أهم قواعد الدراسة من فم خبراء التعليم – الجزء الثاني

تحدثنا في المقال السابق عن أهم قواعد الدراسة الجيدة التي يوصي بها خبراء التعليم. وكما وعدناكم، سوف نتناول في هذا الجزء أهم قواعد الدراسة السيئة، أو بلغة أخرى، الأمور التي عليك تجنبها أثناء دراستك، والتي تسهم في ضياع وقتك والتقليل من انتاجيتك، في حين تظن نفسك تدرس بطريقة صحيحة!

القراءة غير الفعالة

كثير منا يرتكب هذا الخطأ ويجلس مدةً طويلةً وهو يمرر نظره على الصفحة جيئةً وذهابًا. لكن في الحقيقة، إعادة القراءة مجرد مضيعة للوقت إن لم يكن ما تقرأه مفهومًا تمامًا بالنسبة إليك، ويمكنك تذكره دون النظر إلى الصفحة التي تقرأ (استخدم أسلوب التذكر الذي تحدثنا عنه في المقال السابق).

لا تربك نفسك بالتظليل

تظليلك للنص (باستخدامك لقلم التظليل highlighter) يمكن أن يخدع عقلك، حيث سيعتقد أنك تحفظ هذا النص، في حين أنك لم تقم سوى بتحريك القلم! لا بأس بالقليل من التظليل، يمكن أن يكون مفيدًا في تحديد النقاط الهامة. لكن إن كنت تستخدمه كأداة مساعدة على التذكر، تأكد من حفظ كل كلمة تظللها. وتجنب استخدام الكثير من الألوان.

مجرد النظر إلى حل مسألة والاعتقاد بأنك تعرف كيفية حلها

هذا أحد أسوأ الأخطاء التي يرتكبها الطلاب خلال الدراسة. حاول الحل بمفردك أولًا، وتدرب عليه جيدًا. ستتفاجئ من كم الهفوات والأخطاء التي ارتكبتها أثناء حلك للمسألة لأول مرة. يجب عليك أن تكون قادرًا على حل المسألة خطوة بخطوة دون النظر إلى الحل.

دراسة اللحظة الأخيرة!

نحن نتحدث هنا عن التسويف والتأجيل المستمر، والذي يقود الطالبَ للدراسة قبل موعد الامتحان بساعاتٍ قليلة. دماغك يشبه العضلة في عمله، يمكنه تحملُ مقدارٍ محدد من التدريب على مادة أو موضوع ما.

حلُّ المسائل من نفس النوع بشكل متكرر، والتي تعرف كيفية حلها

عند الاستعداد لامتحان الرياضيات أو الفيزياء مثلًا، حاول حل أنواع مختلفة من المسائل، جرب حل نموذجٍ واحدٍ عن كل مسألة بدلًا من الغوص في ثلاث أو أربع مسائل من النوع نفسه. بهذه الطريقة تكون قد تجنَّبتَ هدر الوقت وغَطَّيت أكبر قدرٍ ممكن من المنهج.

تحويل جلسات الدراسة مع الأصدقاء إلى جلسات دردشة

دراستك مع أصدقائك ومشاركتهم في حل الواجبات، أو التحضير للامتحانات مع بعضكم البعض، يمكن أن يعزز عملية التعلم ويسهم في جعلها أكثرَ متعة، كما يدلك على أخطائك. لكن إذا تحولت جلسات الدراسة المشتركة هذه إلى جلسات تسليةٍ وسَمَرٍ قبل الانتهاء من الدراسة، فأنت تضيع وقتك بلا فائدة، وعليك أن تجد مجموعة دراسة أخرى.

إهمالك لقراءة الفصل من الكتابِ قبل الشروع في حلِّ المسألة

هل تريد الغوص في البركة قبل أن تتعلم السباحة؟ كتابك المدرسي أو الجامعي هو بمثابةِ معلم السباحة خاصتك. فهو يضعك على السكَّةِ الصحيحة ويُرشدك للجواب بالطريقة الأفضل. من المؤكد أنك سوف تتخبط في حل المسألة إن لم تُكلِّف نفسك عناء القراءة عنها من الكتاب. لكن قبل أن تبدأ في القراءة، من المهم جدًا أن تلقي نظرةً سريعةً على الفصل أو الدرس، وذلك لتكوين فكرةٍ عما يدور حوله من موضوعات وعناوين أساسية.

عدم سؤال مُدرسك أو زملائك عن النقاط التي لم تفهمها

مهمة المدرِّس في المقام الأول هي توجيه الطالب ومساعدته على فهم المعلومات، لذلك لا تتردد أبدًا في سؤال أُستاذك أثناء الجلسة أو في مكتبه. إن شعرت بالحرج من ذلك، استعن بزملائك، فالمهم هو ألّا تترك سؤالًا معلقًا بلا إجابة.

تشتيت انتباهك باستمرار

عليكَ أن تعلم أن كل مقاطعةٍ صغيرةٍ لجلستك الدراسية تقلل من قوتك الدماغية المكرسة للتعلم، سواءًا أكانت هذه المقاطعة رسالةً نصيةً أو محادثةً مع شخص ما. هذا الانتباه المتقطع والمشتت يعيق نمو الجذور العصبية الضرورية للتعلم.

عدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.

يقوم دماغك بمعالجة وتجميع ما تعلمته عندما تنام، كما أنه يمارس ويكرر كل ما تدرسه أو تتعلمه قبل النوم. الإرهاق والسهر لفترةٍ طويلةٍ يجعل السموم تتراكم في دماغك، مما يعطل الروابط العصبية التي تحتاجها للتفكير بسرعةٍ وكفاءة. إن لم تحصل على نومٍ جيدٍ قبل امتحانك، فكل ما تقوم به من تحضير ودراسة سيكون بلا فائدة.

لقراءة الجزء الأول من المقال، هنا.

المصدر

Barbara Oakley. Mind for Numbers: How to Excel in Math and Science. July, 2014. هنا

أهم قواعد الدراسة من فم خبراء التعليم – الجزء الأول

تَضُجُّ صفحات الإنترنت بالنصائح الدراسية، وجميعها تعدك بنتيجة ممتازة إذا ما التزمت بها. لكننا هنا اخترنا لكم أهم قواعد الدراسة الجيدة والسيئة من أهم الكتب في هذا المجال، وهو كتاب A Mind for Numbers: How to Excel in Math and Science للدكتورة Barbara Oakley، وهي أحد أبرز خبراء التعليم، والتي تعمل حاليًا في جامعة ماكماستر.

مؤكدٌ أنك واجهت بعض المشكلات الدراسية خلال مشوار حياتك في المدرسة أو الجامعة، ربما جلست تدرس لساعات واكتشفت أنك قد أنجزت القليل فقط! وقد تكون هذه الإنتاجية القليلة سببًا في تراكم واجباتك وتراجعك الدراسي. والكثير منا يشعر بالخمول والضجر، وقد يجن جنونه من التفكير في مسألة صعبة في الرياضيات أو الفيزياء! لكن لا تقلق، فالحلول دائمًا موجودة. كل ما عليك فعله هو قراءة هذا المقال والاستفادة من النصائح الذهبية الموجودة فيه، وانتظار المقال اللاحق الذي سنناقش فيه قواعد الدراسة السيئة (من نفس الكتاب).

استخدم أسلوب التذكر

بعد قراءة الصفحة، انظر بعيدًا عنها وحاول تذكر الأفكار الرئيسية. تجنب استخدام أقلام التظليل (Highlighter) بكثرة، ولا تقم بتظليل أي فكرة لم تحفظها في ذهنك من عملية التذكر الأولى. جرب تذكر الأفكار الرئيسية وأنت تسير نحو غرفة أو مكان مختلف عن المكان الذي درست فيه هذه الأفكار بالبداية. تعد قدرتك على التذكر، أحد المؤشرات الرئيسية للتعلم الجيد.

اختبر نفسك

بعد انتهائك من الدراسة، اختبر قدرتك على حل المشاكل المختلفة والإجابة على الأسئلة. تنقل بشكل عشوائي بين الموضوعات التي درستها واختر مسألة ما لمعرفة ما إذا كنت قادرًا على حلها. اختبر نفسك دائمًا وفي كل وقت، فهذه إحدى أهم قواعد الدراسة الجيدة

جَزِّء المشكلة

التجزيئ Chunking، هو الفهم والتدرب على حل المسألة، بحيث يتبادر حلها إلى ذهنك بسرعة لاحقًا. بعد حل مسألة ما، تدرب عليها، تأكد من قدرتك على حل جميع خطواتها. تخيل أنها أغنية أو مقطوعة موسيقية وتدرب على عزفها في ذهنك مرارًا وتكرارًا، بحيث يتم دمج هذه المعلومات في كيان واحد سلس يمكنك العودة إليه وقتما أردت.

باعد بين مرات التكرار

دماغك يشبه في عمله العضلات، يمكنه تحمل مقدار محدود من التدريب كل مرة على مادة أو موضوع ما. لذلك ادرس كل يوم مقدارًا معينًا، قم بتكراره بفترات متباعدة على مدى أيام.

بدِّل بين التقنيات المختلفة لحل المسائل أثناء دراستك

لا تتدرب طويلًا في جلسة واحدة مستخدمًا تقنية واحدة فقط لحل مسألتك، حتى لا تقلد أو تنسخ حلَّ مسألة سابقة. اعمل على أنواع مختلفة من المسائل، فهذا يعلمك كيف ومتى تستخدم كل تقنية. بعد كل واجب أو اختبار، راجع أخطائك وتأكد من طريقة حلها الصحيح. ولدراسة أكثر فاعلية، اكتب المسألة بخط يدك على بطاقة ذاكرة Flash Card، واكتب حلها على الجانب الآخر (الدراسة باستخدام الكتابة باليد تبني هياكل وأنماط عصبية قوية في الذاكرة).

خذ قسطًا من الراحة

من البديهي عدم قدرتك على حل مسألة أو فهم بعض الأفكار في الرياضيات والعلوم عند دراستها للمرة الأولى. وهذا هو السبب في كون القليل من الدراسة كل يوم أفضل من المراكمة والدراسة دفعة واحدة. عندما تشعر بالإحباط بسبب مسألة رياضية أو فيزيائية مثلًا، خذ استراحة قصيرة حتى يتمكن دماغك من تولي المهمة بشكل أفضل.

استخدم التشبيهات البسيطة

عندما تعاني من فهم مسألة ما، فكر بينك وبين نفسك، كيف يمكنني شرح هذه المسألة لطفل في العاشرة من عمره؟ يساعد استخدام التشبيهات بشكل كبير في ذلك. مثلًا عندما تحاول شرح تدفق التيار الكهربائي، لا بأس بتشبيهه بتدفق الماء! لا تفسر وتجب عن التساؤلات التي تحيرك في عقلك فقط، فكر بصوت عالٍ أو اكتبها كتابة. الجهد الإضافي المبذول في التحدث أو الكتابة يُسهم في فهم ما تريد تعلمه بشكل أعمق.

ركز جيدًا واستخدم منبه بومودورو

تجنب وجود مشتتات الانتباه من حولك، أوقف كل الإشعارات من هاتفك المحمول أو حاسوبك، ثم اضبط المؤقت على خمس وعشرين دقيقة. ركز باهتمام خلال تلك الخمس وعشرون دقيقة وحاول العمل بجد قدر الإمكان. بعد توقف المؤقت، امنح نفسك مكافأة صغيرة أو استراحة قصيرة. يمكن لعدد قليل من جلسات التركيز هذه أن تسهم في دفع عجلة دراستك نحو الأمام. حدد وقتًا ومكانًا حيث تكون الدراسةُ فيه عملًا طبيعيًا تقوم به (ليس في غرفة النوم مثلًا مع وجود سريرٍ مغرٍ).

أنجز أصعب مهامك أولًا

خصص بداية يومك وصباحك الباكر لإنجاز العمل الذي تراه صعبًا.

اخلق محفزات ذهنية

تخيل من أين بدأت وذكر نفسك بالحلم الذي ستصل إليه بدراستك هذه. علِّق على مكتبك أو مكان دراستك بعض الصور والكلمات التي تذكرك بحلمك وتحفزك لبذل المزيد من الجهد عندما تَفتُر همتك. فعملك هذا سوف يؤتي ثماره حتمًا يومًا ما.

لقراءة الجزء الثاني من المقال، هنا.

المصدر

Barbara Oakley. Mind for Numbers: How to Excel in Math and Science. July, 2014. هنا

Exit mobile version