Ad

يمكننا تعريف وحدة القياس على أنها كمية محددة من مقدار فيزيائي ما كالكتلة أو الحجم أو المسافة، ويتم استخدام هذا المقدار لقياس كميات أكبر أو أصغر من المقدار ذاته، ويفترض أن يكون هذا المقدار موحداً بين قطاع عريض من البشر إن لم يكن البشر جميعاً، ولكن ما أهمية وحدات القياس في حياتنا؟ .

وحدات القياس عبر التاريخ

تطورت وحدات القياس مع تطور الإنسان، فبدأت باستخدام الحجارة والأوعية، وكانت أدوات غير دقيقة لكن مع مرور الوقت بدأت تزداد دقة وتوحد بعض الوحدات على مناطق شاسعة من العالم ومن أمثلة وحدات القياس القديمة:
الذراع الملكي المصري وقد تم تطويره منذ 3000 سنة قبل الميلاد، وكما هو واضح من اسمه اعتمد على طول الذراع لقياس المسافات حيث يكون طول الذراع من الكوع وحتى أطراف الأصابع.
استخدم البابليون وحدة المينا لقياس الأوزان، وللسوائل كانوا يستخدمون وحدة سيلا.
استخدم الإغريق وحدة الإصبع لقياس الأطوال واستخدموا وحدة الطالن لقياس الأوزان.

حوادث نتجت عن أخطاء في وحدات القياس

قد تكمن الإجابة على سؤال ما أهمية وحدات القياس في حياتنا؟ ، هي باستعراض بعض الحوادث التي نجمت عن أخطاء في وحدات القياس، عبر التاريخ وإلى عصرنا الحالي.

أبحرت سفينة حربية سويدية في 10 أغسطس 1628 تدعي فاسا لتغرق بعد أقل من واحد ميل بحري في رحلتها الأولى، تم انتشالها عام 1961 حيث وضعت في متحف مؤقت ثم نقلت إلى متحف يحمل اسمها في ستوكهولم، وبعد دراسة تبين أن سبب غرقها هو خطأ صغير عند بناء السفينة حيث انحرف مركز ثقلها، نتج الخطأ من استعمال مسطرتين واحدة هولندية وأخرى سويدية.
في 23 يوليو 1983 انطلقت طائرة بوينج كندية كانت تحمل على متنها 61 راكباً متجهة من مونتريال إلي إدمونتون ليكتشف قائدها بعد فترة نقصاً في الوقود، وتمكنت من الهبوط الاضطراري في قاعدة جوية مهجورة، كان أحد أسباب هذا النقص نتج من إلتباس في وحدات القياس المترية والبريطانية.

في 23 سبتمبر عام 1999 فقدت ناسا الاتصال مع مسبار مناخ المريخ المداري عندما دخل مدار المريخ ، وبعد التحقيق اكتشف أن سبب الخطأ هو اختلاف في وحدات القياس، حيث كان فريق شركة لوكهيد مارتن الذي ساعد في بناء وتطوير المركبة استخدم وحدات قياس بريطانية ، بينما اعتمد فريق وكالة الفضاء الأمريكية على النظام المتري، فكانت أنظمة التحكم بالدفع في المركبة تحسب بوحدة الباوند، بينما الأنظمة الخاصة بحساب المسار تأخذ هذه البيانات مفترضة أنها بالنيوتن وهذا ما سبب في تناقض الحسابات.

أنطمة وحدات القياس الحديثة

1ـ نظام الوحدات البريطاني الإمبراطوري: بدأ في بريطانيا عام 1824 وقد تم تعديله مع مرور الوقت وفي هذا النظام يقاس الطول بوحدات البوصة والقدم واليارده والكتلة بوحدات الأونصة والرطل والطن.
2ـ نظام وحدات القياس العرفية الأمريكية: يعتبر هذا النظام تطويراً على النظام البريطاني حيث يتشابه في أجزاء ويختلف في أجزاء أخرى فيقاس الطول بوحدات الفلنغ والميل والفرسخ والكتلة بوحدات الحبة والدرام والطن.
3ـ النظام المتري: بدأ في فرنسا بعد الثورة الفرنسية وتم استخدام مصطلح متر لأول مرة عام 1790، تطور هذا النظام مع مرور الوقت ليتحول في النهاية إلى النظام الدولي للوحدات SI.
4ـ نظام الوحدات الدولي SI: هو النظام الأكثر انتشارا في العالم ويستخدم في جميع أنحاء العالم الآن باستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا، يحتوي هذا النظام على وحدات أساسية سبع هي المتر والكيلوجرام و الثانية والأمبير والكلفن والشمعة والمول.

في 16 نوفمبر من عام 2018 تم إجراء تعديلات في تعريف أربع وحدات أساسية تابعة لنظام الوحدات الدولي وبدأ العمل بالتعريف الجديد في 20 مايو 2019.

المصادر

Nasa

Nist

Thoughtco

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


فيزياء

User Avatar

Nader Elshebli


عدد مقالات الكاتب : 21
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق