لدى كل منهم وأصبح كل واحد فيهم يسعى لإذلال الآخر والخفض من شأنه ثم ظهرت العبودية فأصبح القوي منهم يستعبد الضعيف قسرا، ثم ظهرت فئة من الصالحين بذلوا كل الجهد لإقناع القوم بأنهم يسيروا نحو الطريق الخاطئة ولكن لم يسمع لهم أحد، اندلعت الحروب وظهرت ديانات غريبة من العدم وحملت وجوههم علامات العذاب والمعاناة.
كان يشعر بالألم والشفقة عليهم فقد أحب العذاب لنفسه ولكن ليس لهم، نفذ الحزن إلى قلبه وتوسل إليهم كي يصلبوه أو يعذبوه جراء فعلته تلك لكنهم اعتبروه خطرا عليهم وأمروا بوضعه في بيت المجانين فأحس بالحسرة والألم وأن قلبه ينقبض بقوة في هذه اللحظة استيقظ من نومه، فوجد نفسه في غرفته على الكرسي كما هو والهدوء يعم المكان.
استيقظ من الحلم وهو شخص آخر تدور في رأسه الكثير من الأسئلة وأدرك الكثير من الحقائق من أهمها أن عليه أن يحب الآخرين كما يحب نفسه ورفض فكرة أن الوعي بالحياة فوق الحياة نفسها وأن معرفة قوانين السعادة أعلى درجات السعادة ورأى وجوب محاربة هذه الأفكار بالتحديد لأن ما يتعلق بالحياة أو السعادة أبسط من تلك الأفكار المعقدة التي لا تجلب سوى التعاسة والاكتئاب.
للمزيد من ملخصات الكتب
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :