يقضي الأطفال تحت سن 8 سنوات والمراهقين الكثير من الوقت أمام شاشات الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، حتى التلفاز، لأغراض عِدة منها الدراسة واللعب أو التواصل. تأمل تلك الحقيقة ودعنا نذكر لك ما هو تأثير الشاشات على الأطفال؟
نعلم جميعنا أن معظم نمو دماغ الطفل يحدث في السنوات الأولى من الحياة. لذلم، من المهم جدًا للأطفال أن يستكشفوا بيئتهم ويتعرضوا إلى العديد من المشاهد والأصوات والأذواق،.. ليحدث التفاعل من خلال التأثر أو اللعب مع الآخرين مما يساعد الأطفال على معرفة العالم من حولهم.
وفي هذا الصدد لذ يوصي الخبراء بالحد من الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات. لكن هل تعتقد أنه من السهل القيام بذلك في عالم اليوم؟ بالفعل قد يكون من الصعب إبعاد الأطفال خاصة الصغار عن الشاشات (أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأنظمة الألعاب المتاحة،..)1
محتويات المقال :
السن المناسب والوقت المناسب
بينما يمكن للشاشات أن تكون أدوات تعليمية مفيدة فهي مرتبطة بتعزيز مهارات عِدة العاطفية منها إلى التعليمية ومهارات حل المشاكل. لكن ماهو السن المناسب لبدء استخدام الشاشات؟ وما الوقت المناسب للاستخدام؟
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنه يجب ألا يحصل الأطفال الأصغر من 18 شهرًا على أي وقت أمام الشاشات على الإطلاق. فيما عدا الوقت الذي يُقضى في الدردشة بالفيديو مع الآخرين (الأجداد أو أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء،..) لأنه يعتبر وقتًا جيدًا للتفاعل مع الآخرين.2
بينما يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرًا و24 شهرًا أن يبدأوا في الاستمتاع ببعض الوقت مع أحد الوالدين أو ولي الأمر. فيمكن للأطفال في هذا العمر أن يتعلموا بشكل آمن في وجود الكبار لتعزيز عملية التعلم.
وفي عمر العامين والثلاثة أعوام، لا بأس أن يشاهد الأطفال ساعة في اليوم من المشاهد التعليمية عالية الجودة. 3
العلاقة بين الشاشات وسلوك الأطفال
قضاء وقت مُثير أمام الشاشة يمكن أن تؤدي إلى إطلاق الدوبامين، والذي يمنح الشعور بالمتعة، تلك الحالة المتي ترتبط بالوقت المنقضي أمام الشاشات. ومما يعزز حاجته إلى قضاء وقت أكثر وأطول أمام الشاشات. بالفعل كل أهداف محتويات المحتوى المرئي هو جذب انتباههم، سواء كانت منتجات ، مثل منتجات ألعاب الفيديو والتي تأتي مع رسومات مثيرة للإعجاب و بعض القصص القائمة على المكافأة، كل ذلك يجذب ويثير ويحفز اندلاع الدوبامين. 4
وبالطبع الوقت الذي يقضيه أطفالك أمام الشاشة هو وقت حرم أطفالك فيه من ممارسة نشاط أو هواية أو رياضة كان من الممكن أن يقوم بها الطفل. تلك التي يقلل كثيرها من مشاكل السلوك. فحسب دراسة، وجد الباحثون أن هناك ارتباط بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات ومشاكل النوم والإجهاد، مما يؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة مثل العنف والاضرابات المعرفية. 5
كما يؤدي الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات إلى تقليل المجهود البدني المبذول، مما يؤثر بالسلب على الصحة البدنية لا سيما العقلية. تلك التي تؤثر على السلوك، فعدم الخروج المستمر للطفل، أو ممارسة الأنشطة بالخارج بعيدًا عن المنزل، قد يؤدي إلى زيادة فرص تدهور المزاج وتطوير القلق وتبعياته.
وكما تعمل على تقليل المجهود البدني والذهني، فيحرم الوقت المنقضي أمام الشاشات الطفل تفاعلات الطفل الإجتماعية القيمة، والتي قد يصعب عليه مستقبلًا تعلمها، مما يجعل فرصة الضائعة في حياته أكثر من المستغلة. مما يجعله عرضه للإحباط مستقبلًا. 6
ويمكن تلخيص أهم السلبيات والمساوئ التي تظهر بوضوح على الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات في النقاط التالية: 7
- مشاكل النوم
- مستوى الدراسي المتدني
- قراءة كتب أقل أو عدم الميل لممارسة القراءة أبدًا.
- قضاء وقت أقل مع العائلة والأصدقاء، مما يعني تفاعل اجتماعي أقل، ومهارات إجتمعية أقل.
- نشاط بدني أقل، مما يؤدي إلى مشاكل صحية ونفسية.
- بسبب ضعف الإمكانيات والمهارات، تضعف الصورة الذاتية.
- الخوف من فقدان أشياء وهمية وتطوير القلق
- قضاء وقت أقل للتعلم الفعلي والحرمان من طرق أخرى للاسترخاء والاستمتاع.
المنع أم التنظيم؟
كما ذكرنا سابقًا، الشاشات موجودة بكل مكان ومن الصعب منع استخدامها تمامًا. إذًا فما يجب على الآباء هو تقييد أو السيطرة على الوقت المنقضي أمام الشاشات. فهي ليست شيء يتعين على الآباء والأمهات أن يقلقوا بشأنه في المنزل أو في منازل أقرباء أو الأصقاء. فالشاشات في كل مكان حتى المدارس، أو المنشآت التعليمية عمومًا.
كل ذلك يدعو إلى فقط التحكم في استهلاك الوقت أمام الشاشات فيجب أن يتتبعه الآباء تجنبًا للسقوط في بئر التكنولوجيا العميق.
ونظرا لأن أدمغه الأطفال لا تزال نامية، فإن محاولة إبعادهم عن أي نشاط تقريبًا يمكن أن يكون صعبًا، خاصة عندما يكون النشاط ممتعًا ومثيرًا، ولا أمتع من وقت الشاشة! ولا سيما الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة. تلك المرحلة التي يتطورفيها شعورهم بالنفس والرغبة في الاستقلال الذاتي بسرعة. كما تتأثر المهارات المعرفية بشدة خاصة بين سن 8 و13 عام، فعندما يتدخل الوالدان في الوقت المناسب، تنتظم تلك المهارات ذاتيًا. في الوقت الذي يكافح فيه المراهقين لتنظيم تلك المهارات. 8
كيف ينظم الوالدان وقت الطفل المنقضي أمام الشاشات؟
هل تعلم أنه من الصعب معرفة كيف يتعامل أطفالك مع الشاشة في منزلك، ولا ما هو الوقت المناسب قضاؤه أمامها!
أصدرت مؤخرًا الكلية الملكية البريطانية لطب الأطفال وصحة الأطفال مبادئ توجيهية بشأن وقت الشاشة لأول مرة، تاركة حدودًا للأسر، إذ أشارت إلى ضعف الأدلة حول إرشادات الوقت الأنسب للأطفال أمام الشاشات. مستدلة على ذلك بنتائج تحليل خلاصات 940 دراسة مختلفة والتي ركزت على تأثير وقت الشاشة على الصحة العقلية والجسدية للأطفال. 9
ومن ناحية أخرى، أشارت الجمعية الكندية لطب الأطفال ومنظمة الصحة العالمية -استنادًا إلى عشرات الدراسات- إلى وجوب إعطاء الأطفال عدد صفرًا من الساعات للأطفال دون الثانية، وساعة واحدة أو أقل للأطفال من عمر سنتين حتى أربعة سنوات. تلك التوصيىة التى أجمع عليها تقريبًا جميع اخبراء والمختصين. 10،11
بمجرد وضع حدود استخدام الشاشات، وفرض تلك الحدود سيتسق الأطفال معها، ويومًا بعد يوم، عندما تُغلق الشاشة في الوقت المتفق عليه، لن يتفاجيء الطفل ولن يُظهرالطفل ردود أفعال غير مرغوبة، فلن ترى تلك الانفجارات السلوكية. قد تجد نفسك أيضًا تنفعل من سلوك طفلك المُقلد من ما يراه على الشاشة باستمرار. طريقة أخرى للتخفيف من حدة ذلك هوالمشاهدة المشتركة. فعندما ترى الأشياء غير واقعية أو معادية للمجتمع وثقافته، ناقش طفلك حولها. وكذلك لابد من يراقب الآباء المحتوى عن كثب من أجل تقليل فرصة استهلاك طفلك للمباديء والسلوكيات التي لا تتناسب مع قيمك.
ويمكن عرض تلك الأفكار في كيفية التحكم في الوقت الذي يقضيه طفلك أمام الشاشات في النقاط التالية: 12
- كن مع أطفالك خلال وقت الشاشة
- استخدم التطبيقات وتصفح المواقع قبل أن يتعرض لها طفلك
- ضع أنشطة أخرى غير استخدام التكنولوجيا خلال اليوم، مثل تعلم اللغات.
- أطفئ الشاشات خلال الوجبات وعلى الأقل 1 ساعة قبل النوم.
- أبقي التلفاز والإلكترونيات الأخرى خارج غرفة النوم.
هل بعض الشاشات أسوأ من غيرها ؟
منذ القدم كان يُعتقد أن التلفاز هو أسوأ الشاشات، لكن في هذا العصر لم يصبح فقط التلفاز، فهناك الهواتف الذكية، وأجهزة الحاسب، وغيرها من الشاشات المحمولة والمنتشرة، وسهلة الوصول. يعتبراليوتيوب سيء بشكل عام للأطفال الصغار. إذا ترك الأطفال لأجهزتهم الخاصة، فإنهم في كثير من الأحيان أفضل من آبائهم في العثور على ما يريدون من مقاطع الفيديو المفضلة لديهم التي تجر في أذيالها مقاطع أخرى متعلقة مما يمكن أن يؤدي إلى ساعات من مشاهدة مقاطع لا نهاية لها. إن الطبيعة غير المنظمة إلى حد كبير للموقع تسمح للأطفال بمشاهدة أي شيء تقريبا؛ وفي أفضل الأحوال فإنه يحتوي على قيمًا تعليمية ضئيلة، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن تكون عنيفة أو محتوى غير مناسب. ويظل أفضل اسلوب للتعامل مراقبة الطفل حتى يشارك الوالد في إيجاد محتوى مناسب وتثقيفي. 13
المصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :