أظهرت دراسة جديدة أن للزهور القدرة على التعافي بعد الإصابة. حيث أن بعض الزهور المصابة تحني نفسها إلى أفضل وضع ممكن لضمان نجاح عملية التكاثر في غضون 10-48 ساعة من الإصابة، على سبيل المثال، بعد سقوط العديد من الفروع أو بعد أن تُدهَس.
يعتمد تكاثر العديد من الزهور على رصف أعضائها الجنسية وأنابيب الرحيق بشكلٍ مثاليٍ حتى تلقحها الحشرات.
يُظهر البحث أن بعض الزهور ترصف أعضائها بشكلٍ أفضل بعد الإصابة من الأخريات.
نشرً أستاذ علم البيئة والتطور في جامعة بورتسموث، سكوت أرمبروستر، النتائجَ الّتي توصل إليها في صحيفة «New Phytologist».
ووجدت الدراسة أن الزهور ثنائية التناظر- تلك التي يعكس فيها الجانبان الأيسر والأيمن بعضهما البعض، مثل زهرة الخطم، والبازلاء الحلوة- يمكنها دائمًا استعادة اتجاهها “الصحيح” عن طريق تحريك سيقان الزهور الفردية أو حتى تحريك ساق يدعم مجموعة من الزهور.
حركة النباتات بعد الإصابة لا تتعلق فقط بصنع البذور؛ حيث شوهدت هذه النباتات تنحني أو تلتوي للتأكد من أن أوراقها تستمر بمواجهة الشمس، وهذا ضروري لعملية التمثيل الضوئي، وهي العملية التي ينتج بها النبات غذائه.
أما الزهور شعاعية التناظر، كالزهور نجمية الشكل، مثل التبغية، والحوذان، والورود البرية- تفتقرُ هذه القدرةَ ونادرًا ما تسترد سيقانها بعد الإصابة.
من بين الزهور ثنائية التناظر التي تم فحصها، تحركت 95% منها بعد الإصابة لاستعادة قدرتها على جذب المُلقِّحات، في حين أن 4% فقط من الزهور شعاعية التناظر التي تم فحصها قد تحركت بعد الإصابة. ربما يرجع ذلك إلى أنه في الزهور ثنائية التناظر، فإن اتجاه الأزهار عادةً ما يكون أكثر أهميةً للتلقيح الفعال مما هو عليه في الزهور شعاعية التناظر .
دَرَس البروفيسور أرمبروستر ومساعده ناثان موشالا (جامعة ميسوري، سانت لويس) 23 نوعًا من الزهور المحلية والمزروعة في أستراليا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية والمملكة المتحدة.
وجدوا أربع آليات متورطة، أحيانًا بشكلٍ منفصل، وأحيانًا في وقتٍ واحد، في زهرةٍ مصابةٍ تعيد توجيه نفسها:
- ثني الساق الرئيسية الداعمة لمجموعة من الزهور
- ثني سيقان الزهور الفردية (على الأرجح السيقان الطويلة)
- دوران سيقان الزهور الفردية (على الأرجح السيقان القصيرة)
- التواء أو ثني الأعضاء الجنسية في الزهرة
كلما كان جزء النبات أيفع، كلما تمكن من الانحناء بشكل أسرع. مما يعني أن السيقان التي تدعم الزهور الفردية في نهاية المجموعة تتحرك بسهولةٍ أكبر من السيقان الأقوى والأقدم التي تدعم المجموعة كاملة.
ما وجده الباحثون بعد فحص عينة عشوائية من النباتات، هو أن الزهور ثنائية التناظر كانت قادرةً على استخدام ما يصل إلى أربع طرقٍ لاستعادة قدرتها في التلقيح بكفاءة تقارب ما كانت عليه قبل الإصابة.
أضاف البروفيسور أرمبروستر:
أعتقد أن هذا سلوك لا يحظى بالتقدير الكافي. حيث أنه جديرٌ بالفحص الدقيق.
المصادر: Science Daily, Phys.org, Eco Watch
إقرأ أيضًا: النباتات سارقة الجينات!
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :