Ad

كأحد بدائل التعليم التقليدي في المدارس، يختار العديد من الآباء والأسر التعليم المنزلي. إذ يخضع الطالب للتعليم في المنزل، وسنخبرك في هذه المقالة عن المزيد حول ما هو التعليم المنزلي، وما ينطوي عليه الأمر حينما يقرر الآباء تعليم أطفالهم في المنزل.

ما المقصود بالتعليم المنزلي؟

يعتبر التعليم المنزلي حركة تقدمية في العديد من البلدان، إذ يقوم الآباء بتعليم أطفالهم في المنزل بدلًا من إرسالهم إلى المدرسة (عامة أو خاصة). وهناك مجموعة أسباب مختلفة تدفع الأسرة لاختيار التعليم المنزلي مثل عدم الرضا عن الخيارات التعليمية المتاحة في المدارس. وبعضها خاص بكل أسرة، كترسيخ فلسفات دينية معينة أو فلسفات تعليمية مختلفة، ومدى رضى الأسرة عن التقدم داخل المؤسسة أو الهيكل التعليمي التقليدي. لكن هذا لا يعني أن كل التعلم في التعليم المنزلي يحدث في المنزل، لكنه يعني فقط أن الأسرة، أو الآباء لديهم سيطرة كاملة على ما يتعلمه أطفالهم، وكيف يتعلمونه ومتى.

في نواح كثيرة، يركز التعلم المنزلي على الخروج من الفصول الدراسية التقليدية التي تعجز عن التركيز على كل طالب على حدة. فبيئة التعلم المنزلي هي أكثر تخصيصًا للطالب وتزيد من الاهتمام الفردي. فإذا كان ابنك يبذل مجهودًا في القراءة أو الكتابة، يمكن للوالدين قضاء الوقت اللازم للتأكد من أنه يتقن المفاهيم والمهارات ومساعدته في التغلب على الصعوبات. على عكس الفصول الدراسية التقليدية حيث يتم تحديد المناهج والموارد مسبقًا.

يمكن لبرنامج التعليم المنزلي تغيير المناهج والتكتيكات طوال الوقت لضمان نتيجة ناجحة. وبالمثل، إذا كان طفلك متفوق في الرياضيات أو العلوم، فلا داعي للمضي قدمًا بوتيرة بطيئة أو الاستمرار في استخدام منهج قد لا يكون الأنسب لقدراته.

إذًا فالتعلم المنزلي يدور حول التعلم الفردي للطفل من خلال التحكم بصفتك والد الطفل في تنظيم جرعة التعليم اليومي لطفلك. كما ستتحمل جميع مسئوليات التدريس. وستمزج أحيانًا بين أسلوب المعلم والأب في رحلة تعلم طفلك. كما ستلجأ إلى المعامل العلمية والمتاحف والأماكن المرتبطة بالفنون لتعزيز عملية تعلم طفلك، كوسائل وأدوات تعليمية.

ما هو تاريخ حركة التعليم المنزلي؟

جون هولت

بدأت حركة التعليم المنزلي في النمو في عام 1970. حين بدأ بعض الباحثين المعروفين مثل جون هولت وغيره في الكتابة عن الإصلاح التعليمي. واقترحوا أسلوب التعليم في المنزل كبديل لأسلوب التعليم التقليدي المدرسي. رأى جون هولت أن اسلوب التعليم المدرسي يركز على الحفظ والتلقين. مما أدى إلى خلق بيئة تعليمية قمعية وكأن الأطفال موظفين وعليهم التوافق مع تلك البيئة. فنادى هولت ودعا الآباء باتباع بديل أفضل من اللا تعلم.

أضاف هولت التنظير التربوي للتعليم المنزلي، مدفوعًا بأن التعليم المبكر كان ضارًا بالأطفال. رأى هولت أن التعليم في المنزل لابد أن يبدأ في سن الثامنة أو التاسعة من أجل منحهم أساسًا تعليميًا وأخلاقيًا قويًا. وظلت الفكرة في النمو والتأصيل حتى زادت شعبيتها وأصبح هناك مؤلفات وأعمال تتناول أساسيات التعليم المنزلي على مدار العشر سنوات التالية.

أسس هولت عام 1977 مجلة بعنوان “النمو دون تعليم”، وهي أول مجلة للتعليم المنزلي في التاريخ. واستمرت شعبيتها إلى ما يقرب من ربع قرن، وكان هدفها كسب الدعم لمجتمع التعليم المنزلي وأصوله.

حتى بعد وفاة هولت عام 1985، حافظ باتريك وبعض من زملائه على استمرارية عمل المجلة حتى عام 2001، حين توقفت المجلة عن الصدور. لكن لا تزال المؤسسة تقوم بعملها من نشر للكتب ودعم الخطاب العام لتثقيف الناس حول كيفية العيش والتعلم دون الذهاب إلى المدارس من خلال موقعها الإلكتروني.

ارتفاع معدلات التعليم المنزلي

في السنوات الأخيرة، لفت التعليم المنزلي انتباه الآباء والمعلمين، كذلك اعتلى بعض وسائل الإعلام . يرجع السبب في ذلك إلى النمو والانتشار المتزايد في التعليم المنزلي، وأصبح أكثر قبولًا كبديل للمدارس والنظم التعليمية التقليدية. ووفقًا لاحصائيات عدد من وزارات التعليم على مستوى العالم، فقد تضاعف عدد الطلاب الذين يدرسون في منازلهم منذ عام 1999.

ارتفع عدد الأطفال الأمريكيين الذين يدرسون منزليًا من 2.5 مليون إلى خمسة ملايين منذ بداية الوباء. وتأتي هذه الظاهرة في الوقت الذي ألقى فيه الآباء نظرة غير مسبوقة على كيفية تعليم أطفالهم وسط الوباء. كما أعلن بعض الآباء عن عدم رضاهم عن كيفية تدريس المدارس العامة لبعض القضايا كقضايا العرق والدين. ويعبر آخرون عن قلقهم بشأن غياب خيارات متنوعة مع استمرار تفشي الوباء.

أهم الأسئلة والمعتقدات الشائعة حول التعليم المنزلي

التعليم المنزلي يقتصر على الأسر ذات المعتقدات المختلفة أو المخالفة للمجتمع

اعتقاد غير صحيح. فبحسب تقارير مسح المركز الوطني لاحصاءات التعلم التابع لوزارة التعليم الأمريكية الذي يجريه كل أربع سنوات، فالسبب الأعلى لاختيار الآباء للتعليم المنزلي هو البيئة السلبية لمدرسة أطفالهم. أما الرغبة في التعليم الديني أو المعتقدي ليست السبب الرئيسي. إذ تفضل العديد من العائلات مناهج التعليم المنزلي العلماني، كما تفضل دمج قيمها الشخصية في الدروس عند الحاجة.

التعليم المنزلي لا يعزز المهارات الاجتماعية

في الواقع، يُعتقد أن أطفال التعليم المنزلي يتواصلون اجتماعيًا بشكل أكبر. فطبيعة التعلم الشخصي ومناهج التعليم المنزلي هي استكشاف العالم من حولهم. فالتعلم يحدث في أماكن أكثر من الفصل الدراسي. كما تحد قيود الميزانية المدرسية من عدد الرحلات الميدانية التي يمكن لطلاب المدارس العامة القيام بها، بينما يزور طلاب التعليم المنزلي بشكل روتيني المتاحف والمتنزهات ومراكز العلوم وأماكن أخرى. ويشارك طلاب التعليم المنزلي أيضًا في مشاريع خدمة المجتمع كجزء من يومهم. وتخلق كلتا المجموعتين من التجارب المزيد من الفرص للاختلاط مع البالغين والأشخاص الآخرين.

أطفال التعلم المنزلي موهوبون جدًا أو أذكياء بشكل غير طبيعي

فكرة أن المتعلمين في المنزل موهوبون أو أذكياء بشكل غير طبيعي هي واحدة من أهم المعتقدات الشائعة حول التعليم المنزلي. فكثير من الآباء يتجهون إلى البحث عن التعليم المنزلي لأن أطفالهم بحاجة إلى مزيد من الاهتمام كل واحد على حدة. لكن دعنا نخبرك أن التعليم المنزلي غالبًا ما يكون حلًا ممتازًا للأطفال الذين لا يشعرون بتقدم من خلال النظام المدرسي التقليدي، فضلًا عن الأطفال الذين يشعرون بالانفصال في المدرسة، أو بالملل من المناهج الدراسية، أو أولئك الذين يعانون من صعوبات التعلم.

طلاب التعلم المنزلي لا يذهبون إلى الكلية

في الحقيقة، من المرجح أن يلتحق طلاب التعليم المنزلي بالكلية أكثر من الطلاب الملتحقين تقليديًا. وبمجرد تسجيلهم، يصبحون أكثر عرضة للتطور والتقدم والتخرج. تشير بيانات أخرى إلى أن الطلاب الذين يدرسون في المنزل يؤدون بشكل روتيني أداءًا أفضل في الاختبارات الموحدة. في حين أنه قد يصعب تحديد المعدل التراكمي للمدرس المنزلي مقارنة بنظرائه في المدارس العامة، يتمتع طلاب التعليم المنزلي بميزات أكثر وأوضح، لأن لديهم المزيد من الخبرات لمشاركتها في الكليات والجامعات.

الآباء غير مؤهلين للتدريس

كل والد لديه قلق بشأن تعليم طفله وما إذا كان بإمكانه أن يكون مدرسًا جيدًا بما فيه الكفاية أم لا. من الأيام الأولى بعد ولادتهم، إلى اللحظة التي ينتقلون فيها إلى الكلية، ما يحتاج أطفالنا إلى تعلمه ومدى تعلمه يسيطر على تفكير جميع الآباء.

لا يعرف الآباء في كثير من الأحيان أن المعرفة التي ينقلونها إلى أطفالهم من يوم ولادتهم وطوال حياتهم كبيرة. فهي  تتجاوز القدرة على القراءة والكتابة وفهم الأرقام أو تقدير الفن والثقافة. في الحقيقة، هم يعلمون أطفالهم عددًا لا حصر له من الأشياء. بما في ذلك الأخلاق والتعاطف وكيفية المشي وكيفية ارتداء الملابس وكيفية التفكير وكيفية التعلم وغيرها الكثير. الحقيقة أن الآباء يمكن أن يكونوا أكثر من مؤهلين لتعليم أطفالهم. فما سيقدمونه هو أكثر من مجرد منهج، فهم سيقدمون كل شيء إذا تسلحوا بالأدوات والمعرفة الكافية حول التعليم المنزلي.

المصادر

britannica
responsible homeschooling
johnholtgws
census
dailymail
responsible homeschooling
very well family
responsible homeschooling

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


غير مصنف

User Avatar

Hagar sa'eed


عدد مقالات الكاتب : 46
الملف الشخصي للكاتب :

شارك في الإعداد :
تدقيق لغوي : abdalla taha

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق