- ما بعد التأثيرية: سلسلة الفن الحديث
- المدرسة الوحشية: سلسلة الفن الحديث
- الحركة الرمزية وحركة الانفصال الفيينية: سلسلة الفن الحديث
- المدرسة التعبيرية: سلسلة الفن الحديث
- المدرسة التكعيبية: سلسلة الفن الحديث
- المدرسة المستقبلية: سلسلة الفن الحديث
- الحركة الدادية: سلسلة الفن الحديث
- المدرسة السريالية: سلسلة الفن الحديث
- الفن التجريدي: سلسلة الفن الحديث
- سلسلة الفن الحديث: فن ما بعد الحداثة
- اختبار مساق تاريخ الفن الحديث
محتويات المقال :
مقدمة
ظهرت الحركة الرمزية في الفترة التي خضع فيها الفن في القرن العشرين لعملية تغيير مستمر وسريع مثل البيئة الاجتماعية التي أنتج فيها. فلم يعد الواقع يُمثُّل عن طريق الفن في أوروبا. بل كان يتم تسجيل الأحداث التاريخية بدقة من خلال الوسائط الأحدث: كالتصوير الفوتوغرافي والسينما.
وقد انتقل سوق الفن أيضًا من الصالونات العامة الكبرى إلى نظام صالات العرض الخاصة. فأصبح حجم اللوحات أصغر، ومواضيعها شخصية بشكل أكبر واستطاعت أن تكون حرة وأكثر تجريبية. وقد مكّن ذلك الفنانين من الاستجابة للواقع المتغير من حولهم وجعلهم مواكبين للعصر. مما أدى إلى إنتاج لوحات مبتكرة ومليئة بالتأثيرات والمعاني الجديدة.
الحركة الرمزية
تطورت الحركة الرمزية في البداية كحركة أدبية فرنسية في ثمانينيات القرن التاسع عشر. وعلى الرغم من ذلك، فقد تبعها جيل من الرسامين ممن رفضوا تمثيل الواقع والطبيعة. فقد اعتقد رساموا الرمزية أن الفن يجب أن يعكس عاطفة أو فكرة بدلاً من تمثيل العالم الطبيعي بطريقة المدرستين الواقعية والانطباعية.
وقد قامت الرمزية بالتمرد على العقلانية والمادية التي هيمنت على ثقافة أوروبا الغربية. وهي نفس الفلسفة التي شملت اقتناع الشاعرالفرنسي الرمزي (ستيفان مالارميه – Stéphane Mallarmé) بأن الواقع تم التعبير عنه بشكل أفضل من خلال الشعر، لأنه يوازي الطبيعة بالمعاني والعواطف بدلاً من تكرارها وتقليدها.
وغالبًا ما كانت اللوحة المرتبطة بالحركة الرمزية قائمة على الموضوعات الأدبية والأساطير، لكنها قامت أيضًا على الخيال الشخصي والحلم.
وقد فكر الفنان الفرنسي (موريس دنيس – Maurice Denis) في إمكانية التقليل من الحاجة إلى الواقعية في الفن باستخدام الخط واللون بشكل أساسي. فشملت لوحاته موضوعات مألوفة -كالمشاهد الدينية، ونساء في الغابات. لكن تم تصويرها بألوان غير واقعية تحدها الخطوط الزخرفية المتدفقة. فلا يجب أن يتم وصف الحقيقة بشكل واضح ومباشر؛ بل يمكن للعقل البشري أن يفهمها من خلال الاستعارة الرموز.
بم تميزت الحركة الرمزية؟
ومما ميز الرمزية هو ابتعادها عن المبالغة لاستحضار المزاج أو الشعور. فكانت فكرتها الشائعة هي وجود مجموعة من الشخصيات التي لا تتفاعل بأي طريقة مباشرة. فلا تلتقي أعينهم أو تشير إيماءاتهم ونظراتهم لشيء، بل تدل على غوص كل واحد في خياله الخاصة.
فالتكوينات –العناصر والأشخاص والخلفية- في اللوحات الرمزية مصطنعة وليست واقعية. ويزداد هذا الإحساس من خلال التركيز على اللون والخط، وعلى الطرق التي ترتبط بها أجزاء اللوحة المختلفة مع بعضها البعض ضمن شكل عام.
كانت الحركة الرمزية موجهة نحو موضوعات نفسية معاصرة غذت أعمال الفنانين والكتّاب الرمزيين وكانت من المحرمات: كالرغبات الجنسية والشهوة والانحراف والحب والخوف والكرب، أو الصوفية الدينية والسحر.
حركة الانفصال الفيينية
في نفس الفترة الزمنية، ظهر بالتوزاي مع الرمزية حركة فنية جديدة تسمى (حركة الانفصال الفيينية). ومثلها أعمال الفنانين الشبان في (فيينا) الذين انفصلوا عن طرق وأساليب الأكاديمية المحافظة للفنون في المدينة. إذ ظلت مدارس فيينا الفنية وصالونها السنوي مرتبطين بالنمط الفني الأكاديمي القديم. وكان من أهم المؤسسين لتلك المدرسة (غوستاف كليمت – Gustav Klimt). يعتبر كليمت أشهر فنان في فيينا في ذلك الوقت. وكانت مكانته كبيرة كواحد من أعظم المصورين وفناني الديكور في القرن العشرين. وقد انتشر أسلوب الانفصال عن الأكاديميات عمومًا في العديد من المدن في جميع أنحاء أوروبا.
لم تكن هناك خصائص موحدة للتصوير أو النحت أو حتى العمارة لتلك الحركة. لكن التزم أعضاؤها بدلًا من ذلك بتحديث الفن من خلال التعرف على حركات الفن الحديث كما بعد التأثيرية. بالإضافة إلى الأنماط العصرية للفن الزخرفي كـ (الفن الجديد – Art Nouveau).
نشأت تلك الحركة وارتبطت ارتباطًا وثيقًا بذلك الأسلوب (Art Nouveau) لمصممين ملّوا من الكلاسيكية الجديدة والموضوعات التاريخية. أرادوا نقل العصر لاتجاه التصميم الحديث. فقد نظروا للتصميم على أنه أكثر من مجرد تطبيق للجماليات، وسعوا إلى دمج الموضوع والجماليات والتصميم في أشكال متناغمة.
واصل كليمت تحسين الصفات الزخرفية بحيث أصبحت الأنماط المسطحة والمتلألئة لأعماله شبه مجردة. وتعرف الآن باسم “المرحلة الذهبية”، والتي تعتبر في النهاية الموضوعات الحقيقية للوحاته. وعلى الرغم من كونه فنانًا تابعًا “للفنون الجميلة”، إلا أنه كان من الدعاة البارزين للمساواة بين الفنون الجميلة والزخرفية.
اعتقد فنانو تلك الحركة بأن الفن يمكن أن يلعب دورًا مركزيًا في التحسن الاجتماعي. مما أدى إلى شمول جميع أنواع الفن وليس فقط التخصصات الأكاديمية كالتصوير والنحت. فقد أدرجت جميع الفنون التي طبقت ذلك المبدأ من الرسم إلى العمارة تحت ذلك العنوان. فحتى الحرف اليدوية والتي لم تكن تعتبر فنًا قامت تلك الحركة الجديدة باحتضانها كجزء منها.
وقد جاء في بيان مبكر نشرته المجموعة:
“نحن لا ندرك أي فرق بين الفنون العظيمة والثانوية، بين فن الأغنياء والفقراء. الفن ملك للجميع.”
تبعات الثورة الصناعة على الحركة الرمزية
وقد أدت الثورة الصناعية والإنتاج الضخم إلى استنساخ التحف القديمة بشكل سيئ، فحاولت تلك الحركة إحيائها لكن بدقة وحرفية شديدة. فقد أرادوا إحياء ذلك بعهد جديد من التصميم الذي يرفض العبث بأسس جماليات الشيء.
أشهر من قدموا إسهاماتٍ في هذا المجال هو (لويس كومفورت تيفاني – Louis Comfort Tiffany) أحد أشهر الفنانين الأمريكيين. تبنى كومفورت كل وسيلة فنية وزخرفية تقريبًا. وقام بتوجيه مرسمه لإنتاج نوافذ زجاجية وفسيفساء ووحدات إضاءة وزجاج وفخار وأعمال معدنية ومجوهرات وديكورات داخلية.
وبصفته نجل (تشارلز لويس تيفاني) مؤسس متجر السلع الفاخرة (Tiffany & Co)، تحوّل إلى شركة المجوهرات والفضة الشهيرة اليوم. واختار متابعة اهتماماته الفنية بدلاً من الانضمام إلى الأعمال العائلية.
كانت الرمزية والفن الجديد (Art Nouveau) حركات فنية متزامنة موجودة كل منها بمفردها، لكنها غالبًا ما وجدت سويًا في قطعة فنية واحدة. بينما ركزت الرمزية على الاستخدام المجرد للرموز للتعبير عن الواقع الروحي وراء العالم المادي، حين سعت الأخرى إلى جلب الحداثة والأناقة للتكوين والتصميم. عندما أرادت الرمزية تكوين صور من الأحلام، ساعدتها الحركة الأخرى كثيرًا حين وفّرت لها خلفية مثالية بالخطوط الدائرية والطبيعة الأثيرية.
_____________
المصادر:
All art
MetMuseum
TATE
The Artist
Visual Arts Cork
The Art Story
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :