الكون مليء بالأسرار والعجائب، وأشكال الكواكب خارج نظامنا الشمسي ليست استثناءً. ففي حين أن كل كوكب في نظامنا الشمسي هو في الأساس مستدير، فقد اكتشف العلماء كوكب خارجي غير مستدير يتحدى هذه القاعدة. ولكن ما الذي يجعل هذا الكوكب الخارجي غير عادي إلى هذا الحد، وهل من الممكن أن يكون للكواكب أشكال أكثر غرابة، مثل شكل الدونات؟ دعونا نتعمق في عالم رائع من أشكال الكواكب ونستكشف العلم وراء هذه الأجرام السماوية.
محتويات المقال :
لماذا تحتاج الكواكب أن تكون مستديرة؟
وفقا لتعريف الكوكب، فإنه يحتاج إلى كتلة كافية لسحب نفسه إلى شكل كروي. وذلك لأن الجاذبية هي القوة المهيمنة التي تشكل الجسم الكوكبي. وعندما تنهار المادة تحت تأثير جاذبيتها، فإنها تبدأ في الدوران بشكل أسرع وأسرع، وتستقر في النهاية في شكل كروي. تُعرف هذه العملية باسم التوازن الهيدروستاتيكي (hydrostatic equilibrium)، حيث تتم موازنة سحب الجاذبية الداخلي مع الضغط الخارجي للمادة.
فكر في الأمر مثل كرة من العجين. عندما تضغط عليها، تنتفخ في كل الاتجاهات بسبب الضغط الموجود بداخلها. وبالمثل، عندما يدور جسم كوكبي، فإن قوة الطرد المركزي تدفع المادة بعيدًا عن المركز، مما يخلق انتفاخًا عند خط الاستواء. ولهذا السبب، على سبيل المثال، تكون الأرض منتفخة قليلاً عند خط الاستواء.
إن الشكل الكروي للكوكب هو نتيجة لهذا التوازن الدقيق بين الجاذبية وقوة الطرد المركزي. ومع ذلك، عندما نستكشف الكواكب الخارجية، بدأنا نرى أن هذا التوازن يمكن أن يختل، مما يؤدي إلى بعض الأشكال غير العادية حقًا.
كوكب WASP-103 b الغير مستدير
(WASP-103 b) هو كوكب خارجي غازي عملاق وهو فريد من نوعه حقًا. يدور هذا الكوكب حول نجم يبلغ حجمه ضعف حجم الشمس تقريبًا، ويتم سحبه بحيث يصبح ممدودًا بواسطة جاذبية نجمه المضيف. أدت قوة الجاذبية الشديدة هذه إلى ظهور كوكب فريد على شكل دمعة.
يمكن أن يؤدي تشوه شكل الكوكب حتى إلى تغيير طريقة دورانه. إذا بدأ كوكب ما بانتفاخ واضح تجاه نجمه الأم واستمر في الدوران بشكل طبيعي، فإن هذا الانتفاخ لن يكون دائمًا في نفس المكان.
إن تحريك هذا الانتفاخ حول الكوكب أثناء دورانه يستخدم قدرًا كبيرًا من الطاقة. لذا يبدأ الأمر على هذا النحو، ولكن بعد ذلك، وبسرعة كبيرة، سوف يصطف. حيث يصبح الكوكب مقيدًا مديًا (Tidal Locking) بنجمه المضيف، مع مواجهة نفس جانب الكوكب للنجم في جميع الأوقات.
وعلاوة على ذلك، يدور كوكب (WASP-103 b) حول نجمه بسرعة كبيرة للغاية، مما يؤدي إلى تسطيح أقطابه. والنتيجة هي كوكب مضغوط للغاية.
الوجود غير المحتمل للكواكب على شكل كعكة الدونات
لقد طرح بعض العلماء احتمال وجود كوكب حلقي الشكل علة شكل كعكة دونات. ومن الممكن أن يحدث هذا افتراضياً إذا كان الكوكب يدور بسرعة كافية بحيث تفوق قوة الطرد المركزي الخارجية قوة الجاذبية التي تسحب كتلة الكوكب نحو مركزه. مما يتسبب في انتفاخ الكوكب إلى الخارج وتشكيل شكل حلقي
السبب وراء استبعاد وجود كواكب على شكل كعكة الدونات هو أن قوة الطرد المركزي يجب أن تكون قوية بشكل لا يصدق للتغلب على قوة الجاذبية. وهذا يتطلب أن يدور الكوكب بسرعة عالية للغاية، وهو أمر غير شائع في الكون. علاوة على ذلك، حتى لو كان الكوكب يدور بهذه السرعة، فمن غير المرجح أن يكون قادرًا على الحفاظ على بنيته وتكوينه.
على الرغم من عدم احتمالية وجود كواكب على شكل كعكة الدونات، إلا أن الفكرة تفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف تنوع أشكال وتكوينات الكواكب. إنه يشجعنا على التفكير خارج الصندوق والنظر في العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر على شكل الكوكب. من يدري ما هي الأشكال الكوكبية غير العادية الأخرى التي قد تكون في انتظار اكتشافها في المساحة الشاسعة للكون؟
المصدر
Are there any planets in the universe that aren’t round? | live science
Author: أخبار علمية
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :