Ad

بعد مرور أكثر 200 عام على مولد الفيلسوف والاقتصادي الشهير كارل ماركس والمرتبط اسمه بالشيوعية التي غيرت من شكل عالمنا المعاصر قد تفاجأ بعدم وجود أي دولة شيوعية في تاريخ العالم بأكمله! وما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية ؟

هناك دول وصفت نفسها بأنها شيوعية مثل الصين وكوريا الشمالية لكن تعريفيا لم توجد أبدًا دولة قائمة على المبادئ الشيوعية كاملة، إذن:

  • فمن هو كارل ماركس؟
  • وما هي الشيوعية؟
  • وما علاقتها بالاشتراكية؟
  • وما الفرق بين الشيوعية والاشتراكية؟

«لا يكفي تفسير العالم بل يجب تغييره».

من هو كارل ماركس؟

«كارل هاينريش ماركس-Karl Heinrich Marx» ولد في 5 مايو 1818 بمدينة ترير، مقاطعة الراين، في بروسيا [ألمانيا] وتوفي في 14 مارس 1883 بلندن، إنجلترا، وهو فيلسوف، واقتصادي، وعالم اجتماع، ومؤرخ، وصحفي واشتراكي ثوري. لعبت أفكاره دورًا هامًا في تأسيس علم الاجتماع وفي تطوير جميع الأنظمة الاشتراكية، ويعد أحد أعظم الاقتصاديين في التاريخ، نشر العديد من الكتب خلال حياته أهمُها بيان الحزب الشيوعي (1848) -مع فريدريك إنجلز- و كتاب رأس المال (1867–1894).

من هو كارل ماركس؟
كارل ماركس

تدرب ماركس أولا ليصبح فيلسوف ثم تحول عن الفلسفة في منتصف العشرينات من عمره نحو الاقتصاد والسياسة، ورغم انفصاله عن الفلسفة فإن كتاباته اللاحقة كانت ذات صلة كبيرة بالنقاشات الفلسفية المعاصرة؛ خاصة في فلسفة التاريخ والعلوم الاجتماعية والفلسفة الأخلاقية والسياسية.

«الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة .. الطاغية مهمته أن يجعلك شيخًا فقيراً، الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً».

فقد كانت نظرية ماركس للتاريخ تتمحور حول تتابع وتطور أشكال المجتمع والقوى الإنتاجية البشرية، يرى ماركس أن العملية التاريخية تسير عبر سلسلة ضرورية من أنماط الإنتاج وتتميز بالصراع الطبقي حتى تبلغ ذروتها مع الشيوعية.

أطلق ماركس أسم البرجوازيين على طبقة الأغنياء والملاك والبروليتاريا على الطبقة العاملة، ورأى أنه يجب إحداث تغير عام بحيث تمتلك البروليتاريا أدوات الإنتاج بدلا من البرجوازيين وعلى كل الأفراد في المجتمع العمل بمساواة وهذه هي الاشتراكية التي رأى ماركس أنها خطوة في الطريق بعد الرأسمالية ونحو الشيوعية.

«حتى اليوم كان تاريخ أي مجتمع هو تاريخ الصراعات الطبقية فيه».

وأعتمد تحليل ماركس الاقتصادي للرأسمالية على نسخته من نظرية العمل مقابل القيمة، ويتضمن تحليل الربح الرأسمالي باعتباره استخلاص القيمة الفائضة من البروليتاريا التي تتم أستغلالها من البرجوازيين. يأتي تحليل التاريخ والاقتصاد معًا في تنبؤات ماركس بالانهيار الاقتصادي الحتمي للرأسمالية لتحل محلها الشيوعية.

ومع ذلك رفض ماركس التكهن بالتفصيل حول طبيعة الشيوعية ، بحجة أنها ستنشأ بطريقة طبيعية خلال العمليات التاريخية، ولم يكن يريد تحقيق مثال أخلاقي محدد مسبقًا، وكانت فكرته الأساسية هي أنه في فترة الانتقال من الملكية إلى الديمقراطية في أوروبا تم استغلال العمال والمزارعين الأوروبيين بقسوة من طبقة الملاك الأغنياء وهذا خلق ظلم اجتماعي متوارث.

كيف نشأت الاشتراكية والشيوعية؟

«تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام».

نبعت كلا الفلسفتين من الرغبة في القضاء على الطبقات الاجتماعية واستغلال طبقة الملاك للطبقة العاملة المنتجة؛ تلتزم كلا من الاشتراكية والشيوعية بالمبدأ القائل بأن الموارد الاقتصادية يجب أن تكون مملوكة بشكل جماعي للجمهور وتسيطر عليها منظمة مركزية، ولكنها تختلف في إدارة ومراقبة الاقتصاد، فما الفرق بينهما؟

ما هي الاشتراكية؟

ما هي الاشتراكية؟

الاشتراكية هي عقيدة اجتماعية اقتصادية تدعو إلى الملكية العامة بدلاً من الملكية الخاصة أو السيطرة الفردية على الممتلكات والموارد الطبيعية. وفقا للنظام الاشتراكي لا يعيش الأفراد أو يعملون في عزلة ولكنهم يعيشون بالتعاون مع بعضهم البعض، لذا فكل ما ينتجه الأفراد هو إلى حد ما منتج اجتماعي.

وكل شخص يساهم في إنتاج سلعة يحق له الحصول على حصة فيه، وبالتالي يجب على المجتمع ككل امتلاك أو على الأقل السيطرة على الممتلكات لصالح جميع أعضائه.

في الاشتراكية، يقرر الشعب بنفسه من خلال المجالس المحلية والمجالس المنتخبة شعبيا كيفية عمل الاقتصاد، وهذا يجعل الاشتراكية نظامًا ليبراليًا لأن غالبية الناس لديهم رأي حول كيفية إدارة الدولة، وتؤيد الاشتراكية وجهة النظر القائلة بأنه ينبغي توزيع السلع والخدمات بناء على إنتاجية الفرد.

وهناك نوعان من الملكية في الاشتراكية:

  1. الملكية الشخصية التي يمكن للفرد أن يمتلكها ويستمتع بها.
  2. الملكية الصناعية المخصصة للاستخدام الإنتاجي للمجتمع.

مثلا يمكن للأفراد الاحتفاظ بكاميراتهم الرقمية ولكن لا يمكنهم الاحتفاظ بمصنع ينتج كاميرات رقمية، وبينما يمكن الاحتفاظ بالممتلكات الشخصية إلا أن الاشتراكيين يتأكدون من أنه لن يتم استخدام أي ملكية خاصة كأداة للقمع والاستغلال.

ويعتبر الاشتراكيون الرأسمالية تهديدًا للمساواة والمصلحة العامة، لكنهم يعتقدون أنه لا توجد حاجة للقضاء على الطبقة الرأسمالية لأنه يمكن أن تستخدم كأداة جيدة في الانتقال إلى الاشتراكية طالما أنها خاضعة لسيطرة صحيحة، ويؤمن الاشتراكيون أيضا أن الرأسمالية يمكن أن توجد في دولة اشتراكية والعكس صحيح.

ما هي الشيوعية؟

ما هي الشيوعية؟

الشيوعية هي عقيدة سياسية اقتصادية تهدف إلى استبدال الملكية الخاصة والاقتصاد القائم على الربح بالملكية العامة والسيطرة المجتمعية على الأقل على وسائل الإنتاج الرئيسية (مثل المناجم والطواحين والمصانع) والموارد الطبيعية للمجتمع. وبالتالي فإن الشيوعية هي شكل من أشكال الاشتراكية – شكل أعلى وأكثر تقدمًا.

لكن الشيوعية تسيطر على اقتصادها من خلال حزب واحد متسلط ومن ثم تتميز بأنها محافظة لأن الاقتصاد يعمل على أساس قرارات النخبة. وتعتقد الشيوعية أنه يجب توزيع الثروة على الجماهير بناءً على احتياجات الفرد، وفيها تكون جميع السلع والخدمات ملكية عامة لاستخدامها والتمتع بها من قبل جميع السكان بلا تملك!

ومن وجهة نظر الشيوعيين لا بد من تدمير الرأسمالية كليا من أجل إفساح المجال نحو مجتمع لا طبقي.

أهم 5 فروق بين الاشتراكية والشيوعية:

  1. الاشتراكية نظام اقتصادي بينما الشيوعية نظام اقتصادي وسياسي.
  2. في الاشتراكية: تدار موارد الاقتصاد ويسيطر عليها الناس أنفسهم من خلال الكوميونات أو المجالس، بينما في الشيوعية  ترتكز الإدارة والسيطرة على عدد قليل من الأفراد في حزب واحد متسلط.
  3. يوزع الاشتراكيون الثروة على الناس بناء على الجهود الفردية التي يبذلها الفرد، في حين يقوم الشيوعيون بتوزيع الثروة على أساس احتياجات الفرد.
  4. يستطيع الاشتراكيون امتلاك عقارات شخصية بينما لا يستطيع الشيوعيون ذلك.
  5. تسمح الاشتراكية للرأسمالية بالوجود وسطها بينما تسعى الشيوعية للتخلص من الرأسمالية.

«تبدأ منطقة الحرية من حيث يتوقف العمل المحدد بالضرورة »

لذا بناء على مبادئ الشيوعية فأن كل الدول التى تظن أنها شيوعية هي في الحقيقة اشتراكية، حتى الاتحاد السوفيتي كان يسمى رسميًا «اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية»!

المصادر:

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


اقتصاد سياسة تاريخ

User Avatar

Dina Fawzy

Art historian, Writer, Teacher, and Science enthusiast. with a deep love for both teaching and learning, here Researching and waiting for great things to be discovered, and exciting changes to happen in the world of Art, Science, and Technology.


عدد مقالات الكاتب : 31
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق