Ad

يتحدث الكثيرون عن أضرار التدخين على صحة الإنسان بشكل عام، وصحة الرئتين بشكل خاص. كما توجد العديد من المقالات التي تتناول الحديث عن مدى إضرار التدخين بالبيئة. إضافة إلى ما سبق، نجد العديد من الأضرار التي يلحقها التدخين بصحة الفم، ابتداء باصفرار للأسنان وصولا إلى الأورام الخبيثة.

ورغم أن التدخين منتشر في العالم أجمع، إلا أن دول الشرق الأوسط سجلت في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد المدخنين ومستخدمي التبغ بمختلف أشكاله. يعتبر التبغ من مسببات الأورام الحميدة والخبيثة التي تصيب الفم، ويعد عاملا مساعدا لتحول الورم الحميد إلى خبيث. وتقدر عدد الوفيات الناتجة عن التدخين بثمانية ملايين نسمة سنويًّا، حيث أصبح التبغ في العصر الحالي من أبرز مسببات الوفاة.

التبغ والتدخين في الشرق الأوسط

لاحظت منظمة الصحة العالمية زيادة ملحوظة في عدد مستخدمي التبغ في منطقة الشرق الأوسط، خاصة خلال سنة 2015. وتعتبر منظمة الصحة العالمية التبغ ثالث أكبر الأسباب المسببة للأمراض في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. حيث ارتفعت نسبة المدخنين في المملكة العربية السعودية من 21% إلى 37% في الفترة الواقعة بين عامي 1996 و2012.

وتتزايد هذه النسبة لدى الجنسين على السواء، إذ تقدر نسبة المدخنات في الشرق الأوسط بـ 9%، بينما نسبة المدخنين 14%. وتتضاءل الفجوة بين الجنسين عامًا تلو الآخر. هذه النسب تصف مستخدمي السجائر فقط، دون احتساب السجائر الإلكترونية وطرق استخدام التبغ الأخرى كالمضغ والشيشة.

كما ينتشر استخدام الغات – وهو أحد طرق تعاطي التبغ – بصورة كبيرة في المملكة العربية السعودية واليمن، وبعض دول الشرق الأوسط الأخرى. ويتم تعاطيه عادة عن طريق المضغ أو العلك، وغالبا ما يسبب الأمراض الخطيرة للأنسجة المحيطة بالأسنان، خاصة في منطقة الخد من الداخل التي تستقر فيها كتلة الغات المستعملة.

مخاطر التبغ على صحة الفم

تأثير التبغ على صحة اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان

يعمل التبغ كعامل مساعد في تطور أمراض اللثة البسيطة. إذ يساعد على زيادة التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان. كما يسبب زيادة كبيرة في انحسار اللثة، والتي لا يمكن إعادتها إلى سابق عهدها حتى بعد التوقف عن استخدام التبغ. وعندما يتم استخدام التبغ بصورته المشتعلة كالسجائر، فإن الحرارة الناتجة عنه تزيد من سوء الوضع بالنسبة للثة الملتهبة.

تعمل الحرارة الناتجة عن اشتعال التبغ على تقليل حمضية الفم، فيمنح ذلك فرصة للميكروبات لتهدم نسيج اللثة. كما أن حرارة الاشتعال تمنع الأنسجة من الالتئام والتعافي. ويتسبب التدخين –إضافة إلى ذلك- في تغير الذوق، فكما يؤثر على اللّثة يؤثر على براعم التذوق الموجودة في اللسان، وتزيد الحرارة من تدهور هذه براعم.

يمتد تأثير التبغ وحرارة الدخان إلى عظام الفك التي تحيط بالأسنان، فيؤدي ذلك إلى تآكل العظام. وبالتالي تتحرك الأسنان من مكانها، فتسقط الأسنان واحدة تلو الأخرى بمرور الزمن. ومن الجدير بالذكر أن تآكل العظام لا يمكن علاجه بأي شكل من الأشكال، بل يمكن أن يتم الحفاظ على ما تبقى من العظام في حال التوقف عن استخدام التبغ.

تأثير التبغ على المظهر العام

يصاحب التدخين رائحة كريهة للفم دومًا وهو من أحد الأسباب التي يجب أن توضع في الحسبان. ليس ذلك وحسب، بل يتغير لون الأنسجة فتتحول من لونها الوردي الصحي إلى لونٍ داكن. مما يؤثر على وضع الشخص الاجتماعي، فينفر المحيطون به منه نتيجة رائحة أنفاسه الكريهة. الشيء الذي يصعب التخلص منه بالفرشاة والمعجون، أو المضمضة التي تعمل على تغطية الرائحة وليس التخلص منها.

كما يؤثر على لون الأسنان، إذ يسبب اصفرارها الذي يعكر صفو الابتسامة. وفي حالة التدخين الشره وعدم الذهاب إلى الطبيب للمساعدة في التخلص من تلك التصبغات، تصبح أكثر عمقًا داخل طبقات الأسنان. فتتحول الأسنان إلى اللون البني الداكن، خاصة في السطح الداخلي للأسنان. ولا يمكن للفرشاة والمعجون في تلك الحالة أن يزيلا تلك التصبغات، لأنها ترسبت في الطبقات الداخلية للأسنان.

إرشادات قد تساعدك

ربما لم يفت الأوان بعد، فكل ما عليك فعله هو اتباع الإرشادات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية للمساعدة على الإقلاع عن التدخين. كما يجب عليك زيارة طبيبك في أقرب فرصة لمتابعة صحة أسنانك والأنسجة المحيطة بها. وعدم التهاون في استخدام التبغ بمختلف صوره، فلكل صورة من صور استخدامه ضرر على الصحة العامة وصحة الفم والأسنان خاصة.

المصادر:

1- WHO

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Yasmin Awad
Author: Yasmin Awad

طبيبة أسنان وصانعة محتوى

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar

Yasmin Awad

طبيبة أسنان وصانعة محتوى


عدد مقالات الكاتب : 36
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *