- لماذا نحب الاستماع إلى الموسيقى؟
- كيف ترتبط الموسيقى بالهوية الفردية؟
- الموسيقى والتسويق: كيف تؤثر الموسيقى على سلوكك الشرائي؟
- علاقة الموسيقى بالسياسة: الموسيقى في خدمة الأنظمة السياسية
- الاستماع إلى الموسيقى خلال الحمل : آثاره على صحة الأم والجنين
- ما هو أثر الموسيقى في الحيوانات؟
- هل تؤثّر الموسيقى في نمو النبات؟
- آلة الفلوت: منذ العصر الحجري حتى اليوم
- تطوّر الموسيقى العربية بين التاريخ والجغرافيا
- موسيقى الجاز: الموسيقى التي وُلدت من رحم النضال ضد العنصرية
- ما هي موسيقى الروك؟ وكيف نشأت؟
من منّا لم يسمع بفرق البيتلز (The Beatles) والرولينغ ستونز (The Rolling Stones) والمغني الشهير “إلفيس بريسلي – Elvis Presley”؟ شكّلت هذه الأسماء الفنية الكبيرة أعمدة موسيقى الروك في بدايتها، لتتحوّل هذه الموسيقى إلى أكثر الأنواع انتشارًا وتأثيرًا في العالم، كما أنها تطوّرت عبر الزمن لتتفرّع إلى عدد من أنواع الموسيقى المختلفة التي تتراوح بين أكثر الأنواع هدوءً وأكثرها صخبًا. لكن ما هي موسيقى الروك؟ وكيف نشأت؟
محتويات المقال :
ما هي موسيقى الروك؟
يُعتبر تعريف موسيقى الروك جدليًا بحيث تتعدّد تعريفاته وتصنيفاته. وتختلف المدرستان الأميركية والبريطانية، وهما الأكثر تأثيرًا في موسيقى الروك، في تعريفها، إذ إن التعريف الأميركي أكثر شمولًا.
يُعرّف الروك كنوع من أنواع الموسيقى الشعبية الذي يتميّز بإيقاع قوي يتمثّل بعزف مركّز على آلالات الإيقاعية كالطبول (Drums) وآلة الصنج (Cymbals). كما يرتبط بأصوات مُكبرّة من خلال الآلات الموسيقية الكهربائية كالغيتار الكهربائي والغيتار الباس الكهربائي (Bass electrical guitar)، وتُدعم هذه الآلات أحيانًا بآلات أخرى كالبيانو والكمان والتشيللو وغيرها. كذلك ترتبط موسيقى الروك بطبيعتها “الثورية”، إذ أثارت أغاني الروك مواضيع جريئة كالمخدّرات والجنس ونقد الأنظمة السياسية والاجتماعية.
انطلقت موسيقى الروك في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت تُعرف باسم “الروك أند رول”. وتطوّرت هذه الموسيقى تباعًا خصوصًا في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، فشملت الكثير من الأنماط والأساليب المتعددة، ممّا صعّب عملية تعريف نوع الروك وحصره بخصائص موسيقية محددة.
جذور موسيقى الروك
لم تنشأ موسيقى الروك من العدم، فهي تجد جذورها في أنواع أخرى من الموسيقى كانت منتشرة منذ الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين. في هذه الفترة، كانت الولايات المتحدة الأميركية تعاني من التفرقة العنصرية التي طالت المجال الثقافي والفني أيضًا، بحيث كانت موسيقى “البلوز – Blues” و”الريذم أند بلوز – Rhythm and Blues” محصورة أداءً وجمهورًا بالأميركيين من أصل أفريقي. أما موسيقى “الكانتري -Country ” وموسيقى الـ “بوب – Pop” فقد كانت تُعتبر موسيقى الأميركيين البيض.
في بداية الخمسينات، بدأت خريطة الموسيقى بالتغيير تدريجيًا، فبدأت الموسيقى الريفية بأنواعها تنتشر بشكل أكبر في المدن، لذلك أخذت طابعًا أكثر عدوانية، ممّا دفعها إلى استخدام آلات مكبرة للصوت كالغيتار الكهربائي. كذلك بدأ المغنون البيض بأداء أغانِ تنتمي إلى نوع البلوز، ممّا أعطى الفرصة لعدد من الفنانين السود بالتوجه إلى جمهور أكبر. شهدت هذه الفترة خلطًا بين أنواع عدة من الموسيقى، وهنا كانت بداية الروك أند رول الذي يُعتبر مزيجًا بين موسيقى البلوز والريذم أند بلوز والكانتري.
محاولات الروك الأولى
من الصعب تحديد أول أغنية روك في تاريخ الموسيقى، إذ نتجت هذه الموسيقى تدريجيًا عن المزيج بين أنواع الموسيقى المختلفة. ولكن العديد من المغنيين الأميركيين طبعوا المحاولات الأولى في الروك.
شكلت أغنية “Rock Around the clock” لفرقة “Bill Haley and his comets” محطة أساسية في انتشار موسيقى الروك في العام 1955. رغم أنها لم تكن أغنية الروك الأولى، إلا أنها كانت الأولى التي تحتل المرتبة الأعلى مبيعًا.
كذلك يُعتبر المغني الأميركي “تشاك بيري -Chuck Berry ” من مؤسسي الروك أند رول. وكان متأثرًا بموسيقى الكانتري. كما كان من الفنانين القلائل الذين يكتبون كلمات أغانيهم، وقد استغل تشاك بيري صعود ثقافة الشباب (أي المراهقين) ليكتب أغاني تحاكي قضاياهم وأفكارهم، فأصدر عددًا من الأغاني الشبابية التي لاقت نجاحًا كبيرًا.
كما نجح الموسيقي الأميركي “ليتل ريتشارد -Little Richard ” في خرق قواعد العرض المسرحي، إذ قدم عروضًا تحمل طابعًا من الجنون غير المألوف في ذاك الزمن، من حيث أزيائه وأسلوبه الغنائي. وأصدر أغاني روك ناجحة.
إلفيس بريسلي: موجة الروك أند رول الأولى
يُعتبر اليوم إلفيس بريسلي أحد أهم الوجوه الفنية في القرن العشرين، ويُلقّب بـ”ملك الروك أند رول”. تميّز إلفيس بحبه لموسيقى البلوز وقدرته على مزج الأنماط الموسيقية بشكل مُبتكر، كما تميّز بذكاء عالي باختيار أغانيه وبكاريزما ساحرة جعلته سريعًا أهم نجم موسيقي أميركي. في العام 1956، احتلّ إلفيس بريسلي المرتبة الأولى لمدة 25 أسبوعًا.
شكّلت أغنية “That’s alright Mama” النقلة النوعية في حياة إلفيس بريسلي الفنية، لكن تسجيل هذه الأغنية كان مجرد صدفة. إذ أن إلفيس كان مع غيره من الموسيقيين يغني متعبًا في وقت متأخر من الليل، وحين كان مدير الاستديو منهمكًا بإصلاح عطل تقني، بدأ بريسلي بغناء أغنية “That’s alright Mama” (وهي أغنية لأرثر كرودوب في الأساس) بطريقة فكاهية لمجرد التسلية، وانضم إليه العازفون. لكن مدير الاستديو أعجب بهذه النسخة من الأغنية وطلب تسجيلها. وبالفعل حققت الأغنية نجاحًا باهرًا.
أثار إلفيس بريسلي جدلًا في الخمسينات نظرًا لجرأة أغانيه ولاعتماده الإثارة الجنسية في عروضه الموسيقية، واعتبره البعض ذا تأثير سيئ على الشباب والمراهقين.
نجحت موسيقى الروك في تجسيد الروح الشبابية وأفكار المراهقين المتمرّدة، كما نجحت بكسر القيود بين ثقافات الأعراق المختلفة في الولايات المتحدة الأميركية. لكن سرعان ما انتشرت موسيقى الروك في العالم أجمع وتحولت إلى أهم أنواع الموسيقى وأكثرها تأثيرًا، ليس فقط على الصعيد الفني بل أيضًا على الصعيد السياسي والاجتماعي .
إقرأ أيضًا: كيف تؤثر الموسيقى على أدمغتنا؟
المصادر:
Coursera
Britannica
Musicaldictionary.com
Rockmusictimeline.com
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :