Ad

أثرت التكنولوجيا الحديثة على مختلف جوانب حياتنا لتكون عنوان الحقبة الحالية من الحضارة البشرية. لقد صنعت منا الأجهزة الذكية جيلا جديدا وكذلك آباء مختلفين وربما مشتتين كثيرا.

لماذا بجب أن تضع الأجهزة الذكية جانبا عند الجلوس مع طفلك؟

كثيرا ما يشعر الطفل بأنه في حالة منافسة مع الأجهزة الذكية ليحوز على اهتمام أهله الملتصقين بها. إضافة لتأثر تطوره وتفاعله الاجتماعي، فهو يشاهد بعينه تفضيل أهله للتواصل مع الآخرين من خلف شاشة الجوال أو الجهاز اللوحي بدل اللقاء معهم وجها لوجه.

التأثير السلبي للأجهزة الذكية على طفلك.

هل يمكن أن يؤدي استخدامك للهاتف الذكي لأذية طفلك الجسدية؟ ولماذا؟

تبعا لمركز التحكم والوقاية من الأمراض CDC فإن استخدام الأهل للهواتف الذكية أدى لارتفاع نسبة الأذيات الجسدية غير المقصودة عند الأطفال تحت الخامسة من العمر بنسبة ١٠ % بين عامي ٢٠٠٧ و ٢٠١٢. يمكن أن يعزى سبب هذه الأذيات إلى تشتت ذهن الأهل وعدم الانتباه إلى مايفعله طفلهم أثناء اللعب، فهو قد يضع لعبة ما في فمه أو يمشي رأسا على عقب أو يتسلق مكانا عاليا أو قد يقفز من أرجوحة متحركة خاصة مع ملاحظته أن والديه منشغلان عنه.

ماذا عن استخدام جهازك الذكي أثناء تناول وجبة الطعام؟!

قامت جيني راديسكي( أخصائية أطفال في مركز بوسطن الصحي ) و زملاؤها بإجراء دراسة على ٥٥ عائلة أثناء تناولهم الطعام في محلات الوجبات السريعة. أربعون شخصا من هذه العائلات قاموا باستخدام أجهزتهم الذكية بمرحلة ما و ٤٠% من هؤلاء انشغلوا بها طوال وجبة الطعام.

كيف أثر هذا التصرف على أطفالهم؟

حسنا، كان هناك طيف واسع من ردات الفعل عند الأبناء فمنهم من حاول تسلية نفسه ومنهم من حاول جاهدا أن يحوز على اهتمام أهله بأي طريقة وإن تضمنت سوء السلوك. الملفت أكثر كان طريقة استجابة الآباء القاسية على أبنائهم من خلال نبرة الصوت الحادة أو التأنيب الجسدي وخاصة عند أولئك الأكثر التصاقا بأجهزتهم الذكية.

انقطاع التواصل بين الآباء والأبناء، جانب سلبي آخر للأجهزة الذكية.

غالبا ما يقوم الكثير من الآباء بإنهاء حديث هام مع طفلهم عند سماعهم لرنين هاتفهم الجوال، وكثيرا مايشتكي الأبناء من نقص تفاعل الآباء معهم في أنشطتهم اليومية فقط لأنهم جالسون أمام شاشة الجهاز المحمول.

لاحظ باحثون في علم النفس في جامعة Essex في دراسة قاموا بها حول تأثير وجود الأجهزة الذكية على جودة التواصل والمحادثات بين الأشخاص أنها تغير من شكل العلاقات فهي تقلل من التقارب والثقة بين الناس ومن القدرة على الشعور بالتعاطف. وتقترح الدراسة أن هذه الانعكاسات قد تحدث في اللاوعي.

ولذلك فوجود ولو جوال واحد في جلسة عائلية يجعل من النقاشات سطحية وأقل جدلية خوفا من أن يتم مقاطعتها.

إذا، هل التربية في ظل التكنولوجيا الحديثة سيئة تماما؟!

رغم كل شيء، فإن للأجهزة الذكية فوائدها كذلك فهي تسمح لك بالعمل عن بعد وقضاء وقت أكثر مع طفلك والتواجد قدر الإمكان في أنشطته المختلفة خارج المنزل. في عالم أنت محاط فيه بالتكنولوجيا في كل مكان، يتعلق كل شيء بالتنظيم الجيد والتوازن.

كيف يمكن أن تنظم حياتك العائلية في ظل عالم التكنولوجيا؟

  • قم بوضع خطة عائلية لاستخدام الأجهزة الذكية توازن بها بين احتياجاتك لها وواجباتك تجاه أسرتك: يمكن أن تستيقظ قبل موعدك المعتاد بنصف ساعة لتتفقد رسائلك الإلكترونية وتجهز مهامك عبر الإنترنت. أما بالنسبة لأوقات الطعام والقيادة والخلود للنوم فأبقها خالية من التكنولوجيا لتشجع بذلك الأحاديث العائلية عن مجريات اليوم، فهذا سيحمل الكثير من الطمأنينة لطفلك.
  • يمكن أن تتشارك مع طفلك بمعلومات حول ما تفعله على جهازك الذكي. هذا سيجعله يشعر بأنه أقل عزلة.
  • يوم كامل دون أجهزة ذكية: حاول أن تفرغ ٢٤ ساعة من وقت العائلة خالية من التكنولوجيا، حيث يضع الجميع أجهزتهم الذكية جانبا.
  • شجع الأنشطة والرحلات العائلية: اصطحب عائلتك إلى نزهة في الحديقة أو إلى مدينة الألعاب. قاوم أخذ الصور ولو لمرة واحدة وضع هاتفك بعيدا، ستشعر بالمتعة أكثر مع أطفالك.

المصادر:

https://bit.ly/2JOuanf

https://bit.ly/3aXuXhu

https://bit.ly/2wul24g

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


حياة طب

User Avatar

Samra Nofal


عدد مقالات الكاتب : 21
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليق